أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبير ياسين - على هامش الثورة المصرية (39): تساؤلات على هامش ذكرى الثورة















المزيد.....

على هامش الثورة المصرية (39): تساؤلات على هامش ذكرى الثورة


عبير ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3617 - 2012 / 1 / 24 - 13:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لأن الواقع ساخر للغاية، ومتابعة ما ينشر عن وقائع محاكمة القرن وما يدار فيها وحولها من تساؤلات يحتاج لقدر كبير من ضبط النفس، ولأن الأبداع المصرى الثورى الذى ننفرد به ليس الكوميديا ولا صفحات السخرية على وسائل التواصل الاجتماعى بقدر ما هو قدرتنا على التركيز على الجزئيات وتضخيمها وإهمال الكليات والقضايا الكبرى بوصفها أصل القضية التى يمكن أن نحلها فى عقود كما هو شأننا العام والخاص، ولأن أشياء كثيرة هنا وهناك تعود مرات ومرات للصورة وكأن الثورة لم تحدث والدماء لم تسال ونور العين لم يذهب فأنى اقترب بتساؤلات بعضها قد يكون فى صياغته بعض السخرية التى لا تقصد التجريح ولا التقليل من قيمة ما حدث ولا قيمة الثورة والأرواح الغالية التى أزهقت والضحايا والامهم ولكنها سخرية حزن وسخرية عتاب وانتقاد علنا نجد أجابة لتلك التساؤلات وأن نصل للتساؤل الأكثر أهمية وهو هل تلك النقاط محل الاهتمام هى فعلا أصل الموضوع، أم أن بعضها أصل وبعضها فرع؟ هل تلك هى الأمور التى يفترض أن تناقشها مصر الثورة؟ هل يفترض أن يصل بنا هذا الجدل لوطن مختلف أم لإعادة إنتاج وطن مريض ويعانئ من الفساد والإفساد كما كان حتى وأن تغيرت الوجوه؟ هل نتنهى منه لثورة نعود لنحتفل بها أم ننتهى منه لإعادة إنتاج مستمرة للجزئيات تعود بنا لأعوام من الاحتفال بذكرى ثورة كما كنا نحتفل بأعياد لا تحمل فى معناها قيمة الاحتفال ولا تعنى للبعض أكثر من يوم أجازة؟؟

وتلك هى تساؤلات اللحظة السابقة على ذكرى الثورة، باعتبار أن كلمة ذكرى أكثر حيادية من كلمة احتفال التى تمثل بدورها مجال لأول تلك التساؤلات:


