أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاهر أحمد نصر - فلتنتصر إرادة الخير















المزيد.....

فلتنتصر إرادة الخير


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 3625 - 2012 / 2 / 1 - 11:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وردتني في هذا الصباح رسالة هامة من الأديب والمترجم المعروف عن اللغة الفرنسية، والحائز على جوائز عالمية في مجال الترجمة، ورئيس جمعية الترجمة في سوريا لسنوات الأستاذ عبود كاسوحة... وأجبته بالرسالة التالية:

"الأستاذ النبيل عبود كاسوحة المحترم

قلوبنا معكم...

كل كلام في مثل هذه المناسبات أجوف...

ندعو من القلب أن تنتصر إرادة الخير، وأن تبقوا بخير، وتبقى بلدنا كما نحلم.

أرجو أن توافينا برسائل يومية لنطمئن عنكم.

مع التحية العاطرة والمحبة الصادقة.

طرطوس 1/2/2012 أخوكم شاهر أحمد نصر"

ونظراً لأهمية الرسالة أنشرها كاملة:

“أيها الأحباء، يا أخوة الترجمة

احفظوا هذا التاريخ:

جرى قبل أربعة وخمسين عاما الإعلان عن الاتفاق بين مصر وسورية على إعلان الوحدة بين البلدين،

وكان اليوم الأكثر شؤماً في تاريخ سورية الحديث: جاءنا بالتعصب الديني، وبأنظمة المباحث، وحكم الفرد،

وإلغاء الآخر...وويلات عانينا منها وما نزال. وكنت يومها في آخر المرحلة الثانوية، لكن من جيل قادر على

أن يحكم على الأشياء. رغم أنّ البعض ما زال يكابر حتى اليوم فيعتبره يوما مضيئاً في تاريخنا الحديث.

لكن قلت لكم رأيي الشخصي...



وأنتقل الآن الى التاريخ نفسه .فإليكم أين نحن في القصير، بدءاً من عصر أمس الثلاثاء وحتى فجر الأربعاء 1/2/2012:



القصير تمثل سورية من حيث تنوّعها الديني، وهذا يحزنني حين أفكّر بأنّي تخرّجت من الجامعة بعد خمسة أعوام،

وبيننا زميلات وزملاء لا يعرفون ديني، بل يظنّون أنّي مسلم، رغم أنّ عددنا في كافة السنوات لمّا يبلغ أربعة عشر.

في القصير، أكثر من ثمانين بالمئة مسلمون، سنـّة، وقرابة خمسة عشربالمئة مسيحيون كاثوليك، والنسبة الباقية علويون وشيعة،

وعدد من البيوت الآشورية والأرمنية، والكردية والتركمانية... والكل يعيش في وئام، في الوئام السوري الأسطوري...



لست في صدد الحديث هنا عن حكم الحزب الواحد الذي تعرفون كلكم ما فعل بالبلاد...فأنا معارض. لكنّي أقبل بأن يُهدَم بيتي،

ولا يُكسَر لوحُ زجاج واحد، في نوافذ مباني شعبة الحزب أو البلدية أو المالية او المشفى او الجمارك...

وأخذت الأحداث تتوالى وتتصاعد من تموز الماضي يوم وقع أول قتيل في القصير، التي بدأ اسمها - وا أسفاه!!!- يظهر على الشاشات...

فاتني أن اقول لكم إنّ أكثر من ثمانين بالمئة من كاثوليك القصير شهرتهم "كاسوحة". وهم خمس عائلات على الأقل، ليسوا بالتاكيد

من أصل واحد. وهي مصيبة. ذلك أننا جميعاً، مسيحيين ومسلمين، نحمل التراث اليهودي الملعون -شئنا أم أبينا- ولا أخجل

من هذه الكلمة "ملعون"، لأنّه تراث يجعلك مذنباً، بل مجرماً، ومعرّضاً للقتل، إن كان لك قريب قتل نعجة في درعا أو بغلاً في دير الزور

أو كلباً في القامشلي: بلى، نحن بكافة طوائفنا، ورثة اليهود. فالجريمة عندنا موروثة.

ويشاء سوء طالع كافة آل كاسوحة، أن يكون هنالك بيت واحد، أبناء رجل واحد، اسمه "حنا" وهم أربعة أصغرهم الآن في الخمسين.

وأولادهم، أي ما لا يتجاوز العشرة، يشكلون شواذاً بكل معنى الكلمة: لم يتعلّم منهم أحد، بل يعملون في حرف كالتبليط والدهان...

وهم قادرون على ارتكاب كافة الموبقات, ويتعاونون مع الأجهزة الأمنية... ومع بدء استخدام السلاح قُتِل ابن أحدهم...

