أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نايف حسين الحلبي - الإغتراب ومدينتي - السويداء














المزيد.....

الإغتراب ومدينتي - السويداء


نايف حسين الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3621 - 2012 / 1 / 28 - 01:23
المحور: سيرة ذاتية
    


الاغتراب
ومدينتي - السويداء


السويداء أنت في القلب ولكني أراك حزينة هناك جراحا تدمي، أنستني حتى ملامح وجهك، أصبح هناك بيني وبينك جدار يفصلني عنك

غبت عني سنين طويلة صرت اشتم بها رائحة تبعدني عنك ورياحا تشدني إلى البعيد... وذكريات تشدني إليك.. عشت بقلبي في غربتي وترحالي

عشت معي في حقيبة سفري وبين أمتعتي عشت معي بكل ما تحملينه من قيم ، تركتك بأيام الصبا.

أيام كنت حزيناً ، عشت غريبا فيك وغريبا في غربتي حين هجرتك منذ ثلاثين عاما،

تعلمت خلالها الكثير من الخبرات والتجارب الحياتية والكثير من المهارات وتفتحت مخيلتي على الكثير من الأشياء،
من علوم وتقنيات الحضارة مثل الكمبيوتر والانترنت

التي لم نكن نشهدها من قبل وكانت محطتي الأخيرة منذ سبعة عشر عاما في بلد
كنت غريبا عن أهلها وأهلها غرباء عني كانت تفصلني عنهم مسافات شاسعة وكأنني

أراهم من خلف لوح زجاجي يتحركون كالدمى، تعودوا أن لا يهللوا للقادمين لان مزاجهم سيئ وينظرون إليهم بدونية
حتى أنهم لا يحبونهم ولا يندمجون معهم إلا في

حدود مصلحتهم الضيقة وكانت النظرة متبادلة فيما بيننا كالمتكبر الذي يقف على ظهر جبل يرى كل الناس صغيرة
والناس تراه صغيرا دون ان يدري، لذلك عشت غريبا هنا وغريبا هناك.

أريد العودة إليك بفرح أريدك أن تعيدي لي فرحتي وتلثمي جراحي التي اكتوت عبر السنين.
لا أريد أن أرى البؤس على وجوه محبيك... لا أريد أن أرى بك الوجوه كالحة... أريدك زنبقة، وردة جميلة يفوح عطرها على الدوام.

إن طرقاتك اليوم تغص بالبؤس وعيناك تدمعان وريشة الذين يرسمونك في مخيلتهم ودفاترهم تعتصر ألما ...... أعيدي إلينا بارقة من أمل.

أسكبي فوق جراحنا بلسمك الشافي، عطري أبنائك بعطرك الدافئ واحتضنيهم وامسحي عرقهم كما كنت تفعلين، قبلي جباههم ،
وأعطهم مسحة من المحبة التي اخذوا يفتقدوها.

إن أبنائك يتوقون لام حنونة تحتضنهم لتفجر كل غضبهم وفرحهم وتمسح عنهم أعباء السنين
أريد العودة إليك محبا

أريد أن اخط دروب عشقي بك من جديد، أريد أن أعيد غراسك التي تم تشويهها أريد لك الخير كله والحب كله ،
أعطنا حبا أصيلا كأصالة أحجارك وثباتها أمام متغيرات الطبيعة، أعطنا شموخا كشموخ جبالك.

أنتي جعلتي لكروم العنب نكهة خاصة، وألبستي بساتين التفاح روحا طيبة وعطرا.

فيك أناس ذو سريرة صافية وقلوب نقية وعقول منفتحة وعزيمة قوية.
لهم فلسفة نيرة في محيط خاو ... لهم أفكار بنيت على أسس متينة ... ولهم حكمة

تحاكي كل فلاسفة الإغريق...

فيك روح التفاني والعطاء والغيرة وبك يكرم الضيف ويحترم، بك أناس طيبون في معشرهم، ودودين في تعاملاتهم.

من يسكن بين حناياك يحس بأنه جزء منك.
ومن يعش في ربوعك يلتصق بك ويحبك
يحترم أهلك كل قادم إليك ويكون معززا ومكرما.

