أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي ابوبكر حمةعلي - الشرق الأوسط والربيع العربي: آفاق و مستقبل















المزيد.....



الشرق الأوسط والربيع العربي: آفاق و مستقبل


مهدي ابوبكر حمةعلي

الحوار المتمدن-العدد: 3615 - 2012 / 1 / 22 - 11:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 
الشرق الأوسط والربيع العربي:
آفاق و مستقبل


إعداد
مهدي ابوبكر حمةعلي



المحتويات:
المقدمة:
 
1-    مدخل المفاهيمي:
1-1                     مفهوم الشرق الأوسط .....
1-2                     مفهوم الربيع العربي.......
 
 
2-    اسباب و دوافع الربيع العربي:
2-1الأسباب الداخلية ....
2-1-1 الأسباب الإجتماعية و الإقتصادية....
2-1-2 الأسباب السياسية....
2-2 الأسباب الخارجية ....
 
3-  سيناريوهات مستقبل الشرق الأوسط:
3-1 سيطرة الإسلاميين ....
3-1-1 في ظل سيطرة القوى الإسلامية المعتدلة ....
3-1-2 في ظل سيطرة القوى الإسلامية المتطرفة ....
3-2 سيطرة الجيش ....
 
الخاتمة:
 
المصادر:
 
المقدمة:
الأحداث والأحتجاجات التي حدثت وتحدث في العالم العربي وبات مايعرف بالربيع العربي، يمكن أن نصفها بالبداية لمنعطف سياسي جديد الذي ستشهدها المنطقة في الأعوام القريبة. هذه الأحداث لاتجري دون مسوغات إجتماعية و سياسية وإقتصادية داخلياً.و خارجياً لاتجري بمعزل عن بعضها البعض بل هناك تأثيرات كل منها على آخر علاوة على بعض التأثيرات الخارجية الجانبية التي لها دور على مجريات الأحداث.
الربيع العربي وما تلاه من الأحداث برزت في منطقة جغرافي معينة بات يعرف بالشرق الأوسط، وهذه المنطقة هي من اكثر مناطق العالم سخونةً من الحرب العالمية الأولى وحتى يومنا هذا بسبب امتلاكها لثروة النفطية الهائلة وصراع القوى الكبرى للهيمنة عليها وبتالي الحصول على النفط كمصدر رئيس للطاقة وتحريك إقتصادهم. وهناك سبب آخر الذي اثرت على عدم إستقرار الشرق الأوسط الا وهي الدين، فالغالبية سكان المنطقة تدين بالدين الإسلامي، والإسلام كأحد محددات دول المنطقة في علاقاتها مع الآخرين له آثر كبير في تضخيم مشاكل المنطقة وخاصة في مسألة الصراع العربي الإسرائيلي.
أخذنا موضوع ( الثورات الربيع العربي و آفاقها المستقبلية) كمشكلة لبحثا هذا، من منظور أهمية وتأثير هذه الثورات على منطقة الشرق الأوسط و على السياسة العالمية وتجليات الأحداثها على علاقة تلك الدول مع العالم. وكذلك شكل التعامل الدول الغربية مع نتائج الأحداث والثورات التي لاتزال مستمرة في بعض الدول العربية.
ونحاول ان ننطلق من فرضية قائلة بإن الشرق الأوسط و دول الربيع العربي لم تكتمل بعد مرحلة الهيجان والأحتجاجات الجماهيرية، ولذلك لم تتضح بعد مستقبل السياسي لدول المنطقة في داخلها وكذلك مستقبل علاقاتها الخارجية في البيئة الدولية. 
وعلى ضوء فرضيتنا نحاول الإجابة على الأسئلة التالية:
هل تلك الثورات والأحتجاجات هي عفوية أم لها جذور والأسباب في الداخل والخارج؟
هل هذه الثورات سيؤثر على السياسة الخارجية لدول التي حدثت وتحدث فيها الثورات؟
من هم القوى السياسية التي من الممكن ان تسيطر على نظام الحكم في تلك البلدان؟
هل القوى الإسلامية هي مرشح رقم واحد للهيمنة على السلطة؟
هل يرضى الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية في حال حصول القوى الإسلامية على السلطة؟
ماهي السيناريوهات المتوقعة للمستقبل السياسي لدول الربيع العربي؟
بسبب حداثة الموضوع البحث الذي يتناول موضوع الساعة كنت لم احصل على كتب علمية و بحوث مطبوعة، ومع ذلك بسبب سخونة الموضوع وحداثتها عثرت على كم هائل من المقالات والتقارير الصحفية وكذلك على كم هائل من التصريحات للمسئولين الحكوميين الغربيين و رؤساء الأحزاب في دول الربيع العربي الذي توضح مواقفهم حيال الوضع الجديد وكيفية التعامل معها وأمكانية الحصول الى نقاط المشتركة مع بعضهم البعض للعيش معاً سوياً.
1-  مدخل المفاهيمي:
 
قبل الدخول في التفاصيل و المتاهات البحث حول دوافع و اسباب الربيع العربي و نتائجه المتوقعة، من المفضل ان نبدأ بتعريف مفهومين الشرق الأوسط و الربيع العربي، هذين المفهومين هما اساس و محور بحثنا لذلك قبل تعريف هذين المفهومين لا يمكن فهم البحث و ما يتضمنه من المحتويات. 
 
