أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - علاء الصفار - الماركسي المعلب في قوالب النص في صالون الحوار المتمدن















المزيد.....

الماركسي المعلب في قوالب النص في صالون الحوار المتمدن


علاء الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 3621 - 2012 / 1 / 28 - 00:16
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


*الغاية الشريفة تبررها الوسيلة الشريفة*

يتميز رجل الدين المسلم بالشكل إذ الجبة الطويلة ملبسه, لكن لا أعرف لم أفراد الوهابية له دشداشة قصيرة نص ردن, و يعتلي رأسه العمامة, و تميزه عن الرجال الآخرين في المجتمع. و هذا طبعا في مجال الشكل و كي لا أنسى, أن الموضوع هو الرجل الماركسي المعني بالمفارقة و التشابه. أن المزية الأخرى لرجل الدين هي حفظ الآيات و تطعيم الكلام بالأحاديث و الكلمات الكبيرة و الرنانة المحشورة حشرا, و بقال عن فلان و علان وعن أبو هريرة فهذا مهم له, و التي لا يفهمها الناس العاديون من اجل تمرير الخرافات. ليحس الرجل العادي أنه يقف أمام رجل كبير, وكلما كانت الكلمات مبهمة و بعيدة عن الموضوع يتصور البعض انه جاهل لا يعقل كلام الحديث و الفلسفة, ويزداد الاحترام لرجل الدين الروزخوني العتيد.

لا أعرف أصطدم بماركسيين يتصف بهذه المزية و يتشابه مع رجل الدين بالتطعيم في الحديث فبين جملة و أخرى هكذا تكلم وقال زرادشت في الصفحة الخمسين في السطر الثالث, يحشرها و ينطقها للغرابة بنفس الزهو لشيوخ الجوامع و ينتظر سكوت الآخرين إذ جاء بالبيان و الإفصاح المبين.لا اعرف هل له ذلك علاقة بكوننا تربينا على الإصغاء للترتيل الديني و كلام الأحاديث في المدرسة و الجامع و صار الماركسي يتحدث بأبهة صوت رجل الدين و يحشر الكلمات الكبيرة في كل المواضيع, فيضيع الموضوع على الإنسان العادي البسيط فلا يفهم الفكرة و ليجد نفسه يقف أمام شيخ متمركس كبير, ليخجل مرة أخرى و يحس بأنه جاهل كبير أيضا.

أتذكر, طريفة أن شيخ قبيلة قد مات, و لم يكن ابنه قد كبر ونضج, ليجلس في الديوان و يتحدث مع الرجال. كانت أمه واعية لطيش كلام الولد المراهق. و حين, هم الابن بالنهوض للذهاب إلى الديوان, هرعت الأم و مسكت ذراع الابن و قالت له لا تتحدث كثيرا, فقط بعض الكلمات الكبيرة, ليهابك الرجال و يحترمك. ذهب الابن و فعلا لم يقل شيء إلا بغض الكلمات الرنانة المحشورة حشرا. فكان بين فترة و أخرى يصرخ: * فيل.. تمساح .. سبع*, ليضحك الرجال من هذا الحشر الأكثر جمال و لطف من أحاديث رجل الدين.