وحاول العقلاء التدخل والتهدئة والإصلاح، لكنّ الأوضاع ظلّت تسوء، لأنّ العقلاء باتوا مهمّشين، وأصبح الشارع تحت حكم الزعران.

وهذه ليست من خصوصيات القصير، بل هي حالة أضحت منتشرة في كل مكان:

الجيش، والشرطة، والأمن، يحتلون مواقع ثابتة عند المفارق، وخلف الحواجز. فهم ثابتون. وإذا ما رأيتَ بيت جارك أو أخيك،

وقد دخله اللصوص، واتصلتَ بأحد الأجهزة المذكورة، جاءك جواب واحد: "نحن لا نستطيع أن نتحرّك، دبّر حالك".

فمن يستطيع إذن أن يتحرّك؟ إنّهم اللصوص والمهرّبون ومتعاطو المخدّرات والسفلة وحثالة المجتمع...

قام هؤلاء عصر يوم أمس، بخطف واحد من آل "حنا"... فما كان من هؤلاء، إلا أن خطفوا ثلاثة من السنة، كانوا يمرون في الشارع.

وبعد ساعة واحدة ارتفعت من أكثر من عشرين مئذنة دعوات للجهاد والانتقام من "النصارى والنصيرية" !!! فيا للهول!!!

وجرى في أقل من ساعة اختطاف ما يزيد على ثلاثين شخصاً، أكثريتهم من آل كاسوحة، وليس من أواصر قرابة بينهم بالضرورة،

بالإضافة الى عدد من عائلات أخرى: حلاق، حداد، لويس...

وأرغمت القصير على النوم، بل على الانحباس داخل الجدران، قبل المغرب من أمس، وسط جو من الهلع:

ليس من يعرف ما جرى للمخطوفين... والحركة الوحيدة في خطوط الهاتف الأرضي: الكل يطلب من الكل البقاء في البيت،

وعدم فتح الباب لأيّ طارق. ومسلمون يوصون أصدقاءهم بالاحتراس، وآخرون يلحّون عليهم - إن كانوا جيرانا- أن يأتوا

فيحتموا عندهم إذا ما دعت الضرورة... تلك هي حالنا... تلك هي حال القصير التي كنت أزهو حتى حزيران الماضي،

بأنّها مركز إشعاع حضاري للمظاهرات، التي كانت تخرج يومياً، دون سماع طلقة واحدة، أو دون قطع ورقة من غصن شجرة...

أقول لكم، والحزن في أعماق قلبي، إنّي لا أدري ألى أين نحن ذاهبون. وهل تتحسّن الأوضاع بغتة، على وزن المثل الشعبي:

"إذا ما خربت، ما بتعمَر". أم أنّها ستتدهور فتجرنا الى هاوية بلا قرا؟؟؟ وهل سنتمكّن من اللقاء كالعادة، أم أنّكم ستسمعون عنّي؟...

إنّي لست أدري، لكن اشهدوا، إنّي أحبكم، عدد النجم والحصى والتراب... وإنّي أومن بإله واحد اسمه "الحب"...



ملاحظة:

نسيت أن أذكّركم باجتماعنا ظهر الاثنين،

6 شباط، وليعذرني سيدي الرئيس عن التغيب-إن حصل-

لا سيّما أنّ وليّة أمري لا تستطيع بدورها مرافقتي لتبرير الغياب...

وأرجو أن تنوب عني إحدى الزميلات، لا الزملاء، في كتابة المحضر...

ابو علي"



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البنية الدستورية والحقوق والحريات في الدستور الروسي
- الشعوب ضمانة انتصار الثورة
- دولة القانون المدنية سبيل الخروج من الأزمة
- تحية إلى الفنان علي فرزات
- العَلمانية في فكر قادة الثورة السورية
- الحراك الشعبي السلمي ضرورة لإنجاز التغيير المنشود
- ملاحظات حول مشروع قانون الأحزاب السوري
- ملاحظات حول مشروع قانون الانتخاب
- دولة القانون ضمانة العدالة والكرامة وسبيل الخروج من الأزمة
- المعارضة الوطنية في الدولة العصرية
- السلطة العلمانية
- ولادة التاريخ
- جولة في الأدب الروسي في بداية الألفية الثالثة
- الحزب الشيوعي السوري بين الأحلام الرومانسية والجمود الكلاسيك ...
- تحتاج روسيا إلى أناس عظماء
- من المستفيد من التفجيرات في روسيا؟!
- رسالة إلى كل الأمهات في عيد المرأة العالمي وعيد الأم
- بلا معنى
- المبدعون الروس والنبي العربي
- تحية إلى الصديق الأديب مالك صقور في يوم تكريمه


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاهر أحمد نصر - فلتنتصر إرادة الخير