هل نحتفل بالثورة؟
هل هناك ما يستدعى الاحتفال؟ هل حققت الثورة تغيرات إيجابية توجب الاحتفال بها وتقديرها؟ أم أن الاحتفال سيكون ضوء أخضر يدشن القبول بما حدث والقبول باستمرار النهج القائم فى تجفيف الثورة والاكتفاء بما تم والعودة للحياة "العادية" وبالتالى يصبح الاحتفال والقبول بالمشاركة فيه بمثابة خيانة للثورة والشهداء ومصر ويصبح البديل هو مقاطعة الاحتفال لأن الثورة لم تتم بعد أو الاحتفال بطريقة أن الثورة مستمرة وتتجدد. جدل يعبر عن مساحة قد تبدو أن تم التركيز عليها واحدة من أعمق نقاط الجدل الممكن طرحها للنقاش والتى يفترض حتى تكتمل أركانها أن تشتمل على نقاط من نوعية ما الذى نريده لمصر وكيف يتحقق وما الذى تحقق منه وإلى أى مدى نقترب أو نبتعد عن أسلوب تحقيق هذا التصور؟ تبقى القضية الأساسية أن هناك هدف للثورة وأن هناك مصر مستهدفة لم نصل إليها بعد والجدل حول الاحتفال من عدمه ليس قضية هامشية ولكنه محور القضية الكلية ومحور الثورة ولكنه للآسف جدل همش بدخوله فى سياق العديد من النقاط الأخرى أو بمعنى أصح اقحام العديد من النقاط الأخرى عليه وشغلها مساحة من المشهد الدائر ما قبل الذكرى فى استمرار لتدشين سياق قائم ومستمر فقبل أن نحل قضية أو نضع أسس لها ننتقل لنقاط أخرى ومناطق جدل أخرى فيستمر مشهد السوق الغالب على المشهد حيث الأصوات المختلطة والأفكار المعروضة سواء أكانت تستحق أو لا تستحق. وعلى النقيض من تلك التساؤلات السابقة من لا يرى حاجة للاحتفال لأن مصر بعد ٢٥ يناير بالنسبة له أكثر انفلاتا وأقل أمنا، ولأن كل المشكلات لازالت قائمة أن لم تزد، وما تحقق من تغيير لبعض الأسماء أو مجلس أو اجراءات انتخابات لا تمثل بالنسبة لهم معنى يستحق الإشادة أو الفرح والاحتفال فمصر كما كانت قبل ٢٥ يناير أفضل بالنسبة لحياتهم العادية كما عاشوها لعقود وكما عاشها من سبقهم..... هؤلاء طبعا فى قلب القضية وفى قلب الجدل وتفريعاته ولا يمكن استبعادهم ولكنهم على هامش الوضع العام، وتقديرهم للموقف مرتبط باحساسهم بالحياة وأحساسهم بالتغيير وبالنسبة لهم فأن الجدل النظرى والحديث عن برلمان ونسب وانتخابات وقوائم وفردى لا يغير معاناة الحياة اليومية، هؤلاء هم المقياس الأساسى لنجاح الثورة على الأرض عندما تصبح الحياة أفضل ويصبح الوطن ملكا لمواطنيه ولكن ذكرى هذا العام والتى تراوح بين الاحتفال وعدمه ممن يدعم ويؤمن بالثورة بالمطلق ومن يقف على النقيض رافضا بالمطلق وما بينهما من شأنها أن تجعل الاحتفال له مذاق أخر.


عيد شرطة أم عيد ثورة
جدل اخر غير صحى ويرتبط بجدل أخر يتردد منذ فترة حول الجيش والمجلس الأعلى وحول الموقف من الجيش ودوره فيما يحدث، وجدارته بالتقدير والحب الشعبى.. جدل ينقل القضية لمساحات غير حقيقية وغير صحية لأنه يخلط الزمان والمكان والأفراد، ولا يفصل بين التاريخ والحاضر، ويحمل التاريخ بأعباء الحاضر ويساعد على ترسيخ صورة الفرعون الذى يهدم من كان قبله. القضية ببساطة فى نظرى أنه لا تعارض بين الاحتفال بعيد الشرطة وعيد الثورة أو ذكرى الثورة حتى نصل لتصور هل هو احتفال أو تأبين او إعلان وفاة أو إعادة ميلاد وأحياء!! القضية أن أخطاء البعض الآن لا يجب أن تنسحب على الماضى ولا على تاريخ مصر لأنه ليس ملكا لأحد أو للحظة والتاريخ يقول ان الشرطة ليست شرطة حبيب العادلى والجيش ليس جيش مبارك، والتاريخ يقول ان الاحتفال هو احتفال بالشرطة فى زمن مختلف وفى سياق مقارب لفكرة الثورة حيث الدفاع عن الوطن سواء ضد محتل داخلى أو خارجى فالحرية لا تتجزأ، وفى نفس السياق يبقى حبى وتقديرى للجيش رغما عن ما يفعلونه لأن تقديرى وحبى ليس رهنا بما يفعلونه ولكن بما كان وبما فعل الجيش المصرى تماما كحبنا لمصر لا يتوقف على تصرفات نظام ولا تصرفات أفراد من النظام فالتمييز ضرورى بين الأصل الثابت والفعل المتغير كالأفراد. تبقى مصر أكبر وتبقى بتاريخها أعمق وأهم وما فعله البعض لن يغير من تقديرنا لمشاهد وأحداث تاريخية تدشن فى سطور من أجل مصر وحريتها واستقلالها وكرامتها. للآسف الجدل حول رفض الإعتراف بأن يوم ٢٥ يناير هو أيضا عيد للشرطة ليس جدلا حميدا ولا يحمل بالنسبة لى معانى أيجابية بقدر ما يدشن قطيعة بين الحاضر والماضى ويؤكد على استمرار سيناريو المباراة الصفرية فى الأحداث التاريخية حيث التساؤل الخاطئ: أيهما أهم هل ثورة ١٩٥٢ أم ثورة ٢٥ يناير؟ وهل ثورة ٢٥ يناير أو أحداث الإساعيلية الممثلة لعيد الشرطة؟ التاريخ لا يجزأ ومصر كل لا يتصارع بقدر ما يتكامل ويبنى على ما هو إيجابى فيه ويتعلم مما هو سلبى من أجل مصر أفضل.


لبس القناع من عدمه
جدل أخر غريب وأن كنت لم أؤيد الموضوع منذ بدايته لعدة اعتبارات الا أن توسعه وانتشاره حوله لقضية دخل فيها الجميع واستغلها البعض لتشويه البعض والبعض لتهديد البعض الآخر. عندما طرحت فجأة فكرة لبس قناع فى ذكرى الثورة أعتبرت أن الفكرة من الناحية الثورية والرمزية وحتى الأمنية غير ايجابية، حتى عندما طرح البعض ارتداء أقنعة للشهداء أعتبرتها فكرة غير ايجابية لان استحضار صور الشهداء ممكن بصور مختلفة مثل طباعتها على الملابس أو عمل ملابس خاصة عليها صور للشهداء وتوزيعها أو أعلام مزودة بصورهم فالفكرة هى استحضارهم -رغم حضورهم الدائم- دون أن يلغى كل فرد ذاته فالتواجد الانسانى كما أرى مهم للغاية ويعمق من أصل فكرة الثورة ويقرب الثائر لمن يراه حتى للمتشكك والمتردد والخائف لكن توحيد الشكل فى قناع أو عدة أقنعة محددة سيعبر عن الخوف أو سيدشن لغياب البعد الانسانى المباشر. لازلنا نذكر كيف عبرت صور الثوار أثناء أحداث الثورة عن التعب والفرح والقلق والخوف، وحتى فى تعبيرات الكوميديا المصاحبة للثورة والمرتبطة بطول البقاء فى الميدان والحاجة للعودة للمنزل وغيرها الكثير من الصور ولكن غياب تلك التعبيرات لن يكون فى صالح الوجه الانسانى للثورة كفعل بشرى. بالإضافة إلى ما يسمح به استخدام الأقنعة من دخول "طرف ثالث" وعناصر مدسوسة وهو أمر وعلى الرغم أننا لم نصل بعد لاستغلاله فى الحالات الواضحة لإدانة أحد الا أنه يبقى عنصر مهم فى تمييز الوجوه وتأكيد أن من يعمل فى النور ومن أجل الصواب ليس لديه ما يخفيه. استمر الجدل وانتقل للآسف من فكرة أقنعة الشهداء لقناع فينديتا بما استغل لإثارة جدل أخر كبير وممتد حول معناه وأبعاده ومن يهدد ومن يتوعد رغم أنه ليس الجدل الأساسى فى يوم ذكرى الثورة وليس أصل القضية ولا حل مشكلات مصر ولكنه على ما يبدو تحول لساحة أخرى من ساحة المعارك الصغرى حيث يتم السخرية من فصيل ما ويتم تصفية حسابات فصيل من فصيل أخر وهكذا.


