أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إيمان عادل - الغنام وقصة معاناة لاجئ سياسى مصرى بسويسرا















المزيد.....

الغنام وقصة معاناة لاجئ سياسى مصرى بسويسرا


إيمان عادل

الحوار المتمدن-العدد: 3625 - 2012 / 2 / 1 - 18:41
المحور: المجتمع المدني
    



لاجوش كومباتيف : الغنام لا يشكل خطرا على المجتمع السويسرى خطره الأكبر كان على نظام مبارك .
بيير بيتى : شرطة " كانتون" بجنيف اعتمدت على تلفيقات كاذبة فى تقرير للشرطة للتخلص من أزعاج الغنام وسجنه بسجون " Dollon " الميدانية .
على الغنام : أخى يعانى الموت بسبب وقوفه فى وجه نظام فاسد .

كتبت – ايمان عادل

فى الحادى والعشرين من يناير سنة 2001 وقف عقيد بالداخلية المصرية يدعى " محمد الغنام " فى مؤتمر حقوق الإنسان المنعقد فى لندن بصفته مدير مركز البحوث القانونية بوزارة الداخلية لإلقاء كلمته حول وضع حقوق الانسان فى مصر وخاصة داخل وزارة الداخلية والسجون .

تحدث العقيد خلال المؤتمر عن عمليات قتل وتعذيب لابناء شعب مصر على أيدى ضباط الداخلية والذين وصفهم " بانهم يتعرضون لضغوط من مبارك تدفعهم دفعا لممارسة عمليات التعذيب بقصد إرهاب وتركيع الشعب المصرى " وسرد للحضور امثلة لأثنين من السجناء الذين تم تصفيتهم داخل السجون المصرية أحدهما من الفيوم مات نتيجة تعذيبه بالعصا والسير والكى بلفافات التبغ والحديد المحمى فى النار والثانى والآخر من سوهاج مات نتيجة تعذيبه وانتهاكه جنسيا وايلاج عصا فى دبره "

وعرض فى ذات السياق وبالوثائق أمثلة لضباط الداخلية المتهمون بالاختلاس والتزوير والإستيلاء على أموال مخصصة لجنود الشرطة وتهريب بضائع وتلقى رشاوى ضخمة , وعرض فى المقابل موقف وزيرالداخلية " حبيب إبراهيم العادلى " الذى كان يتخطى الأحكام القضائية التى تصدر ضدهم بل ويمنحهم امتيازات وظيفية .

وتحدث الغنام عن الإضطهاد المدروس للإقباط فى مصر ومحاولة الوقيعة الدائمة بين المسلمين والأقباط لضمان سيطرة مبارك على مجمل الاحداث ووصف مبارك فى التقرير بالديكتاتور الذى يعتمد " القمع والإرهاب والحيلة والخديعة أدوات للاستمرار فى السلطة والبقاء فى الحكم " .

وطالب " الغنام " " ان أبسط قواعد العدالة تأبى أن يفلت مبارك بجرائمه ولابد من تقديم هذا الديكتاتور للمحاكمة الجنائية أمام القضاء البلجيكى "

وأعلن انه بدأ ببعض الاتصالات مع نفر من كبار المحامين فى بلجيكا لبحث مدى امكانية تقديم مبارك للمحاكمة بالفعل .

يبدو هذا السيناريو الذى تصدر مشاهده الغنام ذات انطباعات بطولية أو جنونية , وقد حزت الحكومتان السويسرية والمصرية بهذه المواقف الى جانبها الثانى " الجنونى " .

فبعد أن كشف " الغنام " انتهاكات نظام مبارك لشعبه وفضح مخططات ضد الأقباط , تعرض الغنام داخل بلده للملاحقة والمنع من السفر وخاصة انه كتب عدة مقالات تفضح هذه الانتهاكات على صفحة جريدة الشعب والتى منع من النشر فيها وقويد على تلفيق تهمة لرئيس تحريرها لكنه رفض .

