أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - مصطفى الحسينى يعود إلى -الساقية-














المزيد.....

مصطفى الحسينى يعود إلى -الساقية-


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3620 - 2012 / 1 / 27 - 16:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نفس هذه الرحلة الحزينة قمت بها مرتين من قبل .. حين ذهبت إلى سنتريس – منوفية – مرة مشاركاً فى جنازة الكاتب الكبير جلال السيد ومرة ثانية مشاركاً فى جنازة الصحفى المخضرم عبد الستار الطويلة.
ويوم السبت الماضى.. قمت بالرحلة للمرة الثالثة.. لكن بدلاً من التوقف فى سنتريس اكتفيت بعبورها إلى "ساقية أبو شعرة" على مرمى حجر... للمشاركة فى وداع الزميل والصديق الكاتب الكبير جدا مصطفى الحسينى.
وفى الطريق أجريت بعض المكالمات الهاتفية للزملاء فى الصحف القومية والخاصة والحزبية لإبلاغهم بالخبر الأليم من اجل نشره فى صحف الأحد.
وكانت صدمتى الثانية – بعد صدمة وفاة مصطفى الحسينى – هى أن كثيراً من الزملاء الصحفيين لا يعرفون القيمة الكبيرة لهذا الكاتب الصحفى الفذ، أو لا يعرفونه من الأصل.
لكنى التمست لهم العذر وأنا استعيد شريط الذكريات مع مصطفى الحسينى والمحطات الرئيسية لحياته بينما السيارة تشق طريقها فى قلب ريف المنوفية.
فهذا الكاتب الاستثنائي واحد من تلك الكوكبة الذهبية التى تفتح وعيها فى حقبة النضال الوطنى من أجل "الاستقلال" و"الدستور". فكانت تحارب الاستعمار الإنجليزي بيد" و"السراى" والنظام الملكى باليد الأخرى. وتفتح العينين فى كل الأحوال على تجارب العالم للخروج من أطواق التخلف والفقر والتبعية والخرافة.
لذلك نجد ان معظم هؤلاء – على الرغم من تنوع انتماءاتهم الفكرية والسياسية – أيدوا ثورة 23 يوليه 1952 بدرجات شتى من الحماس... ولكنه حماس بعيون مفتوحة وبعقلية نقدية، ومن الموقع المستقل لا التابع.
لكن هذا التأييد "النسبى" لم يكفل لمصطفى الحسينى – والعديد من زملائه – النجاة من الاضطهاد لأن من نجحوا فى القضاء على النظام الملكى لم يكونوا يقبلون بأقل من التأييد "المطلق".
ولم يكن مصطفى الحسينى من أولئك الذين يعطون "شيكاً على بياض" لأى نظام حاكم، حتى لو كان نظاماً وطنياً. بل تمسك بموقفه المستقل والانتقادى، فى وقت لم يكن فيه هذا الموقف "مجانياً". فدفع ثمنه من حريته ومن أحلى سنوات العمر.
ولم يمضى وقت طويل على إطلاق سراحه حتى وقعت الهزيمة الموجعة فى يونيه 1967... وكان رده على هذه الهزيمة المروعة بالانضمام إلى صفوف المقاومة الفلسطينية، فى عصرها الذهبى، مع تمسكه بموقفه النقدى من قادة منظمة التحرير الفلسطينية.
****
وبعد هذه التجربة النضالية الثرية فى صفوف المقاومة الفلسطينية عاد الحسينى إلى ساحته الأصلية وسلاحه الأقوى... الصحافة والقَلم.
وبعد صولاته وجولاته فى بلاط صاحبة الجلالة فى مصر فى الخمسينيات والستينيات وبداية السبعينيات سافر مصطفى الحسينى ليثرى الصحافة العربية منذ الثمانيات.