1-1                      مفهوم الشرق الأوسط
الشرق الأوسط هو مفهوم سياسي جغرافي و تعبير امني استراتيجي شاع استخدامه في أجزاء العالم المختلفة، العالم الأمريكي الفريد ماهان اول من اطلقه في عام 1901[1] في مقال له نشرت في المجلة National Review اللندنية الفصلية بعنوان : الخليج الفارسي والعلاقات الدولية ولم يذكر الكاتب البلاد التي يشملها هذا الإسم. ثم استخدم هذا المصطلح من قبل تشرشل وزير المستعمرات البريطاني عندما انشأ إدارة الشرق الأوسط عام 1921 لتشرف على شؤون فلسطين والأردن والعراق، وزاد استعماله بعد الحرب العالمية الثانية نتيجة إنشاء مركز قيادة وتموين الشرق الأوسط للحلفاء . [2] ففي الإنجليزية والفرنسية والأمم المتحدة فإنه يتردد اسم الشرق الأوسط على أنه الإقليم الممتد بين إيران الى مصر ومن تركيا الى اليمن، أو البعض يرى بأن الشرق الأوسط يمتد من غرب مصر الى شرق إيران. أما شمعون بيرس في كتابه شرق أوسط جديد يرى بأنه يمتد من حدود مصر غربا الى حدود باكستان شرقا، ومن تركيا شمالا حتى المحيط الهندي وشمال السودان جنوبا ، وتمثل كل من ( سوريا ، لبنان ، الأردن ، العراق ، فلسطين ، مصر، إسرائيل ) قلب منطقة الشرق الأوسط، وهناك الحلقة الخارجية والتي تشمل ( إيران ، السعودية ،تركيا ، ليبيا ، السودان ) أما الدول الهامشية فهي ( اليمن ، الكويت ، قطر ، الإمارات ، عمان ).[3]
يعتبر الشرق الأوسط من أكثر مناطق العالم توترا أمنيا حيث شهد أكثر من 10 حروب منها الحروب العربية الإسرائيلية والحرب العراقية الإيرانية وغزو العراق للكويت وشهد غزو العراق 2003 الاحتلال الأمريكي البريطاني لدولة العراق والمشكلة النووية الإيرانية والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والحرب الإسرائيلية على لبنان ولا نستطيع التكهن بان الحروب في هذه المنطقة ستنتهي لما لها من أهمية افتصادية وإستراتيجية ومصالح دول كبرى. و يعاني سكانه من الفقر بشكل عام يعتمدون على الزراعة كمصدر رزق عام وعدد ضئيل جدًا منهم فقط يعتمد على الصناعة باستثناء دولة إسرائيل التي تعتمد على الصناعة والزراعة بنفس الوقت. والدول العربية البترولية التي يعتمد اقتصادها على الصناعات البترولية مثل السعودية وقطر والإمارات وعمان والكويت فتتميز بتطور هياكلها الاقتصادية وارتفاع مستويات المعيشة. معظم دول الشرق الأوسط نامية نسبيًا بسبب سكانها فالدول تهتم كثيرًا بعدم الهجرة الداخلية من المناطق القليلة السكان إلى المناطق المكتظة وبالاخص إلى العاصمة. هذه الهجرة تؤدي إلى انهيار المدن تحت وطئة سكانها المهاجرين وبسبب التزايد الطبيعي العالي.[4]
وفي هذه الدراسة سوف نستخدم هذه المصطلح لتغطية دول تشمل ( سوريا ، لبنان ، الأردن ، فلسطين ، دول التعاون الخليجي ، العراق، مصر ، ليبيا ، السودان ، تركيا ، ايران ، إسرائيل).
 