وعندما استوثق " الغنام " من أن حياته داخل وطنه فى خطر قرر اللجوء السياسى لسويسرا و حصل عليه عام 2000 , وقتها قرر الاعلان عن هذه انتهاكات نظام مبرك بالمؤتمر سالف الذكر .

و لم يصمت " الغنام " عن مواقف النظام المصرى المتخاذلة فى أثناء اقامته بسويسرا وخاصة بعد احتلال العراق , ففى عام 2003 كتب " الغنام " مقالة بعنوان " هبوط حاد فى سعر العميل مبارك " ليعلن أن مبارك أكثر الحكام العرب عمالة لامريكا واسرائيل وأن " المبرر الوحيد لمشاركة الطاغية مبارك فى العمل العسكرى ضد العراق هو الرغبة فى تقاضى الثمن لحسابه الشخصى ومصلحته الخاصة ومن خلال الدعم الأمريكى لنظامه لتمكينه من البقاء فى الحكم " .


ووجه رسالة مباشرة الى مبارك فى نفس المقال قائلا : " لقد كان صدام حسين عميلا أمريكيا أهم منك كثيرا ومن قبله كان شاه إيران وكثيرون غيرهم وبعد أن استنفذوا اغراضهم وأدوارهم المرسومة لهم ألقت بهم أمريكا فى " مقلب النفايات " لهذا فمن الطبيعى أن تلقى نفس نهايتهم وأن تجد مكانك الى جوارهم فى " مزبلة التاريخ " وكم أتمنى شخصيا القبض عليك وعلى أفراد أسرتك ..فانتظر إنا منتظرون , وإن غدا لناظره قريب "

وكأن الغنام كان يقرأ المشهد مسبقا قبل تغير مسار الديكتاتورية بعشر سنوات , لكن هذه الرؤية الاستشرافية والعبقرية الفردية فى قراءة التاريخ وتحديد مساراته كانت وبالا على شخصية قدر لها أن تواجه نظاما اضطهدها ونظاما آخر أدعى انه يحميه .

ففى نهاية عام 2003 أجرى مكالمة هاتفية بصديقه الصحفى البريطانى " روبرت فيسك " – كما وصف فيسك بمقاله بالاندبندنت - يخبره أن" الشرطة السرية السويسرية عرضت عليه التخابر لاختراق القاعدة والمجتمع العربى فى سويسرا " وبعد رفضه التخابر ذكر انه تعرض لمدايقات الشرطة السرية السويسرية .

وقال الدكتور " على الغنام " – شقيق العقيد محمد الغنام - انه اثناء محادثاته مع شقيقه عبر الانترنت اخبره بأنه يتعرض لمدايقات وأن هناك من يحاولون الاشتباك معه بدون أسباب حتى انه حرر معه محضر بالشرطة بتهمة الاشتباك مع أحد الاشخاص ومحاولة طعنه بالسكين "

وفى بداية عام 2005 كتب الغنام مقالا آخر يصف فيه حكومة سويسرا بأنها " أشد أعداء الاسلام وأنها شريكة فى مؤامرة احتلال العراق وانها تقف وراء نظام مبارك مارقة للفساد المستشرى بداخله ووصفها بأنها جزء من المعاهدة الدولية للصليب لأنها أيدت الإحتلال الأمريكى "

كانت هذه المقالة هى القاسمة للعقيد الغنام حيث اتهم فيها بالعنصرية وكراهية الاجانب بل تم اتهامه بالارهاب على خلفية الجملة الواردة بالمقال " اليوم نضرب الضربة الكبيرة .. سوف ننتقم "

ويذكر الدكتور على الغنام أن سويسرا أسقطت اللجوء عن العقيد الغنام عام 2006 , وتم القبض عليه وسجنه بسجن تشامب دولون بجنيف بسويسرا منذ 12 اذار (مارس) 2007، دون توجيه أية اتهامات إليه .


