أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان محمد شناوة - الشيعة ... بين الأقصاء والمواطنة















المزيد.....


الشيعة ... بين الأقصاء والمواطنة


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 3615 - 2012 / 1 / 22 - 16:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشيعة .... بين الإقصاء والمواطنة ....
يطرح الصحفي السعودي مشاري الذايدي سؤل مهم في مقاله حتى لا يظلم شيعة الخليج , ويقول .....السؤال المهم، وقد سمعته من مثقفين خليجين ليبراليين، هو: كيف نشخص المعضلة الإيرانية الكبرى و«الحقيقية» على دول الخليج وحقيقة أن لإيران بالفعل أصابع تحركها في هذه الدول، وأن لا نكون طائفيين نتحدث بلغة «أذناب المجوس والصفويين» وهذه اللغة الإقصائية اللاوطنية؟!
ويقول .....هذه معضلة أخلاقية، ومشكلة عملية أيضا. معضلة أخلاقية لأن الوقوع في فخ الطائفية يضعك في خانة كريهة تحاسب الناس على محددات غير وطنية وغير إنسانية (الطائفة، اللون، اللغة، العرق، الجهة...)، وغير عقلانية أيضا لأن الإنسان لا مزية له في هذه المحددات الجبرية، بل فيما يفعله هو في حياته وما يختار. ثم إنها مشكلة عملية لأن الانجرار في اللغة الطائفية يضع كل مواطني الخليج في سلة واحدة ويهديهم بشكل غبي إلى إيران، ويدفعهم دفعا إلى الحضن الإيراني، الذي هو بكل حال حضن غير مريح للشيعة «العرب».
والحقيقية هي مشكلة ومشكلة كبيرة بالحديث والخطاب العربي السني والحكومي تجاه الشيعة العرب , سواء في العراق والكويت والسعودية والبحرين وقطر والامارات وسلطنة عُمان واليمن وحتى الدول التي يوجد بها تجمعات شيعية مثل سوريا ولبنان ....
في العراق وبعد ثورة العشرين تم تشكيل أول حكومة محلية في العراق برئاسة عبد الرحمن النقيب , تقول المس بيل وكانت سكرتيرة المندوب السامي البريطاني " أنها لم تستطيع إقناع عبد الرحمن النقيب بتعين عضو شيعي واحد إلا بعد أيام طويلة , بينما لم نحتاج إلى ساعة واحدة لإقناعه بتعين العضو اليهودي ساسون حسقيل , بينما عبد الرحمن النقيب هذا وحسب ما نقله خيري العمري في كتابه حكايات سياسية من تاريخ العراق الحديث " إن عبد الرحمن النقيب اقترح خلال المداولة اسم شخص أراد ضمه إلى قائمة الوزراء بلا وزارة فلم تردد برسي كوكس قال له النقيب " مولاي انه ابن فلان وجده فلان فبأي وجه أقابل أجداده في العالم الأخر إذا لم ادخله الوزارة ....
بعد سقوط النظم العراقي في 2003 , تشكل نظام جديد في العراق , وهذا النظام حاول قدر الإمكان عمل موازنة بين كل طوائف الشعب العراقي من سنة وشيعة وأكراد ومسيحيين وايزيدين وتركمان , وكان نتيجته هذا النظام إن تسلم الشيعة منصب رئاسة الوزراء والأكراد رئاسة الدولة والسنة رئاسة البرلمان , وأصبح هذا الأمر عرف دستوري غير مكتوب والذي لا يمكن نقضه أبدا , وبناء عليه تم توزيع الوزارات بين الشيعة والسنة والأكراد بشكل شبه عادل , حتى لا يشعر أي مكون بالغبن و الإقصاء والتهميش .... وبغض النضر عما نشاهده اليوم من صراعات سياسية بين الكتل السياسية العراقية .... إلا إن هذا التقسيم أصبح واقعا ... وبني العراقيون عليه حياتهم وخطط مستقبلهم .....
