أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فاروق صبري - !!!حين يعقلن(النقد) القصيدة














المزيد.....

!!!حين يعقلن(النقد) القصيدة


فاروق صبري

الحوار المتمدن-العدد: 1070 - 2005 / 1 / 6 - 10:27
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


نشرت مجلة –كلمات_ العدد 20 ، كانون الأول عام 2004(قراءة) لقصيدة السياب "المسيح بعد الصلب" بقلم الدكتور عدنان الظاهر وهو كيميائي وكاتب وشاعر من اصل عراقي يعيش في ألمانيا حسب تعريف المجلة للظاهر الذي ارتأى قبل بداية (قراءته النقدية) ذكر المقطع الأول من القصيدة المذكورة وهو:
بعدما أنزلوني ، سمعت الرياح
في نواح طويل تسف النخيل
والخطى وهي تنأى . إذن فالجراح
والصليب الذي سمّروني عليه طوال الأصيل
لم تمتني.وأنصت: كان العويل
يعبر السهل بيني وبين المدينة
مثل خيط من النور بين الصباح
والدجى ، في سماء الشتاء الحزينة
منذ سطوره (النقدية) الأولى يتورط الظاهر في التباس تفسيري يلمّح إلى زاوية (قراءته) والذي يفصح عن تناسي موهبة السيّاب ومعرفته في استحضار الحدث أو الشخصية عبر لغة شعرية تخلق ولا تستنسخ ، تعبِّر ولا تستعيد فهو يتوهم(الناقد) بأن السيّاب حاول " تقمص أو استنساخ المسيح شخصاً وفكراً ومصيراً" ، لكنه لم يدرك درامية القصيدة وملحمية طقسها ودلالاتها التاريخية المتفاعلة والمتداخلة مع زمكانية السيّاب نفسه ،إذ نلتقي بالمسيح في "جيكور" :
حين تمتدُّ "جيكور" حتى حدود الخيال
حين تخضرُّ عشباً يغني شذاها
والشموس التي أرضعتها سناها
حين يخضرُّ حتى دجاها
يلمس الدفء قلبي ، فيجري دمي في ثراها ،
وبحكم (عقلانية) وأيديولوجية تفسيره (النقدي) لطقوس القصيدة التخييلية فإنه يرشقنا بركام "تساؤلات" من قبيل:
هل مرّ السيّاب بمحنة تعادل محنة المسيح مع كُهّان الهيكل وكتبته في أورشليم في فلسطين؟
هل سجن أو عذب؟
فلماذا انطق نفسه بضمير المتكلم نيابة عن المسيح؟
علام كل هذا النواح مادام المسيح قد انزل وقام حيّاً ؟
لماذا اختار"السيّاب" فصل الشتاء في البيت الأخير وهل له علاقة بتاريخ أو زمن الصلب ؟
إن (تساؤلات) الظاهر بقدر ما تحاول تغفيل وعي القارئ وتغفل ذائقته المعرفية تفصح أيضاً عن انتمائها إلى مفاهيم (نقدية) مؤد لجة ومؤطرة بيقنيات لا تقبل التخييل والارتفاع عن أرض الواقع!!! والمعروف أن السبب الجوهري في حضور الإلياذة كمنجز إبداعي ليومنا هذا هو طاقتها التخييلية المنفلتة والمتواصلة ، لذلك كم تبدو تساؤلات(الناقد) ومنها "لماذا اختار فصل الشتاء في البيت الأخير في _ في سماء الشتاء الحزينة_ وهل له علاقة بتاريخ أو زمن الصلب؟"ساذجة ومسبقة الصنع بالإضافة إلى إجاباته التي نتوقف عند بعضها ، فعن سؤاله: هل سجن أو عذّب؟ يجيب هو نفسه قائلاً:"كلا ، لقد طورد إبان العهد الملكي في العراق فغادره للعمل في الكويت ثم حورب وفصل من وظيفته بعد ثورة تموز 1958 في العراق فبالغ في جنوحه نحو اليمين ونشر ما نشر في بعض صحف بغداد يومذاك متبرئاً من ماضيه وعقيدته والتزامه السياسي السابق" ولعل السطور التي تحتها خط توضح غرض التنظير (النقدي) الذي تبناه الظاهر_ سبقه في ممارسته نقاد مؤدلجون وهم يتحدثون عن تجربة السيّاب الشعرية _ في (قراءته) لقصيدة "المسيح بعد الصلب" فالظاهر ممتعض لان الشاعر (تبرأ) من العقيدة وفك ارتباطه عن (التزامه السياسي) ولكنه لم يشر بكلمة واحدة عن الأسباب أو الظروف التي أجبرت السيّاب إلى ذلك الطلاق المرّ مع الحزب الشيوعي العراقي الذي لعب ( مثقفوه) قبل كوادره المتقدمة دوراً إيجابيا في إنجاز هذا الطلاق وذلك لسوء تقديرهم في (قراءة) المبدع كونه لا ينقاد مثل أي (رفيق) ولان (الرفيق) السيّاب رفض الانقياد لذلك يقرر الظاهر بأن لا " شئ يجمعه ومحنة المسيح" ولا يحق له بالنطق باسمه !!!
تكمن إشكالية (الناقد) ولنقل ورطته في عقلنة القصيدة ، انه يحلل ويفسر بعقلانية مستوحاة من بنية أيديولوجية يمكن بها (قراءة) افتتاحية او مقالة سياسية لجريدة ما وليس لقصيدة مثل "المسيح ما بعد الصلب" والتي اعتبرها الظاهر بأنها "قمة هرم موهبة بدر شاكر السيّاب لا احسب أحدا ممن نعرف قادر على إصابة كل هذا القدر من النجاح فينا لو إذا حاول معالجة هذا الموضوع المتشعب والمعقد" فأين هذا المدح ( النقدي) من استنتاجه ( النقدي) الشبيه بتقرير طبي غير محايد " فقد كان الرجل_ السيّاب_ عليلاً جسداً ونفساً وكان ضعيف الجهاز العصبي المركزي ، فكيف يستطيع السيطرة على عالمه الخارجي منْ لا يستطيع السيطرة على نفسه وجسده؟" وهذا التشفي ( النقدي) المريض هو نتاج (ثقافة) منحازة وملتزمة مع يقينيات الواقعية الاشتراكية .



#فاروق_صبري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دونية (المثقف) وقسمه العقائدي الظلامي صلاح المختار مثالاً له
- صديقي ممدوح عدوان ...وين رايح!!!؟
- مسلسل -حنين- التلفزيوني
- لقمان ديركي …إنه حقاً دركي
- عطوان وكهف الشعارات
- مافياوية حروب (القائد) المُغيّب
- المثقفون العراقيون في جحيم الخيارات


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فاروق صبري - !!!حين يعقلن(النقد) القصيدة