لا اعرف أن الكثير من ماركسيي الحوار المتمدن يدخل على مواضيع التعليق و النقاش, ليحمل المواضيع المطروحة أكثر من طاقتها, بكلمات جاهزة معلبة محشورة حشرا. لكن ليست بخفة ذلك المراهق في المضيف بعد رحيل الأب و الشيخ الجليل.
أن الهدف من الحوار على صفحة الحوار المتمدن ليس اجتماع حزبي للتباري بالكلمات الرنانة و المصطلحات و مهاجمة المواضيع و اتهام الموضوع و الأشخاص بالشطط و الانحراف بل يذهب البعض بالتخوين و العنصرية و الطائفية و الهكسوسية أو السنسكريتية أو الكسموبوليتية أو الهيبية, خاصة أذا لم تستشهد بنقد برنامج غوتة و تحشره في ثورة سبارتكوس أو الحسين, فأنت مدان بالخيانة الطبقية و الفكرية لا بل وحتى تدان بالعمالة للشيطان و الشياطين. كل هذا و دون أي واعز أو أي تأنيب ضمير, ببساطة تشويه و إساءة لا داعي لها, و إرباك للعاملين في هيئة إدارة الحوار. إذ يلجأ البعض إلى رفع شكوى و أحيانا بكلمات فظة و اتهام هيئة الحوار بالتواطؤ, لنشرها الرد الحاد على حضرة السيد الذي بادر بالهجوم و النعت الصعب للآخر. إذ البعض لا يجيد فن الاعتذار وحل الخلاف بل يريد أن يثبت تهجمه, و ينبغي على الآخرين هضم الحشر الجامد و كلماته القاصرة الملتوية و الصعبة. بمعنى تصبح * ضربني وبكى و سبقني و أشتكى*. أي أهاجمك وليس من حقك, أن تمتعض أو تتضايق أو تحتج أو ترد, و إلا أنت....! قمع فكري و لعب عيال!

ويقوم البعض بعرض كل معلباته و كلماته الرنانة و الطنان, ويخرب و يحرف النقاش إلى متاهات مضيف الشيخ المرحوم و الولد المراهق, في أول يوم التعميد للمشيخة.

أليس أفضل طرح الأمور بكلمات بسيطة متواضعة, و بعيدا عن التكلف و المباراة و استعراض عضلات المصطلحات و المفردات الماركسية. ثم التحدث لا بلغة فوقية تعليمية روزخونية مملة, والاستهزاء بالمواضيع و المعلقين. و إذا رد احد ما منزعج من زخم الشحنات و المصطلحات النارية و الكهرو_ ماركسية الإشعاعية الهائلة, و التي لا علاقة لها بالموضوع. حينها يبدأ الهجوم الساحق الماحق من الكلمات المقذعة. ويبدأ كلام الهجوم المباشر, باستخدام كلمة, أنت, أنت حساس و أنت رديكالي و أنت نرجسي مخيب للآمال أنت و أنت و...!
وطبعا, لم يطلب أحد منه و صف كاتب المقال, و ما هو انطباعه عنه !
وينسى طبعا و كالعادة أن يعرف نفسه كأن يقول أنا طائفي و أنا عنصري و أنا و أنا و ..!

أليس, جرما أن يهاجم شخص و يطلق عليه النعوت القاسية و خاصة حين تكون عارية من أي صحة, ومجرد للنيل من الأشخاص المختلفين في المدرسة الماركسية. و لماذا؟ فقط من أجل النيل من الآخر و أثبات الذات وتضلعها بالمعلب القاموسي للمصطلح, و الفكرة من أجل الفكرة, و الحشر من اجل الحشر. أليس الأجدر التواضع و تعضيد الآخر من أجل الوصول إلى شيء من التفاهم أرقى من الصراع المذهبي الديني المعلب, للإفادة و الاستزادة, و للإثبات بأننا أرقى في مجال التحاور و التحضر.

و لكي لا ينحرف النقاش عن مجراه ويكون متعب, و عوضا عن أن يكون مثري و مغني. وجميعنا, ليس دائما قادر على استيعاب الهجوم بهدوء و روية, و يرد البعض بحدية للتعب من طريقة الإقحام و الحشر بالكلمات الرنانة, و معربا عدم الرغبة للنقاش و الاستمرار لوضع حدا للفرض الذي يريد المحاور أن يقيدنا و يلزمنا فيه, و لطريقة المحاور الصعبة و الغير متواضعة بل الفظة. فسريعا يأتي الرد. و يبدأ هجوم المحاور بالجمل الأنتوية. أنت أبن الحلوة, و ما شابه ذلك و عاكسه.
و ينسى البعض المثل الصيني القائل * أن كان بيتك من زجاج, فلا ترمي جارك بالحجر*.
و الحليم تكفيه الإشارة.