إلا إننا وجدنا العرب السنة حكام الدول العربية ودول الخليج والأردن ومصر , رفضت هذا الواقع بشدة , وحاربته بكل ما واتيت من قوة , فالملك الأردني حذر أكثر من مرة من هلال شيعي يولد بالمنطقة , وملك العربية السعودية رفضا بشكل مطلق وغير مفهوم أبدا , استقبال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي , و حتى مجرد مصافحته في احد القمم العربية والتي عقدت في قطر , مع إن الملك السعودي استقبل معظم أطياف ورؤساء الكتل السياسية في العراق ..... بحجة إن رئيس الوزراء العراقي عمل على تهميش السنة في العراق , وانه سقط في أحضان الجار الشيعي الايراني .... ونحن كتبنا وقلنا وقتها إن الدول العربية هي التي أغلقت الأبواب في وجه السياسي الشيعي العراقي بحيث لم يجد له طريق مفتوح مما اضطره اللجوء إلى الجار الإيراني ولذي توحد معه في المذهب ويختلف معه في القومية .... وقلنا وقتها أيضا لن هناك محولات جادة من السياسي الشيعي العراقي إن يجد له خيارات أخرى أو ... منفذ أخر للسياسة في العراق , حتى يعمل على الحد من امتداد النفوذ الإيراني في العراق , وهو نفوذ واقع وحقيقي , وبدا يقلق كل الشيعة العرب .... وهم يعلمون علم اليقين ان ايران لم تكن يوم تحب العنصر العربي .... بقدر هم يحتاجون للحماية , وهذه الحماية والمناصرة لم يجدوها لدى العرب ... والذين للأسف ساهموا بشكل أو بأخر إلى نشر ثقافة قتل الشيعي وإقصاءه من خلال الكم الكبير من الفتاوى التكفيرية لشيوخ القاعدة والسلفيين والوهابيين , والذين نشطوا في إرسال التكفيريين إلى العراق من خلال الحدود السورية والسعودية إلى .... بعد إن اشبعوا خيالهم الجامح بأحلام الشهادة والجهاد بعد حملوهم بكثير من الفتاوى والتي تحلل قتل الشيعة بحجة و بأخرى .......
في البحرين لم يختلف الخطاب الحكومي مع شيعة البحرين , والمعروف إن شيعة البحرين هم أهل البلد الأصليون من الآلاف السنين , بحيث تشكلت أكثر من دولة شيعية في البحرين والإحساء والقطيف والمعروفة هذه المنطقة كلها باسم البحرين , والمعروف ايضأ إن إل خليفة وهم من قبيلة العتوب دخلوا إلى ارض الجزيرة الصغيرة منذ 200 عام تقريبا واستولوا على السلطة , والمعروف أيضا إن نسبة الشيعة في هذه الشيعة 70% إلى 30% للسنة في البحرين ..... والمعروف إن الشيعة في البحرين هم المهمشون فلا يحق لهم بالوظائف الكبرى بالبحرين , ولا يتم توظفيهم في وظائف الداخلية والدفاع , وهناك تهميش حقيقي لكل الشيعة في البحرين ....لا بل ن الحكومة البحرينية عملت على تجنيس الأجانب , كل ما في الأمر هم سنة , والهدف هو تغير البنية التحتية للمجتمع البحريني بحيث زيادة نسبة السنة بالنسبة للشيعة ..... وهذا ما سمي بالتجنيس السياسي .... وهذا سبب كثير من لازمات بين الحكومة والشعب .
حين بدأت رياح التغير من خلال الربيع العربي على دول لخليج , كانت البحرين من أول الدول والتي طالتها هذه الرياح , وكانت التجمعات والتظاهرات أمام دوار اللؤلوة الشهير ..... وكانت هذه التظاهرات تطالب بملكية دستورية , تطالب بإقالة رئيس وزراء البحريني الرجل القوي والقوي حتى من ملك البحرين , وولي عهد البحرين والذي حاول في بداية الأمر إجراء نوع من الحوار بين السلطة والشعب ... إلا إن كل محاولاته أجهضت .... بالتدخل السريع لقوات مجلس التعاون الخليجي بحجة إن هناك تدخل إيراني واضح في البحرين , وان المتظاهرين لهم اجندات خارجية ومشبوهة .... وتم زج المحتجين بالسجون والمعتقلات ولم يسلم حتى الأطباء في مستشفى السليمانية الطبي بحجة معالجة المحتجين بدوار اللؤلوة ... وقامت السلطات البحرينية بهدم دوار اللؤلوة الشهير بعد إن أصبح رمزا للتحدي والمعارضة في البحرين ...
