أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرج الله عبد الحق - دينامكية الثورة رد على تعليق السيد علي















المزيد.....


دينامكية الثورة رد على تعليق السيد علي


فرج الله عبد الحق

الحوار المتمدن-العدد: 3624 - 2012 / 1 / 31 - 19:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت وفي ردي على تعليق الصديق علي عن مقالي على صفحات الحوار المتمدن قد وعته بالرد في مقال مطول حول مجموع تعليقاته التي تزيد عن عشرة تعليقات، ولكي أكون منصفاً بحق الصديق علي انشر تعليقاته حسب ورودها وأرد عليها تباعاً.
التعليق الأول:
امتداد زمن الصراع الذي تخوضه الثورة السورية ما ينفك يثير أسئلة كثيرة عن أسباب احتفاظ النظام السوري بالقوة، وقدرته على كسر وحدة الشعب السوري في الاصطفاف خلف ثورته. أسئلة لا تبدو مكتفية بالتفسيرات المتوفرة التي تشرح امتداد جذور النظام لأربعة عقود، صُرفت خلالها طاقات البلد على تعزيز وتثبيت القوة الحامية للاستبداد، والتنوع الطائفي والقومي للمجتمع السوري والذي تلاعب النظام بحساسياته واستغله أبشع استغلال، إضافة إلى شبكة المصالح والفساد التي بناها النظام مورطاً كبار التجار وخاصة في مدينتي دمشق وحلب. جميع هذه العوامل تساهم بهذا القدر أو ذاك في تأخير سقوطه لكنها لا تفسر المعضلة تماماً.
هذه الملاحظة تدعونا للظن بوجود خلل جوهري يقف وراء إشكالية بطء أو عدم قدرة الثورة حتى الآن على جذب قطاعات مهمة من الشعب السوري بعد كل القتل والاعتقال والتنكيل. خلل يعود إلى الأشهر الأولى وتتحمل مسؤوليته في الأساس الشريحة المثقفة.
و أرد على تعليقه:
سؤال مهم هل ما نراه ثورة أم حراك؟ ما هو تعريف الثورة؟ هل أسباب صمود النظام هو المدة الزمنية لحكمة و سيطرته على الوضع و الفساد المالي و الأخلاقي و شبكة المصالح أم التفاف الشعب حوله؟ هل الخلل الجوهري هو ناتج عن عدم دخول المثقفين بالحراك أم أن الشعارات المطروحة كانت بعيدة كل البعد عن المطالب اليومية للشعب؟ والسؤال الآخر المهم متى كانت الشريحة المثقفة طليعة ثورية لإسقاط النظام أي نظام؟ و السؤال الأهم كيف نعرف الثورة؟
باعتقادي أن الثورة هي الانقلاب الكلي على النظام الاقتصادي و السياسي في أي بلد وعكس ذلك هو ثورة مضادة. إذا عدنا إلى الوضع في سورية فيجب الحكم على الأمور في خواتمها، كل الشعارات المطروحة و منذ اندلاع الأحداث كانت شعارات تعبر عن استياء الجماهير للسياسة الداخلية لكنها لم تطرح تطوير البناء الاقتصادي السوري، لم نسمع كل هذه المدة إلا تحديد عوارض المرض وليس تشخيص هذا المرض، ألذي و حسب اعتقادي هو التحول من الاقتصاد الإنتاجي إلى ألخدماتي، وإتمام عملية التزاوج بين البرجوازية و أجهزة الحكم، مما أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة و تزايد أحزمة الفقر في سورية.
أما عن شعارات الديمقراطية و الحرية و العدالة فهي شعارات جذابة للشارع لكن الأسلوب الذي تتبعه المعارضة الاسطنبولية بحمل السلاح ليس على الجيش السوري فقط بل على كل من يعارض توجهاتهم الفكرية يجعل منهم مجرمي حرب.
