أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادين البدير - احلم.. احلم.. احلم














المزيد.....

احلم.. احلم.. احلم


نادين البدير

الحوار المتمدن-العدد: 3622 - 2012 / 1 / 29 - 12:17
المحور: الادب والفن
    


ما هو حلمك؟ بماذا حلمت وأنت صغير؟ هل دمرك حلمك؟ أم أنعشك وأعاشك؟ أم كنت ممن ابتعد عن الشر بمجرد بزوغه الأولى واتبع خطا الواقع بتقاليده الرتيبة ذات السعادة المعروفة بلا خيالات مرهقة أو كوابيس مزعجة؟

ولمن كسر القاعدة ولم يتبع الأنساق واتبع حلمه مهما كان جنونه: هل تشكر القدر على نعمة الأحلام؟ أم تتذكر الموعد الذى غفوت فيه مستيقظاً وتستعجب من تماديك فى تشكيل عالم لم يكن موجوداً؟

فى هذا المجتمع الذى يمقت الحالمين، ويضيق الخناق عليهم، من يملك الجرأة على إعلان حلمه؟

من تملك الجرأة على ذلك ولو سراً؟

أعتقد أن الأمر مع المذنبين قد سار كالتالى:

يغريك الخيال، فتتمرد. أول خطوة تبدؤها خائفاً قلقاً تعجبك البداية فتتمادى أكثر، بعدها لا تعود تسمع أو ترى شيئاً معتاداً. الناس من حولك، الكل يستنكر ما تفعله، وعيناك لا تتسعان سوى لخيالك، وطريقك خالٍ إلا من عمود واحد عليه مصباح واحد شعلته تتراقص متعالية حتى على العمود الذى يرفعها.. تنطق قائلة: «احلم»، وحين تصل إلى هناك، حيث منتصف المسافة أو ربما نهاية الدرب، وفيما أنت تفكر بزهو وفخر فى بدايات حلم جديد يطرأ على بالك شىء مهم، تنظر من حولك، فلا تجد أحداً.

هنا. الأحلام أثمانها باهظة، هكذا قالوا لنا.. فكيف تتحقق المعادلة؟ كيف نحافظ على حياة سوية ونتمسك بأطراف حلم ما فى الوقت ذاته؟

أنت عنيد. تعلم أن تحقيق المعادلة فى المكان العربى من رابع المستحيلات بفعل التقاليد، لكن كل ما بك يدغدغك ويدفعك لاتباع إلهامك وضوضائك وفوضاك، وكل ضروب البوهيمية الفكرية التى يعيشها خيالك. تقول إن تلك الضروب كانت أساس إبداع الشعوب. قل لى أيها المذنب: من يهتم لإبداع الشعوب هنا؟

الحلم فى هذا المكان يفصل على قياس الجميع، مثلما يفصل الفكر على قياس الجميع، مثلما يقررون لك متى تنام ومتى تثور، متى تهدأ ومتى تعصف... إلى آخر تنشئة القافلة التى تسير بنغمة واحدة وتسهر على حلم واحد أيضاً.

لا أدعو لأى تمرد، بل لإنعاش علاقتى والأحلام. ماذا يعنى لو انشققت وحلمت بشىء غير الموروث المرسوم القديم؟ ماذا لو أحلم حلماً غبياً، أو هستيرياً؟ وماذا لو أرفض السير مع القوافل العظيمة؟ ماذا لو أسير وحيدة فى قافلة رثة، لكنها حلمى؟

الأمانة تلزم أن أصارحك بأنك، لكى تعيش سعيداً بشكل مطلق (نوعاً ما) فى هذه الأرض التقليدية، انس أن تحلم غير الحلم المعهود. خذ شهادتك، واعمل بأى وظيفة، ثم تزوج وأنجب أطفالاً ولا تسأل كثيراً ولا تسرف فى القراءة ولك أن تتناول ما شئت من الطعام. أنت أيضاً تعلمى دون أن ترتقى فى العلم كثيراً وتزوجى مبكرة ثم أنجبى الأطفال، ومثله لا تطرحى الكثير من الأسئلة، واسمنى قدر ما تستطيعين.

كى تعيش السعادة الدارجة لا تمارس الغباء، لا تدخل فى تعاتيم الأحلام وتتحد وتنفذ ما يتلوه عليك إلهامك ووحيك.

أسأل نفسى كل ليلة قبل أن أنام: هذا الطريق الوعر، ما السعادة التى أراها فيه؟ أصفها بأنها ليست سعادة بعيون مجتمعية. هى سعادة من نوع آخر، لاذعة أحياناً، موجعة يملؤها التشويق، ورغم ذلك يكفى أنه طريقى الذى ابتدعته دون إملاء.. هذه سعادة فى حد ذاتها، نعيشها ـ غيرى وأنا.. نحن الذين رفضنا أن ننسى، ولم نعر اهتماماً لمن يصنف الأحلام بين حلال وحرام.

وكيف ننسى الحلم؟ من ينسى شرفه؟

فى فيلم أمريكى ريفى غير معروف قالت الأم لابنتها: لا تدعى مخلوقاً يقف بينك وبين أحلامك، ولا تتنازلى عن حلم، لأنك لن تنسيه أبداً وسيلاحقك كالكابوس حتى تنهيه أو تعيشى محطمة.

نزول الشباب للميادين يعنى أن الناس لم تنس وما زالت تحلم، وخروج التظاهرات فى كل مكان عربى يعنى أن الأحلام الحرة لم تمت ولم يصيبوها فى مقتل كما ظنوا. تقف الأحلام على رؤوس الجبال، ويقف البقية يبحلقون، عاجزين عن هزها وتحريكها.



#نادين_البدير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منافق.. خائف.. خائن.. محايد
- من مصر ٢
- رسائل أول السنة
- فى إيطاليا: معبد لمئذنة وصليب
- لماذا؟
- لا تنام أو أنام
- ويل للمنافقين
- سلف مصر.. نسخة تايوانية
- فى السعودية.. هذه انشغالاتنا
- السعودية: نجم الليبرالية الجديد
- شباب التحرير صناع التحرير
- عيب عليك يا شعب
- كنائس الخليج
- لا للحريات الاجتماعية
- امنحنى السلطة أمنحك الفتوى
- ميليشيا الشرطة الدينية.. قريباً
- حياتى كعازبة
- متى أستطيع..؟
- فتوى المرضعات الجدد
- ما بكم؟ وما كل هذا الغضب؟


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادين البدير - احلم.. احلم.. احلم