في تقرير بسيوني والذي كلف الحكومة أكثر من مليون وثلاثمائة ألف دينار بحريني .... قال " لم يثبت أبدا إن هناك تدخل ايراني في شئون الجزيرة ولم يثبت إن هناك احد له علاقة بإيران و له أجندة خارجية .... بل ثبت إن السلطة في البحرين هي التي مارست قمعا بحق الموطنين الشيعة , وان السلطة البحرينية اتخذت أقوال واعترافات تحت التعذيب في إصدار أحكام قضائية ...
ومن ناحية أخرى كان الخطاب السني تجاه الشيعة خطاب متعالي يرفض الشيعي بكل أشكاله حتى الشيعي المعتدل يتم رفضه وإقصاءه . فحين بدأت قضية البحرين خرج أكثر من متشدد سني بخطاب يقول فيه إن لم يسكتوا هؤلاء الشيعة ويحمدوا ربهم فسوف نلقي بهم في البحر أو سوف نعيدهم إلى أسيادهم في البر الأخر من الخليج حين يعودون الى أصلهم الفارسي .... مع إن هؤلاء الشيعة في البحرين عرب وسكنوا الجزيرة قبل إن يدخل إل خليفة إلى الجزيرة الصغيرة ...
في السعودية أثارت لاحتجاجات في مدينة العوامية سخط السلطة السعودية والعرب السنة ... حيث تم موجهتها بشكل قوي ووحشي , وتم اتهامها أيضا إن هناك أيدي خارجية وإيرانية بالذات تحرك هؤلاء المحتاجين وتغذي أحلامهم الانفصالية .... مع إن المحتجين يقولون لنا مطالب نحتج حتى تتحقق وحتى نشعر بشعور الموطنة الحقيقي ....
المعروف إن المنطقة الشرقية تم احتلالها بعشرينات القرن الماضي بتحالف من عبدا لعزيز إل سعود وقوات والإخوان وهم قوات من قبيلة المطير يقودهم شيخهم فيصل الدويش .... وهم كانوا وهابيين متشددين جدا , بحيث كانوا يقومون بذبح الأسرى تقربا لوجه الله خصوصا الأسرى من الشيعة , حيث اخبرني احد المطلعين بقوله إن ابن سعود سيطر على المنطقة الشرقية وحاول إن يدخل جنوب العراق ويستولي على الجنوب العراقي ... حتى وصل إلى بادية السماوة ... وان الملك فيصل الأول .... لم يستطيع أخرجهم حتى استعان بالقوات البريطانية وتم ضربهم بالطائرات .... ويقول لي أخر انه التقى ذات يوم احد الإخوان من قبيلة المطير في دولة الكويت وهو طاعن في السن .... حيث اخذ يتندم على تلك الأيام حيث قال : لقد ضحكوا علين حين أصدروا فتوى بقولهم إننا لن ندخل الجنة حتى يتوضأ بدم ثلاث من الشيعة على الأقل ... ويقول انا بنفسي ذبحت ثلاث من الشيعة وتوضأت بدمهم .... والباحثون في حقيقة تلك الأيام يجدون حقيقية هذه الأقوال ... وان ابن سعود نفسه انقلب فيم بعد على الاخوان وحاربهم وطاردهم ويعيش معظمهم ألان في دولة الكويت بعد نزوحهم من العربية السعودية ....
تقول الباحثة مي يماني وهي ابنة وزير سعودي سابق في مقال لها على موقع قنطرة في مقال عنوانه " انتفاضة المهمشين على قبضة الوهابيين " قالت " قمع الشيعة في السعودية يمثل جزءاً من الإستراتيجية التي تتبناها المملكة لتحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة وأنه لم يعد أمام النظام السعودي إما تمكين الشيعة في إطار النظام، أو مشاهدتهم وهم يكتسبون المزيد من السلطة والنفوذ من خلال التحالفات الخارجية.
