أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عياصرة - الإمارات.. تفكر عالمياً.. وتعمل محلياً














المزيد.....

الإمارات.. تفكر عالمياً.. وتعمل محلياً


خالد عياصرة

الحوار المتمدن-العدد: 3622 - 2012 / 1 / 29 - 01:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



القانون مهما كان شديدا الا ان الانسان يبقى منحازا له، لإيمانة المطلق بضرورته ومقدرته على تنظيم حياته، بمقابل ذلك تعرف الدول من مطاراتها فهي أول ما يستقبل الزائر وأخر من يودعه.
هذه حقيقة واقعية جسدتها دولة الإمارات العربية المتحدة في مطاراتها وأمتدت لتشمل كافة أعضاء جسدها الذي يستقبلك بالترحاب المقرون بالإبتسامة ... أهلا وسهلا أنت في الإمارات.
في المطار رجال ونساء وجدوا لتقديم الخدمة للزائر بسلاسة لا تقوم على التعقيد، وسهولة لا تبنى على الترهيب، مثلا : لم أشهد خلال تجوالي في مرافق مطار - دبي الدولي - مدرعات للجيش والأمن مدججه بالأسلحة، كما هو حاصل في مطارات بعض الدول العربية .
الذي ينطبق على المطار، ينطبق على الشوارع الخالية في معظمها من رجال الأمن والسير، هذا ناتج عن تقيد الجميع بالقوانين الناظمة للحياة، تلك الشوارع انتقلت تتحول الى كرنفال من الفرح الدائم خلال الليل،، ما ان ينتهي حتى يبدا من جديد، نتيجة تنظيمها وترتيبها.
تركب سيارة تكسي من أي مكان، فيلفت انتباهك رتابة هندام السائق وتقيده الصارم بالقوانين، ومصداقيته غير الخاضعة لدهاليز الإستغلال. تدخل المولات فتستمتع بإستنشاق الهواء النظيف غير الملطخ بروائح الدخان، كما تستمتع بحقيقة التنزيلات والعروض واتساع رقعتها وصدقية القائمين عليها.
حقا استثارني المكان بجماليته المطلقة، بحيث جعلني أنحاز اليه حد العشق، لكن نفسي لم تسقط في اتون صدمة الابراج العالية والمشاريع الضخمة مع ابداعها مثل : برج خليفة ، برج العرب، اتلانتس، عالم فراري، وجزيرة النخلة، التي تشبة في مشهديتها تلك الاحلام الواقعة في قلب الف ليله وليله.
لكن ما استثارني اكثر له ارتباط بالارض باعتبارها "ثابت" ومقدرتة الإنسان الإماراتي على الإنجاز والبناء والإعمار، فكلاهما يشد من ازر الاخر، حتى باتت الإمارات محجا للجميع. سيما وأن الشعب هنا يعمل ليربح على المدى الطويل. في ظل عموم ثقافة القانون الذي يفرض هيبته على الجميع.
لقد تنقلت ونفسي برفقة عيناي بمتعه حيث الاماكن الاثرية والتراثية التي تؤرخ الانجاز بصفحاته الاماراتية، فمن المكتبات، والشوارع المتوشحة برداء النظافة، الى الحدائق والمتنزهات العامة المرسومة بانامل مهندسيها، ومن علاقة البائع بالمشترى الخاضعة لمبادئ الاحترام. الى كل ما يؤكد الايجابية الفعلية للانسان الاماراتي ومقدرتة على ابتعاث الشي من لا شي، وصولا الى عموم ثقافة القانون الذي يفرض هيبته على الجميع، هذا كله ابتعث من رمال تحدي – الامارات - للصعاب في سبيل بناء الدولة وتطويرها ما استطاع اليها سبيلا.
العلاقة الايجابية هذه امتدت لتشيد جسورا من الترابط بين الحاكم بالمحكوم، أولــــــو الأمـــــــــر فيها يستقبلون الجميع "مواطنين ومغتربين " في يوم محدد من كل اسبوع، باريحية تامة، دون مانع او حاجز من رؤيتهم في بيوتهم المفتوحة للجميع، او في الشوارع حيث يسيرون دون حرس شخصي،وكانهم من عامة الشعب.
لذا وسمت علاقة الحاكم بالمحكوم بانها لا تخضع لفلسفات التعقيد، او لرغبات الحاجب او لرجولة السكرتيرة، او رعونة الحرس الشخصي واسلحتهم، كما هو الحال في بعض البلدان العربية التي يحاصر فيها الجنود والحراس والسكرتيرات ومدراء المكاتب الملك او الرئيس او الوزراء والاعيان والنواب (...)!!!
نعم اجميلة الامارات، الا أن الاجمل هو ذاك التفكير الاستشرافي المستقبلي، الذي يتبناه أصحاب الامر، باعتبارة سلاح استراتيجي يقوي عصب الدولة، ويعظم انجازها انطلاقا من ارض الواقع للوصول الى المستقبل باسلوب قائم على احترام المواطن .
ومن الامور الهامة التي تلفت انتباه الزائر، هو غياب العنف عن المجتمعي، حيث ترتدي الدولة ثوبا من الهدوء المقرون بالعمل القائم على التنافسية وروح الفريق الواحد ، لايمانهم بمبادئ التشاركية الفعلية، باعتبار الجميع شركاء في الوطن.
فلا مشاجرات في المدارس والجامعات، لا شغب في الملاعب، لا امن مصاب بفوبيا الخوف ويمتهن لعبة الارهاب ويغزو الشوارع بحجة الامن والامان، لا تجار ولا احتكار، لا شوارع تنهار بعد مضي اشهر على افتتاحها، ولا فكر امني مأزوم يسيطر على قلب الدولة وعقلها ( ...)
سأعود الى الاردن نعم، لكن سابقي جزء مرتبطا من قلبي في الإمارات. فألف تحية لكم في ابو ظبي ودبي والشارقة والفجيرة وعجمان،ورأس الخيمة،وأم القوين، الف تحية لكم ولروح الاتحاد وقدسيتها الذي يجمعكم.
لكن قبيل عودتي أتمنى نقل هذه الصور في حقيبتي الى بلدي الاردن،الذي يحاصر اليوم من قبل مافيا الفساد وسدنتها، كم تتوق نفسي الى روية القانون يطبق بحذافيرة ،انطلاقا من مصلحة البلد العليا،كم اتمنى ان ارى الشوارع نظيفة والمطارات تسيطر عليها الابتسامة لا النكد وسوء التنظيم ، كم أتمنى ان ارى رتابة هندام سائقي التكاسي وتوحيدها وتنظيمها، كم اتمنى ان تنتهي مظاهر العنف والعنف المضاد في الجامعات واستبدالها بالعلم والمعرفة لا المشاجرات، كم أتمنى ان أعيد صياغة وبناء العلاقة المشروخة بين الحاكم والمحكوم، وترميم جسورا الثقة بينهمللوصول الى ارضية حقيقية للتواصل.
فهل ينظرون الى تجربة اخواننا في الامارات؟ حقا يمكن الاستفادة من التجربة ؟



