أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي محمد فخرو - ما على الأحزاب الإسلامية أن تعيه














المزيد.....

ما على الأحزاب الإسلامية أن تعيه


علي محمد فخرو

الحوار المتمدن-العدد: 3621 - 2012 / 1 / 28 - 10:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




منذ بضعة أسابيع عبت، مع غيري من الآخرين، على القوى السياسية غير الإسلامية بأطيافها الايديولوجية المختلفة، مواقفها الحذرة السلبية من نجاح المنتمين للأحزاب الإسلامية في انتخابات حرة ونزيهة. ذلك أن الإيمان بالديمقراطية يستوجب الاحترام الكامل، بل حتى التقديس، لإرادة الشعب حتى ولو اختلفنا مع خياراته. وإذا كان هناك من ظلٍّ لله على هذه الأرض فإنها إرادة وسلطة الشعوب على كل مقدَّراتها.

إذاً، أما وان الأحزاب السياسية الإسلامية قد أصبحت قادرة على أن تلعب أدوارا رئيسية، بل وقيادية، في بعض المؤسسات التشريعية العربية كما في مصر وتونس، وهي أيضاً مرشَّّحة لأن تلعب أدواراً مفصلية فاعلة في الكثير من مؤسسات الحكم العربية في المستقبل القريب، فإنها ستحتاج إلى أن تمعن النظر في نوع الخطابات التي ستقولها والمنطلقات الايديولوجية التي ستتبنَّاها وتجعلها مرجعية لها، وفي الأفعال التي ستمارسها في الحياة السياسية العربية الجديدة، حياة ما بعد ثورات وحراكات الربيع العربي. هناك جوانب يجب أن تعطى لها الأولوية القصوى ومن بينها:

أولاً: إن العالم كله يراقب أقوالها وتصرفاتها ليراجع بعضاً من انحيازاته السابقة وبعضاً من مخاوفه غير المبررة أو ليثبتها ويمعن في تعامله السّلبي المخزي مع الإسلام والمسلمين. سيحتاج خطابهم في البرلمانات وداخل الحكومات إلى ألا يأخذ في الاعتبار جماهير ناخبيهم المراقبين لهم فقط وإنَّما أيضاً قوى كثيرة عبر العالم كله تراقبهم وترجو أن يرتكبوا الأخطاء والخطايا. وإذاً فالمسئولية التي سيحملونها ستكون مضاعفة، وهذا قدرهم.

ثانيا: إن كل خطاب يحتاج إلى حسم للمرجعية التي تحكمه. وفي حالة الأحزاب الإسلامية لن يكفي ترديد الشعار الشهير من أن الإسلام هو الحل. ذلك أن الإسلام ليس نصوصاً جامدة وإنَّما هو قراءة وفهم لتلك النَّصوص ومن ثمَّ تطبيق لها. هناك فهم وتطبيق كما في إيران وفهم وتطبيق كما في تركيا وفهم وتطبيق كما في السعودية، على سبيل الأمثلة. هناك فهم وتطبيق جامد متزمّت لا يترك لحرية المسلم وضميره وقدراته وضعفه البشري الحقَّ في الوجود وهناك الفهم والتطبيق السَّمح المرن الذي لا يرى الحياة كتجلٍّ واحد يتمثَّل فقط في الدين وإنَّما يراها كتجليات رائعة أخرى حتى ولو أعطى للدين مكاناً مميَّزا.

مطلوب من هذه الأحزاب المنتخبة أن تفصح بوضوح ودون غمغمة عن نوع القراءة التي ستمارسها وعن فهم تلك القراءة المحدَّدة التفصيلية لشعارات من مثل حرية العقيدة والتعبير والإبداع والدولة المدنية وحقوق الإنسان، بما فيها حقوق ومسئوليات المرأة، والعدالة والمساواة والمواطنة وعدم رضوخ الدولة والمجتمع لأية أقليَّة تحت أيّ مسَّمى... إلخ... سيريد الناس، وعلى الأخص النَّاخبون، أن يطمئنوا إلى أن اللجان أو المجالس أو الأشخاص الذين سيقومون بقراءة نصوص الدين الإسلامي للأحزاب السياسية الإسلامية ستكون جهات غير متخلفة متزمّتة جاهلة لمتطلبات العصر وتطوراته، ولهذه الأحزاب قدوة في اختلاف تعامل عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع مستجدات الحياة كصحابي وكخليفة للمسلمين.

ثالثاً: تحتاج الأحزاب ألا تنسى قط أن بقاء تواجدها في الساحة السياسية مستقبلاً، في الحكم أو في المعارضة، سيعتمد لا على مقدار الديني في خطابها فقط وإنَّما أيضاً، وبشدَّة وإلى حدٍّ بعيد، على عدد المدارس والمستشفيات والمصانع والطرق والخدمات الأخرى التي ستبنى، ونسبة العمالة والشفافية والانحياز للفقراء ومقدار حجم الطبقة الوسطى إلخ... التي سيساهمون في تواجدها بقوَّة وتصميم. ليتأكَّدوا أنهم حتى لو رفعوا القرآن الكريم على أسنَّة الرِّماح فإنَّ ذلك لن يكون كافياً لإعادة انتخابهم ولبقائهم في الحياة السياسية وسيحتاجون للإنجازات الدنيوية.

رابعا: إن تعاملهم مع قضايا كبرى من مثل التعامل مع العدوِّ الصهيوني وحليفه الأميركي، أو مقدار انحيازهم مع الثورات والحراكات التي ستجتاح بقية أجزاء الوطن العربي في المستقبل القريب، أو مقدار قربهم أو بعدهم من بعض الأنظمة العربية المتخلفة المستبدَّة التي لا ترى في الدُّنيا إلاَ بقاء امتيازات أقليَّاتها المهيمنة على مجتمعاتها، أو مقدار الاستقلال الوطني والقومي والإسلامي عن إملاءات القوى الاستعمارية في الاقتصاد والسياسة والثقافة... إن تعاملهم مع مثل هذه القضايا، وغيرها كثير، سيكون حكماً على مقدار جديتهم في تبنّي مشروع نهضوي متكامل أو انصياعهم لألاعيب السياسة المؤقَّتة التي خضع لها الكثيرون من قبلهم.

سواء أكنَّا ننتمي للقوى السياسية الإسلامية أو قوى الايديولوجيات السياسية الأخرى فإننا نريد للتجربة الجديدة النجاح لأنَّها حصيلة توق هائل كبير لدى جماهير الشعب العربي للتغيير والتجريب. نجاحها لن يعني بقاءها الأبدي في قيادة السلطتين التشريعية والتنفيذية، ولكنه سيعني عودة الثقة والإرادة في نفوس الجماهير العربية لممارسة مزيد من التغيير والتجريب والإبداع إبَّان ربيع عربي سيمتد عبر القرون، وسيثمر ويزهر





#علي_محمد_فخرو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلقة أميركا ومجلس التعاون والربيع العربي
- ثقافة الأحرار في وجه ثقافة العبيد
- انعكاسات التحركات العربية من أجل الديمقراطية على البحرين
- مهمات المجتمع المدني الثقيلة


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي محمد فخرو - ما على الأحزاب الإسلامية أن تعيه