وفي مقال أخر على نفس الموقع يقول " "نجحت المؤسسة الدينية الوهابية في تنفيذ تصوراتها وسياستها الدينية في المنطقة الشرقية المحتلة بشكل واسع ويعزى هذا النجاح إلى التوافق المبدئي بين الحكام وعلماء الوهابية في النظر إلى الشيعة"
ولم يستفاد شيعة المنطقة الشرقية من الثروة المفاجئة، التي حلت على البلاد، إلا قليلاً، بل جلبت عليهم المعاناة، فقد أتى المحتلون من صحارى قلب الجزيرة العربية بايدولوجيا دينية تكفر الشيعة، وهذه الايدولوجيا هي الوهابية، وهي حركة إصلاحية سنية متزمتة، تحاول أن تميز نفسها نحو الخارج عن بقية المسلمين من غير الوهابيين. ولا يُستثنى المسلم العادي من تكفير الوهابيين، بل فقط أولئك الذين يتبعون القواعد والتعليمات الصارمة بدقة ويعتنقون آرائهم الدينية من دون تحفظ. ومن الواضح أن هذا الأمر لا ينطبق على الشيعة، لدرجة أن الوهابيين يمقتونهم أكثر من اليهود والمسيحيين، لأنهم - كما يتحجج الوهابيون دائماً- يدعون الإسلام زوراً وكذباً، ويعملون من خلال ذلك على هدم الدين الإسلامي من الداخل.
ووفق ذلك ما زال يتم معاملة الشيعة منذ عام 1913 بقدر كبير من التمييز في المملكة العربية السعودية، ولذلك لم يُسمح لهم منذ عام 1913 حتى 2001 ببناء مساجد جديدة، كما كان عليهم إحياء الطقوس الدينية الشيعية مثل مراسيم عاشوراء في الخفاء لعقود طويلة من الزمن. وحتى تدريس عقائد المذهب الشيعي ممنوع في مدارس هذا البلد، ويُضاف إلى ذلك الإهمال الاجتماعي-الاقتصادي. ولهذا السبب يقل عدد الشيعة الذين يشغلون مناصب حكومية مهمة في المملكة العربية السعودية، ولا يكاد يوجد شيعة في المناصب القيادية، ولا يوجد أي شيعي على الإطلاق في الشرطة وقوات الأمن.
ويعد التصعيد التدريجي للصراع بين المملكة العربية السعودية وإيران سببا هاما لهذه السياسة ، فالرياض تخشى من أن تستخدم إيران نفوذها الإقليمي، الذي ازداد إثر حرب العراق عام 2003 في تحريض الشيعة العرب في منطقة الخليج على حكوماتهم. وفي ضوء هذه الخلفية تعتبر هذه السياسة أن البرنامج النووي الإيراني هو الآخر سيقود، بحسب وجهة نظر القيادة السعودية، إلى إقامة مظلة نووية تحمي سياسة تصدير الثورة. وكما هو متوقع أثارت نهاية المساعي الإصلاحية موجة كبيرة من السخط لدى شيعة السعودية، والاضطرابات التي شهدتها المدينة في ربيع 2009 كانت إشارة إنذار واضحة على ذلك.
يقول لدكتور توفيق السيف (( أكاديمي وكاتب سعودي )) في مقال له بعنوان (( العوامل المؤثرة في العلاقة بين الشيعة والحكومة السعودية )) .....يقول " لا يوجد إحصاء دقيق عن عدد الشيعة في السعودية , ولكن التقديرات التي نميل إليها , تشير الى إنهم يشكلون نحو 20% من مواطني المملكة ... أما الأجهزة الرسمية تميل إلى كونهم يمثلون 10% من موطني المملكة ....
يعيش ثلثا المواطنين الشيعة في المنطقة الشرقية , والتي تعد احد أهم خزانات البترول الطبيعية في العالم , ففيها نحو 22% نمن احتياطي البترول العالمي , وتوفر أبارها نحو 95 % من ناتج البترول في المملكة , ومع ضم الإنتاج الصناعي والذي يتركز في المنطقة الشرقية , يتوفر لدينا 90% من الدخل القومي السعودي , ويمثل الشيعة الأغلبية في منطقة نجران جنوب المملكة , كما يتوزع بعضهم بين المدن الرئيسية بين المدينة المنورة وجدة والرياض .
