أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي جميل - هكذا تكلم الشاعر آية وارهام : لازلت حيا















المزيد.....

هكذا تكلم الشاعر آية وارهام : لازلت حيا


عبد العاطي جميل

الحوار المتمدن-العدد: 3621 - 2012 / 1 / 28 - 20:22
المحور: الادب والفن
    


... الاحتفاء بالشاعر أحمد بلحاج آية وارهام اليوم ، هو حدث استثنائي ، يتزامن والاحتفال الأفروديتي رمز الشعر والجمال بعددها العشرين ، والذي يحمل في نواته الدلالية عنصرين أساسين هما : الفرادة والسفر ...
فأما الفرادة فميزة جوهرية لدى الشاعر أحمد آية وارهام باعتباره شاعرا متعدد الاهتمامات والمشارب التي يتوج بها منتوجه الإبداعي الشعري والنثري على حد سواء .. هذه الفرادة تجعل الشاعر ممتدا على خريطة الشعر من محيطه إلى خليجه . يتسع أفقه الخيالي والإيقاعي من عمود الشعر العربي إلى قصيدة النثر أو قصيدة اللاوزن كما يحلو له أن يصطلح عليها ... من ثمة يجمع الشاعر ، بل يوالف بين القدامة والحداثة قراءة ، اطلاعا ، وكتابة . مواكبا التحولات التي عرفتها الرؤى الشعرية للكون والذات والأشياء ، مبنى ومعنى ...
وأما السفر ، فهو الإسراء والمعراج في أغوار التراثي الجمالي الأمازيغي والعربي والإنساني ، في اللغة والأدب والنقد والجمال والدين .. فهو في كتاباته الرصينة ، يتغيا تأريخ الوجود النفسي والاجتماعي والجمالي لهذا الكون الذي يسير بما لا تشتهي أحلامه الحرى ، وأمانيه المشتهاة .. لذلك يصر على فاعلية وكينونة الشعر خاصة ، والكتابة عامة على استنهاض الهمم ، وبناء أفق رحب للأمل واستنشاق هواء الحرية الذي لا يبلى لسمك النسيان الرابض في خياشيم الوطن ...
ومن دواة الجراح والرفض يغترف آهاته ورؤاه المخضبة بالحنين إلى الغاب حيث " لا راع ولا قطيع " . وحيث الناس كل الناس أحرار ومواطنون لا رعايا رعايا كما تشتهي قصور المستبدين المبلطة بدماء الشهداء ...

الشاعر أحمد بلحاج آية وارهام وهو يقود سفينة أفروديت ، يصر على استمرارها رغم رداءة أحوال الجو الذي تغمر فضاءنا الثقافي ، وكأنه يقول بصوت صارخ : " لازلت حيا " . و يردد مع الشابي قوله :

" سأعيش رغم الداء والأعداء كالنسر فوق القمة الشماء " .
كيف لا ؟ و هو الشاعر الذي أدمن المرور من تحت إبط الموت ، و لا يزال يمر سيزيفا مغربيا لا يعيى .. و في عبوره الشامخ و الشاق ، كان الشاعر فيه يحاول أن يتجاوز أعطاب المشهد الثقافي والسياسي والاجتماعي .. وقد كان كريما ، يحاول جبر الخواطر ما استطاع إلى ذلك سبيلا . يتراوح بين الرفض والقبول دون أن يتنازل عن إنسانيته وأنفته ونقائه ...
وهو الشاعر ،الأستاذ ، المربي و المناضل الذي احتضن العديد من الشعراء والشاعرات المخلصين والجاحدين ، و بصم شعرهم بوقادة لغته و صهيل أفقه و ثراء انزياحاته التي تنبع من خيال خلاق لا يجارى ...
ورغم أن الناقد الأصمعي قد أكد على أن الشعر إذا دخل في الخير ضعف ولان ، فهذا الحكم الانطباعي لا ينطبق على الشاعر الخير أحمد آية وارهام . لأن شعره الروحي أكثر خصوبة وتوهجا وإشراقا . لا يجتر الدلالات المطروقة والمطروحة في الشارع ، والتي يعرفها العربي والأمازيغي والعجمي .. لذلك كان يتحاشى آفة الخطابة وفخاخ المباشرة والتقريرية التي وقع فيها الكثير من الشعراء الأخيار .. فأصبحت كتاباتهم أصداء ومسكوكات لغوية ليس غير ...