1-2                    مفهوم الربيع العربي
اطلقت هذا المصطلح على الأحداث السياسية الجارية في العالم العربي، والتي اطيحت بحكم زين العابدين بن علي في تونس و محمد حسني المبارك في مصر و العقيد معمر القذافي في ليبيا. وكذلك تنازل الرئيس اليمني علي عبدلله صالح عن صلاحياته لنائبه بموجب المبادرة الخليجية هي تندرج ايضاً في هذا الإطار. وهناك مرشحين آخرين للأطاحة بهم في هذه الأحداث وعلى رأسهم بشار الأسد في سوريا. كانت الشرارة الأولى من تونس في ( 18 ديسمبر 2010) التي أطلقها الشاب محمد بوعزيزي في بداية (ثورة الياسمين) التي أصبحت مصطلحاً في معجم (الربيع العربي)، وانتقلت إلى مصر في 25 يناير (ثورة النيل)، وامتدَّ الحراك الاجتماعي على خطوط الطول والعرض للعالم العربي.. وحتى هذا اليوم لا تزال القراءات السياسية والأيديولوجية والسيكيولوجية والمقالات اليومية والبحوث الفكرية والتاريخية، والدراسات والندوات في الشؤون العربية اليومية مستمرة، تتفاعل في ظلّ تجاذب إقليمي ودولي. وتتباين الآراء بين مؤيد ومعارض، على مستوى الأفراد والأحزاب والمنظمات الأهلية والمدنية، في تعددية التأويلات والتفسيرات والاصطفافات، المترافقة مع حركة الشارع العربي وإفرازاته، وردود الأفعال على المستويين الإقليمي والعالمي.[5] ويرى البعض إن هذه الأحداث يمكن ان نسمي بالانتفاضة و آخرون يرون ان هذه الأحداث قد عبرت حدود الانتفاضة إنما وصلت الى الثورة.
سئل الباحث والمفكر المصري الدكتور سمير أمين هل يمكن أن نطلق على ما يجري في مصر مصطلح الثورة؟ أجاب (أمين) بالنفي. وقال إن 25 يناير أكبر من انتفاضة، وأقل من ثورة، إنها (خطوة ثورية).[6] و تعددت المسميات التي استخدمت لوصف هذه الأحداث والتطورات الجارية ، ولكن لا واحدة من تلك المسميات تنطبق بنفس الدقة على جميع الانتفاضات العربية بالنظر إلى تباينها واختلاف طبيعتها من بلد إلى آخر ومن ثم صعوبة إدراجها تحت يافطة واحدة، وذلك رغم الحقيقة التي لا مراء فيها وهي أن الثورات العربية تشترك في أسباب عميقة مؤدية لاندلاعها ومتمثلة في إحباط بعض الشعوب من غياب الديمقراطية وحرمانها من حقوقها الأساسية ومن حرياتها الفردية، بالإضافة إلى تدهور الظروف المعيشية وتنامي الفساد وانعدام العدل الاجتماعي.[7]
إن هذا المصطلح غير المجمع عليه يدل على أن الأقطار العربية قد انتقلت من وضع أسود إلى وضع جديد سمي "بالربيع العربي"، تيمنا بمضمونه المشرق، وهكذا تنتقل البلدان العربية بعد مخاض عسير حسب أنصار هذا التحليل، من الفصل النقيض وهو الشتاء أو الخريف أو الصيف إلى الفصل المشرق وهو الربيع بكل ما يعنيه ذلك من جمال وفتنة واستقرار ورفاهية وحياة كريمة وحرية ومساواة. هذا ما يردده أنصار الربيع العربي.[8]
 
 
 
2-  أسباب ودوافع الربيع العربي:
 
إن الأحداث الربيع العربي اندلعت في 18 ديسمبر 2010 تضامنًا مع الشاب محمد البوعزيزي الذي قام بإضرام النار في جسده في 17 ديسمبر 2010 تعبيرًا عن غضبه على بطالته ومصادرة العربة التي يبيع عليها ومن ثم قيام شرطية بصفعه أمام الملأ وقالت له إرحل، فأصبحت تلك الكلمة شعار الثورة لرحيل الرئيس بن علي و رؤساء الآخرين. واقعة إحراق بوعزيزي و من ثم موته هو سبب المباشر لبداية الأحداث و ليس سبب الرئيسِ، إنما هناك كثير من الأسباب الداخلية و الخارجية الذي دفعت بمواطني تلك البلدان للخروج الى الشوارع و مطالبة بأسقاط حكامهم و نظامهم السياسي.
نحاول و بشكل نستعرض بعض من الأسباب الداخلية والخارجية.    
 