ومع ذلك يعاني الشيعة من التمييز الذي يحرمهم من حقوق أولية مثل حرية الاعتقاد والعبادة وحرية التعبير والنشر , فضلا عن حقوق مدنية مثل تولي الوظائف العامة في المراتب المتوسطة ولعليا , ومنذ تأسيس المملكة قبل قرن من الزمان وحتى اليوم منع الشيعة من تولي أي وظيفة في الدرجات الوظيفية العليا أي ( الخامسة عشرة , الممتازة , درجة وزير ) , وخلال هذه المدة الطويلة حصل فرد واحد فقط منهم على المرتبة 15 وحصل أخر على وظيفة وكيل وزارة مساعد , والتمييز لا ينحصر في الوظائف العليا , فهناك دوائر حكومية تمنع الشيعة من تولي وظائف صغيرة , فوزارة التربية لم تسمح بتولي أي سيدة شيعية وظيفة مدرسة بنات ( عدا واحدة عينت في 2009 ) , كما لم يسمح بفتح مدارس أهلية للبنات في مناطق الشيعة , ولا تسمح وزارة التعليم العالي بتوظيف أساتذة شيعة في جامعات معينة مثل جامعة الإمام محمد بن سعود , كما لا تسمح وزارة الخارجية بتوظيف الشيعة في الكادر الدبلوماسي , وينطبق مثل هذا التمييز علي جميع المؤسسات شبه الحكومية , والشركات الحكومية لكبرى ومعظم الشركات التي تسهم فيها الحكومة , وفي مجلس المنطقة الشرقية المكون من 14 عضوا تعينهم الحكومة , هناك واحد فقط يمثل الشيعة , برغم أنهم يمثلون ثلثي السكان في المنطقة .
ويقول يمكن القول إن العلاقة السائدة بين الحكومة والشيعة تتسم بحالة انعدام الثقة , الحكومة لا تثق بمواطنيها الشيعة , كما إن الشيعة لا يثقون بحكومتهم , صحيح ن هناك كثير من الاتصالات جرت بين الطرفين , لكن الثقة المطلوبة لتحويل هذه الاتصالات إلى إستراتيجية متكاملة وقابلة للتطبيق مازالت دون المستوى المطلوب إذا لم نقل أنها مفقودة ...ويقول الأستاذ الكاتب , انه سمع هذا التفسير مباشرة وصراحة من عدد من كبار المسئولين السعوديين ...
وتأتي دعوة الدكتور عبدا لله ألنفيسي إلى إقامة تحالف كونفدرالي تدخل فيه كل دول الخليج ويسميها ساحل النفط من الكويت إلى سلطنة عمان وتكون عاصمتها المدينة المنورة ... في تصور لما تمثله إيران والخوف من شبح إيران في المنطقة ... بحيث يدعو دكتور عرف عنه كتابته والتي يهاجم بها حكام منطقة الخليج ويسميهم أكثر من مرة (( الحكام والذين انتهت صلاحياتهم )) على رأي وزيرة الخارجية السابقة كوندالليزا رايز ..... ويدعو حسب قوله الشعوب الخليجية أن تبحث لها عن وسائل جديدة للتعامل مع ملوك وحكام المنطقة ، سيما وأن هذه الثورات قد ينطبق عليها ما رسمته كونداليزا رايس وعزمها على التخلص من " الخلفاء منتهي الصلاحية" ، فقد يكون هؤلاء قد تعداهم الزمن. أو فعلاً غير قادرين على مواجهة التحديات المحدقة بشعوب المنطقة......
عبدا لله ألنفيسي حين يطرح مشروع الوحدة بين دولة الخليج والتي يخاف على الصغيرة منها انها سوف تسقط بمرور الزمن ولا حل لها إلا بالدخول في هذا الاتحاد الخليجي حتى تكون دولة واحدة ورئاسة وحدة ووزارة دفاع واحدة وجيش واحد يمكن ساعتها إن تكون ندا لإيران .... و إذا تحقق ذلك الاتحاد الكونفدرالي بين الدول سالفة الذكر فإن سكان الخليج الشيعة سيصبحون أقلية قليلة جدا في دول الخليج بحيث لا تتجاوز نسبتهم 0،03 ٪ من جملة سكان الخليج. وبالتالي ينتفي الخطر الذي تشكله الأغلبية الشيعية في بعض دول مجلس التعاون الخليجي. وبالتالي ينتفي الخطر الذي تشكله الأغلبية الشيعية في بعض دول مجلس التعاون الخليجي.
