أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - الدم السوري ..بين الاخوان والسلفية














المزيد.....

الدم السوري ..بين الاخوان والسلفية


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3620 - 2012 / 1 / 27 - 21:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نفاد صبر كبير ابدته المملكة العربية السعودية تجاه الارتباك الذي يسود مهمة المراقبين العرب في سوريا.. وغضب شديد عبرت عنه باعلانها سحب ممثليها من البعثة العربية المكلفة بمراقبة الموت المقيم في شوارع وازقة الشام,والتي يبدو ان اوراقها وتقاريرها لم تكن في مستوى توقعاتها او-آمالها على الاقل-بان الدابي ورفاقه سيكونون مؤهلين من حيث الامكانيات والكفاءة-بل وحتى النوايا-لانتاج مادة ملائمة لنقل الملف الى مستوى اعلى واكثر قدرة على الانجاز..وتجلى ذلك الغضب بوضوح من خلال الحاقها هذا القرار بعقد لقاء مع وفد المعارضة السورية أثناء اجتماع اللجنة العربية الوزارية الخاصة في سوريا، في اشارة اقرب الى الصراخ بان لا جدوى بعد الان من الحلول العربية..وان المملكة قد تقوم ببعض المقاربات والاتصالات والجهود المنفردة دون التقيد بالقرارات الصادرة عن الجامعة العربية..
وقد يكون هذا الغضب والتضجر موجها –على المستوى الاعلامي-في الكثير منه الى القرار العربي بالتمديد لمهمة البعثة والدعوة السوريالية الملتبسة للديكتاتور السوري الصغير لتكليف مهامه لنائب الرئيس،وتشكيل حكومة وحدة وطنية مع المعارضة، وانتخابات حرة، تمهد لخروجه من الحكم.. مما يخالف الاتجاه السابق الذي كان يستهدف شرعنة طلب التدخل الدولي كلاحقة حتمية للفشل المنتظر للحل العربي.
وعلى نفس المسار كانت"الاستجابة"الخليجية الجماعية للموقف السعودي التي تجلت باعلان دول مجلس التعاون الخليجي بسحب ممثليها "بعدما تأكد لديها استمرار نزيف الدم وقتل الأبرياء" طبقاً لما جاء في بيان الأمانة العامة للمجلس مع الالتزام"بكل قرارات مجلس الجامعة حفاظاً على وحدة الصف العربي رغم قناعة دول المجلس بضرورة أن يكون القرار الأخير أكثر قوة وان يكون عاملاً للضغط على النظام السوري كي يوقف القتل".
وهنا قد لا يكون من سوء النية الانتباه الى ان الحديث عن "الاجماع الخليجي"قد يصطدم باستمرارالنشاط القطري المحموم –الاقرب الى العناد-لاقرار وتسويق هذه الخطة على مستوى الامم المتحدة دون الالتفات للمعارضة السعودية الاقرب الى الاحتجاج العلني على ادامة العمل بها..
كما ان استنساخ عناصر هذه الخطة "القطرية"من مفردات الخطة الخليجية لمقاربة الحراك الشعبي اليمني قد يعيد الى الاذهان قسرا تداعيات الانسحاب القطري المعلن , ,من المبادرة ونفض يدها من"الاجماع" الخليجي تجاهها وما حمله ذلك من ايحاءات غير مسبوقة باحتجاجها عالي الصوت -اعلاميا- على التفرد السعودي بصياغة الخطة المبنية على تعجل ومخاوف وقلق المملكة من الشرر المتطاير من حدودها الجنوبية والذي قارب ان يمس اذيال الحكم السعودي المتطير من الشعارات الثورية الشعبية..