أقول, لهؤلاء الرجال أن الحوار أدب و أخلاق و اختلاف متحضر و حبذا أن يبدأ المرء بإلقاء التحية, ثم أن تكون المداخلة, أنا غير متأكد تماما. أنا أعتقد أن الأمر هكذا. أو أرى ربما قد فاتك هذا الأمر.أو أنا لا أشاطرك الرأي بهذا النظرة. وليس بصيغة المتأكد الواثق العالم المالك للحقيقة كما ذلك المعمم المفتي الوهابي ذو الدشداشة القصيرة و الكلمات القرآنية المقدسة التي تحشر, من اجل تقديس المعمم. فلا تلميح ولا تجريح و اتهام بلا أساس و الابتعاد عن المباشرة بكلمة أنت, إذ الرد سيكون ربما بوصفك بكلمة أنت أيضا. مرة أخرى أقول لهؤلاء, أن يبتعدوا عن الحذلقة بالكلام الكبير و عرض المعلبات الجاهزة المقحمة قسرا, فالبساطة و التواضع سواء بالطرح أو الأسلوب أكثر إفادة وأكثر تحضر. فهناك على صفحات الحوار المتمدن مواد و ناس متواضعة, تحاول تقديم شيء متواضع, مثلا لشباب ثورات الربيع, فلا تتمادوا بالتنظير الكبير و تحملوا كل صغيرة و كبيرة بمقولة مجعمرة, كفلسفة الحق لزرادشت! و غيره.

إذ توجد أماكن و مجالات و صالونات بهرجة و ألفاظ منمقة, أخرى للبروز و السمعة و الجاه. إن شئتم فكتبوا مقالاتكم و مطعمة و مبنية بكل أنواع الاصطلاحات و المقولات الجاهزة الصعبة والتي لا تفهمها الناس المتواضعة, و فقط نخب التنظير و الترف الفكري. فهناك حقا ستجدون حلبة صراع الديوك المتمركسة. مرة أخرى لا تتعبوا الكتاب المتواضعين و قرائهم المتواضعين بالمواد المعلبة, فأنا احد المتواضعين و أحب العصري الحديث و اكره الكلمات الجاهزة الرنانة والمحشورة. لا أحب أن أفحم القراء بكلمات أو جمل منقولة من بواطن الكتب, لكن أنا أحب الفيل و التمساح وكل السباع و كل الكلمات الحلوة الرقيقة.
فحذار! بلا كلمات كبيرة رنانة فأنا أجيد الرد على كل أنواع المعلبات, و أحيانا, أَحمل أن أرد بكلمة أنت لكن لا اتهم احد بالعمالة للشيطان .
هل وقعت في هكذا أشكال, سجل توقيعك.
محبتي للجميع, من أجل حوار هادي حضاري متمدن.



#علاء_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انحسار
- ألصراع الطبقي و الأديان
- كامل النجار* سامي لبيب - تغريب الدين و تنظير في العبودية
- من الأول المعرفة أم الدين
- فؤاد النمري و العدو الطبقي
- التعسف الإرهابي والعنف الثوري
- الضابط العسكري و الضابط المعمم
- الحضارات القديمة في الأزمنة الحديثة
- هل الانبياء من عند الله
- الناس المحترمة
- العلماني و الرجعي و الشيوعي
- النفاق الاجتماعي
- الاخوة الاعداء
- سقوط حضارة عمالقة الموت *الامبريالية الامريكية*
- عند الساقية
- الانتفاضة بين الامال والاعمال
- الصراع الجنسي والطبقي للمرأة
- تخبط , استسلام ام خيانة تأريخية
- رحيل الاوباش الاشاوس
- الانتفاضة العربية والسلفية الوهابية


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - علاء الصفار - الماركسي المعلب في قوالب النص في صالون الحوار المتمدن