مبارك بين موقع الرئيس وضيف الحكومة
تساؤلات كثيرة يمكن أن تطرح من متابعة ما ينقل عن وقائع الدفاع عن الرئيس الأسبق مبارك ولكن ضمن كل ما يمكن قوله فأن نقطة حدود دور مبارك تبدو مثيرة للغاية خاصة وأن الدفاع عن المتهم فى محاولته الخروج به عن الاتهامات المنسوبة إليه -مع قلتها مقارنة بما حدث لمصر وشعبها خلال تلك العقود الماضية- يعمد إلى تحويل كل المسئوليات المناطة بالرئيس الأسبق لغيره من جانب والتأكيد على تمتعه بمسئوليات وأدوار أخرى من جانب أخر حسب ما يخدم مصلحة موكله. وبناء عليه وفى النقطة الأولى الخاصة بأن مبارك كان ضيف على الحكومة نجد أنه لم يكن يقوم بأى عمل وقام على ما يبدو بتفويض مطلق للصلاحيات تجعل كل عقد أو اتفاق مسئولية وزارة أو جهة أو وزير ما وبناء عليه علينا أن نجمع كل ما ذكر من تصريحات على مدار عقود تؤكد أن كل الأشياء تتم وفقا لتوجيهات السيد الرئيس علها ترد على بعض تلك الدفوع الغريبة التى تتجاوز مبدأ أساسى فى علم الإدارة -ولن أقول علم السياسة أو الحكم أو النظم الغير ديمقراطية أو النظام المصرى كما عايشناه- وهو أن من يفوض السلطة يظل هو المسئول عن السلطة وأنه أن حدث وأخطا من فوض إليه السلطة تبقى مسئوليته لأنه أساء التفويض وطبعا علينا أن نقول وأساء المتابعة وأساء قراءة الأحداث -أو أهمل قراءتها- ليس على مدار أيام ولا على مستوى مصلحة أو أدارة ولكن على مدار عقود وعلى مستوى دولة. من جانب أخر فأن الجدل الخاص بالمحاكمة فى محاولته لتبرئة الرئيس الأسبق يسعى للتأكيد أن هناك حكومة تختلف عن الحكومات التى رأيناها فى مصر فبدلا من حكومة التوجيهات وأهل الثقة نجد أننا أمام وزراء يقال لنا بأن لهم قدرات خارقة ومسئوليات لا يراجعهم فيها أحد وقرارات لا يتم التعديل عليها أو تغييرها رغم المحاولة، فى نفس الوقت الذى نجد المواطن فى قلب القلب وربما لهذا أصيب المواطن بتصلب فى الشرايين أحتاج لجراحة عاجلة تطلبت ثورة ناجزة ولكن لأن الثورة لازلت متعثرة فأن المواطن لازال فى حاجة لبعض المهدئات للتعامل مع حالة الثورة فى الشارع وحكم الأوراق فى المحكمة، أو على طريقة مسرحية الزعيم لعادل أمام تصور أن الرئيس أو الحكومة كان يقوم فعلا بالترويح عن الشعب كما تساءل بعد معرفته بخبر وفاة الزعيم يا ترى من يتولى مهمة "تدليع" الشعب الآن!


