أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - وسام محمد شاكر - الدراسات العليا ... ألقاب فضفاضة وصالونات ( للكشخة )














المزيد.....

الدراسات العليا ... ألقاب فضفاضة وصالونات ( للكشخة )


وسام محمد شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 3623 - 2012 / 1 / 30 - 10:49
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


لم يزل موضوع الدراسات العليا في العراق يهرول نحو كاريزما الألقاب وغاية الكشخة ، فالمشكلة التي تفاقم حجمها بدأت منذ اوائل الثمانينات من القرن المنصرم ، يوم أصبحت الجامعات العراقية حظائر لإنتاج النموذج النوعي لكوادر حزب البعث المباد كفرصة لتدعيم جسد الحزب الهزيل بالألقاب العلمية الجوفاء وللسيطرة على القيادات التدريسية في العراق ، فكانت أولوية القبول في الدراسات العليا للطلبة البعثيين الذين ثبت ولاؤهم الحزبي في سنوات دراستهم الأولية هذا بالدرجة الأولى وبالدرجة الثانية لذوي القرابة وممن تكون ألقابهم وأصولهم متفقة وخط حكومة البعث ورأس النظام ، وهذه حقيقة بإستطاعة من يبحث عنها ان يتلمسها من خلال مراجعة قوائم التدريسيين في الجامعات العراقية ، هذه المرحلة المظلمة في تاريخ الدراسات العليا للأسف أسست أساس الضعف والوهن في عصب الجسد العلمي العراقي لتأتي فترة التسعينيات كنسخة عن العقد الذي قبلها بإضافة ظاهرة الرشوة ، حيث اخذ شكل المشكلة بعداً آخر متزامناً مع ظروف القحط ( الحصار الإقتصادي ) وتدني مستوى الأجور إلى مستويات مذلة لمنزلة الأستاذ والتدريسي مما أدى إلى بروز ظاهرة الرشوة في القبولات والمحسوبية والمنسوبية مما زاد الطين بلة وصولاً الى سقوط الصنم وحلول الديمقراطية من خلال انفتاح الأجواء السياسية أمام عامة الناس لخوض غمار التجربة السياسية وارتفاع نسبة الأجور والمرتبات في الوظائف الحكومية وشيوع ظاهرة الجامعات الأهلية وكل هذه المغريات الدافعة بالأمزجة الجمعية لنيل الشهادات العليا حتى أمسى اليوم العراق من اكثر الدول سهولةً في الحصول على شهادة جامعية أولية او عليا مع انخفاض وضعف كبير في المستوى العلمي لتصبح المعادلة الآتية ( زيادة في الألقاب العلمية = انخفاض في المستوى العلمي ) وتحول ذوو الاختصاص من مبتكرين ومنظرين إلى ببغاوات يطمحون لمنصب إداري ليس إلا أو ساعياً لمكسب سياسي في أحضان الأحزاب المتخمة بالألقاب العلمية الجوفاء فلقب ( دكتور و أستاذ ) اصبح كلقب أو كنية لا أكثر ولا أقل، وهذا بدوره سيزيد من معدلات الجهل المركب في المجتمع العراقي وستورث هذه المشكلة من جيل إلى آخر ما لم يعاد النظر بمسألة القبول في الدراسات العليا وفق منهج علمي بحت ورصين يكون فيه المتقدم على قدر جيد من الأهلية العلمية ليصبح أستاذاً علمياً ومبتكراً لحلول علمية وجذرية لمشاكل يعاني منها البلد اليوم وليس فزاعة إدارية تحمل في رأسها نرجسية وطاووسية .
لقد بلغ حجم الفجوة العلمية بين مناهجنا العلمية والعالم حداً متسعاً لا يمكن التغاضي عنه فقد اصبحت بيننا وبين الحركة العلمية العالمية مسافات كبيرة، فمتى نستطيع اللحاق بركبها والوصول بأجيالنا لنقطة الآمان؟ فأين مختبراتنا العلمية واين المختصون في تشخيص الخلل ؟ علما أن المختص هو بحاجة لمن يشخص اختصاصه ، هذه مأساتنا التي نرى فيها رسائل الماجستير والدكتوراه هي عبارة عن جلد راقٍ وسميك وفيه خط ذهب أما باطنه فهو عبارة عن مقاطع ومباحث وفصول مستنسخة من أفكار لهذا المصدر او غيره فلا جديد ولا اضافة بل إعادة تدوير لمعلومة علمية وتزويقها بلغة المصطلحات وإعادة إنتاجها برسالة علمية !!!! يكون مصيرها بعد الجلسة العلمية فوق أحد الرفوف البالية ليكسوها التراب بعد زمن وهلم جرا ، وجودة الباحث بجودة ما يقدمه من عصائر وحلوى وكأن موضوع الرسالة قد تم حسمه مسبقاً وما هي إلا طقوس شكلية لتأدية مراسيم ( المنح ) وتلبيس المتقدم لباس الباحث ( ومبارك عرسك يلهيبة ) هذا هو الواقع وعلى من يشكك أن يحضر أو يزور إحدى هذه الجلسات اليومية ويرى الحقيقة بعينه وبعد مدة من الزمن يصبح الباحث عضواً برلمانياً أو مديرا عاما أو في منصب كان ينتظر صك غفرانه ( الشهادة ) ليمتطيه ويهرول به نحو مستقبل مملوء بالفوضى والتخلف والأنانية ليكون سهماً جديداً في خاصرة الجسد العلمي الذي بنت أساسه أجيال عظيمة يشار لها بالبنان في العالم كالعلامة مصطفى جواد والعلامة حسين علي محفوظ والعالم الدكتور عبد الجبار عبد الله والعالم طه باقر والمفكر هادي العلوي والدكتور علي الوردي ...الخ أسماء أثروا العالم بنتاجاتهم العلمية لم يكونوا ناسخين ولا مستنسخين ولا حركة عفوية في صدفة زمنية بل مبتكرين ومفكرين أضافوا للعلم وللحركة العلمية بصمة، فأين نحن اليوم من هؤلاء؟ وهل نستطيع أن ننجب هكذا قمماً علمية مرة أخرى أم إن زمن الإبداع والعلم قد غادرنا في غير رجعة وان أزمة الفكر والعلم التي نعيشها هي من مسلمات حياتنا التي أمست فاضية من كل شيء جميل ومن أي طموح كبير .



