.فراس مدحت المصري
الحوار المتمدن-العدد: 3622 - 2012 / 1 / 29 - 17:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لن أتحدث كثيرا عن قرع الطناجر , فقد أصبحت عالقة في أذهان الكثير , لكن ما أود التحدث عنه هو ما قد يحرك ما بداخلنا كشعب مقهور يتلقى كل يوم ضربات موجعة , سواءا من الإحتلال الجاثم على صدورنا أو من حكوماتنا التي عززت ثقافة الإنقسام من خلال ممارساتها فينا.
اليوم سأتحدث إلى عقول الغيورين على ممتلكات هذه الأرض , من ينظر إلى مفتاح بيته القديم في المجدل ويافا , في السدود ويبنا , في هربيا وبربرة , إلى آخرة من المدن والقرى التي اغتصبت.
سأتحدث إلى من ينظر في لحظة إلى القدس وكأنها عروسٌ مبعَدة , إلى كل حبة رمل تحمل في أحشائها قصة طفل فلسطيني انتفض عليها وهو يحمل أحجاره التي أرعبت العدو رغم صغرها.
سأتحدّث إلى كل أمّ تترقّب لحظة اللقاء مع أبنائها القابعين خلف القضبان , وروت بدموعها ما رواه أبناؤها بدماهم لأجل هذه الأرض , إلى كل شيْخ تشققت يداه وهو يحرث الأرض , وامتزج عرقَه مع كل غصْن زيتون لوّه به حامل القضية (أبا عمار).
القائمة تطول لمن أتحدّث إليهم اليوم , لأقول لهم :
هذه الطناجر ستحمل مع كل صوت تصدره قصة من هذه القصص , حتى تصل كل من نسي أو تناسى هذه التضحيات, حتى تهدم الجدران التي تحجب حكوماتنا عنا , وتحجبهم عن بعضهم البعض.
قرع الطناجر هي دعوة للإنقسام أن يغادر, دعوة لأصحاب المخادع الدافئة أن يخرجوا منها وينظروا إلى هذا الشعب وما قد حل به من كبت وضغط نفسي.
أما عن حكوماتنا التي سأبقى أقول أنني أخجل حين أذكرها بالجمع , أدعوعم لأن يخلعوا ثوب الصّم والعمى, ولا يكتفوا فقط بميزة الكلام والتذوّق واللمس, فاليوم هو يوم الطناجر أما الغد فلا أحد يعلم هو لمن ولماذا.
قرع الطناجر ليست فقط مجرد طناجر وملاعق نقرع بها , بل هي تاريخ شعب سيعاد على مسامعكم بطريقتنا التي لن يستطيع أحد أن يوقفنا أو يبعدنا عنها.
سنقرع ونقرع , ونعيد الكرة مرة تلو الأخرى , وسنراقب النتائج خطوة بخطوة حتى نضع أقدامكم وأقدامنا على الطريق السليم وطريق النجاة.
#.فراس_مدحت_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