الخطاب الاعلامى للاسلام السياسى 2

محمد نبيل صابر

الحوار المتمدن-العدد: 3622 - 2012 / 1 / 29 - 12:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

نواصل الان الحديث عن خطاب اعلام الاسلام السياسى فى مصر فيما بعد الثورة
2- الاعلام بالوكالة :
لن اطيل فى هذه النقطة فالادلة قليلة وضعيفة ولكن العلامات والارهاصات قوية وواضحة فهناك مؤسسات اعلامية تعمل بالوكالة عن التيارات الدينية سواء بتبنى منهجها و خطابها او التركيز على بيانتها او نشاطاتها الحزبية والانتخابية او نشر اخبار كاذبة حول معارضيهم ويبرز فى هذا المجال موقع كاليوم السابع الذى يتولى رئاسة تحريره خالد صلاح العضو السابق فى تنظيم الجهاد قبل ان يتحول الى الحزب الوطنى قبل الثورة ويكون احد منظرى ترشيح جمال مبارك والحزب الوطنى فى الانتخابات التشريعية فى 2010 قبل ان يتحول مع الثورة الى دعم الاخوان المسلمين والسلفيين باعتبارهم الجهة الرابحة ويتولى منصب نائب رئيس التحرير هانى صلاح الدين القيادى فى جماعة الاخوان والذى لا تختلف مقالاته عن اى بيان لجماعة الاخوان المسلمين مع تأييدها ظالمة او مظلومة ...وبنظرة الى صفحة التعليقات وما يتم نشره تجد انه طالما كان الموضوع يتعلق بمهاجمة التيار الدينى او يتعلق بتصريح لاحد معارضيه فباب التعليقات مفتوح بالسب والتكفير والتجريح بما يخالف سياسة نشر التعليقات التى يعلنها الموقع والعكس ليس صحيحا طبعا
يتألق طبعا فى هذه النقطة ايضا موقع وجريدة المصريون الملتزمة تماما بخط الاخوان ونظرة واحدة الى المقالات والاخبار المنشورة فى الموقع والجريدة لن تجد ادنى اختلاف عن خط جريدة حزب الحرية والعدالة
كما تبدو قناة مصر 25 المؤسسة والممولة بتمويل اخوانى ثم يخرج مديرها الاخوانى خالد غراب بتصريح الى قناة دريم فيها موالاة القناة لجماعة الأخوان المسلمين فالقناة مستقلة لاتمثل اي حزب أو جماعة!!!...
يهمنا ايضا ان نلفت النظر الى المحتوى ففى اول ايام الانتخابات التشريعية افرد موقع اليوم السابع موضوع طويل مدهم بالصور لغرفة عمليات حزب الحرية والعدالة لمتابعة الانتخابات والذى كان ينقصها وجود احمد عز لترى نفس صورة غرفة عمليات الحزب الوطنى من البدل الفاخرة وشاشات العرض وعدد اجهزة التليفون والفاكس ومائدة الاجتماعات الكبيرة ولكن لم تظهر تلك الصور ابدا مرة اخرى بسبب الحساسية التى اثارتها والتى دفعت الناس فى التعليقات الى السؤال الشهير "من اين لك هذا؟"
3- المتحدثون الرسميون
يبدو هذا الموضوع صعبا عند متابعته لدى جماعة الاخوان المسلمين او حزبها السياسى الحرية والعدالة ويبدو اسهل قليلا لدى حزب النور ولكن يهمنا هنا ان نشير الى نقطة مشتركة بين الفصيلين الا وهى ازدواجية الحوار ففى حين يستفيد الاخوان من ثنائية (الجماعة / الحزب) بطريقة تبدو اذكى قليلا فيتولى مسئؤلو الجماعة (محمود غزلان مثلا) القاء بالونات الاختبار (الخروج الامن للعسكرى مثلا) يتولى الحزب (محمد مرسى والعريان والبلتاجى) استقبال ردود الفعل وتهيئة الردود التى تهدئ من غضبها وليس من دليل على هذا ابرز مما حدث فى جمعة الكرامة 27/1/2012 فالحزب والجماعة كلاهما اعلنا مشاركتهما للاحتفال فقط فيما تولى القيادى د. البلتاجى جزء الثوار تحسب لما قد تسفر عنه الامور واعلن مشاركته "بصفة فردية " فى فعاليات استكمال الثورة وليس الاحتفال .ولكن جاءت مشاركته هذه عبر منصة الاخوان الرسمية لامتصاص الغضب الشعبى الموجه ناحية المنصة .ففى حين حدثت الاشتباكات حول المنصة بسبب الاغانى ومحاولة المنصة التغطية على هتاف الثوار كان رد فعل د. البلتاجى ان هتف يسقط يسقط حكم العسكر بطريقة عفوية