2-1 الأسباب الداخلية
الأسباب الداخلية، لها دور مفصلي و حاسم في تفجير الأحداث وإندلاع ما نعرفه اليوم بالربيع العربي، هناك كثير من الأسباب الداخلية منها: إجتماعية و إقتصادية و سياسية و تربوية و تعليمية و ثقافية و الخ.   
2-1-1 الأسباب الإجتماعية و الإقتصادية
يعيش معظم سكان منطقة الشرق الأوسط في ظل نظام إجتماعي متخلف يعتمد على العلاقات القرابة و نواتها الأساسي هي القبيلة الذي يتحرك بدافع العرف و العادات و التقاليد القديمة. و للخرافات الدينية ايضاً دور محوري في تأصيل هذا النظام المتخلف و يلاحظ المفكر المصري السيد ياسين هذا الأمر ويقول " تنتشر لدينا الخرافة بشكل كبير فانظر إلى السوق العربي للأدب ستجد أنه مليء بكتابات تحمل الخرافة ولا علاقة لها بالدين في شيء وتنسب لها دون وجه حق وهذا ما يتسبب في ضياع واحدة من أهم شروط الحداثة وهى العقلانية".[9]
وفي تونس صدر في عام 1956 قانون الأحوال الشخصية، لكن الشريحة المحافظة لم تتقبله حينذاك باعتباره تعديا على القرآن الكريم، خاصة فيما يتعلق بإلغاء تعدد الزوجات.[10]
كشف التقرير العام للامم المتحدة للتنمية الانسانية لعام 2002، بإن العالم العربي الذي يضم 280 مليون نسمة يعاني من التخلف بكل ما يتعلق بالتنمية الانسانية، قياسا لدول العالم الاخرى.[11]
هناك عاملين رئيسيان التي يمكن ان تندرج في إطار اسباب الحقيقية لتخلف الإجتماعي في بلدان الربيع العربي وهما:
اولاً: الإقتصاد: معظم الدول الشرق الأوسط يعاني من التخلف الإقتصادي خاصة الدول العربية، فالكثير منهم يعتمدون على واردات النفط و الباقي يعتمدون على السياحة و المعونات الخارجية. و التنمية الإقتصادية الحقيقية غائبة وذلك بسبب الصعوبات اهمها: [12]
• ارتفاع معدل تزايد السكان في الدول العربية.
• النقص في الكوادر الوطنية.
• التبعية وأهمية قطاع النفط.
• التفاوت في مستوى التطور الاقتصادي الاجتماعي.
• إنخفاض مستوى الادخار وتراكم رأس المال.
• التجزئة وإعاقة التنمية في الوطن العربي.
اضافة الى تلك العوامل التي تعيق التنمية فقد كانت و لاتزال سياسة الحكومات النفطية و غير النفطية هي عامل اكثر تأثيراً في هذا المجال لأن كثير منهم يستخدمون اموال بلدانهم في تقوية سلطتهم السياسية عن طريق شراء الذمم و تشكيل قوات الشبه العسكرية للمحافظة على حكمهم. كذلك في مجال التسلح بذرائع الأمنية واهية منها الخطر الآتي من الدول الجوار خاصة من إسرائيل و إيران.
 إما بنسبة الدول النفطية هم دول الريعية و تذهب واردات النفط مباشرة الى الدولة و حيث إن قلة قليلة تشارك في توليد هذا الريع و هذا تسبب في سوء عمل الحكومات في مجال التنمية الإقتصادية.[13]  فمثلاً يشكل النفط نحو 94% من عائدات ليبيا من النقد الأجنبي و60% من العائدات الحكومية و30% من الناتج المحلي الإجمالي. و تراكمت الكثير من المشاكل الاقتصادية التي أوصلت النشاط الاقتصادي إلى حالة من الشلل كان لها أكبر الأثر على تدني مستويات المعيشة لدى شريحة واسعة من الليبيين ارتبطت بشكل مباشر في تحول غالبية السكان عالة على الدولة من خلال ارتباط مصدر رزقهم بالمرتبات والمعاشات التي تصرف من الخزانة العامة أو عن طريق الشركات التابعة للقطاع العام والتي أخفق معظمها في النجاح بالمعايير الاقتصادية المعروفة.[14]
يعتقد د. فهد العرابي الحارثي إن التنميات العربية، تنميات ملفقة، عرجاء، عمياء، انعزالية، صممت للأستهلاك السريع وليس للأبداع والرسوخ والثبات والشراكة الحقيقية في المنجز البشري على المستوى الكون. وهي خلقت ثقافة مجتمعية مصابة بأنواع من العلل المستعصية، أظهرها وابرزها ثقافة البطالات المتنوعة التي اكتسبت شرعيتها، كما يقول احد الباحثين، من نظام اقتصادي واجتماعي مختل، يحتاج إلى هيكلية جديدة تضع نصب عينها تنمية الإنسان، والإرتقاء به، وتفجير طاقاته وإمكانياته.[15]
و الكثير منهم تحت طائل الديون الضخمة كشف أحدث تقرير للبنك المركزي المصري عن أن ديون مصر الخارجية ارتفعت الى 34.9 مليار دولار بنهاية يونيو 2010. وأشار التقرير، إلى ارتفاع رصيد الدين الخارجي المُستحق على مصر بـ 1.2 مليار دولار بزيادة نسبتها 3.6%، مقارنة بنهاية يونيو من العام 2010 عندما كان الدين الخارجي يقدَّر بـ 33.7 مليار دولار.[16]
