أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى نجيب وهبة - -ثورة 52- ضد الإستعمار .. و-ثورة 25- للترحيب بالأمريكان















المزيد.....

-ثورة 52- ضد الإستعمار .. و-ثورة 25- للترحيب بالأمريكان


مجدى نجيب وهبة

الحوار المتمدن-العدد: 3619 - 2012 / 1 / 26 - 13:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


** يختلف الكثيرون حول أهداف ثورة يوليو 1952 .. فالبعض يراها أنها أصابت الكثيرين بالقهر والذل ، وأممت المنشأت والشركات والمصانع ، بل وإستولت على أراضى وممتلكات بعض الرأسماليين ، بعد أن قامت بطرد الملك ، وإجلاء أخر جندى بريطانى من مصر .. كما يراها البعض أنها فترة زوار الفجر ، والتعذيب فى المعتقلات والسجون ، وظهور أخطر جهاز لقهر المواطن ، وهو جهاز "صلاح نصر" المخابراتى .. وقد شاهدنا روائع السينما المصرية ، عندما قدمت فيلم "المذنبون" ، و"غادة الكاميليا" ، و"إحنا بتوع الأتوبيس" ، وفيلم "الكرنك" ..

** البعض الأخر يراها ثورة "الكرامة" .. و"العزة" ، فقد ألغت الفوارق بين الطبقات ، ووزعت الأرض الزراعية على الفلاح ، وأعطت للعامل حقوقه الدستورية .. وأعلنت السيادة المصرية على قناة السويس ، بل وعلى كل شبر من تراب هذا الوطن ، ودعمت المواطنة وسيادة القانون ، ومبادئ الإشتراكية ..

** بعد رحيل "عبد الناصر" ، ونزيف نكسة يونيو 67 .. عندما تولى "السادات" الحكم ، أفرج عن السجناء السياسيين ، وهدم المعتقلات ، وأوقف زوار الفجر ، وأرسى مبادئ الحرية الفكرية والسياسية ، بل وفتح أبواب السجون لجماعة الإخوان ، وبدأ مرحلة جديدة مع الإخوان المسلمين ، بل ودعمهم ، وإنتهت فترة حكمه بمقتله على أيدى هذه الجماعات ..

** عندما تولى "مبارك" مقاليد الأمور فى مصر ، أراد أن يجمع بين وطنية "عبد الناصر" ، ورأسمالية "السادات" ، وإنفتاحه على العالم .. ولكنه فشل فى إعتناق أى سياسة من الإثنين .. بل أنه إتجه إلى سياسة تحرير الأرض بالدبلوماسية ، والحوار .. وهى بالقطع سياسة حكيمة ، بل وجنب البلاد الدخول فى أى مواجهات عسكرية ، ولكنه أفقد مصر الكثير من محوريتها فى المنطقة ، بعد أن تطاول عليها كثير من الدول العربية ، ونحن نتذكر أحداث عديدة مر بها المواطن المصرى فى ليبيا والكويت بعد تحريرها ، وفى الجزائر ، وفى السودان .. وظلت الدبلوماسية المصرى فى منأى عن الدخول فى مهاترات مع هذه الدول .. بل كان الأسلوب المتبع دائما هو التهدئة وعدم الإنزلاق وراء هذه المؤامرات .. ظل "مبارك" فى منأى بعيدا عن مشاعر ونبض الجماهير ، فقد سكن فى برج عاجى بعيدا عن مطالب هذا الشعب ..

** ورغم إحترامى الكامل لتاريخه العسكرى .. ولا أؤيد ما يحدث له الأن .. فهذه إهانة للشعب المصرى كله ، وما يتم الأن من محاسبات لمبارك والنظام السابق ، هو كله من تدابير جماعة الإخوان المسلمين للإنتقام من هذا النظام ، بل للإنتقام من كلمة "ثورة يوليو" التى إندلعت فى 23 يوليو 1952 ، ومسح أثارها .. نعم كان مبارك بعيدا جدا عن مشاكل هذا الشعب ، وأوجد طبقة رأسمالية متحكمة فى حياة الفقراء .. وبدأ يلعب لعبة التوازنات مع جماعة الإخوان ، فتغاضى النظر عن توغلهم فى المجتمع ، وأعتبر أن أمنه وسلامه أسرته هى أشد ضرورة من أمن المواطن المصرى .. فزادت جرائم الشرطة وتجاوزات الأقسام ضد المواطنين ، وإنتشرت الحكمة التى تقول "من له ظهر لا يضرب على بطنه" .. ومقولة "إنت مش عارف أنا أبقى مين" .. ومقولة "سيادة الأمين الباشا" .. وصدرت تعليمات العادلى بإحتجاز أى مواطن داخل القسم حتى لو كان يعمل محضر تصادم سيارة .. فكانت التعليمات أن يوضع داخل الحجز مع المجرمين ومدمنى المخدرات .. وكان يساق إلى النيابة ويده مكبلة بالأغلال ، مثل المسجلين خطر والمجرمين .. وألغى فى الأقسام محاضر التصالح ، بل كانت كل البلاغات المحررة تحال إلى النيابة العامة للتصرف فيها ، مما جعل أكثر من 60% من الشعب المصرى يهرولون إلى المحاكم لمتابعة قضاياهم .. وإنتشر الفساد فى عصره للركب فى جميع المحليا بجميع أنحاء القطر المصرى ، كما قال السيد "زكريا عزمى" .. ولم يعد فى مقدور أى مواطن بناء أى عقار ، أو تعلية دور ، أو فتح شباك فى منزله إلا بعد دفع فاتورة المعلوم للسيد مهندس الحى ، وإلا تحرر ضده المحاضر ، ويجد نفسه مهددا بالسجن بعد تحويل ملف المبانى إلى أمن دولة طوارئ ..

