أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى زكي - لافتات إلى مؤسسة العويس














المزيد.....

لافتات إلى مؤسسة العويس


منى زكي

الحوار المتمدن-العدد: 1070 - 2005 / 1 / 6 - 10:06
المحور: الادب والفن
    


كما بات معروفاً، أصدر مجلس أمناء مؤسسة سلطان العويس الثقافية قراراً مدهشاً يقضي بسحب جائزة العويس من الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف، بسبب مقال جاء فيه على ذكر رئيس دولة الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وفي النصّ الذي تضمّن سحب الجائزة، استخدم مجلس الأمناء مدفعية لفظية ثقيلة بالفعل، إذ تحدّث عن ارتكاب سعدي "إساءة بليغة وبلغة منحطة"، وعن "الإسفاف والانحطاط الذي نأسف له والذي هبط إليه الشاعر"، و"تجاوز الشاعر لمفاهيم حرية التعبير وحق الاختلاف ولكل المفاهيم الأخلاقية في الحوار"...
ورغم عشرات المقالات التي كُتبت في استنكار (وبعضها في امتداح!) قرار المؤسسة، فإن جملة أسئلة تظلّ جديرة بأن تُرح مرّة تلو أخرى، بل وتُكتب على لافتة بيضاء بأحرف سوداء غليظة لكي تُنصب بصفة دائمة أمام مقرّ مؤسة العويس الثقافية في دبي، حتى تتراجع عن قرارها الجائر المستنكر... ولن تفعل على الأرجح!
بين هذه الأسئلة ما يلي مثلاً، وأنا لا آتي بجديد:
1 ـ في سنة 1990، هل مُنحت الجائزة لسعدي يوسف "تقديراً لريادته الشعرية ولدوره الإبداعي في النهوض بالقصيدة العربية الحديثة بعيداً عن أفكاره السياسية ومواقفه الفكرية" كما يقول نصّ قرار الأمناء، أم لأنّ الشاعر كان آنذاك شديد الإعجاب بشخصية ومنجزات ومكانة الشيخ زايد؟ الجواب طبعاً هو الأول، وفي الأساس ليس بين شروط الترشيح للجائزة، أو الحصول عليها، أن يكون المرشح (ة) من أصحاب الولاء للشيخ زايد أو حتى للإمارات، أو أن يتعهد بالتزام آداب الحديث عند التطرّق إلى ما يخصّ المرحوم أو بلده.
2 ـ هل يسقط عن سعدي السبب الجوهري في منحه الجائزة (أي أنه، من جديد، رائد وصاحب دور إبداعي في تطوير القصيدة العربية الحديثة) إذا تبيّن بعد 14 سنة أن سعدي يطوي بين جوانحه بعض النقد للشيخ زايد، أو حتى لا يحبّه؟ ألا يبدو عنصر الإعجاب أو الإعراض هنا وكأنه إقحام سياسي أو عاطفي أو حتى سلوكي، مفتَعل وجائر ومستنكر، على الاسباب الأدبية والجمالية الصرفة التي كانت وراء منح الجائزة؟
3 ـ غيّب مجلس الامناء، وبسبب الغطرسة وانعدام الديمقراطية واحترام الآخر أساساً، حقيقة كبرى جوهرية مفادها أن المجلس ذاته لم يكن الجهة التي منحت الجائزة لسعدي، بل كانت تلك لجنة تحكيم نزيهة محترمة، وبالتالي فإنّ قرار مجلس الأمناء يشكل مصادرة تعسفية فاضحة لقرار لجنة التحكيم. وفي الواقع، حتى هذه اللجنة لا يمكن أن تجتمع في أي يوم لكي تقول إنّ قرارها عام 1990 كان خاطئاً، وأن سعدي لم يكن آنذاك شاعراً رائداً مبدعاً جديراً بالجائزة!
4 ـ لماذا لا يذكر مجلس الامناء المادة القانونية المتوفرة في أحكام ونظام جائزة العويس، والتي تخوّل المجلس اتخاذ هذا القرار؟ مجلس الأمناء يقول إنه اتخذ "القرار الذي نعتبره حقاً طبيعياً لمؤسستنا"... ولكن من أين جاء هذا الحقّ؟ هل تنصّ عليه أنظمة المؤسسة؟ كلا، بالطبع، وإلا لأوضح لنا المجلس ذلك، وتوقّف النقاش عند ممارسة اصحاب الحق لحقهم. هل جاء بناء على ضغط الساسة وأهل الحكم والنفوذ في الإمارات؟ ربما، ولكن في هذه الحال، أية مصداقية تتبقى للجائزة؟ أم جاء هذا الحقّ استناداً إلى معادلة بسيطة، ولكن فاسدة ومرفوضة، تقول: نحن لسنا لجنة التحكيم التي منحت الجائزة، هذا صحيح، ولكننا المجلس الذي دفع النقود، ولهذا قرّرنا سحب الجائزة والمسامحة في النقود!
وبعد هذه الاسئلة، وهي غيض من فيض، لا بدّ من القول إنّ هذا القرار قد هبط إلى الحضيض بمصداقية جائزة كانت بالفعل محترمة، وكانت الوحيدة التي تنهض على أسس إبداعية وتحكيمية نزيهة ودقيقة، وهو أمر مؤسف للغاية. وكيف، بعد هذا القرار، سنصدّق مجلس الأمناء حين يقول: "كما أننا ونحن نعلن هذا القرار للساحة الثقافية العربية، لنؤكد لها استمرار العمل بالمفاهيم والأسس والمبادئ التي قامت عليها الجائزة، مبادئ النزاهة في المنح والحيادية في العطاء، وإعلان شأن الإبداع وحده"؟
ومَن سوف يستغرب إذا اجتمع المجلس ذاته لسحب الجائزة من الشاعر العراقي الكبير الراحل محمد مهدي الجواهري، إذا تبيّن ذات يوم أنه كتب قصيدة مناهضة للشيخ زايد، ولم ينشرها في حينه؟ وهل يبدو جزافاً أن نتخيّل يوماً تُسحب فيه الجائزة من محمود درويش لسبب مشابه؟ أو من أدونيس؟ أو من نزار قباني؟ أو من عبد الرحمن منيف؟
كذلك ساعد فرار مجلس أمناء العويس في كشف النقاب عن عنصرية بغيضة ضدّ العراقيين، كانت كما يبدو دفينة في نفوس العديد من معلّقي الصحف الخليجية، الذين انتهزوا الفرصة وركبوا الموجة وهاجوا وماجوا ضدّ "الأصل الوضيع" الذي ينتمي إليه سعدي يوسف، كما عبّر أحد كتّاب الأعمدة في صحيفة خليجية بارزة!
وأخيراً وليس آخراً، السؤال البسيط والأكثر جوهرية وأهمية: هل اهتزّ أو سيهتزّ كعب سعدي يوسف العالي في الشعر؟ والجواب، لا ريب: هيهات!



#منى_زكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جعجعة بلا طحن
- رفعت الأقلام وجفت الصحف
- باقة ورود حمراء في سبعينية سعدي يوسف
- أهذا هو ديمقراطي العراق الجديد؟


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى زكي - لافتات إلى مؤسسة العويس