المشكلة في حديث عبدا لله ألنفيسي وغيره والذين يمثلون المكون السني والحكومي في المنطقة أنهم لا يعترفون بالشيعة موطنون حقيقيون في دولة لهم فيها نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات , ودائما يعتبرونهم تابعون بالضرورة لدولة خارجية وهي إيران , أو يعتبرونهم على الأقل كأنهم مواطنون أجانب يحق للدولة المضيفة في أي وقت تسفيرهم وترحليهم من البلاد , وان أيرن دائم لها مطامع في دول الخليج , وان كل مشروع إيراني هو عبارة مشروع تمددي تجاه دول الخليج , وهذا الخوف بدا نسبيا بقيام الثورة الإسلامية في إيران 1979 , ومشروع تصدير الثورة الإيرانية إلى دول الخليج , وكانت السبب المباشر لقيام الحرب العراقية الإيرانية , واعتقاد الرئيس السابق صدام حسين وتردديه المستمر بأنه الذي حمى الخليج ودول الخليج من السقوط في التمدد الإيراني .....
ونعود إلى مقال مشاري الذيدادي .... في جريدة الشرق الأوسط والتي تصدر من لندن ....والذي يقول فيه ..... "دول الخليج أولى بمواطنيها الشيعة، من إيران، ولا يجوز بضغط المواجهة مع إيران وحيلها في المنطقة أن نروج خطابا طائفيا مقيتا ضد المواطنين الشيعة، خصوصا أن اللغة الطائفية لغة سهلة وتثير غرائز الكراهية البدائية لدى الإنسان، وخصوصا أيضا أنه قد جربت لغة التحريض الطائفي في مرحلة الثمانينات وأدبيات كتاب «وجاء دور المجوس» التي نعرفها كلنا، فلم نجن إلا العلقم، وتغيرت سياسات إيران، مؤقتا، فاختفت هذه الأدبيات. وهذا يذكرنا بعهود المواجهة بين الصفويين والعثمانيين، وكيف أنه صدرت فتوى بتكفير الشيعة من شيوخ الآستانة، ثم لما تم الصلح بين السلطان العثماني والشاه الصفوي صدرت فتوى أخرى من الآستانة بخلاف ذلك.
فعلا هي معضلة صعبة: كيف نحصر المواجهة مع إيران، وهي مواجهة حقيقية وليست خيالية، في أضيق النطاقات، ونبعد عنها الحرب الطائفية والحملات الإقصائية، التي تظلم أناسا من شيعة الخليج، وهم الأكثر، لا علاقة لهم بإيران، بل ولا بكل التيارات الأصولية، وهم من النسيج الوطني القديم.
هنا تأتي المسؤولية الحقة، فإثارة الطائفية حل سهل لمواجهة إيران التوسعية، ولكن كيف نرمم جروح المواطنة التي ستسيل إن وضعنا كل مواطني الخليج الشيعة في سلة واحدة. تلك هي المسألة وهذا هو التحدي الأخلاقي والسياسي الصعب، وهنا يتميز القادة الحقيقيون.
أنها فعلا المسئولية الحقة , لان المواطنة هي إن نتعلم كيف نتعايش داخل وطن واحد بغض النظر عن ( اللون أو العنصر أو الدين أو المذهب ) فهل نستطيع هذا حقا , هل يستطيع الشيعي إن يعايش السني , والمسلم إن يعايش المسيحي , الحقيقة إني اعتقد إن الشعوب تستطيع إن تتعايش , ولكن السلطة دائما لها مسارات أخرى .... والسلطة هي أي سلطة .... يتسيد بها احد الأطراف فيبعد ويعمل على إقصاء الأخر بكل الطرق والسبل الممكنة , وهذا ما وجدناه حين تسلم السنة السلطة خلال 14 قرن حيث تم استبعاد المكون الشيعي وأصبح طرف مستباح إلى درجة إن التراث الشيعي والفكر الشيعي به عشرات القصص الحزينة للاضطهاد والسجن والقتل والابعاد وهدر الكرامة .... والى درجة إن الشيعة وجدوا طريقة غريبة يتعايشون به مع هذا الاضطهاد والإقصاء فكانت لديهم التقية , أسلوب للحياة والتعايش مع الاضطهاد على مر العصور .....
