أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - السموأل راجي - مِن إسْهامات الأُمَمِيّة الثّالِثَة















المزيد.....

مِن إسْهامات الأُمَمِيّة الثّالِثَة


السموأل راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3618 - 2012 / 1 / 25 - 03:13
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


أصْدَرَت النّدوة الأُمَمِيّة للأحزاب والمُنظّمات الماركسِيّة اللِّينِينِيّة المُنْبَثِقة عن مُؤتمر كيتُو/الإكوادور 1994 وثِيقةً في معرض تفسِير وتوضِيح إسهامات الكومنتيرن في توجِيه وبِناء الأحزاب الشّيُوعِيّة بِما يُجانِب كافّة أشكال وأوْجُه الإنحراف ، صدر النصّ مُنذُ أكتُوبر/تشرين الأوّل 2010 وهُو وثِقة مُقترحة من "الأرضِيّة الشّيُوعِيّة الإيطالِيّة" تمّ تعدِيلُها ونِقاشُها والمُصادقة عليها،فيما يَلِي الجُزء الأوّل مِنها .


مُساهمة الأُمَمِيّة الثّالِثَة في التّكوِين النَّظرِيّ والتّثقِيف السِّيَاسِيّ للأَحْزاب الشّيُوعِيّة في سنواتِها الأُولَى

في الأوَّل من مارِس/آذار 1919 ، تأسست في موسكو الأممية الشيوعية الثالثة التي دعا إليْها الرّفِيق لِينِين مُنذُ 1 نوفمبر/تشرين الثّانِي 1914 من منفاه السّوِيسرِيّ مُحدِّدًا لها دَوْرَها الأُمَمِيّ المُستقبَلِيّ الجديد .
"في الثُّلُث الأخير من القرن التّاسِع عشَر وأوائل القرن العِشْرِين ، قامَت الأُمَمِيّة الثّانِيَة بِمهامِّهَا التَّوْعَوِيَّة وبِأعْمَالِهَا التّحْضِيرِيّة عبْر تنْظِيم الجَمَاهير العُمّالِيّة ، فمنذ عام 1889 اجتمَعَت هذه الأحزاب في باريس وأنشأت مُنظّمة الأُمميّة الثّانِيَة. غير أنّ مركَز ثِقل الحَرَكة العُمّاليّة كَان قد إنتَقل بِشكْلٍ كاملٍ، فِي تِلك الفَترة، إلى الحَقْل الوَطنِيّ في إطار الدّولة القوْمِيّة. وخلقت بضعة عُقُود من العمل والتّنظيم والإصلَاحات، جيلاً مِن القَادة كان بأغلبِيَّتِه يقبَل كَلَامِيًّا برنامَج الثّورَة الإشْتِرَاكِيّة ولكنّه كان قد تخلَّى عنهَا في الوَاقع وغاصَ في الإصلاحيّة عَبر تَكَيُّفٍ عُبُودِيٍّ مع السّيطرة البُورجَوازِيّة. إنّ الطّابع الإنتِهازيّ للأحزَاب القَائدة للأُمَمِيّة الثّانِيَة قد إنكَشف بِشكل واضح وأدّى إلى أكبر إنهِيارٍ للتّاريخ النِّضالِيّ العُمّالِيّ في اللّحظة المُحَدّدة التي كان مجْرى الأحدَاث التّارِيخِيّة فيها يتطَلَّبُ من أحزاب الطّبقة العاملة أساليبَ ثوْرِيّة في الكِفَاح ؛ وإذا كَانت حرب 1870 قَضَت على الأُمَمِيّة الأُولى وكشفت أنّه وَرَاء برنامجها الإجتماعيّ والثّورِيّ لا تُوجد أيّة قُوّة جَمَاهيريّة مُنَظَّمَة، فإنّ حرْب 1914 قد قضَت عَلى الأُمَمِيّة الثّانِية وأظْهَرَت أنّ الأحْزَاب المُسَيْطِرَة على المُنظّمَات الوَطنِيَّة للجَمَاهير العُمّالِيّة قد أصْبَحَت الأدَاة الطبقِيّة للسّيْطَرَة البُورجَوَازِيّة"

لَقَد كانت مُؤتَمَرَات زيمروالد 5-8 أيلول /سبتمبر 1915 Zimmerwald و مُؤتمرKienthal كينتال 24-30 نيسان/أبريل 1916 ضِدّ الحَرب الإمبِريَاليّة ، وتشكيل "يسار زيمروالد" (الذي لَعِبَ فِيهِ لينين دَوْرَ المُحرِّك الرّئيسِيّ فِي إعْلاَن شِعَار "تحويل الحرب الإمبرياليّة إلى حرب أهلِيّة ثوْرِيَّة") ، والضَّرَبات السَّاحِقة ضِدّ الحَرب في البُلدَان الرّأسمَالِـيّة الكُبرى ، إضافةً للثّوَرات في رُوسِيَا فبراير/شباط وأكتوبر/تشرين الأوَّل 1917 ، والثّورَة الألمانِيّة عام 1918 ، هِيَ المراحل الرّئِيسِيّة المُعجِّلَة في عقد المُؤتمر التّأسِسِيّ للأُمَمِيّة الثّالثة مارس/آذار 1919وكان كُلٌّ مِن الحزب البولشفي، حزب العمال البولوني، الحزب الشيوعي الهنغاري، الحزب الشيوعي النمساوي، الحزب الشيوعي اللاتيفي، الحزب الشيوعي الفنلندي، الحزب الاشتراكي الديمقراطي في البلقان، وحزب العمال الاشتراكي الاميركي قد أصدرُوا بيانهُم الشّهِير "من أجل المُؤتمر الأوّل للأُمَمِيّة الشّيُوعِيّة". وحضَر الإجتماع في أيّامِهِ الأُولى مُمثِّلِي 52 حِزْبًا ومُنظّمَة ثورِيّة من أرجاء العالم لينْظَمّ إليْهِم عددًا آخَر من التّنْظِيمات في الأيّام الأخيرة من عُمُرالمُؤتَمَر .

إتّخذَت الأُمَمِيّة الثّالِثَة كمهامٍّ لها الدِّفَاع عن الإرْثِ الثّورِيّ والمُراكَمَةُ على قاعِدَتِهِ وصِيَانَة النّظريّة السِّيَاسِيّة الماركسِيّة مِن الإنحِطَاط والفَسَاد الذي شابَهَا إِبَّان الأُمَمِيّة الثَّانِيَة .
توَلَّدَت اللِّينينِيّة بإرتِباطٍ جوهرِيٍّ وعُضوِيٍّ مع الدّعائِم التي أَرْسَاهَا ماركس وانجلز فكانَت نِتاجًا لحقبة من التّغيّرات الثّورِيّة العظيمة وأيْضَا حقبَة جَدِيدة مِن الإمبِريَالِيّة. وبالتالي ، كان على الصِّراع الفِكرِيّ والسِّيَاسِيّ ضِدّ الإيديُولُوجِيَا البُورجوازِيّة أن يحتَدَّ على يدِ الطّلائِع الثّورِيّة للطّبَقَة العامِلَة وبالأسَاسِ أحْزَابَها الشّيُوعِيّة .
طُرِح أهمّ تحَدِّي على الأُمَمِيّة الجَدِيدَة لِيَتَمَثَّلَ في صَهْرِ وتوحِيد نَسَقِ وسِلْسِلَة الثّورَات الإشْتِراكِيّة في الأقْطَار الرّأسمالِيّة الكُبْرَى ، وتأطِيرِ نِضَالات الشُّعُوب المُضْطهدة والوَاقِعَة إمّا تحْت الهيمَنَة الإسْتِعمارِيّة أو تحت سِيَاط التبعِيّة للإمبِريَالِيّة مع الدِّفَاع عن الكَيَان السُّوفيَاتِيّ وإعْتِبَارِهِ نواةً للجُمهُورِيّة البروليتارِيّة العالَمِيّة .

عبر مُتابَعَة وتبْوِيب التّوْجِيهات والمُقتَرَحَات والمُقرَّرَات الصّادِرَة عن المُؤتمرات الأُولَى للكومنتيرن ، يَـتَـبَيَّنُ مَدَى إسْهَام الأُمَمِيَّة في الإِحَاطَة النّظَرِيّة والسِّيَاسِيّة للأحزاب الشّيُوعِيّة المُشَكَّلَة ، وإذ يتِمُّ ذِكْر إقتِبَاساتٍ مُطوَّلَةٍ ، فإنّ التّعَاطِي معها ليس بِهدفِ التَّـأْرِيخ ولكِنّ لِتحقِيقِ الإستِفادة لمَدَى راهِنِيَّتَها وخاصة لجيل الشّباب العامل والثَّائِر وكذلِك العامِلات والعُمّال الثّورِيِّـين حُرّاس الشّيُوعِيّة .
ترَكَّزت العِنَايَة في الفترة الأُولَى على ثلاثِ قضَايَا مركزِيّة هِي :
• تَجْذِير موقِف الأحْزاب السِّيَاسِيّة العُضْوَة في الأُمَمِيّة الثَّالِثَة من إصلاحية وإنتهازية تنظِيمات "الوسط" الأُورُوبِّيّ .
• تكتيك الجبهة الموحدة في البلدان الرأسمالية المتقدمة.
• وبَلْشَفَة الأحزاب الشُّيُوعِـيّة.
خِلاَل مُؤتَمَرَيْها الأوَّلِيَّيْن (1919 ، 1920) ، حَدَّدَ الكُومنتيرن بِشكلٍ وَاضِحٍ جِدًّا الخصَائص الرّئيسِـيّة المُمَيِّزَة للأحزاب الشّيُوعِيّة الجَدِيدَة المُناقِضَة للإشتِراكِيّة-الدّيمُقراطِيّة القديمة والأناركية/الفوْضَوِيّة النّقابِـيّة والمُيُول اليُسْرَاوِيّة عبْر مِحَكِّ بعض القضايا الرّئِيسِيَّة : دور الحزب فِي الثّـورة البروليتارِيَّة ، العلاقة مع السوفياتات ومجالس المصانع ، ومسألة البرْلمانيّة والبرلَمَانات .

" إن الحزب الشيوعي هو جزء من الطبقة العاملة، وهو يشكل بالطبع الجزء الأكثر تقدما ووعيا وإخلاصا ووضوح رؤية. ليس للحزب الشيوعي مصالح مختلفة عن مصالح الطبقة العاملة، ولا يختلف عن أوسع جماهير الشغيلة إلاّ في تبصره للرسالة التاريخية لمجموع الطبقة العاملة، وهو يجهد، عند كل منعطفات الدرب، للدفاع ليس عن مصالح بعض المجموعات أو بعض المهن، بل عن مصالح الطبقة العاملة بمجملها. إن الحزب الشيوعي يشكل القوة التنظيمية والسياسية، التي يقود بواسطتها الجزءُ الأكثر تقدما من الطبقة العاملة جماهير البروليتاريا وأنصاف البروليتاريا، في الطريق الصحيح [....] يجب التمييزبين مفهومي الحزب والطبقة بأكبر دقة ممكنة..... وفي شروط تاريخية مماثلة من المحتمل جدا أن تظهر تيارات رجعية عديدة داخل الطبقة العاملة.وليست مهمة الشيوعيين التكيف مع هذه العناصر المتخلفة من الطبقة العاملة، بل أن يرفعوا مجمل الطبقة العاملة إلى مستوى الطليعة الشيوعية. ويمكن أن يؤدي الالتباس بين هذين المفهومين للحزب والطبقة إلى أخطاء والتباسات شديدة الخطورة" .

" إن ظهور السوفياتات، الشّكل التّاريخيّ الرّئيسيّ لديكتاتُوريّة البروليتاريَا، لا يُضْعِف إطلاقًا الدّور القيادي للحزب الشيوعي في الثورة البروليتارية (...)من أجل أن تتمكن السوفياتات من تأدية رسالتها التاريخية، فإن وجود حزب شيوعي من القوة بحيث لا « يتكيف » مع السوفياتات، بل يمارس عليها تأثيرا حاسما ويجبرها على « عدم التكيف » مع البرجوازية والإشتراكيّة-الدّيمُقراطيّة الرّسمِيّة، ويقودها بواسطة هذا الجناح الشيوعي، إنما هو، على العكس، أمر ضروري "[...]" ترى الأممية الشيوعية أن على الحزب الشيوعي، خاصة في مرحلة دكتاتورية البروليتاريا، أن يكون قائما على مركزية دِيمُقراطِيّة راسخة " (أطروحات حول دور الحزب في الثورة البروليتارية ، (24 يوليو/تمّوز 1924)

" ليست "معاداة البرلمانية" مبدئيا ،المتصورة كرفض مطلق وقاطع للمشاركة في الانتخابات وللعمل البرلماني الثوري، إلا عقيدة طفولية وسطحية لا تصمد أمام النقد [...]إن الحزب الشيوعي معترفا،على هذا الشكل كقاعدة عامة، بضرورة المشاركة في الانتخابات البرلمانية والبلدية وبالعمل في البرلمانات والبلديات، يجب أن يحسم المسألة تبعا للحالة الملموسة، مستوحيا الخصائص المميزة للوضع. إن مقاطعة الانتخابات أو البرلمان، وكذلك الخروج من البرلمان أمران مقبول بهما خاصة حين توجد شروط تسمح بالانتقال المباشر إلى النضال المسلح من أجل استلام السلطة. "( الحزب الشيوعي والبرلمانية يوليو/تمُّوز 1920)

ولكن كانت القضِيّة المركزِيّة لولادة الأحزاب الشيوعية الجديدة تكمُنُ في القبول الكامل للنّظريّة الماركسية اللينينية وديكتاتورية البروليتاريا ضد الإنحِرافات النّظرية والممارسة الإصلاحية . بالإضافة إلى الأرضِيّة المُعتَمَدَةُ من قِبَل المُؤتمر الأوّل التّأسِيسِيّ ، تمثَّلَت الوثيقة الأساسية في هذا الصدد فِي "موضوعات حول الديموقراطية البرجوازية وديكتاتورية البروليتاريا" التِي صاغَهَا لينين رأْسًا وأقرَّهَا المُؤتمَر الثّانِي بالأغلبِيّة بإستثناء الحزب الاشتراكي-الديموقراطي التشيكوسلوفاكي الذي إنشَقَّ رسمِيًّا في سبتمبر/أيلُول من نفس السّنة لِتخْرُج عنه مجمُوعة أسَّسَت حِزْبَها الشّيُوعِيّ .

"والاستيلاء على السلطة السياسية من جانب البروليتاريا تعني إبادة السلطة السياسية للبرجوازية. (...)وانتصار البروليتاريا هو تعطيل قوة العدو وتنظيم السلطة البروليتارية ، وتدمير جِهاز الدّولَة البرجوازية وبناء جهاز الدّولة البروليتارية " .

" يعلّم التاريخ أنه ما من طبقة مضطهَدة توصلت إلى السيطرة، أو استطاعت التوصل إليها دون المرور بمرحلة ديكتاتورية تستولي خلالها على السلطة السياسية وتتغلب عن طريق القوة على المقاومة اليائسة، الساخطة التي يواجِه بها المستغَلون دائما والتي لا ترتدع عن أية جريمة. إن البرجوازية، التي يدعم الاشتراكيون اليوم سيطرتها، خاطبين بإطناب حول الديكتاتورية « بشكل عام »، وضاجّين من أجل الديموقراطية « بشكل عام »، قد استولت على السلطة في البلدان المتحضرة عبر سلسلة انتفاضات وحروب أهلية، وعبر الإطاحة بالملوك والنبلاء ومالكي العبيد بالقوة، وعبر قمع محاولات الردة (...)لذلك ليس الدفاع الحالي عن الديموقراطية البرجوازية عبر الخطب عن الـ« الديكتاتورية بوجه عام »، وليست كل هذه الصرخات وهذه الدموع ضد ديكتاتورية البروليتاريا تحت حدة إدانة « الديكتاتورية بشكل عام »، إلاّ خيانة فعلية للاشتراكية، وتخليا مميزا لصالح البرجوازية، ليست إلاّ إنكارا لحق البروليتاريا في ثورتها البروليتارية" .

[...] إن كل الاشتراكيين، إذ أثبتوا الطابع الطبقي للحضارة البرجوازية و الديموقراطية البرجوازية والبرلمانية البرجوازية، عبّروا عن هذه الفكرة، التي كان قد صاغها ماركس وإنجلز بأقصى ما يمكن من الصحة العلمية، والقائلة إن أكثر الجمهوريات البرجوازية ديموقراطية ليست شيئا آخر سوى آلة لاضطهاد الطبقة العاملة لصالح البرجوازية، وجماهير الشغيلة لصالح قبضة من الرأسماليين.

[...]إن النقطة الأكثر أهمية، التي لا يفهمها الاشتراكيون، والتي تشكل قصر نظرهم النظري وانحباسهم في الأفكار المسبقة البرجوازية وخيانتهم السياسية تجاه البروليتاريا، هي أنه عندما يحتدم الصراع الطبقي في المجتمع الرأسمالي، وهو في أساس هذا المجتمع، لا يعود هناك حل وسط بين ديكتاتورية البرجوازية وديكتاتورية البروليتاريا، فكل الأحلام حول حل وسط ليست إلاّ نُبَاحًا رِجعِيًّا من جانب برجوازيين صغار ، 4 آذار /مارس، 1919.

لولادة الأحزاب الشيوعية الجديدة كان من الضروري ، في الأحزاب الاشتراكية القديمة ، القطع مع تيّارات التّفر]ط والإصلاحِيّة والإنتهازِيّة (توراتي ، موديلياني ، ماكدونالد ، Longuet ، كاوتسكي ، Hilferding ، السراتية ، الخ.) وهُو ما إنعكَسَ وُجُوبًا على التدابير المتعلقة بالتنظيم والقانُون الدّاخِلِيَّيْن:
" على الأحزاب التي مازالت تحتفظ حتى الآن بالبرامج الاشتراكية-الديموقراطية القديمة أن تقوم بمراجعتها دون تأخير وأن تصوغ برنامجا شيوعيا جديدا ينسجم مع الشروط المميزة لبلدها ومصمما بذهنية الأممية الشيوعية ".

" إن المنتسبين إلى الحزب الذين يرفضون الشروط والموضوعات التي وضعتها الأممية الشيوعية يجب أن يُطردوا من الحزب ".

واحدة من المهامّ الرئيسيّة التي طرحَتها الأُمَمِيّة الثّالِثَة عبر فُصُولها الدّاخِلِيّة في المُؤتمرات الأُولَى مسألة الإنغِراس والجماهِيرِيّة والعَمَل مع المُكوّنات السِّيَاسِيّة الموجُودة حسب الخُصُوصِيّات الوطنِيّة للأحزاب المُنضَوِيَة تحت لِوائِها الأمر الذي كان يطرح مسائل تكتيكيّة وتنظيميّة.

"إن السؤال الأهم اليوم إلى الأممية الشيوعية هو الفوز له تأثير حاسم على الغالبية العظمى من الطبقة العاملة. [...]إنّ ما وضعتهُ الأمَمِيّة الشّيُوعِيّة مُنذُ اليوم الأوّل لِتأسِيسِها كهدَفٍ لَهَا،ليس مُجرّد تشكِيلِ مجمُوعاتِ صغيرة شيُوعِيّة تتولّى الدِّعاية والتّحرِيض في صُلب العُمّال فقط،بل الإنخِراط الكُلِّيّ في نِضال الجماهِير العُمّالِيّة وقِيادة كِفاحهُم نحو الشّيُوعِيَّة وتشكِيل أحزابٍ شيُوعِيّةٍ كبيرة في مسار الصِّراع .
(المؤتمر الثالث ، موضوعات حول التكتيكات 12 يوليو تمُّوز 1921) .

طُرِحَت على بِساط البحث بإرتِبَاط مع مُجريَات الأحداث والمُنجَزَات الكِفاحِيّة للعُمّال مِثْلَ إحتلال المَصانع في إيطَاليا، وإضراب ديسمبر/كانون الثّانِي في تشيكوسلوفاكيا، وإنتفاضة مارس/آذار في ألمانيا مسألة العَمَل السِّيَاسِيّ المُشترك وإقامة التّحالُفات والجَبَهات إذ كان على الشّيُوعِيِّين خاصّةً في أوروبّا الغربِيّة إجْبَار النّقابات والأحزاب ذات الرّصِيد البشرِيّ العُمّالِيّ على الوِحْدَة الميدانِيّة والقِيام بمهامّ مُشْتَرَكَة لإنتِزاعِ هذِه القُوى من براثِنِ الخِيانة البروليتارِيّة التي تُضمِرُها ن في مُؤتمر "توجّهُوا للجماهِير" ،وُضِعَت مُرتكزات هذا العمل المُشْتَرَك وأُقِيمَ الفارق الطبقِيّ الحاسِم بينهُ وبين التّحالُف على قاعِدة أنّهُ " ليست الجبهة المتحدة سوى اتحاد لكل العمال الذين قرروا النضال ضد الرأسمالية ». كان على الشيوعيين التمسك بهذا الشعار حول أكبر وحدة ممكنة لكل التنظيمات العمالية في كل عمل ضد الرأسمالية... إنّ دور الأممية الشيوعية ومختلف فروعها، إقناع الجماهير العمالية، هذه المرة، بنفاق الاشتراكيين-الخونة، الذين تكشفوا كهدّامي وحدة جبهة الطبقة العاملة. ضمن هذا الهدف أصبح الاستقلال المطلق وحرية النقد الكاملة الشرطين الأساسيين للأحزاب الشيوعية " . لم يكُن تكتيك الجبهة المُتّحدة سوى وسيلةً للتّحريض والتّعبئة الجماهيريّة الثوريّة لمُدّةٍ زمنِيّة مُحَدَّدة ، وأي محاولة لتفسير ذلك بأنه تحالف سياسيّ تكتيكيّ مع الإشتراكيّة الدّيمُقراطيّة هُو من ضُرُوب الإنتهازيّة رُفِض من قِبَل الكومنتيرن .