أعترف أني أغترف من معين الشاعر أحمد الجمالي الشعري والصوفي خاصة الكثير . وإن كنت ـ كما يعرف ـ أني كسلمون جموح يتأبى على أن يكون مريدا .. فرفقة الشاعر أحمد غنية في مدها وجزرها في انبساطها وفي امتدادها .. وسيظل الشاعرفي ذاكرتي معززا مكرما .. وهو الشاعر الجسور الذي غامر رفقة الشاعرة نجاة الزباير في تخصيص الكتاب الأول من أفروديت لشاعر المسودات الحمقى ، القادم من العاصمة الإمبرالية الشمطاء .. وهذا الاختيار الصعب أثار ضجيجا ونباحا ، رفضا وقبولا .. لكن الشاعر أحمد ظل مقتنعا باختياره ، متمسكا بقول الشاعر :

ازرع جميلا ولو في غير موضعه فلا يضيع جميل أينما زرعا

... وها أفروديت اليوم ، تتجاوز رحلات السندبادالسبع البرية والبحرية معا ، لتصل إلى سفرها العشرين .. وهي في عبورها وترحالها أصدرت كتبا ثقافية مائزة ، تبصم المشهد الثقافي المغربي بالتنوع والاختلاف ، وتكرس القيم الثقافية الجادة ، ثقافة الاعتراف والاختلاف . وإن كنا دوما نطمح للمزيد من الأنقى والأرقى .. وها أفروديت تحقق ما لم تحققه الكثير من الاتحادات والبيوت والمنتديات المخنثة والمدعمة والمدللة والمأجورة ...

نحتفي اليوم ، أيها الحضور الجميل بهذا الإصدار الثقافي المعبر عن تآليف الشاعر والباحث أحمد أكثر من احتفائنا بشخصه المتواضع عن كل ادعاء . لأنه يختار الخفاء على التجلي . وكان يرددفي مجالسته ومؤانسته قوله : " من أحبه الله أخفاه .. " . وإن كان الشاعر أحمد يوثر الخفاء ، فإنه يتجلى في إنتاجاته الشعرية والنثرية الدالة عليه ، المنشور منها بمختلف الجرائد والمجلات المغربية والعربية ، وغير المنشور منها .. في الظل ينتظر حظه من التجلي .. ولست بحاجة لأن أعدد عناوين تصانيفه وابتداعاته الجميلةالتي تحاور الوجود بكل كائناته شعرا ونثرا ، وهو القائل :

من دون صوت أو إشارة
أكلم الأشياء
تلك التي أمواجها مرآتي
عن حجر أنشق ضوءا
أو رذاذا
أو فراشا ...

هكذا يؤسس الشاعر أحمد بلحاج آية وارهام أسطورته الخاصة ، وهكذا تتخلق كائناته بأخلاق عالية . رغم أنه كنز من كنوز مدينة مراكش الحمراء ، أصابه ما أصاب مؤسسها يوسف بن تاشفين من التناسي والجحود . فأدى ضريبة الإصرار على اختيار حريته من أجل صوفية شعرية معاصرة ، ومن أجل الإنسانية المستعبدة . كرس دم حبره لوطن لابد يجيء .. مادام القلق المضاعف زاده ، والرفض التليد خميرته المشتهاة في بيانه وعرفانه وبرهانه ...

... ولذلك كله ، ليس غريبا أن يكون إنتاجه الشعري والنثري موضوع اهتمام النقاد والباحثين المتهيبين من متونه في دراساتهم وأطاريحهم الجامعية . يفرض وجوده ، ويدل عليه كائنا شعريا بامتياز في تعدده . فهو الضاحك في اغتياله ، الحاضن عريه ، الرائي اشتهاء الشمس ، المتصعلك في حانات الروح ، الصاعد إلى كهف المعاني ، الضائع في جنان الغيب ، القاسم والمقسم جسمه إلى جسوم جسام ـ كما عروة بن الورد ـ ، المغمس تلاوينه وتنويعاته على حرقة الذات ، وعذابات الأسئلة الباحثة عن شط لا للنجاة بل لفتح أفق المغامرة والتقصي مع الشعور إلى أن الوصول والوصال والفصال محال ...

فدمت أخي الشاعر أحمد باحثا متألقا معطاء . واعلم أني لست مبالغا في قولي . وتعرفي لست مداحا ولا معاظلا في الكلام .. فعقلي يملي ما يكتبه القلب في الحضور والغياب . والسلام عليكم ...

مراكش في 14 يناير 2012


ـ ألقيت هذه الكلمة المرتجلة في مؤسسة أريحا بمراكش . احتفاء بإصدار العدد العشرين من كتاب أفروديت ، الخاص بتجربة الشاعر والباحث المغربي أحمد بلحاج آية وارهام ..
شارك في اللقاء : الشاعرة نجاة الزباير ، والشاعر محمد عباد ، والباحث أحمد متفكر ، وعبد العاطي جميل ..
أقيم الاحتفال الشعري بشراكة بين أفروديت في شخص الشاعرة نجاة الزباير ومؤسسة أريحا في شخص الفنان التشكيلي لحسن الفرساوي ...



#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و إنما رمت ..
- مراقي الظن
- مسودة الحزن
- نتواطأ ونتباكى ...
- فبراير جديد 2012
- بما يشبه النسيب ..
- حكاية تتشكل
- مساءلة
- شهوة انتظار
- حمل كاذب
- كلام اليمام
- مسودة بهاء
- أرى عطرها
- مجانيق صمت
- صمت صاخب
- تتمة محتملة لحلم جديد
- توقعات
- بزازيل
- بحيرة السلمون
- هاربان


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي جميل - هكذا تكلم الشاعر آية وارهام : لازلت حيا