لهذا نرى المثقفين السوريين في هذه الحالة من التردد فهم من جهة يريدون التغير لكنهم لا يريدون هذا التغير المبني عل الفاشية، هم كالمثل الفلسطيني القائل لا أهرب من المطر لأجلس تحت المز راب ( مجرى مياه الأمطار من أسطح الأبنية).
أما في تعليقه الثاني فقد كتب الصديق علي ألتالي:
منذ هلت البشائر من حوران في الجنوب حاملة إرادة الثورة وإصرارها، من درعا التي صنعت الثورة بكسرها حاجز الخوف وانتقالها من الهتاف الإصلاحي إلى مواجهة مفتوحة مع شرعية النظام، ثم حين انتقلت بعد وقت قليل لتنتشر في الضواحي والمدن الصغيرة والقرى، وصفت الثورة السورية بثورة الهوامش، ثورة المناطق المهملة، وهي الصفة التي لا تزال صالحة حتى الساعة.
وإذا كان هناك ما يفسر بالمقياس الاقتصادي حماس وغضب الشرائح الأكثر فقراً في الهوامش، فإن غياب الطبقة الوسطى ومركزها الأساسي في المدن الكبرى، لا يبدو منسجماً مع صورة هذه الطبقة بوصفها حاملة أساسية للتغيير الديمقراطي.
صحيح أن التاريخ المعلن والمعتمد لانطلاق الثورة، وهو الخامس عشر من آذار، يرتبط بمظاهرة جمعت عشرات الأشخاص في سوق الحميدية في دمشق القديمة، ثم تلتها محاولات قليلة قمعت جميعها من قبل النظام. إلا أن هذه المحاولات التي بادر بها أفراد من الوسط الثقافي سرعان ما انطفأت، وحينما عادت بعد زمن لتواكب ولو بخجل الثورة العارمة المتفجرة في المدن والقرى الأقل شأناً، لم تستطع تجاوز محدوديتها وظل رقم العشرات يحاصر أفقها. بينما ظلت مدينتا دمشق وحلب متوجستين
وأرد:
الحديث عن قلة عدد المشاركين لم يكن بسبب غياب الطبقة الوسطى بل لأن الشعب لا يثق بمن ظهر في الواجهة ولا بشعاراته. كذالك لم يحصل بأي يوم من الأيام أن قامت الطبقة الوسطى بتغير النظام و كان الناتج أحسن من الوضع السابق. سر نجاح أي حراك هو مدى استيعاب القيادة لإمكانيات الشعب فأي شعار غير قابل للتطبيق تكون نتيجته ضياع القضية، اندونيسيا و الأحداث فيها وكيف ذبحت الحركة الجماهيرية ودور المثقفين في تلك المرحلة الذين أوصلوا البلد إلى هذه النهاية، ودور المثقفين الفلسطينيين في فلسفة هذه المرحلة السيئة التي نمر بها نحن في فلسطين هو دور مهادن، والقليل القليل منهم يستوعب أعباء المرحلة. أغلبهم من جهة يؤشرون على المصيبة ويرفضون المشاركة في العمل الجماهيري، ومن جهة أخرى يقفون عقبة في طريق تطور العمل الجماهيري. مشكلة المثقفين اليوم هي أنهم أصبحوا موظفين عند المؤسسات الغير حكومية يتبعون سياسة مموليهم، لذلك لا أمل فيهم، غير أن عدد قليل منهم رفضوا الانخراط تحت أجنحة المؤسسات يشاركون في النضال لكنهم منبوذين من المؤسسات الإعلامية.