مبارك رئيس سابق أم صاحب دور رسمى
لازال السؤال يطرح منذ أحداث الثورة هل مبارك رئيس سابق أم مسئول فى أجازة يمكن الرجوع عنها وقتما يشاء باعتبار أن "الثورة" كانت كذبة أبريل أو أنه كان ولازال فى أجازة من مهامه الرئاسية تماشيا مع رغبته فى أكل الملوخية التى حرم منها بحكم الرئاسة، والتمتع بالخدمة الفندقية فى المستشفى الدولى بعدما تمتع بها فى شرم الشيخ، وللتأكيد على أنه أفضل الأسوا فبعد أن نختبر غيره من خيارات علينا أن نطالبه صاغرين بالعودة والصفح الجميل وأن نعيد الاستماع لأغنية اخترناك!! بالطبع تعليق ساخر على حديث يرد فيه الدفاع أمور لمنطق مفترض أنه قانونى أو رسمى ولكنه فى جوهره يشابه الصورة الكلية للثورة المصرية حيث نسيان الأصل والتركيز على الجزئيات فننسى أن هناك ثورة وتخلى عن السلطة أشبه فعليا بالإطاحة به من السلطة ومناصب يفترض أن الشعب لا يقبل قيام المسئول الأسبق بها وبما يعنى أن الثورة كحدث -بما أننا اتفقنا على وجودها- تفترض تغيير تلك الأسس الثابته وخلق واقع جديد وهو ما لم يحدث على ما يبدو من الجدل حول استمرار وضع الرئيس الأسبق بوصفه الرئيس أحيانا وقائد القوات الجوية الذى يجب أن يحاكم أمام محاكم عسكرية أحيانا أخرى فيما يبدو وكأنه محاولة أخرى للوقيعة بين المجلس العسكرى- الجيش من جانب والشعب بالإيجاء بأن القضية سيتم تصفيتها أن وضعت فى أيدى "أهل البيت" العسكرى وسيتم التساهل مع المتهم فى حديث يراد به مزيد من البلبلة والتشويش على أصل القضية وهى أن هناك ثورة وهناك قضايا كبرى مسئول عنها من تولى المسئولية ومن فوضها ومن اختار القائمين عليها ومن ارتضاها فعلا أو ضمنا بحكم مسئوليته. ومن جانب أخر وصل الوضع للتأكيد على أن الرئيس الأسبق ليس أسبق ولكنه بحكم الدستور والقوانين لازال رئيسا كما أكدت مرافعة فريق الدفاع وبناء عليه فأن المنطق يقول أن كان الدفاع عن المتهم يؤكد أن مبارك لازال رئيسا فهذا شأنه بشرط أن يخرج مبارك للشعب المصرى وثيقة المبايعة التى ورث بها مصر من جدوده وجدود جدوده قبل أن تكون مصر دولة ولها شعب!! فهل الثورة بهذا المعنى فعل غير موجود فى قواميس الدفاع؟ وهل الدستور قائم إلى ما شاء الله والشعوب غير قادرة على الخلاص بوصفها كتبت ضمن أملاك الرؤساء؟ وما معنى هذا التداول الإعلامى لتلك النقاط بوصفها كارثة كبرى وخديعة لشعب مصر وعودة للرئيس الأسبق وكأن مصر دولة بلا شعب أو بمعنى أصح قطعة أرض بلا دولة ولا شعب كتبت ضمن أملاك البعض ولازالت ضمن صك الملكية الخاص بهم!! فلنبدأ من البداية ونعيد تعريف الواقع الذى يقول أن هناك ثورة وأن كل الأسس التى تبنى على النظام المراد إسقاطه لا يفترض الإستناد إليها لتبرئة هذا النظام نفسه.


قوانين النظام تعود للواجهة
كان الحديث والجدل الدائم يتم حول قيام النظام المراد إسقاطه بتفصيل قوانين تخدمه وتخدم آليات بقاؤه وهيمنته، والمفروض أن تقوم الثورة بدورها بتغيير تلك القوانين ولكن على هامش المشهد الثورى نجد أن تلك القوانين التى لازالت قائمة يعود إليها البعض لتحمى النظام المراد إسقاطه وهو ما يطرح التساؤل حول استمرار تلك القوانين وواقعها وواقعية الاحتكام إليها فى ظل الثورة؟ مجرد تساؤل أخر على إعمال قوانين معينة من أجل تمرير أفعال والتبرئة من اتهامات، سؤال يطرح بإلحاح سؤال أخر: هل بإمكان كل نظام سلطوى أن يضع ما يشاء من قوانين تبرئ أفعاله عندما تصل الأحداث يوما لمحاكمته على تلك الأفعال فتصبح القوانين المفصلة لظلم الشعب فى مرحلة وأحد أسباب ثورته -بشكل مباشر أو ضمنى- هى قوانين تبرئة من ظلم الشعب؟! وبالتالى يصبح بإمكان كل زعيم أن يضع قوانين تبرر قتل شعبه وانتهاك حقوقه وحريته وكرامته وفقا لاعتبارات ومسميات عديدة ما دامت تحت مسمى قانون وتصبح تلك القوانين ورغم عقود غياب العدالة وغياب إعمال القانون، تصبح وللمفارقة تلك القوانين هى قارب نجاة النظام المراد إسقاطه ومن يمثله ويدافع عنه وكأن القوانين مقدسات وكأنها فى وضعها لم تعبر عن النظم الفاسدة والظالمة التى أفرزتها وكأن مصر كانت تخضع لقوانين ترسخ الحرية والعدالة ولا تعبر فى ذاتها عن مبرر من مبررات الثورة!! الواقع يقول أن الثورة فعل تغيير وأن النظام الذى ظلم شعبه وثار عليه هذا الشعب من أجل تغييره لا يفترض أن يفر من المحاكمة بفعل القوانين التى وضعها أو ابقى عليها لحمايته وأن كنا فى حاجة لترسيخ دولة القانون والتأكيد على اخضاع الجميع لقوانين عادلة فأن تنقية القوانين بما يتلائم مع حقوق المواطن والدولة واجب ومطلب أساسى حتى لا يفر البعض فى مرحلة التحول من خلال قوانين ظالمة وجدت فى مرحلة الظلم.