ووصف صاحب مدونة (La Gauche combative) فى مقال لها بعنوان " تحرير الغنّام " الغنّام اتسم بالعنصرية وكره الاجانب وبالرغم من ذلك لا يشكل خطرا على المجتمع السويسرى بل يشكل خطرا على نظام مبارك وعشيرته فأن يكشف استثمار مليار دولار بقرية "اندرمات" السويسرية لانشاء مساكن فاخرة لرجال الأعمال المصريين فهذا خطرا على الحكومة المصرية التى كان حرى بها أن تستثمر هذه الأموال لتطوير العمل والسكن والتعليم والصحة من أجل 40 مليون مصرى فقير بدلا من غسلها على جبالنا " .


وتحدث المدون " Pierre Pittet" - رئيس رابطة cjp الحقوقية - فى مقال له بعنوان " LA REVOLUTION EGYPTIENNE EN MARCHE" حالة الاجئين المصريين بسويسرا الفارين من اضطهاد نظام مبارك قائلا : " من المواطنين المصريين الفارين من نظام مبارك الفاسد "محمد الغنام" والذى حصل على حق اللجوء السياسى لسويسرا عام 2000 , وفى الحقيقة الغنام مصاب بداء العظمة وبرغم حالته النفسية حكم عليه بالسجن 5 سنوات بدون محاكمة ويذكر أن ابتلاع الغنام لمضادات الذهان وعلاجه من كلا المرضين النفسيين بالسجن سيودى بحياته وعلى السيد أن يعالج فى مكان طبى مفتوح وليس بالسجن "

ووجه المدون انتقاده لشرطة" كانتون " بجنيف انها " اعتمدت على تلفيقات كاذبة فى تقرير للشرطة للتخلص من أزعاج الغنام وسجنه بسجون " Dollon " الميدانية , لابد من الضغط على السلطات السياسية والتنفيذية فى جنيف لوقف الأعتقال التعسفى على أسس مزورة وتعريض حياة الآخرين للخطر , ان غطرسة القضاء البلجيكى وظلمه يجعل القضاة جالسين على برميل بارود لابد من انهاء هذه الغطرسة على المستوى الدولى وبكل الوسائل التى بحوزتنا "

وانتقد " بيير" كذلك موقف الحكومة المصرية بعد الثورة قائلا " ان الاحتفال بالثورة المصرية يفرض الإفراج عن المعارضة المصرية من اللاجئين فى سويسرا , لابد من تسليط الضوء على هذه المسألة "
وقال الدكتور على الغنام أن السيد " بيير بيتى" مدير مركز cjp الحقوقى قد قدم التماسا لرئيسة الإدارة الاتحادية للعدل والشرطة بجنيف للافراج عن الغنام نتيجة تدهور حالته الصحية ونتيجة تغير النظام الذى كان يهرب منه الغنام والذى جعله ينشر مقالته المهددة لنظام بلده والمهددة لسويسرا وكان رد رئيسة الادارة الاتحادية " السيد الغنام يستطيع أن يموت فى السجن "!

ويطلب الدكتور على الغنام من الحكومة المصرية التدخل بارسال مندوبها بالسفارة السويسرية لمتابعة ملف الغنام والتأكد ان كان على قيد الحياة أو متابعة حالته الصحية , وتطلب اسرته ان يعود الغنام " ليعالج " أو " ليموت " بين أهله وخاصة انه ممنوع من الزيارات من خمس سنوات سواء من اسرته او محاميه .

ويطلب روبرت فيسك جوابا من كل من تابعو قضية الغنام " لماذا يسجن على الأرض الغانم ؟ عندما قابلته في القاهرة كان يشن حملة لمساواة الأقباط المسيحيين بالمسلمين ، هل هذا هو حقا الرجل الذي كتب هذا الكلام المنسوب إليه ؟ وسويسرا أنكرت اختفاؤه إذا لماذا يسجن في جنيف ؟ "..روبرت فيسك



#إيمان_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها المواطن المغفل اكسر كردونك الشبيه بالمصيدة .


المزيد.....




- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: العمل جار لضمان حص ...
- الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 50 ألف شخص بسبب المعارك شمال إثي ...
- بعد تقرير -اللجنة المستقلة-.. الأونروا توجه رسالة للمانحين
- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إيمان عادل - الغنام وقصة معاناة لاجئ سياسى مصرى بسويسرا