أما في تعليقه الثالث فكتب الصديق التالي:
ضعف وقلة هذه المحاولات كانت تعبر عن هزيمة مريعة للريادة الثقافية، وكان ذلك التقاعس والتهرب من قبل غالبية المثقفين يمثل الخيانة الأولى. فالوسط الثقافي لم يكن قادراً على امتلاك زمام المبادرة، أو كسر حاجز الخوف جماعياً، وبدلاً من أن يكون الحامل الأساس لثورة تطالب بتغيير هو في صلب نقاشاته السطحية منها والعميقة، ومن مطالبه المبدئية البديهية، تراجع عن دوره التاريخي. تراجع أفقد الثورة الكثير من آمالها في تحريك المدن الكبرى بما تحمله من حشود وتنوع، وبما تمثله من مركزية في بنية النظام الاقتصادية والإدارية. بل إن تخاذل المثقفين كان يعني خسارة الشبكة الحيوية الأهم في هذه المدن التي تستطيع جمع أطراف التنوع المدني في الوقت الذي تعجز الشبكات العائلية والقبلية والدينية والمناطقية عن ذلك. خسارة طبعت الثورة بالطابع المناطقي ليشكل كل حي أو قرية وحدة في فسيفساء الثورة. ولعل الموقف المخيب للمثقفين يُظهر نجاح النظام في تفريغ البلد من الحوار السياسي، وتفريغ الوسط الثقافي من الالتزام السياسي، خاصة بعد ربيع دمشق
وأرد:
عزيزي علي أراك تنتظر من المثقفين أكثر مما هم على استعداد للقيام به، ألمثقف يمكن أن يضع الأسس النظرية للحراك لكن لا يمكن أن يكون قائداً له، فمثقفي الثورة في أي مكان نظروا لها لكن قيادتها كانت للميدانيين، طبعاً هناك الاستثناء. ألمدن في تكوينها الاجتماعي تتحرك حسب المصالح الشرائح الاجتماعية المكونة لها، سكان المدن يمثلون يشكل عام الطبقة المتوسطة مع وجود الطبقة العاملة المهشمة في الأطراف. علاقة المركز بالأطراف هي علاقة صاحب العمل بالعامل، الطبقة الوسطى في المدن السورية هي خليط من التجار وأصحاب المعامل الصغيرة المستفيدة من نظام الحكم من جهة، وتخاف من أي تغير للبنية الاجتماعية من جهة أخرى، خصيصاً وأن التغير المطلوب حصوله في سورية في هذا الظرف ليس على المستوى المطلوب، فالشعارات لا ترتبط بالممارسات، و الجميع يخاف من ردة أصولية لا يمكنك إنكار وجودها، هذا هو واحد من الأسباب التي تجعل المثقفين يقفون هذا الموقف المتردد حسب تعليقك، الذي اعتبره موقف جيد حيث يبتعدون عن التوجه الإرهابي الذي يتخذه بعض أقطاب المعارضة السورية.

أما في تعليقه الرابع فكتب الصديق التالي
التكوين الفسيفسائي للثورة السورية لم يقتصر على الفرز المناطقي بل تعداه، كما يتوقع في مجتمع تعددي، إلى الفرز الطائفي. لا جدال في أن هناك الكثير من المناضلين والمعارضين يحسبون على الأقليات الدينية، وهم بالتأكيد الأكثر تعرضاً للضغوط الأمنية والاجتماعية. لكن الحشود الثائرة تحمل سمات أحادية طائفية واضحة. مشهد يثير الخوف لدى الأقليات ويثير الألم والحنق لدى الثوار. هذا المشهد المريع هو بلا شك صنيعة النظام، ولكن ماذا فعل المثقفون حياله؟ أين ذهب القسم الأكبر من مثقفي الأقليات، أولئك الذين يمثلون أغلبية في الأوساط الثقافية عموماً بحكم هجرة الريف إلى المدينة التي تعيش الآن جيلها الثالث، والاهتمام بالتعليم كطريق ممكن للصعود الاقتصادي والاجتماعي، وهو ما ساهم في رفد الأوساط الثقافية المدنية التقليدية بأجيال من المبدعين في شتى المجالات، وهي حالة عاشتها سورية كسواها من دول العالم. لكن حين دقت ساعة التغيير وتراجع أغلب المثقفين على اختلاف مشاربهم، كان لتراجع المثقف الأقلوي أثر أشد وطأة..