اما السلفيين فالازدواج فى الحديث يتم عبر نفس الاشخاص ففى حين يبدو نادر بكار المتحدث الرسمى لبقا ومرحبا بالاخر فى التوك شو على القنوات غير الدينية ويلتزم ببلوفره الشهير واسلوبه الهادئ كأى متحدث رسمى لحزب سياسى مهما كان قسوة ما يقوله الا ان هذا لم يمنعه من الضحك مع خالد عبد الله على "ياواد يا مؤمن".ومشاركته تلك الحلقة الكريهة على قناة الناس .وبرغم انه يسجل على حسابه على تويتر اعتراضاته على ممارسات الاخوان الانتخابية الا انه ينفى تماما هذا على قناة الحكمة . بل وهو غير ما يبدو عليه فى المؤتمرات الانتخابية كما يبدو واضحا من هذا الخبر المنشور فى روز اليوسف
http://elgornal.net/news/news.aspx?id=437619
هذه الازدواجية ليست تهمة بالاساس لان السياسة لعبة قذرة .فالسياسة الشرعية التى يدعونها سمحت لهم بتأييد طارق طلعت مصطفى فى الاعادة ضد المستشار الخضيرى -وهذا ما حدث فى دائرتى وامامى والله على ما اقول شهيد - ولكن يهمنا ان نشير ان سياسة المتحدث الرسمى فى التيار السلفى تصطدم عادة بالرؤية المتشددة لمرجعيات الحزب كالشيخ ياسر برهامى مثلا فالخلاف فى الحديث حول الجزية وتقبل الاخر بين ما يقوله نادر بكاراو رئيس الحزب د. عبد الغفور وما يقوله برهامى او الشيخ النقيب يدفعنا للتساؤل حقا حول ما ينتوى الحزب فعله حقا
يتبقى ان نشير ان تلك الازدواجية لا تمتد فقط حول القضايا الداخلية ففى حين يتكلم المتحدثون الرسميون عن القضية الفلسطينية وطرد اليهود والصهاينة تتغير لغة الحوار الى احترام كامب ديفيد وعدم المساس بها او باتفاقية الغاز -مع البحث عن اسعار اكثر عدالة- او الكويز عند الحديث الى وسائل الاعلام الخارجية او حتى فى اثناء الاتصالات السرية مع الامريكان والاسرائيلين . وعن احداث محمد محمود واللوم الشديد الموجه لعدم "ظبط النفس " فى البيانات الداخلية يصف خيرت الشاطر فى الحديث الاخير له لمجلة فرنسية الثوار فى تلك الاحداث بأنهم "مجموعات فوصوية " غرضهم تعطيل الانتخابات التشريعية. كما اننا لا ننسى حديث يسرى حماد المتحدث الرسمى لحزب النور للاذاعة الاسرائيلية والتى تم تجنبيه بعدها من الظهور بشكل مكثف والاستقرار على نادر بكر كمتحدث رسمى اوحد لحزب النور
نود ان نلفت الانتباه الى انه رغم اسلوب نادر بكار اللبق تم تخصيص باب للكتابة فى اليوم السابع عن طريق مقال اسبوعى -ولن نعلق على اسلوب الكتابة الضعيف فأنا شخصيا لازالت هاويا- ولكن نود ان نلفت الانتباه الى حديثه وكتاباته كلها تمتلئ باشارات خفية الى اعداء للدين وليس معارضين للحزب فى علامة صريحة وواضحة الى ايمانه باحتكار حزبه للاسلام وهذا قد يتبدى فى بعض حديثه ففى حلقة عن السياحة للمذيع خيرى رمضان على قناة سى بى سى الفضائية افتتح الحلقة محمد ابو حامد المتحدث الرسمى باسم حزب المصريين الاحرار منظرا بوجهة نظر شرعية ردا على حديث موجه اليه فكانت كلمات نادر بكار الاولى انه فرح جدا لحديث "محمد ابو حامد "بالفاظ شرعية رغم انه بالطبع حق لكل مسلم بالاضافة الى ان محمد ابو حامد يتكلم عن علم فالرجل حافظ لكتاب الله بالقراءات وهو ما يظهر ايضا فى كلامه فى الخبر السابق الاشارة اليه نقلا عن روز اليوسف "وقال بكار: إن رجل الشارع لا ينظر لهذه التفاهات، مؤكدا ان الإسلام معلق برقاب التيار الديني والعالم العربي ينتظر تجربة حزب النور». ولله الامر من قبل ومن بعد
الامانة تفرض علينا التنبيه الى وجود شخصية محترمة مثل د/ محمد يسرى سلامة الذى كان اول متحدث رسمى لحزب النور والذى استقال رفضا لاسلوب لحزب فى التعاطى مع الثورة والثوار ورفضا لسيطرة المشايخ عليه وربط كل تحرك بفتوى والذى تحظى مقالاته بمتابعات عديدة على موقع جريدة الدستور
كان هذا تحليلا على قدر فهمى ومتابعتى لا اقول انه الحقيقة الكاملة ولكن هذا ما تيسر لى من فهم ومتابعة وادراك لوجه الله والوطن

#محمد_نبيل_صابر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات