أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم الخياط - علمني الحزب الشيوعي أن أقدم رغيفي الشعري ساخنا















المزيد.....

علمني الحزب الشيوعي أن أقدم رغيفي الشعري ساخنا


ابراهيم الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 3618 - 2012 / 1 / 25 - 21:07
المحور: الادب والفن
    


هو من المندكين بالهمّ السياسي، يفكر بصوت عال بما يجول بخاطره، يأمل ان يكون للمثقف رأي واضح بما يخدم قضايا ابناء أمته العراقية، وأيضاً شاعر متمكن من أدواته، يشير الكثير من النقاد لاهمية تجربته الإبداعية، أنه الشاعر ابراهيم الخياط، الذي يرى بأن على المثقف ان يكون عضوياً مساهماً بكل صغيرة وكبيرة من شانه رقي مجتمعه، كما انه يؤمن بأن المتغيبين عن هذا الفعل ليسوا بمثقفين، مؤكداً بأن المثقف كان حاضراً في التظاهرات التي طالبت باصلاح الوضع السياسي مؤخراً.
حوارنا مع (الخياط) تناول قضايا كثيرة، أبرزها دور المثقف في صياغة مشهدنا السياسي الغائم، حوار ابتدأناه بسؤال:

* كيف ترى موقف المثقف العراقي في ما يجري اليوم، ولماذا انحسر دوره الى مراقبة المشهد من خلف زجاج الحدث السياسي؟
ـ ليس ثمة انحسار، فالمثقف العراقي هو عضوي، وليس مراقباً، ولكن الظرف السيا- اجتماعي هو الذي يغير شكل دوره، فهو تجاوز الهم الثقافي الذي يعد من صميم شأنه واهتمامه، وصار يقود الحركة المدنية او بالاصح يرسم الملامح المدنية للدولة العراقية الجديدة، وليس بعيداً مشاركته الثرة رسما وشعراً وتمثيلاً وهتافاً وحضوراً في 25 شباط الماضي وما لحقه، وقبل ذلك بشهر او شهرين رأيناه وهو يعارك بقوته كلها، بيانات، حوارات، مقالات، تحريضا، من أجل إبعاد اللون الواحد عن وجه بغداد، وحتى لايتم التجاوز على الاندية الاجتماعية.
وهنا تحضرني محاورة للقائد الوطني "فهد" مع أحد رفاقه حين غمز الأخير قناة الجواهري بقوله انه لم يعد يكتب لشعبه، فأجابه الـ "فهد" : إعمل أنت يارفيق، حرض، انتفض، تظاهر، قـُد الاضرابات والمسيرات واشعل الشارع، وسترى الجواهري صوتك العالي. وأظن في هذا المثال دلالة وضاءة.

* يُعاب على المثقف غيابه التام عن الفعل المؤثر في المجتمع، ألا ترى بأن مواقف المثقفين مما يجري أسهم في تكريس هذا الرأي؟
ـ هنا أود القول أن المثقف هو كل التعريفات التي تطلق عليه ولكن يجب أن يكون مع التعريفات جامعاً للالتزام بقضايا شعبه، أن يكون صوتاً لآلامهم وآمالهم، ولذا فان الغائبين ليسوا في زمرة المثقفين الذين أعنيهم، ثم ان كتابات د. حيدر سعيد مثلاً، ووقوف كوكب حمزة في ساحة التحرير مثلا، وصدح موفق محمد بأن لاحرية تحت نصب الحرية، هل هذه الأمثلة تدل على الغياب.
فضلا ان المثقفين لايحسبون بالعدد، كثرته او قلته، فـ "جواد سليم" وحده يكفي ليختزل حضارة العراق، ولينطق باسم مثقفي العراق من الازل الى الازل في ساحة التحرير (المطوقة) !!
فما بالك اذا كان لدينا حشد من طرازه في الحقول جميعها .

* ما هو تقييمك لعمل منظمات المجتمع المدني واين تأثيرها في حلحلة وتوضيح ما يحدث في مشهدنا السياسي الضبابي؟.
ـ حين تسألني: أين تأثيرها؟ فانك قد تستهجن كثرتها عدداً مع محدودية تأثيرها، وأنا ارى غير ذلك، فالكثرة لم تأت من الحاجة لها بل أتت من شباك الاحتيال وفي بعض الاحيان او اغلب الاحايين من شباك الاحتيال (الرسمي)، فأنا متأكد من ان نصيبا غير قليل من باب الاعانات الاجتماعية لمسؤول عال قد ذهب لمنظمات مجتمع أستحي ان انعتها بالمدنية، وهي تعود لآل بيته.
هنا عليك ـ وطبعاً عليّ ـ أن أشطب بعلامة (×) على منظمات كثيرة جداً ومنها (لعوبات) صارت ـ مثلاًـ تحلب وزارة الثقافة وتأخذ حصصاً (وفيرة) من منحة الادباء والفنانين والصحفيين، وهي حتى غير مسجلة رسمياً أو قد لها رخصة ولكن رمادية من مكتب في امانة مجلس الوزراء.
أما منظمات المجتمع المدني الحقة، فهي التي في الميدان، وليست تحت أبط المسؤولين، التي في صميم العمل الجماهيري وليس في حصاد المناجل المكسورة، هي التي اعطتنا دروساً وقادة، وهناء أدور تكفي انموذجاً فذا.
المنظمات الجادة لها دور، فتحديد أو تخفيض رواتب الرئاسات، وفتح التعيينات، واعلان خطة الـ 100 يوم، ماهي إلا ثمار الاحتجاج وليست عطايا حكومية.
وأنبيك مثالاً حياً: قال لي سائق تاكسي ان ابنتيه الاثنتين قد تعينتا بفضل الاحتجاجات، ولم يقل بفضل الحكومة، نعم، كلنا يعلم ان منظمات المجتمع المدني قد كانت لها صولة فضلى أيام الاحتجاج السلمي الذي باركته المرجعيات والاحزاب والموالاة والمعارضة.
ولايفوتني ان اعلن اعتراضي على مفردة (الضبابي) لأن المشهد السياسي العراقي هو واضح جلي بيّن حيث لدينا ديمقراطية نحسد عليها ولكن تخلو الواجهة من الديمقراطيين، فالصناديق صارت دبابات الألفية الجديدة، والبيان رقم واحد لم يعد يقرأه ناطق عسكري بل مفوضية الانتخابات، وصار الكرسي كسابق عهده لايعرف التداول السلمي.

* أنت من المثقفين المنشغلين بالهمّ السياسي، من الذي ينتصر فيك، السياسي أم الثقافي؟
ـ أنا حين قضمت تفاحة مراهقتي، سقطت في جنتين هما الشعر والشيوعية، فاذا بالشعر يدفعني الى خانة المثقفين، واذا بالشيوعية تدفعني الى الخانة ذاتها.
علمني الحزب الشيوعي ـ حين أكتب قصيدة ـ أن آتي بكلمة وعندما أضعها جوار أخرى فيجب ان تجدحان، اي يجب أن أقدم رغيفي الشعري ساخناً (يجوي) أو قل يشوي.
علمني، ومذ تعلمت صرت كالقائل: أشرب مثل الناس، وآكل مثل الناس، لكني أحمل هموم كلّ الناس، وعليه فالهموم الثقافية والسياسية هي هموم الناس التي ـ باعتزاز ـ أحملها وقد اعبّر عنها مرة بحق ومرة بـ "باطل".

* ينشغل أغلب المثقفين في نقد المشهد السياسي، لكنهم نادراً ما يقترحون حلولا ناجعة لهذا الارباك فيه، هل هذا مفاده على نجاح المثقف في التنظير وفشله في اثبات رأيه بالتطبيق وفرض الحلول على اصحاب القرار السياسي؟
ـ المثقف الذي لايتمرد على النظام السياسي والاجتماعي المريض يكون خارج تعريف غرامشي، ويكون خارج دائرة اهتمام (أهله) ولكن يجب أن لانحمله مسؤولية الفشل التاريخي في احراز التقدم لأن العامل الذاتي مهما كان جبارا ًفهو لايمكن ان يعمل دون توفر ونضوج العامل الموضوعي، وهنا السرّ، فعندما تتفكك علاقات الانتاج بفعل الحصار الاقتصادي وسياسة النظام الراحل والاحتلال والفرهود العظيم وحوسمة حتى براغي المعامل التي توقفت، ثم بفعل دعوات سياسيينا الابطال المنفذين للتوجيهات الدولية جهاراً نهاراً، ففي الرسالة المتعلقة بشأن المرجعيات والأسس التي اعتمدت في وضع الموازنة الاتحادية لعام 2012 نرى من ضمنها (صندوق النقد الدولي)، دون حتى حرج من تزامن هذا الاعلان الحكومي مع يوم (الجلاء)!!
أقول عندما تتفكك علاقات الانتاج فان طفحاً عالياً يكون للعلاقات المشوهة غير السوية كالتي ترتدي أزياء العشيرة أو الطائفة أو القومية أو غيرها، وهنا يكون دور المثقف قاصراً بفعل موضوعي وليس ذاتياً، ولكن كل هذا لايعفيه من المسؤولية لأن ثقوب المركب الذي يبحر فيه العراق كله لايراها إلا من يمتلك عيناً ثالثة وهذه العين الثالثة لاتعمل الا بـ "ريمونت كونترول" قلما نجده عند غير الوطنيين، وعند غير المثقفين. أما عن فرض الحلول، فلا يفرضها سوى الشارع، والشارع وحده.