وأرد:

هنا مربط الجمل وهنا السبب الحقيقي لمواقف الإطراف التي لا تساند هذا الحراك في سورية، فلو كانت الشعارات المطروحة شعارات شمولية تشمل كل قطاعات الشعب السوري، سياسية كانت أم طائفية لاستمتع الحراك بمساندة مجمل شرائح هذا المجتمع. كما أن البعد الطائفي لهذا الحراك يثبت نظرية المؤامرة التي يتحدث عنها عدد كبير من المراقبين,
المشكلة شاملة هناك مخطط يستغل التركيبة الطائفية للمجتمع السوري، أو كما تسميه التكوين ألفسيفسائي للشعب السوري لإثارة النعرة الطائفية، والخوف ليس لدى الأقليات فقط بل هو لدى عموم المجتمع السوري من أن نهرب من المطر لنجلس تحت المزراب أي نتخلص من نظام متهم بالطائفية لنسلم السلطة إلى طائفة أخرى. والأدهى أن البديل قد كشر عن أنيابه مدعوماً بمؤسسات إعلامية معروفة ألتوجه وبأموال معروفة المصدر وهما حتماً جزء من مخطط الشرق الأوسط الجديد حسب ما خططت له أمريكا و إسرائيل.
من هنا نرى ابتعاد الشارع عن هذا الحراك، وفد يكون هذا أحد الأسباب المهمة لابتعاد المثقفين عموماً وليس الأقلويين فقط عن الحراك الدائر اليوم في سورية.

أما في تعليقه ألخامس فكتب الصديق التالي:
فعودته إلى مواقعه الأهلية، سواء أكان السبب ارتداده إلى مرجعيته الطائفية، أو خوفه من مواجهة سطوة العائلة والمحيط الاجتماعي من جهة والسلطة المتربصة بهكذا اختراقات من جهة أخرى، كانت تعني ـ هذه العودة ـ انفصاله كلياً عن مرجعيته الفكرية، ليتحول هذا الذي أنهك عمره في تثبيت تمايزه عن محيطه الفطري إلى فرد من جماعة إن غوت غويت. ولعله لم يدرك أنه حين جعل من انتمائه الطائفي حاجزاً بينه وبين دوره التاريخي إنما كان يخون مبادئه وشعبه وطائفته. فالأقليات الدينية لا تلام على حذرها وتخوفها من الهزات الاجتماعية في مرحلة تعج بالصراعات الدينية والطائفية على المستوى العالمي عموماً وفي الأقليم خصوصاً، لكن الشريحة المثقفة تلام، وتتحمل المسؤولية، على تقصيرها في تقديم نموذج مغاير يتجاوز منطق الأقليات.
وأرد:
تستمر في تعليقك هذا في نفس الخطأ الذي يقع به عدد كبير من المحللين القائلين بأن التركيبة الطائفية للنظام هي سبب عدم المشاركة الفعالة من مختلف قطاعات الشعب السوري في الحراك وتخص بالذكر المثقفين, قد يكون البعد الطائفي مسبب لبعض التردد لدى مجموعة من المثقفين، لكن وحسب رأيي أنه في حالة وجود حالة ثورية حقيقية عابرة للمناطق تحمل شعارات تضمن من خلالها حقوق الجميع لن يتقاعس المثقف الحقيقي عن الانخراط في صفوف "الثورة"، لكن و بغياب ما ذكرته سابقاً يتردد الجميع في دعم هذا الحراك، فلا المثقفين ولا غيرهم على استعداد لفتح معركة من أجل استقدام الاحتلال إلى سورية.