تساؤلات على واقع ما كان
يطرح الجدل الخاص بالمحاكمة وما يدار حوله، وما يصاحبه من تصريحات وتعليقات لأشخاص محسوبة أو مقربة من النظام، أو أشخاص تسعى لتدشين صورتها الثورية على هامش الحدث الكثير من التساؤلات حول حقيقة الوضع فى مصر وحال الشعب المصرى وحقيقة أفعال النظام المراد إسقاطه. ومن تلك التعليقات أطرح عدة تساؤلات سريعة على واقهع ما كان: هل الشعب كان مظلوم أم أننا كنا نشاهد فيلم عربى من أيام دراما الأبيض وأسود والفنانة القديرة أمينة رزق؟ وهل مصر كانت مظلومة أم كانت فى برنامج الكاميرا الخفية؟ وهل الناس كانت تموت فى العبارات أم أنه كان حل اختيارى للمشكلة السكانية وهروبا من رفاهية الحياة؟ وهل الشباب كان يتعرض للغرق فى قوارب الموت أم أنه كان متوجه لقضاء المصيف فى أوروبا؟ وبالتالى هل الثورة كانت فعل لتغيير مصر أم مجرد فعل لتغيير الروتين وكسر حالة الملل من رفاهية الحياة التى عانئ منها الشعب المصرى؟! مجرد تساؤلات أخيرة ساخرة على من يرى أن مصر كانت أفضل وأن سياسة النظام المراد إسقاطه كانت من أجل المواطن والوطن وليس من أجل حساباتهم ومصالحهم الخاصة، ولمن لا يرى حجم مصر التى بيعت ومصر التى أهينت ومصر التى عانت وتعانئ من أفعالهم.

تلك مجرد تساؤلات مستمرة على هامش واقع الثورة وربما تستمر معنا لبعض الوقت بالتوازى مع استمرار حالة الثورة والجدل حولها وحول مصر التى كانت والتى نريدها، جدل بعضه صحى وبناء وبعضه على هامش المظهر الثورى العام وما أفرزه من جدل وتخبط.



#عبير_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش الثورة المصرية (38): المحلف الهارب والمواطن المهان
- على هامش الثورة المصرية (37): الثورة والأيام الضائعة
- بشار وخطاب فى اللغة العربية
- على هامش الثورة المصرية (36): محاولات على هامش الوطن والثورة
- على هامش الثورة المصرية (35): التهمة امرأة
- على هامش الثورة المصرية (34): حكومة الجنزورى ومواجهة الثورة
- على هامش الثورة المصرية (33): رسائل الانتخابات بين المواطن و ...
- على هامش الثورة المصرية (32): خط أحمر
- على هامش الثورة (31): مصر الحائرة بين الوردة والعرى
- على هامش الثورة (30): فيلم يقولو واختراع الخوف
- على هامش الثورة المصرية (29): وثيقة السلمى والمادة التاسعة م ...
- القذافى قتيلا: الجلاد والضحية
- على هامش الثورة المصرية (28): أحداث ماسبيرو: كيف نواجه الأزم ...
- على هامش الثورة المصرية (27): الثورة بين التغيير والتنقيط
- على هامش كارثة (8): من قانون الطوارئ لطائرة العودة
- على هامش الثورة المصرية (26): السياسة المصرية وزيارة أخرى لل ...
- على هامش الثورة المصرية (25): ملاحظات عابرة
- على هامش الثورة المصرية (٢٤): العلاقة ما بين الن ...
- على هامش الثورة المصرية (٢٣): المحاكمة... تداعيا ...
- على هامش الثورة المصرية (٢٢): مشهد المحاكمة..... ...


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبير ياسين - على هامش الثورة المصرية (39): تساؤلات على هامش ذكرى الثورة