وهنا قد لا يكون من التجني الاحساس بان التبرم السعودي الغاضب المتقاطع مع جهد الجامعة العربية وخطتها قد يكون موجها في جله الى الممارسات القطرية التي تستهدف ضمنا التيارات السلفية الموجودة على الارض والمدعومة سعوديا لصالح تقوية المواقف التفاوضية للاخوان المسلمين من خلال الاستنزاف السياسي والامني للنظام تجاه اقرار صفقة سياسية قد تطيح بالوريث مقابل الحفاظ على "التركة"الهيكلية للنخبة الحاكمة,وهو ما قد يضعف حد الهزال الموقف السعودي الذي مل من تنكب الطريق مراقبا الصعود المدوي المربك للجار الاصغر اللدود..
كما انه لن يكون من الصعب ملاحظة ان اطلاق بعض الاقلام المستأجرة في حملة محمومة من كيل اللوم والتأنيب لمواقف بعض الدول العربية غير المحبذة لنقل الملف السوري الى مجلس الامن لم يكن الا ذرا للرماد الاعلامي في عيون الشامتين وللحفاظ على بعض ماء الوجه لـ"الاجماع الخليجي"المزعوم..
ان الوضع الملتبس والمشوش للواقع السياسي اليمني الناتج من التدخل الخليجي في مسارات الحراك الثوري الشعبي قد يشي بمدى الضرر الذي من الممكن ان تحدثه المقاربات التي تستحضر التقاليد القبلية في الاحداث السياسية ومدى السوء الذي من الممكن ان يرافق تصدير الهواجس الامنية والصراعات البينية الى المجتمعات الباحثة عن الحرية والكرامة والحق في الحياة..وهذا ما قد يثير المخاوف من تعاظم الارباك الامني والسياسي للمشهد الشعبي في ارض الشام المنكوبة المستباحة من جراء ادخال الملف السوري في خانة التقاطعات والنزاعات الجانبية ما بين القوى المتصارعة على اشلاء الشعوب والباحثة عن مجد مغمس بالدم والآلام..
نخاف على اهلنا الكرام في ارض الشام من ان تصبح جراحاتهم وشظايا اجسادهم المسجاة على ارصفة الشوارع الثائرة مشروع فرص سياسية لهذا الطرف او ذاك او ورقة مطوية في سجل الخلافات والمناكفات العربية–العربية.. ونتألم لفكرة ان تكون دماؤهم رهن رمية نرد مهملة في جلسة مقامرة لا مجدية طويلة للفوز باللاشئ او محورا للتدافع ما بين اخواني انتهازي منتشي بالنصر او سلفي حانق مغبون ..ونشفق ..ونفرق من ان تتحول آلام السوريين ومكابداتهم الى فقرة لاخافة الشعوب وارعابهم من الانتفاض الثوري على اولي الامر من الحكام طوال العمر والعهد بالتسلط على رقاب العباد..ولكن تبقى لنا الثقة والامل بالشعب الذي استطاع ان يديم زخمه الثوري لكل هذه المدة في وجه اعتى القوى القمعية المنفلتة العقال في ان يستطيع تخليق الوسائل والمسارات التي تضمن له التحصل على حريته وحقوقه الاساسية في العدالة والتعبير والكرامة الانسانية..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علمانية بزي الفقه..
- قاسم سليماني بين مضيق خانق وجار حر
- مظهرية ليست في وقتها
- قطر..قيادة الى حين
- سلفية واحدة..ام سلفيتان
- كأس من الماء بطعم السم الزعاف
- رسالة لقيطة على عتبة النيويورك تايمز
- عام جديد ..حلم جديد
- التعددية المفترى عليها
- تفجيرات دمشق..ونظرية المؤامرة الكاملة
- فوضى الخطاب الاعلامي وتحديات المرحلة
- ما لنا وزبيبة..
- شرعنة الاستبداد ..وفقه السلطة..
- الراسخون في التملق
- لنرى كيف سيحكم الاخوان
- مع شيخ الازهر في الطابور..
- المشير يمر الى العرش على جثة الجنزوري
- البحرين بعد تقرير البسيوني..كالبحرين قبله
- الثورة المصرية تصحح مسارها
- الربيع السلفي في الكويت..توجه جديد وهدف ثابت


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - الدم السوري ..بين الاخوان والسلفية