* الستينيون وكما نقرأ عنهم استطاعوا خلق مناخ ثقافي أسهم في امكانية العيش المشترك، وأعني بالستينيين ثمار ما تمخض من تجارب مهمة لأجيال امتدت منذ ثلاثينيات القرن المنصرم وصولاً لستينيات ذلك القرن، لماذا صوت المثقف غائب عن المشهد منذ سقوط الديكتاتورية وحتى اليوم؟ وان صدح هذا الصوت فلوقت قصير فقط؟
ـ المسألة ليست عند الستينيين او غيرهم. فهؤلاء وسواهم صعوداً ونزولاً هم جزء من منظومة القانون والاحزاب والمنظمات والثقافة التي تعكس حالة المجتمع حينها.
فالمناخ الثقافي الذي تقصده هو ما يعكس الازدهار الاجتماـاقتصادي لتموز 1958، وطبعا ًلايمكن على أردأ الاحتمالات أن نقارن ثورة تموز وأبهتها بصدام والاميركان والمحاصصة الذين هشموا البناء التحتي فتفككت المنظومة العليا، وفي هذا الخراب المديد يكون (الصدح لوقت قصير) خروجاً تماماً على المألوف والمعتاد وهو انتصار لايجدر بخسه، لأنه ضوء وان كان خافتاً لكنه في نفق أو قل في جحيم مطفأ.

* هل تؤمن بان ما يطرحه المثقف من رؤى تصل إلى أسماع اصحاب القرار السياسي؟ وهل يعيرون له وزناً؟ ام ان انشغال أغلب المثقفين بقول ما يريده المسؤول شوه صورة المثقف وجعله كائناً بلا صوت.
ـ نعم يصل الى اسماعهم وتراهم لاينامون حتى يعطوا الرؤى حقها من الوأد، ويعطوا صاحبها تسريحاً من عمله ما استطاعوا لذلك سبيلا.
ونعم، ايضاً، فهم يعيرون وزنا لتلك الرؤى فتراهم يصنعون الشروط مكان التنازلات لحل خلافاتهم، ويعيرون وزناً لتلك الرؤى فيأخذونها ثم يوزعونها اضغاثاً بدلاً من الحصة التموينية الطائرة، ويوزعونها خرقا ودما على المساطر بدلاً من فرصة عمل.
أما الذين ينشغلون بقول ما يريده المسؤولون فلم يشوهوا صورة المثقف، لأنهم ليسوا إلاّ مجرجرين حبالا ما اليها حتى قطة، انهم حداة الظلام. ولكن لنعتبر، فالعراقي بحسّه الصادق يعرف ان يميّز الثرى من الثريا، فحين هيجّت النقمة الناس وخرجوا يحطمون كل ماله علاقة بالدولة (في ربيع 2003)، رأيناهم يحطمون قافلة من التماثيل التي اكتظ بها كورنيش شط العرب بالبصرة، ولكنهم (وهم في فورة وليس في هدأة) ما مسّوا السياب. واذا ما سألتني: لماذا؟ سأقول لك كما قال ذلك العامل في "سانتياغو" لصحفي سأله: هل تفهم ما يقوله بابلو نيرودا وأنت منصت خاشع لتلاوة قصائده.
أجابه: كلا، ولكني أعلم أنه يكتب جراحي، ويبث وجعي، ويتحدث عني.
وهنا - ياصديقي السومري ـ لايقلّ المتلقي روعة عن الشاعر الذي شهد أنه عاش.



#ابراهيم_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق والعرب في ساحة الادب
- .. وهذي الشهادةُ على أنّك -كاملُ-
- بعد ألفين !!
- التنقيط عند الفنان الراحل عزيز حسك البعقوبي.. كومونة البنفسج
- العلاقات العامة عند الجواهري
- آثمون.. من قصائد مهرجان المربد الخامس البصرة 9 11 أيار 200 ...
- بعقوبة والشيوعيون وموسم الهجرة إلى الأفراح
- وقفة عند محاججة الأرباب
- فبأيّ أعين بعضكما تنظران
- بئس هذه الحرية ، نِعم هذا الزعاف!
- على حائط حنا السكران
- أفلاطونيا
- انا واحد ...وانت تتكرر للشاعر مهدي القريشي
- النبي الصامت
- بعقوبة
- هناءة المحابس
- كاسب كار
- الضجة الصديقة
- يا امرأة الوجع الحلو
- من بعقوبة البرتقال والنضال


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم الخياط - علمني الحزب الشيوعي أن أقدم رغيفي الشعري ساخنا