لكن التقية وهي أسلوب سلبي للحياة , أسلوب ينسحب به احد الأطراف من الحياة ومن المشاركة في الحياة السياسية تاركا للطرف الأخر كل المشاركة .... وليس هذا المطلوب ابدا , لان فن التعايش أسلوب ايجابي يعمل على بناء المجتمع بناء صحيح ويعمل على رقي المجتمع .... بينما التقية تعمل على بناء أسوار عالية في المجتمع تفصل احد الأطراف عن الأخر وتعمل على انعدام الثقة في المجتمع , وتعمل على بناء مجتمع باطني يشعر بازدوج الشخصية , مجتمع منفصل عن المجتمع الحقيقي له بناءه الطولي والعرضي و مؤسسات كاملة تعمل ولكن بالخفاء وبالظلام ....
لكن الحقيقة إن ما يشعر به الشيعة من إقصاء واضطهاد في السعودية والبحرين , يشعر به السنة في إيران كذلك من إقصاء واضطهاد , ويشعر به العرب الشيعة في ايران كذلك , وهو كم قلنا العلاقة بين السلطة والأقليات في أي مكان في العالم .. فدائما الأقليات يتعرضون للاضطهاد والإقصاء .... لذلك الموضوع في اعتقادي اكبر من كوننا شيعة نشعر بالاضطهاد في السعودية والبحرين وأننا سنة نشعر بالاضطهاد في إيران ... الموضوع هو دائماً كيف تتعمل السلطة مع الأقليات ... يجب إن تعترف السلطة أي سلطة إن الأقلية هم مواطنون لهم نفس الحقوق ويتمتعون بنفس الفرص بمساواة كاملة , لأ فرق بين الشيعي والسني , ولا فرق بين العربي ولكردي ....
فهل تستطيع السلطة السعودية مثلا و السلطة في البحرين إن تشعر الشيعة أنهم مواطنون لهم نفس الحقوق .... الموضوع ليس سهل وهو عملية بناء الثقة من الصفر ..... وهناك الكثير ليس من مصلحتهم ان يتعايش السنة مع الشيعة ... هناك من بني مصالحه وصنعة حياته على الفرقة بين الجانبين .... بل ن هناك من الشيعة ولأساب كثيرة يتقربون إلى الله بسب السنة وأئمتهم وهناك من السنة من يتقربون إلى الله بتكفير وقتل الشيعة .... اجل إن الشعوب تستطيع إن تتعايش ولكن يجب استبعاد الجانب العقائدي ... وان تعمل الحكومات على بناء مؤسسات علمانية وديمقراطية حقيقية ..... وان توفر فرص متساوية تماما بين الأطراف .... حتى لا يكون هناك أي تمييز .



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تنهار العراقية .....
- العراق .... بلد كل الأزمات المجنونة !!!!
- تقرير بسيوني ... ورد الأعتبار للمواطن البحريني
- العراق .... والحل في الفيدرالية
- عملية اغتيال السفير
- ثقافة المال العام .....
- 11 سبتمبر .... وخيبة العربي المسلم
- أزمات الحكومة العراقية
- عبد الكريم قاسم
- سورية ... وضرورة التغير .
- حافظ الميرازي والاعلام السعودي
- الفيدرالية وأقاليم الشمال والجنوب والوسط
- رعب الحكومات العربية من ثورات الشباب
- ميناء مبارك الكبير ..وبوادر أزمة جديدة
- وهم التعايش الأسلامي القبطي
- المصالحة الفلسطينية ومشكلة اين يجلس خالد مشعل ؟
- الأزمة البحرينية
- لماذا لاتكون البحرين دستورية ملكية ؟
- مهزلة الأيفاد في العراق
- المالكي ومأزق المائة يوم ..


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل محاضرة في الجامعة العبرية بتهمة الت ...
- عبد الملك الحوثي: الرد الإيراني استهدف واحدة من أهم القواعد ...
- استطلاع: تدني شعبية ريشي سوناك إلى مستويات قياسية
- الدفاع الأوكرانية: نركز اهتمامنا على المساواة بين الجنسين في ...
- غوتيريش يدعو إلى إنهاء -دوامة الانتقام- بين إيران وإسرائيل و ...
- تونس.. رجل يفقأ عيني زوجته الحامل ويضع حدا لحياته في بئر
- -سبب غير متوقع- لتساقط الشعر قد تلاحظه في الربيع
- الأمير ويليام يستأنف واجباته الملكية لأول مرة منذ تشخيص مرض ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف وحدة المراقبة الجوية الإسرا ...
- تونس.. تأجيل النظر في -قضية التآمر على أمن الدولة-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان محمد شناوة - الشيعة ... بين الأقصاء والمواطنة