#خالد_عياصرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناشط السياسي عبد الله محادين عندما يعطي حجه للنظام في الار ...
- إسلام أمريكي بنكهة الإخوان .. الخطر على الكيان الأردني لا عل ...
- أردنيا : الاعتراف بأخطاء الحكومات السابقة ... هل يطال كافة ا ...
- مضر زهران : جنون العظمة عندما يتحول إلى مرض نفسي
- لابد أن تتدخل جلالة الملك قبل فوات الأوان الاردن ينتظر
- استحقاق أيلول ... يهودية الدولة وإسقاط الحقوق الفلسطينية
- لقاء تاريخي بين الأردنيين والفلسطينيين تحت بند المواطنة
- ما أرخصهم يبيعون الأردن مقابل فنجان قهوة مع السفير الأمريكي ...
- إعلام القصر في الاردن .. من دائرة إعلام.. إلى إدارة أقلام !! ...
- التعديلات الدستورية : عملية استئصال أم جراحة تجميل
- المسحراتي في الاردن بين الفساد والحرية !!
- لماذا ينقلبون على الرؤى الملكية في الأردن ؟
- إصلاح الاعتصامات والمظاهرات قبل إصلاح الدولة
- مذبحة الصحفيين في ساحة النخيل الاردنية
- في الأردن : دموية أبو فارس بانتظار جيش 15 تموز المنتظر !!
- بشار الأسد وصمود باب الحارة الدمشقي
- مذكرات فاسد أردني
- حديث في الإصلاح التعليمي
- علاء الفزاع : مداد من دم وقرطاس من جسد
- استقلال الأردن ... والفرحة المنقوصة


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عياصرة - الإمارات.. تفكر عالمياً.. وتعمل محلياً