أما في تعليقه ألسادس فكتب الصديق التالي:
تقاعس المثقف الأقلوي كان يعني تعزيز اللون الأحادي لحشود الثورة، ومساعدة النظام في وضع حدود الخوف بين الطوائف، ولعل الجملة التي أطلقتها باكراً المناضلة العنيدة خولة دنيا كانت تستشرف هذه المعادلة حين هتفت: شاركوا في الثورة كي تشبهكم. ولو أن بضعة آلاف خرجوا من مثقفي الطائفة العلوية للاحتجاج، لو أن آلافاً خرجوا في المناطق ذات الأغلبية الدرزية أو المسيحية من مثقفي هذه الطوائف كما حدث لمرات في مدينة السَلَميّة، لو أخذ المثقفون على قلّتهم دورهم التاريخي منذ الأشهر الأولى لكانت جغرافيا الثورة تشمل كل متر في سورية، ولكانت الثورة نفسها أكثر قوة وجمالاً وتوازناً. إلا أن ما حدث هو أن عشرات من هؤلاء المثقفين حاولوا كسر صمت مناطقهم متحملين قمعاً شرساً من الأمن والشبيحة، بينما انكفأ غالبيتهم على ذواتهم الفطرية، وراحوا يكتشفون يوماً بعد يوم أن الثورة لا تشبههم، وأن اختلافهم عنها في ازدياد مستمر. دون أن يعرفوا، أو يعترفوا، أن موقفهم هو من صنع هذا الاختلاف وبدّد الانتماءات العقلانية بشكليها الاجتماعي والثقافي، في الوقت الذي كانت الانتماءات السياسية الفوق طائفية قد قزمها بطش النظام منذ زمن بعيد..
وأرد:
يا علي أنت تحمل المثقفين أكثر من طاقتهم، لأكون منصفاً معك لو شارك كل المثقفين في الحراك لراحوا بالرجلين كما يقول التعبير العامي و أقول ذلك للأسباب التالية:
1- كما أثبتت الأحداث هناك مخطط مدروس من قبل أمريكا، إسرائيل و أعوانهم في المنطقة من أجل تغير الخارطة السياسية في المنطقة.
2- استغلت هذه المجموعة الحراك الجماهيري العربي أي كما نقول بالعامية ركبت الموجة مستغلتاً التيار الإسلامي.
3- كما أثبتت الأحداث بعد عقد اجتماع وزراء الخارجية العرب وبعد تقرير لجنة المراقبة العربية أن هناك مجموعة من العملاء على رأس هذه الدول يريدون وبأي ثمن جر التدخل العسكري الأمريكي و الإسرائيلي في سورية. دور هؤلاء واضح من تصريحاتهم الأخيرة، التي تدل على مدى توطئهم بالمؤامرة.
أما في تعليقه ألسابع فكتب الصديق التالي:
المتابع للمشهد السوري يلحظ دون عناء عفوية الثورة السورية، فهي تتقدم وفق تصاريف الأحوال، مدعومة بتراكم هائل للقهر وإرادة أكيدة بالتغيير لدى الثوار، إضافة إلى شجاعة في مواجهة النظام تتجاوز التحليل والتفسير. لكنها ـ أي الثورة ـ لا يديرها عقل أو استراتيجية أو منهج يمكن تعيينه، رغم كل الإبداع والتقدم الذي أحرزته مظاهرها في غير مكان.
هذه التوصيفات لا تنتقص من قيمة الثورة، لكنها تثبت من جديد الأثر المريع الذي خلفته خيانة الوسط الثقافي. فمئات المثقفين الذين التزموا بمبادئهم ونصرة شعبهم كانوا قلة وموزعين جغرافياً إلى حدٍّ جعل من المستحيل عليهم تشكيل تيار فاعل ومتمايز في الشارع. واقع فرض عليهم أن يتوزعوا أفراداً وجماعات في عدة مسارات تتراوح بين النشاط الجمعياتي عملاً وتنظيماً وإعلاماً وبين الالتحاق بالكيانات السياسية للمعارضة.