هذه الدُّرُوس القـيِّمة للأُمَمِيّة الشُّيُوعيّة الثّالِثة تظلُّ سَارية المفعول بعد تفكّكهَا، وهِيَ مبادئ ملهمة في هذا العَصْر على المُستوى النّظَرِيّ والسِّيَاسِيّ للأحزاب والمُنظّمات الماركسِيّة اللِّينِينِيّة التي حَسَمَت مع التّحرِيفِيّة الخروتشوفِيّة وما تَلاَها ومع الجُمُود الماوِيّ وإنحرافه عن الشّيُوعِيّة ، وتُمثِّلُ مُقرّرات الكومنتيرن مرْجَعًا لا غِنًى عنهُ تتعهّدُ "النّدوة الأمَمِيّة للاحزاب والمُنظّمات الماركسِيّة اللِّينِينِيّة المُصادِقة على إعلان كيتو/الإكوادور 1994 بِنَشْرِها وتعمِيمِها وإدراجِها في برامج تكوين كوادِرِها وإتِّخاذِها كــمُرْشِدٍ وأداةً مُوَثَّقَةً لِتنظِيم وتثقِيفِ الأجيال الجديدة من الشّباب الشّيُوعِيّ النّاشِئ في عالمٍ تبدُو فيه ملامح الثّورات العُمالِيّة والشّعْبِيّة آتِيَةً لا يتسنَّى إيقافُهَا .
نختتم هذا المقال بِتَرْدِيدِ ما جاء فِي مُقرّرات الأُمَمِيّة الثّالِثَة ذاتها : "إن المُناضِل البلشفي ليْسَ من يركَبُ قمة الموجة الثورية ، ولكنّهُ من يعرف كيفيّة بناء الحزب ويستَمِرّ إذا إقْتَضى الأمر لسنوات وعقود ، حتّى فِي ظِلِّ إنْحِسَار المدّ وتباطُؤ التّنامِي الثّورِيّ".



#السموأل_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب العُمّال الشّيُوعِيّ المِصريّ:بين ضرورة التّأْرِيخ وجُحُ ...
- فِي ذِكرى وفاة لِينِين
- حياة أدريانُو سُوفرِيّ
- الحِزب الشّيُوعِيّ الثّورِيّ في فولتا العُليَا
- الحِزب الشّيُوعِيّ الثّورِيّ التُّركِيّ
- قِمّة الإتّحاد الأورُوبّي:تجمُّع الوُحُوش
- الكادِر الماركسِيّ اللّينينِيّ
- في ذِكرَى عامٍ جديد،لا تزال الإشتِراكِيّةُ تُرْعِبُهُم
- البُوليساريُو : قِصّة كِفاح مرِيرٍ للشّعب الصّحراوِيّ
- تضامُنًا مع مُضرِبِي فرنسا
- وفاءًا لِذكرى أقطاب من النّضال الماركسِيّ اللّينينيّ
- حِراك وول ستريت
- ضِدّ دفع دُيُون الطُّغمة
- بناء الجبهة يسارِيّة قاعِدِيًّا
- عادَ المَعَاد:في ذكرى الإعلان العالميّ لحُقُوق الإنسان
- مُقدِّمات ثورات الشُّعُوب العربِيّة
- حول الإنتخابات الإسبانِيّة الأخيرة
- حول سقُوط برلسكُونِي:بيان الأرضِيّة الشّيُوعِيّة
- الوضع في أورُوربّا
- الأرضِيّة التّكتِيكِيّة للأُمَمِيّة الشُّيُوعِيّة ج.أخير


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - السموأل راجي - مِن إسْهامات الأُمَمِيّة الثّالِثَة