** نعم .. حدثت تجاوزات كثيرة جدا ، حتى بدأ يخشى المواطن البسيط الذهاب إلى القسم لتحرير أى نوع من المحاضر ، فربما يجد نفسه هو الجانى ، وليس المجنى عليه .. نعم ، إنها أيام سوداء ذاق فيها الشعب المصرى الذل والهوان والإنكسار .. وعدم وجود العلاج الكافى فى المستشفيات ، وإنتشرت الأمراض المسرطنة نتيجة تجريف الأرض ولجوء بعض أصحاب الأراضى إلى وضع السماد الكيماوى للمحاصيل الزراعية وهو ما تسبب فى فساد معظم الحاصلات الزراعية التى يأكلها الإنسان فى مصر ..

** كنت أؤمن بأن الشعب المصرى لن يترك الرئيس السابق دون محاكمته ، وقلت منذ فترات طويلة أن الرئيس مبارك لو وافته المنية ، فالشعب سوف يستخرج جثمانه من المقبرة لمحاكمته .. كنت أتمنى أن نتخلص من هذا الحكم البائد ، فلا أمل ، ولا محاكمة للفاسدين ، ولا عدل فى القانون .. حتى ظهور قانون "ساكسونيا" .. بل وصلت قضايا الفساد إلى المحاكم ، فكان يتم إهدار حقوق المواطن بإهدار المستندات ، وتلفيق الإتهامات .. وهو ما فتح الأبواب لطبقة من البلطجية بتحرير المحاضر الوهمية والحصول على أحكام غيابية بمساعدة المحامين الذين فقدوا ضمائرهم ، ولوثوا شرف المهنة .. ثم تبدأ مراحل أخرى وهى مساومة الضحية على المبالغ التى يتم دفعها للتنازل عن القضية التى لا يعلم المواطن أصلا شئ عنها .. وكله كان ماشى بعملية "فتح مخك تاكل ملبن" .. وتاهت الحقائق .. وإنعدمت الضمائر ..

** نعم .. كنت أتمنى ما حدث يوم 25 يناير ، أن يخرج هذا الشعب على قلب رجل واحد ضد هذا الظلم والجبروت .. ولكن ما يحدث الأن فى مصر ، هو تحرير مصر من الفساد ، لترتمى فى أحضان التطرف والإرهاب ، وفرض الوصايا الأمريكية .. نعم ، تم عزل ومحاكمة النظام السابق .. ولكن ما هو القادم ؟!!!! ..

** أقول أن القادم هو أسوأ مما يتصوره أى إنسان ، فقد إختفى شباب الثورة النقى ليسطوا على هذه الثورة مجموعة من اللصوص وقطاع الطرق ، تساندهم العاهرة "أمريكا" ، لتطلق على هذه الحركات "الربيع العربى" .. والأن فأمريكا هى التى تدير سيناريو الحكم فى مصر ، والجميع ينفذون مطالبها .. فقد قام السيد المستشار رئيس لجنة الإنتخابات البرلمانية بالترحيب غير المسبوق بالرئيس الأمريكى السابق "جيمى كارتر" .. الذى أعلن البيت الأبيض عن حضوره لمراقبة عمليات الإنتخابات البرلمانية ، لضمان نزاهتها .. وخرج بيان المستشار رئيس لجنة الإنتخابات وهو يتغزل فى الرئيس الأمريكى السابق ، ويشيد به وبأمريكا ، ودورها الرائد فى مساندة العمليات البرلمانية الأخيرة .. وهنا نقول ما دخل أمريكا فيما يتم من إنتخابات برلمانية داخل مصر .. والتى أشادت بها رغم أنها كانت أسوأ عمليات إنتخابية تدار فى مصر منذ قيام ثورة يوليو 1952 .. فلم تكن سوى عملية تمثيلية حقيرة ، يتم فيها تسليم السلطة لفصيل جماعة الإخوان المسلمين ، وهى المطالب التى سعى إليها الإخوان منذ أكثر من 80 عام ، ليتحول مجلس الشعب المصرى إلى مجلس طالبانى إخوانى ، وسط تهليل الأمريكان ، ومباركة المجلس العسكرى ..

