أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - يوم اختلف الأسمران.. أوباما وخلفان














المزيد.....

يوم اختلف الأسمران.. أوباما وخلفان


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3620 - 2012 / 1 / 27 - 18:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدأ الرئيس أوباما خطابه السنوي في الكونغرس حول حالة الإتحاد مؤكدا أن سمعة أمريكا باتت تحتل عالميا مكانة مرموقة يشيد بها الجميع. كثير من المعجبين بقدرات أوباما الخطابية هم معجبون أيضا بقدرته على اتخاذ القرارات الشجاعة والتصدي لقيادة السفينة الأمريكية الغارقة في لجة عثراتها وكوارثها المالية. لكن كأي من البشر الخطائين فإن السيد أوباما معرض أيضا لأخطاء قد تتسبب بكوارث لآخرين ومنهم نحن العراقيون الذين سوف نبقى إلى فترة مفتوحة أكثر بلدان الأرض قابلية على التأثر سلبيا بالقرارات السياسية الأمريكية.
قبل شهر كان الرئيس الأسمر قد أعطى, ربما دون أن يدري, ولأغراض انتخابية أمريكية بحتة, وأخرى من الأكيد أن لها علاقة بالدفاع عن قرار تسريعه لعملية الانسحاب من العراق, إشارة البدء لحرب سياسية عراقية, ليس بعيدا أن تتحول إلى مجابهات دموية بين المالكي المتطلع لحسم الزعامة وبين منافسيه الذين لا ينحصر تحديدهم بأعضاء العراقية فقط وإنما أيضا حلفاءه الأكراد وكذلك أغلب قوى التحالف الوطني نفسها, حيث يبدو واضحا أن قوى هذه الأخيرة لا تجتمع مع بعضها إلا على أساس القول "أنا وأخي على بن عمي" في بلد يكاد جميع من فيه يتحول إلى أولاد أعمام يجتمعون على بعضهم وليس فيه أخوة يجتمعون بينهم.

على الأكثر, كما قلت, فإن أوباما لم يكن يقصد سوى زيادة رصيده السياسي وهو يشير إلى المالكي الذي كان يقف إلى جواره أمام الكاميرات في البيت الأبيض على أنه الرئيس المنتخب والمنتج من قبل ديمقراطية رعتها أمريكا وتأكدت من سلامتها قبل الانسحاب. إن أحدا من مستشاريه السياسيين لم ينبهه إلى طبيعة الصراع العراقي المحتدم وإلى إمكانية أن يعود المالكي متأبطا تصريح حليفه الأسمر لكي يشهره في وجه الخصوم أولا, ولكي يبدأ به معركة مع الهاشمي والمطلك والعيساوي وبدأ ينخرط في صفوفها تباعا وسراعا نجوم كبار من أمثال سليماني وأردوغان وسفير إيران وربما سينضم إليها قريبا الشيخ حمد والعياذ بها.
وإذا كان ممكنا استيعاب خطأ الرئيس الأمريكي الأسمر في خطابه الترحيبي بضيفه العراقي وتفسيره بأسباب قد يكون من بينها نياته الطيبة التي لم تدعوه إلى الاحتراس من إمكانات الاستثمار الذاتية فإن خطأه الخطابي الجديد قد جاء بالمستوى الذي يمكن فيه لأي منافس جمهوري أن يصيح برئيسه.. لا يا سيدي الرئيس, ليس صحيحا أن سمعة أمريكا باتت اليوم على أفضل حال والدليل ألو لو. وآلو لو هذه لم تكن مصرية هذه المرة وعلى فم عادل إمام وإنما هي خليجية إماراتية وعلى لسان القائد العام لشرطة دبي الذي أكد على أن سمعة أمريكا هي الآن في أسوأ حالاتها تماما.