في ظل هذا الوضع الإقتصادِ المتردي فإن الدخل الفرد ستكون في اسوء الأحوال، بموجب البيانات الموجودة في الكتاب السنوي الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) أحد أبرز المعاهد المتخصصة في رصد أنشطة التسلح في مناطق النزاعات، إن نسبة  الدخل الفرد في سوريا هي 2081 دولار الامريكي و في تونس 3425  دولار الامريكي و في مصر 1624 دولار الامريكي و في الأردن 2606 دولار الامريكي و في العراق 2015 وفي اليمن 926 دولار الامريكي.[17]  
كشف التقرير العام للامم المتحدة للتنمية الانسانية لعام 2002، إن البطالة في العالم العربي التي تصل اليوم الى 15% من اعلى النسب، ويعتقد انها سترتفع الى 25% بعد عشر سنوات بسبب عدم توسيع سوق العمل لاستيعاب الايدي العاملة.[18] وبحسب بيانات منظمة العمل العربية عام (2009)، كان المعدل الإجمالي لنسبة البطالة في البلدان العربية 14.4% من القوى العاملة، مقارنة بـ6.3% على الصعيد العالمي. وبالنسبة إلى البلدان العربية ككل، وصل معدل نمو البطالة إلى نحو 1.8%.[19]
 ثانياً: التربية و التعليم: فقد وصل عدد سكان العالم العربي في عام 2009 إلى نحو 335 مليون نسمة، لكن من بين هذه الملايين يوجد 100 مليون من الأميين والأميات. إحصائيات منظمة اليونسكو لسنة 2009 تشير إلى أن نسبة الأمية في الوطن العربي هي نحو 30%، ترتفع بين النساء لتصل إلى نحو 50%. وتلفت هذه النسب إلى أن أعلى نسبة للأمية موجودة في عدة بلدان على رأسها العراق بنسبة 61%، وفي السودان بنسبة 50% وفي مصر بنسبة 42%، وفي اليمن بنسبة 39%، وفي المغرب بنسبة 38%. وتقول التقارير التنموية إن ارتفاع نسبة الأمية في العالم العربي تشكل «فجوة عميقة تؤثر على تطور المجتمع العربي.. كما تترتب عليها نتائج سياسية واجتماعية واقتصادية بالغة الخطورة.[20]
 حقل التربية و التعليم في الدول الشرق الأوسط فيما عدا إسرائيل و تركيا في حالة مزرية وسيئة جداً، فإن سياسة التربوية والتعليمية في تلك البلدان تسير بشكل التقليدي في تلقين الطلاب وعدم المجال واعطاء الفرصة للطلاب لتفكير المفتوح،" فإن الواقع التربوي العربي، ليعمل على تنمية الملكات الذاتية لدى الأجيال. فالتلميذ يتعلم، في مؤسساتنا التعليمية، كيف يكون له "مثل أعلى" وهذا جيد، وهو أمر لا اعتراض عليه، ولكن لا ينبغي المبالغة في هذا وصولاً الى مستوى الذي لاينتج لنا سوى أجيال "اتباعية" وأفواجاً من "الإمعات". على المؤسسات التعليمية ان تحاول ان تترك للتلميذ الفرصة او الخيار ليجعل من نفسه هو مثلاً أعلى".[21]  التلقين الذي يلغي العقل، ويرسخ الإرهاب الفكري، و يعزل المتعلم عن الإطار الكلي لواقعه وبتالي يعوق قدرته على المشاركة في التنمية.[22]
فالجامعات و المعاهد في بلدان الشرق الأوسط خاصة في البلدان العربية ليست لديهم اي اهتمام تذكر بالأبحاث العلمية، ولايمكن تصور تنمية وتقدم الإجتماعي والإقتصادي حقيقي دون الأبحاث العلمية جدية حول دراسة الواقع البلد ومتطلباتها الإجتماعية و الإقتصادية و العلمية الملحة.
إن الحديث عن أزمة البحث العلمي في الوطن العربي يعني بكل تأكيد الحديث عن أسباب التخلف العربي عن ركب الحضارة والنهضات العلمية المتلاحقة في دول العالم المتحضر .
إن واقع البحث العلمي في العالم العربي لا يحتاج إلى تشخيص فوق تشخيص بات واضحًا لكل المراقبين، فالمسئولية خرجت من أيديهم فقد قدموا الحلول الكثيرة من أجل إنهاض البحث العلمي العربي وبقي دور صناع القرار في تنفيذ هذه الحلول على أرض الواقع .
وفي نهاية كل مؤتمر أو ندوة لمناقشة مشكلة البحث العلمي في الوطن العربي هنا أو هناك؛ نجد أن النتائج واحدة والتوصيات واحدة
نسمع هذه النتائج الثابتة التي تشخص مشكلات البحث العلمي العربي:
 أن البحث العلمي العربي يفتقد لسياسة استراتيجية واضحة.
وليس لدينا صناديق متخصّصة في تمويل البحوث.
وليس لدينا ما يسمّى بصناعة المعلومات.
وليس لدينا مراكز أو هيئات للتنسيق بين المؤسسات البحثية.
وليس لدينا حرية أكاديمية كافية، كتلك التي يتمتع به الباحث الغربي.