وأرد:
ألثورة كما تقول كانت عفوية الانطلاق لكن مسير الأحداث أثبتت أن هناك تنظيم خلف ما يجري اليوم في سورية، فمن أين أتى كل هذا السلاح الموجود اليوم، ونحن لا نتكلم عن باروده صيد أو مسدس صغير، بل نتكلم عن مجموعة من الأسلحة الحربية مختلفة المصدر منها ما هو إسرائيلي ومنها ما هو أمريكي، كما يجب عدم نسيان ألجهة المُسلحة لهم، ,أكررها أنا لا أعتقد أن موقف المثقفين هو خيانة بل هو شعورهم المتزايد بحجم المؤامرة و بأن المطلوب منهم هو ألتذييل لمجالس ثبت ارتباطها بالرجعية.
أما في تعليقه ألثامن فكتب الصديق التالي:
ورغم أن المعارضة التقليدية ظلت لعقود منفصلة عن الشارع بحكم قمع النظام أساساً، إلا أنها سرعان ما حاولت ركوب موجة الثورة، وهو ما نجحت فيه إلى حد بعيد، فهي تشكل الآن الجسم الرئيس لكل من قطبي المعارضة: المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية. بينما أدى ضعف حضور الوسط الثقافي في الفعل السياسي في لحظة الثورة إلى اقتصار دور المثقفين على ممارسات ومشاركات فردية، على أهميتها وبطولتها، غير قادرة على تشكيل تيار مؤثر في الحراك ذاته أو في أطر المعارضة نفسها.
ولعل تجربة برهان غليون في رئاسة المجلس الوطني تشكل مثالاً لموقع المثقفين في الكواليس السياسية للمعارضة. فالحضور الهزيل لمن يحسب على الإطار الثقافي في تلاوين المعارضة سحب من المثقف أي قدرة على التأثير حتى ولو بلغ مراتب قيادية. إذ إن وحدته في فضاء لا يشبهه كثيراً، وتغلب عليه التكتيكات، إن لم نقل التلاعبات، السياسية، وعدم وجود تيار واضح يدعمه، أو يمكن أن يلتقي معه على العمق ذاته، تجعله مضطراً لتكرار ما يقال حوله بالبساطة الممكنة كي لا تسحب جموع الثوار الثقة منه!
وأرد:
بيت القصيد هو ما حصل لبرهان غليون فهو مثقف معارض منذ القدم رفض التوجهات و الخيارات التي اتخذها النظام، كان بالمكان أن تكون له مرتبة في سورية المستقبل، لكنه تحالف مع أبشع أوجه المعارضة، تحالف مع الإخوان المسلمين ألمتصالحين مع الإمبريالية فأصبح رأس حربة للتدخل الأمريكي في سورية. هو وبموقفه هذا خرج من صف المعارضة الوطنية السورية ليذهب إلى صف المعارضة المرتبطة بالمشاريع المعادية للشعب السوري، هو خان مبادئه بهذه الخطوة التي اتخذها بعد أن خلع عليه أمير قطر ب20000000 دولار وذلك حسب ما نشر.

أما في تعليقه ألتاسع فكتب الصديق التالي:
بالمقابل حافظ بعض المثقفين على مقدار من الاستقلالية، في محاولة منهم لخدمة الثورة كل حسب موقعه وإمكانياته، بما في ذلك تغطية النقص المنهجي والنظري الذي تعاني منه الثورة، كما هو حال الجهود التي يبذلها، على سبيل الذكر لا الحصر، ياسين الحاج صالح للتفاعل مع الثورة فكرياً.
ويبدو أن إدراك المثقفين الثوار لمحدودية وزنهم، وإحساسهم بعقدة الذنب تجاه تخاذل وخيانة الأكثرية من أبناء وسطهم، جعلتهم في كثير من الأحيان يتجنبون نقد أهل الثورة في الميادين، ويتعجلون الدفاع عن خطاباتهم وإيجاد مسوغات لها حتى عندما تصطدم بمبادئهم، أما حين ينتقدون فيحاولون الابتعاد عن مرجعية قيم الحداثة كي لا تبدو فجة في وجه شارع لا يحمل الكثير من الوعي النظري، لكنه يصنع الأمجاد في كل لحظة.
