أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوى - مجلس ثورى رئاسى يتسلم السلطة














المزيد.....

مجلس ثورى رئاسى يتسلم السلطة


نوال السعداوى

الحوار المتمدن-العدد: 3624 - 2012 / 1 / 31 - 09:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



أتابع ما يكتبه كثير من المفكرين السياسيين فى الصحف، من حلول يقترحونها لحل ما يسمونه الأزمة الراهنة، بين القوى الثلاث الموجودة فى الساحة المصرية، وتشمل المجلس العسكرى برئاسة المشير طنطاوى، والإخوان المسلمين وتيارهم الدينى الذى سيطر على مجلس الشعب، والثوار الملايين فى الشوارع والميادين ومنها ميدان التحرير، كأنما يدورون حول أنفسهم فى حلقة مفرغة، دون حلول جذرية ثورية، لا ينصتون إلى صوت الملايين، كلهم يدعون التحامهم فى الميدان بالثوار، ثم ما إن يعودوا إلى بيوتهم وقصورهم ليفكروا، إذا بالثوار تذروهم الرياح، ولا يبقى أمامهم إلا المجلس العسكرى والإخوان.

إنه داء النخبة المسيطرة على الإعلام والسياسة فى كل عهد، ليس له دواء إلا نخبة من الثوار والثائرات، نخبة جديدة تنظم نفسها فى وحدة قوية تفرض نفسها، باسم المجلس الرئاسى الثورى المدنى، يتولى إدارة المرحلة الانتقالية بدلاً من المجلس العسكرى والمجلس الاستشارى والمجلس الإخوانى والسلفى وغيرهم، ممن صعدوا إلى السلطة على جثث الآلاف من الثوار والثائرات ودمائهم ونور عيونهم، قبل أن يغادر الثوار ميدان التحرير عليهم أن يعلنوا عن تشكيل مجلسهم الثورى الرئاسى، من خمسين مثلا، وخمسة آخرين من الشخصيات ذات التاريخ فى النضال السياسى والفكرى والاجتماعى والاقتصادى والقانونى وغيرها من المجالات يقدمون خبرتهم الطويلة للمجلس الرئاسى الثورى دون ترشيح أنفسهم للرئاسة أو أى منصب فى الحكم، مما يؤكد أنهم يعملون لصالح الوطن وليس للمنصب.

يسد هذا المجلس الرئاسى الثورى المدنى (٥٥ عضوا تقريبا) الفراغ الناتج عن رحيل المجلس العسكرى (بناء على طلب الشعب) وغياب رئيس جمهورية منتخب، وغياب دستور جديد ثورى، وغياب رئيس برلمان ثورى يمثل الشعب كله وليس جماعة الإخوان والسلفيين،

نجحت الملايين من الشعب المصرى، المتحدة المنظمة، يوم الأربعاء ٢٥ يناير ٢٠١٢، فى إعادة الحيوية والأمل والقوة إلى الثورة المصرية.

اتضح من التجربة أن أكبر خطأ وقعت فيه الثورة، أنها تركت مبارك بعد خلعه ليعين المجلس العسكرى خلفا له فى الحكم، وكان المفروض أن ينبثق من الثوار أنفسهم مجلس ثورى مدنى يتسلم السلطة، حتى يتم وضع دستور ثورى جديد، يكون الحجر الأساسى للعمل السياسى والاقتصادى والاجتماعى والثقافى والتعليمى والقانونى، لوضع القوانين الجديدة التى تحقق أهداف الثورة، وتخدم مصالح الشعب المصرى بالتساوى بين جميع المواطنين، دون تفرقة.

اتضح من تجربة العام الماضى أن محاولات كثيرة تمت لإجهاض الثورة وإفراغها من معناها، بل حاول القائمون على الحكم، وإعلامهم المخادع، وأحزابهم التابعة، وانتخاباتهم الصورية، ومجالسهم الورقية، وفلولهم المتحولة والمتلونة، تصوير الذكرى الأولى على أنها احتفال تأبين الثورة، وليس تجديدها وإحيائها والتصميم على استمرارها حتى تحقق أهدافها جميعا، ومنها أن يسلم المجلس العسكرى السلطة للمدنيين.