الغريب هنا في ديارك هو من لا يعرف الرحمة.
الغريب هنا في أرضك هو من لا يتخلق بأخلاقك

الغريب هنا هو من لا يحفظ ماء وجهه، وسيرته غير محمودة، تغربله الناس وتنفر منه.
أبناؤك شيم عريقة، وقلاع متينة.
أبناؤك الحقيقيون لا ينامون على ضيم

عَلمْتِ محبيك التسامح
علمتِ أطفالك فلسفة الحياة وحب العطاء.

إني عائد إليك بحبي.
إني عاتب عليك بحبي.

أتطلع إليك تطلع محب لمحبوبته، وعشيق لمعشوقته
أعيدي إلى فرحتي التي سرقتها غربة السنين الطويلة.

أعيدي الفرحة لمن يعيشون بغربة داخلية فيك، للأناس الذين يحبونك ويحبون السويداء اسمك.

ولكن هناك من سلبهم هذا الحب وانتزع منهم الفرح واغشي على عيونهم وأعمى على بصيرتهم.

أحببت بيوتك العامرة التي عملت على تكريس حب الضيافة، والتعاضد والتآخي والتحلي بالكلمة الحسنة وبالكلمة الصادقة.

أحببت جبلك القلب النابض الذي يُعلم بدون قسوة ويعيد ترتيب الحروف بدون تسلط ويبني شيما جميلة بدون تمنن.

تمر عليك أيام شكوى وتعتريك أيام غصة ويسير البعض من أبنائك سيرة لا ترضين عنها وتعضدينهم
وتحبينهم لكي تصححي مسارهم لا لكي تعاقبينهم.

أيتها السويداء مذمومة أنت في عصرك لا لشيء!!!!
إلا لانفتاح عقلك.

منبوذة من كل ما يحيط بك ومغضوبا عليك في زمانك هذا،
ولكن بذورك المتأصلة لن تنبت إلا ثمارا طيبة وعجينتك التي بنيت على فلسفة حكيمة وأفكارٍ روحية سامية لن تجعلك إلا في المقدمة.

هذه ذنوب عليك ووجع وألم لأيام سوداء تمرين بها سوف تزول وتتطهر لتبقى رايتك خفاقة وبريقك يلمع وثغرك يبتسم، لان الحقيقة مكتنزة فيك.

انك تدركين ما أنت فيه وتدركين وجعك.
أنهم قد عبثوا في أصالة روحك ولكنهم لم يطفئوا شعلة النور المتقدة بك

لأنك أقسمت أن لا يكون هذا الجبل إلا للنسور التي لا تحلق إلا بالأعالي.

نسورك التي تحب العطاء، وتعشق النور، وتحب الفكر المتألق والسامي، وتحترم كل ذي عقل، وتأخذ بيد الجاهل،
وترأف لحال المسكين، إلا من قست قلوبهم

وتخشبت أعضائهم وتلطخت أيديهم بالعفونة ونخر السوس قلوبهم وأصبحوا كالشجرة التي لا حياة فيها.
هؤلاء سوف ينكسرون ليتعلموا

سوف تعصف بهم رياحك.

لأن من يحمل فكرك ويسمو ويرتقي لمحار عقلك لن يكون إلا في الأعالي
ولن يكون إلا قريبا من السماء



#نايف_حسين_الحلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى قريتي الرحى
- نجمة المحبين
- نعم للمعرفة
- من ملك صديق مثلك ملك العالم كله
- البحر الذي ينوء بالهيجان
- تصالح مع نفسك في أصعب الظروف
- الطريق الى الله
- لحظة تأمل قاسية
- تعلم الأصغاء للأخرين
- العالم المجنون
- العناية الإلهية
- الوحدة والغراس الطيبة
- الحياة والموت
- الجدل
- ملاك الخير
- امس وصل العتب ورحلة لم تكتمل
- الشمعة والليل
- حلم كنانة
- الكتابة - وجهتي الاولى بيروت
- اخاف ان تخضعني لتجربتك


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نايف حسين الحلبي - الإغتراب ومدينتي - السويداء