هذا المزيج من الحماس الثوري وعقدة الذنب تنتج في بعض الأحيان قراءة مثالية للثورة تخلط بين المطالبة بالتحرر من القهر والظلم والمطالبة بالحرية الفردية وحرية الاعتقاد، وبين الاحترام التقليدي للمرأة واحترام حريتها، وبين المدنية والعلمانية. قراءة تعاني من قوة الاستقطاب الموجودة بين اتجاهين متنافرين طرفاه الاستبداد والثورة، ما يجعلها تغرق أحياناً
وأرد:
حسب رأيي فالمثقفين موجودين بين ناريين ألأولى مبادئهم و الثانية ممارسة من يسمون نفسهم بالثوار. فالمثقف الحقيقي لا يبرر التفجيرات في المدارس و دور الأيتام ولا ينحاز لمدبريها و منفذيها. هذا هو الاستقطاب الموجود حالياً في سورية فتقرير لجنة المراقبين يوحي بذلك. أما ما ذكرته عن معانات المثقفين فسببه حسب اعتقادي صعوبة الخيار بين المطالب المحقة و الممارسات الإجرامية.
أما في تعليقه ألعاشر فكتب الصديق التالي:
في حالات من التقديس والتبجيل لكل من يقاوم المستبد لترفعه عن مستوى النقد. بل إن ظاهرة صوتية كعدنان العرعور بما يمثله من غوغائية وتعصب وظلامية قد نجد من المثقفين من ينتقده للجانب الطائفي في خطابه، ويسكت عنه في خطابات أخرى. بالمقابل يصعب أن نجد من ينتقد عبد الباسط الساروت حين يعظّم ويمجد العرعور، وكأن شجاعة الساروت وبطولته الاستثنائية، تجعله خارج مستوى النقد، إن لم تنصّبه مرجعاً للثورة. ألم تنصح إحدى صفحات الفيسبوك الحاشدة برهان غليون أن يسمع ما يقوله الساروت وينفذه دون نقاش!!
قتامة صورة خيانة الوسط الثقافي لا تطمس بأي حال جهود مئات من المثقفين على اختلاف أماكن إقامتهم ومواقع مساهمتهم. جهود تحقق الكثير للثوار والثورة وإن لم تكن قادرة على التأثير في بنيتها. ولا أعتقد، في هذا السياق، أن الحراك الطلابي في الجامعات السورية يستطيع أن يستدرك الخلل، فمن جهة تأخر هذا الحراك ستة أشهر تقريباً بعد انطلاق الثورة، وهو ما يعني أن بدايته كانت لاحقة للشروخ الجغرافية والسياسية التي أحدثها النظام في المجتمع
وأرد:
أعلق على تعليقك هذا بسؤال طالما سألته هل من واجب الشعب أن يكون غوغائياً وظلامي مثل العرعور أو من الذين يضغطون على غليون ليصبحوا مشاركين "بالثورة"؟
لا يا علي من يطالب به العرعور لن يجد إلا الأوباش للدفاع عنه، ولا نطلب من أي مثقف أن يشارك هؤلاء بحراكهم ولا نسمي هذا الحراك ثورة.
ويقول صديقنا في تعليقه الأخير التالي:
كما أن انتشار الجامعات وتوزعها في أغلب المدن قلل من تنوع الجسم الطلابي في هذه الجامعة أو تلك، دون أن يقلل هذا القول من أهمية وحيوية هذا الحراك في إطار الثورة فهو يضمن، في حال تبلوره، حضوراً شبابياً متآلفاً ومتماسكاً سيكون له ولا شك دور مهم قبل وبعد سقوط النظام.