** نعم .. سقط مبارك ليلتهم الإخوان الدولة ، ويدمرون وطن صار أكثر من 60 عاما يحافظ على هويته المصرية لتتحول مصر إلى شئ مرعب لا يمكن وصفه .. وكما بدأ المجلس العسكرى فى تسليم السلطة التشريعية للمجلس الأفغانى .. الأن يدار نفس السيناريو من خلال الإعتصامات بميدان التحرير ، وهى نفس مطالب جماعة الإخوان بتسليم الدولة كلها وعودة المجلس إلى ثكناته .. بل إنتشرت مطالب بالتحرير تطالب بإعدام المشير ، وظهرت صورة المشير ، وحبل الإعدام حول رقبته .. ومع كل ذلك نجد أن المجلس العسكرى يصدر البيانات بترحيبه بالثوار ، رغم علم المجلس العسكرى الأكيد أن التحرير لا يمثل مصر ، بل لا يمثل "عزبة الصفيح" ، أو حتى "عزبة القرود" ، فى أحد الأحياء العشوائية فى مصر ، ولكن يبدو أن هذه هى رغبة المجلس العسكرى ، وتعليمات السيادة الأمريكية .. وهو ما يجعلنا نؤكد أن 25 يناير هى حركة إخوانية خالصة للترحيب بالأمريكان ...

** وعوضنا على الله فيكى يامصر .. فالجميع صاروا فى غيبوبة كاملة .. ولا أمل بعد الأن ، ويكفى أن أقول أن نقل إجتماعات مجلس الشعب الحالى على الهواء مباشرة تكفى لتدمير كل مؤسسات الدولة دون الحاجة إلى تشريع أو قانون .. فهل يعقل أى سائح أن يحضر إلى مصر ، وهو يرى تنظيم القاعدة وطالبان داخل برلمان مجلس الشعب المصرى ، الذى دعمه المجلس العسكرى ، وضحكوا على المواطنين عندما قالوا "لن نسلم هذا الوطن لأى تيار دينى" .. وتم تزييف إرادة الشعب بما سموه "غزوة الصناديق" ، وتم إجراء البرلمان قبل الدستور .. وتم تنفيذ مطالب جماعة الإخوان المسلمين .. ليفرضوها على الشعب المصرى ويفرضوها على المجلس العسكرى .. هل لا يعلم المجلس العسكرى أن حزب "الحرية والعدالة" .. نفسه هو جماعة الإخوان المسلمين .. أم وصل الغباء بهذا الشعب أن نقول أن هذا حزب سياسى ، وهم فى الأصل جماعة دينية ..

** نعم .. ليس لنا إلا أن نقول ، أن ثورة 23 يوليو 1952 ، قامت بتحرير المواطن المصرى من الإستعمار ، رغم أى مساوئ لها .. ولكن ثورة 25 يناير ، قامت بتكبيل الوطن ، والترحيب بالأمريكان .. والبقية فى حياتكم ..



#مجدى_نجيب_وهبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برلمان -25 يناير- .. ومازالت الثورة مستمرة
- د. -سليم العوا- .. والعدل -الإسلامى-
- -مصر- .. سيرك كبير بلا صاحب
- محاكمة ساويرس .. بداية عمل المحاكم -الإسلامية-
- رسالة هامة وعاجلة .. الكشف عن أسرار خطيرة ل -ثورة 25 يناير-
- هام جدا .. الرسالة التى رفض -نجيب ساويرس- إستلامها
- أمريكا شيكا بيكا .. -رقصنى ياجدع- .. -دقى يامزيكا-
- شالوا -عز- .. جابوا -بديع- .. -الشعب قال مانتوش قاعدين-
- كيف تدمر -أمريكا- الشعوب .. وتسقط أنظمتها
- الموقف المشبوه ل -الإعلام المصرى- ... ( الخونة )
- -النداهة- .. والقس -السياسى-
- عندما تساءل البابا .. -مصر- بلادنا المحبوبة .. إلى أين؟!!!
- -مصر- .. تكون أو لا تكون
- أسرار الحرب على -العراق- .. وجنة -إسرائيل- 2010
- أقوال الصحف فى 28 يناير 2011 .. هل تبرئ -مبارك- و-العادلى-
- -مصر- .. خرابة هائلة تتصارع فيها الأشباح
- -مصر- ... تحتاج إلى -زعيم-
- أخر أسعار المزاد لبيع -مصر- .. 1.5 مليار دولار
- الكارثة القادمة فى -مصر- .. لو حكم -الإخوان-
- -المجالس الحقوقية- .. بوابة الجحيم -الأمريكى-


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى نجيب وهبة - -ثورة 52- ضد الإستعمار .. و-ثورة 25- للترحيب بالأمريكان