#وسام_محمد_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة في فضاء ( ياحريمة ) وتجليات النقاوة في العشق العراقي
- الوطنية .... وثياب الرمزية ومحنة التطاول فوق سماء القانون
- من يوقف نزيف المليارات العراقية
- الانفصام الشخصي للخطاب السياسي في العراق
- سلاماً لمجدكِ يا شمس تموز
- تراتيل وطنية في محراب مواطن ضائع
- الناخب الأمريكي وشفيرة الإنتخابات
- الحرة عراق والساعة السابعة والعراقيين
- حقوق الإنسان و المواطن والجحيم
- هكذا كانت شمس 14 تموز الخالدة
- مشكلة النشيد الوطني والعلم العراقي
- الأحزاب العلمانية في العراق وطبق الذهب
- رؤيا للسبعين
- ظاهرة الصحوات بين الضرورة الوقتية والديمومة العسكرية
- رجل المرور ... دليل في استمرار الحياة
- عندما يكذب السياسي ....هل سيتكلم صندوق الإقتراع
- ثقافة الدعاية في صياغة العقل الجمعي
- إنتهت اللعبة ... عشية الذكرى الخامسة لسقوط الصنم
- عندما تطأ التماسيح شارع الرشيد
- الإعمار وإعادة الإعمار


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - وسام محمد شاكر - الدراسات العليا ... ألقاب فضفاضة وصالونات ( للكشخة )