ومن المفرح – والمؤلم فى الوقت ذاته – أن تنعاه الصحافة العربية أفضل من الصحافة المصرية. ففى اليوم الثانى لوفاته كتب الزميل العزيز الكاتب الكبير طلال سلمان رئيس تحرير جريدة السفير كلمات مؤثرة للغاية قال فيها "يعز على السفير أن تنعى لقرائها، بل إلى الأمة جميعاً، كبيراً من كتابها، وركنا من أركان عمارتها المهنية، فكريا وسياسياً، هو الزميل مصطفى الحسينى". ويضيف طلال سليمان "جال مصطفى الحسينى لسنوات فى عواصم القرار، بعد القاهرة، ومنها عبرها، فأقام فترة فى واشنطن ولفترة أخرى فى لندن، ولفترات أطول فى بيروت التى كان يتركها ليعود إليها عاشقا. وهو قد عرض وناقش الكثير من المفكرين والمبدعين، كتابا وبحاثة، فى السياسة كما فى الاقتصاد، وفى الاجتماع كما فى الفنون... وجال فى السفير محررا وكاتبا ونائبا لرئيس التحرير ومراسلا متجولا ومحللا استراتيجيا. وبقى فيها حتى وهو غائب عنها.. هو المناقش الذى لا يتعب عبر رحلة البحث عن اليقين ، مهما طالت، وهو الذى لا يطمئن إلى صواب الرأى إلا بعد تدقيق مضني، وإن ظل على إيمانه بالبديهيات فكريا وسياسيا واجتماعيا".
****
وبمناسبة الحديث عن بيروت فأن نظام حسنى مبارك لم يكتفى بمطاردة قلم مصطفى الحسينى داخل مصر، بل لاحقه خارجها، لدرجة أن زكريا عزمى شخصيا قام بالاتصال بكل الصحف والمجلات العربية التى تستكتب مصطفى الحسينى من أجل شيء واحد هو منعه من الكتابة. وأذكر أنه كتب بعد ذلك رسالة مطولة إلى الزميل جلال عارف نقيب الصحفيين وقتها تحتوى على تفاصيل ذلك طالبا تدخل نقابة الصحفيين.
****
وبمناسبة بيروت أيضا أظن أننى لم أعرف العاصمة اللبنانية الجميلة إلا عندما سلمنى مصطفى الحسينى مفاتيحها. وهو نفس ما فعله معى عندما كان يقيم فى لندن.. ولم تكن علاقتى بمدينة الضباب تتجاوز علاقة "السياح".. فجاء مصطفى الحسينى وأدخلني شرايين هذه المدينة الإمبراطورية.. وهو الذى لايترك "شاردة أو واردة".
****
وكل الكلمات لا توفيه حقه.. لكن يكفى الآن أن أردد ما قاله طلال سلمان أن مصطفى الحسينى كان الشاهد على عصره والذى لم يسمح للزور أن يمر لأنه بقلمه كان يحاول حماية الحقيقة.. ولقد حماها حتى النفس الأخير.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس الجمهورية الفاضلة
- إيهاب أشعيا.. تذكروا هذا الاسم
- البيان رقم واحد!
- إنها سياسة -المكايدة-.. يا ذكى!
- الثورة .. مستمرة
- تطبيع العلاقات مع المجلس العسكرى!
- مفيش فايده !
- إمسحى دموعك يا حكومة!
- مرحلة -سيريالية-.. فى تاريخ الوطن
- الجماعة السرية التى تحكم مصر
- تحرير .. العباسية !
- مجلس الشعب .. وبرلمان -التحرير-
- مخاطر كثيرة .. وبوليصة تأمين واحدة
- شروع فى قتل أقدم دولة فى التاريخ
- الانتخابات .. وثقافة الاستهانة
- استفزاز مزدوج !
- تبرعوا لبناء.. -تليفزيون مستقل-
- لا أحد ينام فى مصر!
- إشعاع ميدان التحرير يصل إلي «وول ستريت» (1)
- ابحث مع الشعب: جهاز أمن خرج ..ولم يعد!


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - مصطفى الحسينى يعود إلى -الساقية-