أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد طلعت - مشاهدات حياتية نقدية -1- من واقع النشيج والذقون














المزيد.....

مشاهدات حياتية نقدية -1- من واقع النشيج والذقون


محمد طلعت

الحوار المتمدن-العدد: 3622 - 2012 / 1 / 29 - 14:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أتعجب كل العجب على من يسخرون من بكاء ونشيج المؤمنين في الصلاة.. وبرغم احترامنا الكامل لكل تفسيرات علم النفس أو علم الإيحاء في التبعية والتأثير في شرح هذا الأمر.. وعلى رغم كل من لم يعجبه هذا المشهد.. أقول نحن نقف بكل إجلال واحترام أمام كل أصحاب الديانات الأخرى، نحترم مثلا هيئة وشكل ولباس رهبان المعابد البوذية بل نقف إجلالا أمام تماثيل بوذا نفسه المنتشرة الآن في بلادنا العربية بفضل الغزو الصيني لبلادنا.!!

نفهم ونجل كل الطقوس الغربية وهيئات البشر من أتباع الأديان الأغرب، ونقول: علينا أن نقبل الآخر.. وفى نفس الوقت يخرج منا - وهم نفسهم من يقبلون كل غريب ويحترمون أصحاب الأديان الغريبة- رجال مشهود لهم برجاحة العقل يسخرون ويشوهون هذا المشهد لحالة البكاء في صلاة المسلمين بصلاة الجمعة أو صلاة التراويح برمضان في المساجد والساحات.!

أو يرمون كل صاحب ذقن أو صاحبة حجاب بسهام التخلف والرجعية وأقول نحن أيضا نقبل أصحاب الذقون من اليهود والمسيحيين- مع كامل احترامي لهم- وأقول نحن أيضا نقبل أصحاب الموضات العجيبة فى قص الشعور واللحى. وأقول أيضا نحن نقبل جميعا كل موضات اللبس ونفهم ونحترم الراهبة المسيحية المتحجبة سواء في الملبس أو الدير- مع كامل احترامي لعفتها- ومع هذا أيضا نقبل زى نساء الهند العجيب التقليدي ونقبل كل الملابس التي تعبر عن روح الجماعة البشرية- فلكل جماعة بشرية لها ما يميزها عن الأخرى وهذا في الملبس والهيئة- فلماذا إذن نحمل أنفسنا فوق طاقتنا ونرمى بني جلدتنا وأخواتنا بالتخلف.؟
نعم تخلف إذا كان أكراه، ولا أكراه في نوعية الملبس ولا هيئة البشر- مادام نابع من الحرية الشخصية أو طقس شعائري أو ما يميز هذه الجماعة عن غيرها- ، هكذا يجب أن نتعلم وننقد حياتنا.

هو النقد لمظاهر حياتنا مع تفهم طبيعية البعد الثقافي والدينى الذى يحرك هذه المظاهر. أما الفرض فهذا أمر مرفوض. أنت اخترت ان تكون بذقن ماركسية أو إخوانية أو عبثية أو فنية أو سلفية أو أزهرية أو عربية، فأنت حر فيما اخترت من هيئة ذقنك فلا تفرض ولا تعتقد بأن ذقنك وحدك هى التى تمتلك حقيقة الوجود والموقف الحياتي. فكل الذقون سواسية.!

أنتِ اخترت الرهبنة والاحتجاب تحت أي مسمى، وأخرى اختارت الحياة والمشاركة فى الدنيا فلا أنت مؤمنة ولا هى كافرة كلكن نسوة لكن حق التمتع بالحياة كما شئن.
وبهذا المعادلة الصعبة وجب النظر للحياة بروح الفريق الواحد لا بروح التفرق والجماعات مع تفهم وقبول كل مظهر جماعة دون السخرية منها أو نبذها.

العرض الملفت لأعضاء مجلس الشعب المصري 2012 فى جلسة افتتاحه جاء بمثابة كرنفال فى الملابس، وبدأت علامات السخرية والعبث حول هذه الأزياء، لكن كل ما نريده أن يسعى البرلمان إلى احتواء كافة الأفكار وقبولها واحترامها ومناقشتها على أنها أفكار إنسانية هدفها خدمة المواطن المصري كما احتوى هكذا كرنفال ملابس أعضاء مجلس العشب المصري.

مصر تبدو الدولة الوحيدة بالمنطقة العربية التى يسخر شعبها من نفسه ومن ملابسه. دائما معترض على ملابس جاره منتقدا له . اعتقد الآن وجب تغيير هذا السلوك المريض في تقييم الناس بمظهرها وملبسها الخارجي. علينا أن نقيم الناس بما يلبسون من أفكار على عقولهم.!

وجب أن لا نخدع فى مظهر كائن ما أو يكون مظهره حكرا على أرائنا او نقيمه حسب مظهره فان الذى يبكى فى الصلاة ليس بالضرورة إنه أكثر المصليين تقوى وليس بالضرورة من لا يبكى فى صلاته أن قلبه صلد قاسى فهذا له تفسيرات كثيرة في علم النفس. وليس كل من قال كلام حسن فى العلم فهو عالم وليس من وقف على المنبر فهو عالم. العالم هذا أمر آخر، والعالم من ابسط معالم معرفته بأن تراه يقبل كل الناس دون تحزب دون تدين دون تلون فالكلمة عنده سواء والدم عنده سواء والفكر عنده كما الطير عالي يرفعك إلى عنان الإنسانية ويضعك على بدايات درج رحابة العالم وجمال الكون.



#محمد_طلعت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النص الإبداعي التصادمي مع واقع الثورات العربية الطرح النظري ...
- شاى المسطول - وماجاء فى الكتاب المسطور المهجور-
- شيزوفرينيا الهطل الثوري في عقل الشخصية المصرية
- الغياب العقلي للمرأة المصرية وطمس هويتها وشخصيتها السياسية
- من قبو السجون إلى قبة البرلمان المصري (1) الإخوان المسلمون ف ...
- الخيط الوهمي بين الأديب والفيلسوف.. وصناعة الحياة العربية قا ...
- رفس الجحوش - احك ياسواد- النهيق الاول:أيام الوصل والمحبة


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد طلعت - مشاهدات حياتية نقدية -1- من واقع النشيج والذقون