ولكن تبقى تبعة التنفيذ على أصحاب القرار وأرباب المال، فليست مسئولية تخلف بحثنا العلمي في أعناق الأكاديميين الذين يهربون إلى جنات الحرية الأكاديمة والبيئة العلمية الرغيدة في أوربا وأمريكا في سياق ظاهر هروب النخب العلمية (هجرة العقول ) تلك الظاهرة التي باتت هي الأخرى مؤشر طبيعي لتدهور وضع البحث العلمي في المنطقة.
وأصبح الواقع يقول أن رجل السياسية في عالمنا العربي أفسد على رجل العلم حياته الأكاديمية، وإلا من المسئول عن البيروقراطية والمشكلات الإدارية والتنظيمية، والفساد المالي والإداري في مؤسسات البحث العلمي الحكومية، إضافة إلى تدني أجور الباحثين، وبقاء كثير من مراكز البحوث العربية تحت قيادات سياسية قديمة مترهلة، غير مدركة لأبعاد التقدم العالمي في ميادين البحث العلمي ..  لا سيما في العلوم التكنولوجية والفيزيقية.
وقد وصل حال كثير من مؤسسات البحث العلمي في العالم العربي إلى تهميش الكوادر البحثية التي لا تتفق وسياسية السلطة أو إمكاناتها، ومن ثم يتم تهجير ـ أو هجرة ـ هذه النخب العلمية  إلى أوربا وأمريكا، لتجد هذه العقول البيئة العلمية المناسبة لها، والمعززة لمواهبها وقدراتها.[23]
والناظر إلى واقع التمويل العربي للبحث العلمي، يجد أنه يختلف كثيرًا عن المعدل العالمي للإنفاق على البحث العلمي، ويتخلف كثيرًا عامًا بعد عام، حتى لو تقدم معدل الإنفاق العربي على البحث العلمي في الفترة من عام 1970م وحتى عام 2005م، إذ إن هذا التقدم حدث بشكل نسبي وضئيل جدًا مقارنة بالوضع العالمي المتسارع. فهذا الارتفاع الذي حدث خلال هذه الفترة الطويلة هو ببساطة شديدة عبارة عن ارتفاع نسبة الإنفاق على البحث العلمي قياسًا إلى الناتج المحلي من 0.31% عام 1970 إلى 0.67% عام 1990. ومن ثم فلا تأثير لهذا الارتفاع الضئيل على الفجوة الكبيرة بين الأقطار العربية والمجموعات الدولية في هذا المجال.
وتختلف الأقطار العربية فيما بينها من حيث حجم الإنفاق على البحث العلمي. والملاحظ أن نسبة الإنفاق على البحث العلمي بالنسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي لم تتعد 0.5% في الأقطار العربية كافة لعام 1992، وهي نسبة ضئيلة عند مقارنتها بمثيلاتها في السويد وفرنسا حيث بلغت 2.9%، و2.7% على التوالي.
وفي عام 1999 كانت نسبة الإنفاق على البحث العلمي في مصر 0.4%، وفي الأردن 0.33%، وفي المغرب 0.2%، وفي كل من سوريا ولبنان وتونس والسعودية 0.1% من إجمالي الناتج القومي. وتؤكد ذلك إحصائيات اليونسكو لعام 1999. أما إحصائيات سنة 2004 لنفس المنظمة العالمية، فتقول إن الدول العربية مجتمعة خصصت للبحث العلمي ما يعادل 1.7 مليار دولار فقط، أي ما نسبته 0.3% من الناتج القومي الإجمالي.
في حين نلاحظ أن الإنفاق على البحث العلمي في إسرائيل (ما عدا العسكري) حوالي 9.8 مليارات «شيكل»، أي ما يوازي 2.6% من حجم إجمالي الناتج الوطني في عام 1999، أما في عام 2004 فقد وصلت نسبة الإنفاق على البحث العلمي في إسرائيل إلى 4.7% من ناتجها القومي الإجمالي. علمًا بأن معدل ما تصرفه حكومة إسرائيل على البحث والتطوير المدني في مؤسسات التعليم العالي ما يوازي 30.6% من الموازنة الحكومية المخصصة للتعليم العالي بكامله، ويصرف الباقي على التمويل الخاص بالرواتب، والمنشآت، والصيانة، والتجهيزات. على العكس تمامًا ما يحدث في البلدان العربية، إذ أغلب الموازنة المخصصة للبحث العلمي تصرف على الرواتب والمكافآت والبدلات وغيرها. والجدير بالذكر أن المؤسسات التجارية والصناعية في إسرائيل تنفق ضعفي ما تنفقه الحكومية الإسرائيلية على التعليم العالي.[24] و بالنظر الى توزيع الطلاب على فروع التعليم في البلدان العربية، نلاحظ أن الأرقام تشير بلا مواربة، الى ضعف الواضح في اعداد الملتحقين بالدراسات العلمية التكنولوجية، مما ينعكس مستقبلاً على واقع التكنولوجي والعلمي في هذه البلدان. فبنسبة الملتحقين بالدراسات الإنسانية والإجتماعية و الإدارية و القانونية تبلغ 78%، في حين تبلغ نسبة الملتحقين بالدراسات العلمية و التكنولوجية بين 25- 30% فقط. أوضح التقرير للبنك الدولي، إلى إن 70% من طلاب الجامعات في الوطن العربي يدرسون في الحقول العلوم الإنسانية.[25]
 