لا مفرّ من الاعتراف بأن المثقفين تأخروا عن التأثير جذرياً في لوحة الثورة، لكن المدينة الكبيرة التي ينتمون إليها بأغلبهم ما زالت تنتظر حشدهم، ومازالت سورية تنتظر بفارغ الصبر انتفاضة مدينتيها الكبيرتين. صحيح أن المثقفين أقل الناس حباً للحشود.. لكنها سبيلهم الوحيد كما يبدو للوصول إلى الحرية التي يعشقون.
وأرد:
طلبة الجامعات هم مجموعة من المثقفين يدخلون الحراك الجماهيري كعنصر محرك في البداية لكن عند أول منعطف يتركون الحركة، مثل ما حصل في اليونان عام ي 72و73 من القرن الماضي، أو في مايو أيار الفرنسي، فقد قامت الحركة الطلابية اليونانية بحمل شعلة الانتفاضة التي أطاحت بالدكتاتورية لكنها سلمتها للبرجوازية اليونانية التي استمرت بنفس أسلوب السلب و النهب الذي اتبعته الدكتاتورية لكن بوجه ديمقراطي.، في فرنسا حصل نفس الشيء حيث أن نتائج مايو الفرنسي كان قدوم متران ممثلاً للاشتراكية الديمقراطية وباقي القصة معروفة.
ألحركة الطلابية تنضج بنضوج الحركة الجماهيرية، وكما هو ظاهر للعيان أن الحركة الجماهيرية السورية غير ناضجة من أجل التغير، أين المنظمات الجماهيرية الفاعلة على الأرض؟ في أليونان أيام الدكتاتورية كان هناك تنظيمات طلابية و نقابية تحملت عبء إنزال الشعب إلى الشارع، وكانت هذه التنظيمات رغم جماهيريتها سرية ولا يقول لي أحد أن ألبطش في اليونان كان أقل من أي دولة عربية.
في مصر وتونس وقبل التغيرات الأخيرة كان هناك مجموعة من الحركات ألإضرابيه و الاحتجاجية في الشارع، كان هناك حركة طلابية واضحة المعالم، هذا غير موجود اليوم في سورية.
صديقي علي
إن دينامكية الثورة هي إمكانية تحويل الشعار إلى موقف، ذلك من خلال برنامج واضح المعالم، ما نشاهده اليوم هو إعلان دمشق من جهة وإعلان اسطنبول من جهة أخرى وبينهما المساحة الظلامية المليئة بالمؤامرات.


بقلم فرج (عضو الجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني)



#فرج_الله_عبد_الحق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة بين ألإسلام السياسي و الإمبريالية
- ربيع هذا أم خريف
- رداً على تعليق - حول مقالي: سورية بين الحقائق و المؤامرة
- سورية بين الحقائق و المؤامرة
- بلا عنوان يا عربان الهم والغم النفطية
- ألشيوعية ما زالت تقض مضاجع العملاء.لماذا؟
- الاتفاق السوري مع جامعة الدول العربية
- ثقافة الدبسة في مؤخرة الشعوب
- السادس من أكتوبر النصر التاريخي لشعوب أمتنا العربية
- خطاب الرئيس عباس في الأمم المتحدة، ماذا بعد؟
- الموقف في الوضع السوري من بعض اليسار تأملات في موقف الرفيق ه ...
- استحقاق أيلول
- لما كل هذا يا رفاق حزب الشعب، يا لها من زوبعة في فنجان
- تأملات في مواقف حزب الشعب الأخيرة حول المقامة الشعبية
- عملية إيلات ماذا من ورائها؟
- فاتورة ألسلطة ألفلسطينية
- التكالب الإمبريالي على سوريا و الدور التركي في ذلك
- أوسلو و ألتهديد ألإسرائيلي بإلغائه
- أزمة ألرواتب في فلسطين
- ألفضيحة


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرج الله عبد الحق - دينامكية الثورة رد على تعليق السيد علي