أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - سنان أحمد حقّي - التصميم الحضري..تخصّصٌ مفقود ٌ تقريبا!














المزيد.....

التصميم الحضري..تخصّصٌ مفقود ٌ تقريبا!


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 3626 - 2012 / 2 / 2 - 08:35
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    



التصميم الحضري..تخصّصٌ مفقود ٌ تقريبا!
بين الآونة والأخرى تشرع الجهات المسؤولة عن النشاط الحضري والإقليمي بوضع خطط وتصاميم للمدن والقصبات بغية انتهاج قواعد ومفاهيم على سبيل تطوير وتنمية تلك المدن والقصبات وتعود لتعيد صياغة تلك المفاهيم والقواعد كل حين على ضوء التحديث المستمرّ وفي الغالب لا تكون تلك التصاميم والتي تُدعى بالتصاميم الأساسيّة أو الإنمائيّة إلاّ مخططات تقع في منطقة وسطى بين العمل الجغرافي وبين العمل المعماري أي أنها مخططات تعتمد الرموز والمصطلحات والمفاهيم العامّة ولا تُعتبر مخططات صالحة للعمل التفصيلي والعملي لأغراض تفصيلية أو تنفيذيّة وتكون غالبا بمقاييس كبيرة ونقصد بذلك مقاييس 10000أو 20000أو أكثر بما لا يقع ضمن المقاييس العسكريّة مثل مقاييس 50000أو أكثروهذه مخططات لا تصلح لأغراض التصميم الحضري لأنها كما قلنا رمزيّة واصطلاحيّة تعرض المفاهيم الكليّة فقط.
ونفتقد في مؤسساتنا العامّة والمسؤولة عن التنمية الحضريّة إلى تخصصات مهمة وتوفّر خبرة من نوع آخر وهي التصميم الحضري وهو التخصص الذي يبحث في مميزات المكان على اختلاف حجمه ونوعه من المحلّة بل الكتلة العمرانيّة المكانيّة حتّى الحيّ والقطاع والمدينة والأقاليم الثانويّة إنه العمل الحضري الذي يتناول المكان بأبعاده الثلاثة ويُعدّ عناصر المكان على اختلافها من مثل المباني والمواصلات وأماكن المشاة والمارّة وأماكن التجمّع والأسواق والترفيه ويعمل على تنظيم العلاقات بين المباني ومنظومة المواصلات والفضاءات العامّة والمرافق العامّة، إن التصميم الحضري هو عمليّة تكوين الكتلة والشكل والعناصر لمجموعة من المباني لمحلّة كاملة أو مدينة، إن التصميم الحضري هو عبارة عن مزيج بين العمارة وتصميم المناظر الطبيعيّة وتخطيط المدن مجتمعين بهدف جعل المناطق الحضريّة أكثر كفاءة وجاذبيّة ، إنه يربط المكان بالناس وحركة المواصلات بالحركة الحضريّة المختلفة ليؤلّف نسيجا متجانسا مع الطبيعة
ولو تابعنا العمل الحضري في بلادنا لوجدنا أن عمليّة التخطيط تتوقّف عند إعداد ما يُدعى بمخططات التصاميم الأساسيّة أو المخططات الإنمائيّة فقط ولا يكاد يوجد لدينا جهد مما يقع ضمن التصميم الحضري إلاّ ما ندر ونكاد نجد أن مثل هذا التخصّص مفقود على نطاقٍ واسع .
إن توسيع الخبرات والتخصصات في مثل هذا المجال لم يعد كماليّا إذ أن مدننا في الغالب تعاني من مختلف أشكال العشوائيات والمناطق التي تفتقر إلى أبسط أنواع التنظيم وعند استكمال إعداد المخططات الإنمائيّة الستراتيجيّة لأيّة مدينة نحتاج أن نواصل العمل على الشروع بالتصميم الحضري المستدام وهو تخصّص يختلف عن جهود وفعاليات وضع المخططات الرمزيّة الكبرى كما وضّحنا آنفا.
إنه يتناول كل كتلة عمرانيّة أو محلّة بل حتّى الأحياء والمناطق حتّى المدينة بكلّيتها وبالأبعاد الثلاثة ويتم إعداد الدراسات اللازمة للأبنية التحتيّة وعناصر التصميم الحضري المختلفة من المباني حتّى شبكة المواصلات والفضاءات المفتوحة وأماكن التجمعات البشريّة والمماشي والممرات والطرق وخطوط القطارات السريعة وغيرها
إن مثل هذا التخصّص مازال مفقودا في مضمار الممارسة والخبرة في بلادنا ويلزم أن نوصي يتوسيع مثل هذه الدراسات والتخصصات لأهميّتها القصوى حاليا ونوصي مؤسسات التعليم العالي والجامعات وكليات الهندسة بخاصّة أن تولي هذا التخصص عناية كبيرة وتؤسس لفتح أقسام للتصميم الحضري فيها وليس مجرّد محاضرات محدودة في أقسام العمارة إن هناك ضرورة كبرى في تأسيس أقسام للتصميم الحضري ينتسب إليها طلاب العلوم الهندسيّة المختلفة المدنيّة والمعماريّة والكهربائيّة والإقتصاد والإجتماع والتخطيط والبيئة والجغرافية والفروع المتنوعة اللازمة الأخرى لنتمكن من سدّ حاجة المدن من الكوادر العلميّة المتقدّمة في هذا المجال وأن يتم توزيعهم على المؤسسات القائمة على الحركة الحضريّة في كل مدينة إن عددا من الجامعات العربيّة محدودا هو الذي يقوم الآن يتهيئة مثل تلك الكوادر والعمل على تطوير الخبرة والممارسة في هذا المجال الحيوي بشكل متكامل وبتخصّص مستقلّ
إن التصميم الحضري وبناء المدن كما يُقال هو من أهم مساعي التبشيرلأي مرحلة تمنح فرصة لاستنهاض صورة الحياة والفن وإبداع الإنسان والثقافة التي تخلّد مؤلفيها إنها مواهب مصممي وصنّاع المستقبل إنه مسعى أخلاقي أساسي يستلهم رؤيا الفن العامّة والعمارة مدعوما بعلوم الإنشاءات في
الترتيب والنظام
الوحدة
التوازن
التناسب
المقياس
التسلسل الهرمي
التماثل
الإيقاع
التضاد
المحتوى
التناسق والإنسجام
الجمال
ويبحث في الوقت الحاضر أهم المسائل الماثلة أمامه ويمكن إيجازها على النحو التالي: ـ
1.تدهور الأوضاع الإقتصاديّة وتفاقم البطالة
2.تغيّر الطقس ظاهرة الدفيئة( ازدياد حرارة كوكب الأرض)
3. تزايد الطلب على الطاقة ومهمة تأمينها
4.تآكل وانهدام الأبنية التحتيّة
5.أزمة النقل على امتداد الأقطار
ويشترك المصممون الحضريون في اختيار حلّ واحد لمجموعة التحديات الموصوفة أعلاه يتمثّل في اعتماد شبكة من القطارات المتطوّرة من صنف عالي وسريع
وهكذا يتّضح لنا مدى أهميّة توسيع مساحة الخبرة التقنيّة والهندسيّة في مجال التصميم الحضري سواءً في انفتاح الجامعات ومراكز البحث على هذا التخصص المهم أو في التعامل مع خرّيجيه على صعيد العمل وخصوصا في مؤسسات الدولة التي تعاني من تخلّف في الواقع الحضري في ظل غياب المتخصصين في هذا الميدان الحيوي.



