أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نضال حمد - وداعاً سوزان سونتاج














المزيد.....

وداعاً سوزان سونتاج


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 1070 - 2005 / 1 / 6 - 10:08
المحور: الادب والفن
    


يأبى عام 2004 أن يختتم مظاهره السوداء مكتفياً بما حل بدول جنوب آسيا من كوارث طبيعية ومد لأمواج البحر وزلازل وطوفان أغرق مدنا ومناطق كاملة في تلك البلاد البعيدة، كما كلف حياة ومسكن مئات آلاف الناس... وفي غمرة الاستعداد للرحيل يقوم عام 2004 بتجهيز آخر حقائبه، لكنه وقبل أن يحزم حقائبه كان شاهدا على عصر الفاشية الأمريكية الجديدة، وعلى سياسة القتل الأمريكي العلني،حيث كانت قوات الاحتلال الأمريكي مارست في العراق المحتل أبشع الجرائم الوحشية، من تعذيب واغتصاب للمعتقلين والأسرى وإذلالهم وتصويرهم وهم عراة، وبينما كانوا يتعذبون ويتم تعذيبهم بالقبضات والفنون الإجرامية الأمريكية. وقبل وبعد ذلك كانت الكاميرات تصور حلقات الإجرام في الفلوجة والنجف وأبو غريب وغيرها من مدن وبلدات العراق، ولا شك أن عملية قتل الجريح العراقي المتلفزة في مسجد الفلوجة تعتبر واحدة من أبشع جرائم الحرب الدولية.وسوف تحتل مكانتها في الإعلام العالمي الحر، وكذلك في الضمير الإنساني الحي كصورة الطفلة الفيتنامية الشهيرة.

عام 2004 رفض أن ينهي أعماله وأن يقدم أوراق رحيله دون أن يمس الثقافة العالمية بمصاب اليم جديد. فها هو يختطف من بين أيدي الملتزمين بحرية وتآخي الشعوب والأمم وحقوق الإنسان، من بين المعادين للحروب وهدر حقوق الانسان مهما كان وأينما كان وحيثما كان... يختطف منهم ، الأديبة الأمريكية المكافحة لأجل حقوق الإنسان سوزان سونتاج.

معروف عن سونتاج قيادتها لحملة مع بعض الكتاب الأمريكيين من اجل الضغط على الإدارة الأمريكية والتأثير في قرارها السياسي من اجل التدخل في البوسنة. وكانت كتبت " أن كل الحروب ليست حروبا غير عادلة".. كما أنها عاشت في مدينة سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك في الفترة بين 1993 – 1996. وقد دخلت سونتاج المعترك السياسي الأمريكي مبكراً وكانت ناشطة هامة ومهمة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان. كما أعلنت موقفها المعادي لحرب فيتنام وحصلت سنة 2000 على الجائزة الوطنية للكتاب عن روايتها الرابعة والأخيرة "في أمريكا". كما أن سوزان سونتاج حازت على جائزة مكارثي تكريما لعطائها الأدبي والثقافي. منحت خلال مسيرتها الأدبية عدداً كبيراً من الجوائز الأخرى ومنها بالذات جائزة القدس التي تسلمتها في عام 2001 خلال معرض الكتاب الدولي في القدس المحتلة. حيث في تلك المناسبة قامت الأديبة الشجاعة بتوجيه نقداً عنيفاً إلى الكيان الصهيوني ودولته التي منحتها الجائزة، وذلك احتجاجا واستنكاراً لسياسة الاحتلال في المناطق الفلسطينية.كما كانت سوزان سونتاج سنة 2003 تسلمت في فرانكفورت جائزة السلام لدور النشر الألمانية ، على هامش معرض فرانكفورت الدولي. حيث قال القائمون على الجائزة الالمانية: إن سونتاج هي أهم سفيرة فكرية بين أمريكا وأوروبا.



برزت الكاتبة والأديبة الجريئة سونتاج في الحياة الثقافية الأمريكية أواسط الستينات من القرن الماضي حيث بدأت تتوالى مؤلفاتها في الرواية والنقد الأدبي والقصص القصيرة، هذا بالإضافة للمقالات.وتعتبر سوزان سونتاج من أشهر المثقفين وكتاب الرواية والنقد والمقالات الناقدة في أمريكا.وقد جرّت عليها المقالات الناقدة الكثير من الذم والانتقاد، بينما نالت في أمكنة أخرى التكريم والمديح. وازداد هذا النقد لها بعدما اعتبرت سوزان سونتاج أن أحداث الحادي عشر من أيلول حصلت بسبب السياسة الخارجية الأمريكية واتهمت تلك السياسة بالتسبب بذلك العمل الدموي ضد أمريكا. وكانت انتقدت بشدة سياسة الحكومة الأمريكية بعد تلك الأحداث،حيث اعتبرتها ضربة ضد الحقوق المدنية والحرية.

اعتبرت سونتاج امرأة تسيطر عليها هواجس الأخلاقية ، وقد انفصلت عن زوجها وهي في السادسة والعشرين من عمرها،وطلبت الطلاق منه وهي بالسيارة في طريق عودتها من باريس. كما أنها بدأت بعد ذلك حياتها الأدبية حيث أنتجت كماً كبيراًً من المقالات والروايات.أما روايتها " ذا فولكانو ريفير* " تصدرت الأعمال الروائية لسنة 1992 وترجمت أعمالها لأكثر من ثلاثين لغة. لقد كانت سوزان سونتاج من الأدباء والنقاد الأمريكيين الذين تنوعت إسهاماتهم الأدبية والثقافية، وترجمت أعمالهم للعديد من اللغات،وتوزعت وتنوعت كتاباتها، كما كانت من المهتمين بمسرح الدمى والصمت.

الآن وبعدما صمتت إلى الأبد نقول أن صوتها سيبقى حاضرا وحيا في أدبها الحي والحر ، حيث أبدعت في حب الإنسان والحرية ... وداعا ميسيز سوزان ..



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس دفاعا عن نايف حواتمة
- ريم بنا وكاري بريمنيس
- الفنان سامي حواط يحط رحاله في اوسلو
- نون ، ألف ، باء ، لام و سين .. نابلس جبل نار فلسطين
- كأس النرويج
- عار في غزة
- نم يا محمد
- لم يعد لارسن صديقاً...
- عائلة كورنيف اليهودية
- مارلون براندو ،محامي للهنود وملعون من اليهود
- في ذكري غسان كنفاني : أين أم سعد؟
- سُلطة فلسطينية ، طبخة مقلوبة
- إلى صديقي عزمي بشارة
- الجنرال كاربنسكي شاهد من أهله
- ذكرى رحيل الشاعر توفيق زياد
- المتصهينون الجدد في العراق الجديد
- نحن والأكراد
- نحن و الطابع اليهودي لكيان الاحتلال
- من اجل سحب الجنود من العراق
- من أجل حفنة من الدولارات


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نضال حمد - وداعاً سوزان سونتاج