2-1-2 الأسباب السياسية
  إن معظم بلدان الشرق الأوسط هي ذات نظمَ تسلطية و الإستبدادية، وكثير من تلك الأنظمة تقع ضمن جغرافية العالم العربي، نظام صدام في العراق ونظام الأسد في سوريا وبن علي في تونس هم خير دليل على ذلك. في ظل الأنظمة الإستبدادية فإن جميع مظاهر التعددية السياسية و تداول السلمي للسلطة وحرية التعبير و حرية الإعلام هي معدومة بل هي في خانة المحظورات. ومن هنا سنسلط الضوء على الأوضاع السياسية في دول الذي ازيحت نظامه الإستبدادي في إطار الأحداث الربيع العربي من خلال دراسة التعددية السياسية والتداول السلطة و المشاركة و الحريات السياسية وحرية الصحافة والإعلام.
اولاً: التعددية السياسية والتداول السلطة: التدوال السلطة لم تكن موجودة في مصر منذ مجيء المبارك الى سدة الحكم في عام 1981 بعد اغتيال الرئيس انور السادات، وفي ليبيا منذ وصول العقيد معمر القذافي الى الحكم اثر انقلابه على الملك أدريس الأول السنوسي في عام 1969، وكذلك في تونس منذ تولي زين العابدين بن علي السلطة في انقلاب غير دموي على الرئيس حبيب بورقيبة فى نوفمبر 1987.
كل من هؤلاء الحكام يحكمون البلد بقبضة من الحديد لم تكن مكان للمعارضة حقيقية والأحزاب السياسية سوى الذين يدور في فلكهم. وفي ليبيا لم تكن هناك اي حزب سياسي سواء كانت في السلطة أو في المعارضة والعقيد القذافي لديه قول مشهور بصدد الحزب السياسي الذي يقول "من تحزب خان".
وفي تونس اعطيت الرخص لسبعة الأحزاب السياسية بأسم المعارضة ولكن في الحقيقة ليست لهم اي دور يذكر في الساحة السياسية، وهم متواطئين مع السلطة،" ... هذه الأحزاب المعارضة، التي لاتملك بالفعل برامج سياسية واقتصادية وثقافية متماسكة، ونقدية، تعبر بها عن استقلال ذاتها التأريخية. ولأن برامج أحزاب المعارضة لتختلف كثيراً عن برامج الحزب التجمع الدستور الديمقراطي الحاكم، فضلاً عن أن معظم هذه الأحزاب منشقة تاريخياً عنه، ومتخندقة إديولوجياً معه إذ ما استثنينا الحزب الشيوعي، والحزب الديمقراطي التقدمي.. و الحال هذه، فإن الرأي العام، والشعب عامة، أصبح يعي أن الحرية، والديمقراطية، ليستا مادة النضال لأحزاب المعارضة التونسية، لأن هذه الأخيرة مندمجة في السلطة، وتفكر معظم الأحيان بالمشاركة في السلطة و الوصول الى بعض المناصب الحكومية الثانوية، من موقف الطرف الضعيف أولاً، وبواسطة اتفاق مع حكم الرئيس بن علي، الذي "يتنازل" بموجبه عن بعض مقاعد البرلمان لمصلحة مرشحي المعارضة، ثانياً. ولم تكن هذه المعارضة تفكر بخوض المعارك السياسية من أجل صون حقوق المواطنين، والشعب عامة في المشاركة السياسية".[26] ففي الأنتخابات الرئاسية التي جرت عام 1994، كان الدستور التونسي يشترط في المرشح للرئاسة أن يكون مزكى من قبل 30 نائباً في البرلمان أو رئاسة البلدية.. والمعلوم أن كل أعضاء البرلمان ورؤساء البلديات، هم من أعضاء في الحزب الحاكم، مما يجعل الترشيح لهذا المنصب من الخارج مستحيلاً... فأنفرد الرئيس بن علي بالترشيح لرئاسة الجمهورية، وحصل على نسبة 99,91% من اصوات الناخبين.[27]
وفي مصر نص الدستور في (المادة:76) على مايلي:"ينتخب رئيس الجمهورية عن طريق الاقتراع السري العام المباشر. ويلزم لقبول الترشيح لرئاسة الجمهورية أن يؤيد المتقدم للترشيح مائتان وخمسون عضوا على الأقل من الأعضاء المنتخبين لمجلسى الشعب والشورى والمجالس الشعبية المحلية للمحافظات، على ألا يقل عدد المؤيدين عن خمسة وستين من أعضاء مجلس الشعب وخمسة وعشرين من أعضاء مجلس الشورى ، وعشرة أعضاء من كل مجلس شعبى محلى للمحافظة من أربع عشرة محافظة على الأقل. ويزداد عدد المؤيدين للترشيح من أعضاء كل من مجلسى الشعب والشورى ومن أعضاء المجالس الشعبية المحلية للمحافظات بما يعادل نسبة ما يطرأ من زيادة على عدد أعضاء أي من هذه المجالس. وفي جميع الأحوال لا يجوز أن يكون التأييد لأكثر من مرشح ، وينظم القانون الإجراءات الخاصة بذلك كله. ولكل حزب من الأحزاب السياسية التي مضي على تأسيسها خمسة أعوام متصلة على الأقل قبل إعلان فتح باب الترشيح‏،‏ واستمرت طوال هذه المدة في ممارسة نشاطها مع حصول أعضائها في آخر انتخابات على نسبة ‏(3%)‏ على الأقل من مجموع مقاعد المنتخبين في مجلسي الشعب والشوري‏،‏ أو ما يساوي لك في أحد المجلسين‏،‏ أن يرشح لرئاسة الجمهورية أحد أعضاء هيئته العليا وفقا لنظامه الأساسي متى مضت على عضويته في هذه الهيئة سنة متصلة على الأقل‏.