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى أنظار السادة المسؤولين عن موقع الحوار المتمدن الأفاضل!
- مهدي محمد علي.. شاعرٌ وليس كاتبُ جنّة البستان فقط !
- من هو الشاعر ؟
- مثقفون و مثقفون..!
- رسائل ..
- المنطق الجدلي والنظريّة الفلسفيّة..!
- تعقيبا على مقال لا أغلبيّة في العراق!
- حول بابل ومسار التاريخ ومقال الأستاذ وليد مهدي !
- النمو الحضري بين النظريات والدوافع..!
- عودة إلى الهزّات الأرضيّة !
- لمحات وتأملات مع مقال الأستاذ وليد مهدي في البحث عن ملكوت ال ...
- مهدي محمد علي..توأم روحي!
- هل تلعب الجامعة العربية دورا جديدا .. !؟
- تحكيم المباني ضد الزلازل من الجوانب التصميميّة !
- من سمات القيادة المقتدرة!
- تأملات تقدّميّة في ثورات الربيع العربي
- العيافة والقيافة والفراسة والطيرة...وغيرها من طبائع العرب
- أضواء على زوايا من علم الفلسفة الأساسي ( المنطق)!
- شنو؟.. لعد تردونها طول العمر؟
- من وراء الربيع العربي


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - سنان أحمد حقّي - التصميم الحضري..تخصّصٌ مفقود ٌ تقريبا!