من هم المدنيون الذين يتسلمون السلطة؟

من البديهى ألا يترك الثوار القيادة لغيرهم من المدنيين أو العسكريين، وإلا تكررت المآسى التى حدثت طوال العام الماضى، من قتل وسحل وحبس وتعذيب وتشويه السمعة وغيرها.

وهذا هو ما حدث، أو كاد يحدث للثورة المصرية، من تبديد لطاقتها خلال العام الماضى، لولا خروج الملايين الأربعاء ٢٥ يناير ٢٠١٢، هذا الخروج التلقائى المبهر الذى أدهش العالم مرة أخرى، بل أدهشنا نحن أنفسنا، الذين وجدنا أنفسنا وسط الملايين.. يندهش الشعب حين يكتشف قوته الكامنة العملاقة، كما يندهش الإنسان الفرد حين يكسر حاجز الخوف وينطلق المارد العملاق الكامن داخله، لا شىء مثل الخوف يضعف الشعب أو الإنسان الفرد.. لا شىء مثل الخوف يجبر الشعب أو الفرد، الرجل أو المرأة، على الخضوع للسلطة المستبدة وقبول الهوان.

صديقتى الحميمة ترددت فى الخروج يوم الأربعاء، خوفا مما يحدث كما سمعت فى الإعلام المصرى، «قالت لى» خايفة يا نوال قلت لها العبارة التى سمعتها فى طفولتى من جدتى الفلاحة «اللى يخاف من العفريت يطلع له»، تصورت أنها لن تخرج ثم دهشت حين رأيتها وسط الملايين فى ميدان التحرير تهتف «يسقط يسقط حكم العسكر»، كانت ترتدى حول رأسها شيئا لا يشبه الحجاب ولا القبعة، تصورت أنها ارتدت طاقية الإخفاء أو لفت حول رأسها رباطا مضادا للرصاص، ثم اتضح أنه غطاء من الصوف الرصاصى السميك مضاد للبرد، هذه السيدة تجاوزت الستين من عمرها، ربة بيت ليس لها فى السياسة، لكنها خرجت إلى الشارع مع الملايين، هذا هو الشعب المصرى فى قدرته الإبداعية على الثورة وكسر حواجز الخوف المتراكمة قرونا لكن الثورة اليوم أصبحت فى حاجة إلى قيادة من داخلها، إلى مجلس ثورى يشكله الثوار الحقيقيون من أنفسهم.



#نوال_السعداوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يحق لكائن من كان الكشف عن العذرية
- هتك الكرامة أو خدش الحياء؟
- الدستور.. النساء.. الخوف من الموت
- المرأة والجنس.. الثورة والدستور
- التغيير الثورى لمفهوم العدالة والشرف
- قوة الملايين والثورة الثقافية
- الحوار الفكرى.. هل مطلوب؟
- الصندوق.. دموع النخبة والتماسيح
- الثورة المصرية الثانية
- الحضارة الرأسمالية الأبوية ومفهوم الفساد
- نساء تونس ونساء مصر
- «الجدل» قمة الفضائل .. علموا أطفالكم الجدل
- ميدان التحرير فى قلب مدينة لندن
- الثورات والنساء وتقسيم الشعوب
- صاحب الجلالة والنساء
- العضلات السياسية فى مصر وانسحاب المرأة
- هل المرأة تصلح رئيسة دولة؟
- لماذا تكون السياسة مصالح وليست مبادئ؟ 2
- لماذا تكون السياسة مصالح وليست مبادئ؟ (١)
- زعيم الإخوان المسلمين وزعيم الشيوعيين


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوى - مجلس ثورى رئاسى يتسلم السلطة