لو أن تصريحا عدائيا بهذا الشكل كان صدر من حسن نصر الله لقيل أن نائب الفقيه السيد خامئني هو الذي أوحى إليه بذلك. أما وأن يصدر هذا التصريح من مسؤول إماراتي تعتبر دولته حليفا لأمريكا بدرجة سبعة نجوم والتي متوقعا أن تجلس على الحديدة فيما لو تم تجميد أرصدتها في بنوك أمريكا, أو أن تغرق بوزن الماء المزاح من وزن حاملة طائرات أمريكية تقترب أكثر من اللزوم من ساحلها فإن الموقف دون أدنى شك يتطلب قراءات أكيدة تتجاوز التركيز على شجاعة مدير شرطة دبي وإقداميته وصراحته التي لا شك فيها إلى مشاهد ذات علاقة بسمعة أمريكا الرائعة جدا وفق ما أكد عليه الرئيس أوباما, إضافة إلى طبيعة الصراع في المنطقة. دخول تركي الفيصل على الخط وقد كان لفترة طويلة رئيسا لجهاز المخابرات السعودية تؤكد على أن الرجل ليس وحده وإن آراءه ليست خاصة به وإنما هي نابعة من رأي عام خليجي تتصدره السعودية, رأي يفيد أن القراءات الخليجية للموقف الأمريكي والإقليمي باتت تتقاطع حقا مع القراءة الأمريكية, الأمر الذي ينبأ بإمكانات أن تكون هناك مفاجآت خليجية كبيرة فيما لو تصاعد الصدام مع إيران ليتخذ طابع الضربة العسكرية.

الواقع أن هناك أزمة ثقة كبيرة بأمريكا من قبل حلفائها الأساسيين بالذات, فالتجربة العراقية مع عملية "تخرير" العراق وما أدت إليه من كوارث هي في طريقها للإجهاز على تاريخه وجغرافيته بعد أن اجهزت على بنيته الاجتماعية ومزقتها شذر مذر, والتفاهمات البينية بين أمريكا وإيران في العراق والمتأسسة على حسابات ذاتية تتجاوز مصلحة العراقيين ولا تأخذ بالحسبان سوى المصالح الإستراتيجية الأمريكية كان لا بد وأن تأكل مما تبقى من العلاقات الودية بين أمريكا وبقية العالم, فما الذي يمنع أهل الخليج من الخوف من إمكانية أن يظلو يضرسون بعد أن تأكل أمريكا العنب لوحدها.
ترى أما كان الأحرى بالسفير الأمريكي الذي انسحب محتجا من مؤتمر الأمن الوطني والأمن الإقليمي لمجلس التعاون أن يتصل برئيسه في واشنطن لكي يقترح عليه مقدمة هي غير تلك التي بدأ بها خطابه السنوي عن حالة الإتحاد وينبهه إلى أن سمعة أمريكا ليس كما يتصورها أو يصورها لمجموعة المصفقين في الكونغرس.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئاسة الوزراء.. دورتان تكفي
- سليماني.. قصة تصريح
- العراق.. صناعة النفاق الديمقراطي
- قضية الرموز والرجال التاريخين في النظام الديمقراطي
- المؤتمر الوطني.. الفشل الأكيد
- إغلاق مضيق هرمز.. وهل يتعلم الحمقى
- موقف العراق من سوريا.. ميجاهيلية سياسية
- فليحاكم الهاشمي سريعا.. أصل الحكاية 3
- تصنيم القضاء أم توظيفه.. أصل الحكاية.. 2
- بين المطلك وأوباما والمالكي.. أصل الحكاية / القسم الأول
- مثال الآلوسي.. وقانون التسي تسي
- قضية الهاشمي والقضاء العراقي المستقل
- من يتآمر على سوريا.... نظامها, أم قطر والسعودية.. ؟!
- الانتخابات المصرية.. بين المطلبي والسياسي
- اغتيال المالكي.. قصة الكيس وفئرانه الخمسين
- العلمانية.. إنقاذ الدين من ساسته ومن كهنته
- إلى اخوتنا في صلاح الدين.. (3)
- إلى إخوتنا في صلاح الدين... 2
- لا يا إخوتنا في صلاح الدين.. حوار لا بد منه.. (1)
- رسالة إلى المحترمين خبراء النفط العراقي*


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - يوم اختلف الأسمران.. أوباما وخلفان