أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إدريس ولد القابلة - بهدلة حقوق الإنسان خلال يناير 2012 بالمغرب














المزيد.....

بهدلة حقوق الإنسان خلال يناير 2012 بالمغرب


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 3626 - 2012 / 2 / 2 - 08:35
المحور: حقوق الانسان
    


اللهم قد بلغت
بهدلة حقوق الإنسان خلال يناير 2012 بالمغرب


عرف شهر يناير الجاري تسجيل جملة من القضايا الحقوقية التي وصمت الساحة الوطنية في ظل أول حكومة تفعيلاً للدستور الجديد. لقد تم رصد عدداً من الخروقات والتجاوزات الماسة بحقوق المواطنين أفراداً وجماعات، بعضها ذكرنا بالماضي الأسود، لكن تم السكوت عنها من طرف القائمين عن الأمور عملاً بمقولة كم من القضايا "قضينا عليها" بتجاهلها أو محاصرتها بالصمت المطبق مع الإصرار والترصد.

خلال شهر يناير الجاري، وفي ظل حكومة عبدالإله بنكيران صودر أكثر من حق في التظاهر والاحتجاج السلمي، وأكثر من حق في حرية الرأي والتعبير، علماً أنه لا يمكن حجب أشعة الشمس الساطعة بالغربال.

ومع الأسف الشديد يأتي اقتراف هذه الخروقات والتجاوزات في وقت يتطلع المغاربة لعدم التسامح مع أي دوس لأي حق من حقوق الإنسان أو من حقوق المواطن مهما كان الأمر ومهما كانت الجهة المقترفة وكيفما كانت الظرفية التي وقعت فيها.

وفي هذا المضمار يعتبر اعتقال السلطات القضائية لأحد القضاة بمدينة طنجة متلبساً في عملية استلام رشوة مرصودة مقابل إصدار حكم بعينيه، قراراً شجاعاً وغير مسبوق بهذه الصفة بالمغرب. ويريد المغاربة أن تكون هذه النازلة تدشين لمسار الرفع من وثيرة مسألة ومتابعة ومحاسبة ومعاقبة مختلف المسؤولين الذين تسول لهم أنفسهم استغلال نفوذهم للنيل من المواطنين والدوس على حقوقهم وابتزازهم عبر الرشوة في قطاعات وميادين متعددة.

لكن لن تستقيم إشكالية حقوق الإنسان وحقوق المواطن على أرض والواقع المعاش الملموس واليومي إلا عبر اتخاذ كل التدابير الضرورية والكفيلة والتي من شأنها إخضاع مختلف الأجهزة الأمنية والاستخباراتية للمراقبة والمساءلة والمحاسبة. ولن تستكمل الدائرة إلا بحضور الشجاعة السياسية والاعتبارية لإرساء حقيقي لمبدأ عدم الإفلات من العقاب، وهذه نقطة لازالت لوبيات الفساد وجملة من النافذين في دوائر صناعة القرار يتصدون لها بكل ما أوتوا من قوة. وجبروت وضغط وحيلة التصدي لإقراره لأنهم يعلمون علم اليقين أن هذا الإقرار سيقذف بالعديد منهم خلف القضبان بفعل القانون والمحاكمة العادلة وهذا مازال يرعبهم.

كما عرف هذا الشهر الأول من السنة الجديدة عجرفة وتعنت بعض رجال السلطة، وهناك نوازل وصمت بالمشينة، ورغم ذلك مازلنا لم نسمع عن أي إجراء تم اتخاذه في هذا الصدد بل الملاحظ هو الاستمرار في محاولة التستر واعتماد سياسة "النعامة" أي إقبار الوجه في الرمال إلى حين برود القضية، وهو أسلوب أضحى يستفز المغاربة.كما أن التعذيب أكد حضوره كذلك خلال هذا الشهر الجاري في بعض الحالات وهذا أمر وجب وضع حد له حالاً، ولن يتأتّى هذا إلا بالعمل الجاد على الاستجابة لطلب اللجنة الأممية لمناهضة التعذيب، يجعل جريمة التعذيب غير قابلة للتقادم، واحترام بلادنا لتعهداتها الدولية في هذا الصدد، سيما بالتحقيق وملاحقة ومعاقبة من يقترفون أعمال التعذيب.

ومن الممارسات غير المفهومة. حقوقياً على الإطلاق –استمرار اعتقالات طالت مواطنين لمجرد مشاركتهم في احتجاجات اجتماعية سلمية تم تنظيمها بفعل إهمال القائمين على الأمور والسلطات العمومية لجملة من المطالب المشروعة. وفي هذا المضمار إن النغمة النشاز التي لم يفهمها الشعب المغربي هي تلك المتمثلة في اعتقال الشاب الذي رفع لافتة مكتوب عليها "عاش الشعب" خلال مباراة المغرب/تونس في كرة اليد. إنها نغمة نشاز شوشت على الجزء من سيمفونية "احترام حقوق الإنسان" التي تسعى إلى الانسجام فيما بينها، وهو نشاز نال من السيمفونية حقاً لأنه من المفروض أن يكون الشعب –أي كافة المغاربة- بمثابة الدالة الحاضرة في أية معادلة، لأن من أجله تعد السياسات ومن أجله تبلور الخطط والبرامج، ومن أجله ولصالحه وجب صناعة القرارات في مختلف الميادين والمجالات.

هذه جولة سريعة عن بهدلة حقوق الإنسان وحقوق المواطن خلال شهر يناير الجاري، مع الرجاء أن يكون شهر فبراير أحسن حالاً حقوقياً، فهل سيتحقق هذا التمني، أم ستظل "حليمة على عاداتها" كما يقال؟.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برنامج الحكومة بين الجدة ونسخ ما سلف: مازالت حليمة على عادات ...
- من صلب الديمقراطية
- نحن في وضع لا نحسد عليه
- نحصد ما زرعنا معضلتنا المستدامة افتقارنا للرؤية
- على هامش منع مجلة -لكسبريس- و-لونوفيل أوبسيرفاتور- الفرنسيتي ...
- هل سيبقى -المصباح- مضيئاً أم سرعان ما ستنطفئ فتيلته؟!
- لماذا أنار -المصباح- القنيطرة لما انكسر -الميزان- ودبلت -الو ...
- هل ستكون انتخابات 25 نونبر حاسمة فعلا؟ أم أن الجبل تمخض لينج ...
- -الجيش الجزائري يعرقل مسيرة الاستقرار والتطور الاقتصادي في ا ...
- الخطة المغربية لتغيير ملامح الشمال في أفق 2025
- تغيير النظام الجزائري أضحى أمرا ضروريا لضمان للاستقرار الإقل ...
- محمد بلحسن الوزاني مواقف شجاعة و تهميش سياسي
- -الجزائريون يتحملون النظام على مضض في انتظار يوم الفرج-
- لا مناص من محاكمة مافيا جنرالات الجزائر
- متى تستفيق أحزابنا من سباتها العميق؟
- المغرب يتوفر على قضية عادلة ولكنه لا يتوفر على محامي بارع
- الفكر الظلامي الرسمي بالمغرب
- لجولة 7 للمفاوضات غير الرسمية انكشاف دور الجزائر في النزاع و ...
- ليس هناك أحزابا سياسية بالصحراء المغربية بقدر ما هناك تحزبات ...
- المغرب - الجزائر المفاوضات السرية الأولى


المزيد.....




- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح
- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إدريس ولد القابلة - بهدلة حقوق الإنسان خلال يناير 2012 بالمغرب