‏ واستثناء من حكم الفقرة السابقة‏،‏ يجوز لكل حزب من الأحزاب السياسية المشار إليها‏،‏ التي حصل أعضاؤها بالانتخاب على مقعد على الأقل في أي من المجلسين في آخر انتخابات‏،‏ أن يرشح في أي انتخابات رئاسية تجري خلال عشر سنوات اعتبارا من أول مايو‏2007،‏ أحد أعضاء هيئته العليا وفقا لنظامه الأساسي متى مضت على عضويته في هذه الهيئة سنة متصلة على الأقل‏. واستثناء من حكم الفقرة السابقة‏,‏ يجوز لكل حزب سياسي أن يرشح في أول انتخابات رئاسية تجري بعد العمل بأحكام هذه المادة أحد أعضاء هيئته العليا المشكلة قبل العاشر من مايو‏2005‏ وفقا لنظامه الأساسي‏".‏[28] وكان وفق لهذه المادة لن يتمكن اي شخص، ترشيح نفسه للمنافسة على المنصب الرئيس الجمهورية سوى المبارك أو أحد اعضاء حزبه، لأن ليس بمقدور اي شخص كان خارج الحزب الوطني الحاكم ان يحصل على تأيد الترشيح من مائتان وخمسون عضوا من الأعضاء المنتخبين لمجلسى الشعب والشورى والمجالس الشعبية المحلية للمحافظات.
على رغم العراقة بعض الأحزاب السياسية في مصر، لكن التعددية السياسية ومشاركة السياسية للأحزاب السياسية في حال سيء، فقط للمثال لاحصر، في الإنتخابات التشريعية لعام 2010 في مجموع 518 مقعد، لم يحصل المعارضة و المستقلون على اكثر من 30 مقعداً، والطريف في ذلك المرشحين المحسوبين على الإخوان المسلمين حصلوا على مقعد واحد.           
منذ تولي المبارك على الكرسي الرئاسة جرت في مصر 7 انتخابات ونتائج جميعها هي لصالح الحزب الحاكم. فقد استكملت المجالس التشريعية لأعوام‏1990‏ و‏1995‏ و‏2000‏ و‏2005‏ مدتها كاملة بينما تم حل مجلس‏1984‏ و‏1987‏ بناء علي حكم من المحكمة الدستورية العليا‏.‏ ففي سنة‏1984‏ جرت أول انتخابات تشريعية في عهد الرئيس مبارك‏,‏‏‏ وبلغ عدد أعضاء المجلس ‏448‏ عضوا‏,‏ وأسفرت نتائج الإنتخابات عن فوز الحزب الوطني بعدد‏390‏ مقعدا وحزب الوفد الذي ضمت قائمته ممثلين من التيار الإسلامي‏ 58‏ مقعدا‏.‏
وفي‏1987‏ جرت الانتخابات الثانية في عهد المبارك، وتنافس علي مقاعد المجلس البالغ عددها ‏448‏ مقعدا، وأسفر هذا التنافس عن حصول الحزب الوطني علي‏346‏ مقعدا‏,‏ بينما فاز تحالف حزب العمل بعدد‏60‏ مقعدا‏,‏ والوفد ب‏35‏ مقعدا‏.‏ أما بالنسبة للمستقلين فقد أعلن معظمهم بعد الفوز إنضمامهم للحزب الوطني مما جعل عدد المستقلين ينقص إلي‏5‏ نواب‏.‏
‏ونتيجة لإعلان عدم دستورية قانون الانتخابات الذي أجريت وفقا له انتخابات‏1987,‏ صدر قانون جديد تم بمقتضاه العودة إلي نظام الإنتخاب الفردي مما أدي إلي إجراء انتخابات في عام‏1990،‏ وقاطع الانتخابات حزبا الوفد والعمل‏،‏ وفاز الحزب الوطني‏ ‏ب360‏ مقعدا اي بنسبة‏81%‏ من إجمالي المقاعد‏,‏ وفاز التجمع ب‏(5)‏ مقاعد‏.‏
وفي انتخابات‏1995‏ حصل الحزب الوفد علي‏6‏ مقاعد والتجمع علي خمسة مقاعد‏,‏ وكل من أحزاب العمل والأحرار والناصري علي مقعد واحد بمجموع ‏14‏ مقعدا لأحزاب المعارضة‏,‏ بينما حصل الحزب الوطني علي‏317‏ مقعدا بنسبة ‏(71,5%)‏ والمستقلون علي‏114‏ مقعدا‏.‏ وبانضمام‏100‏ إلي الحزب الوطني ارتفع عدد مقاعد الوطني الي‏417‏ مقعدا بنسبة‏94%‏ من إجمالي مقاعد المجلس كذلك إنضم أحد المستقلين إلي حزب الناصري ليصبح للحزب مقعدان ويرتفع مجموع مقاعد المعارضة الي‏15‏ مقعدا‏.‏
أما انتخابات‏2000‏ المستقلين حصلوا على ‏236(‏ قبل إنضمام غالبيتهم الي الحزب الوطني‏)‏ يليهم الحزب الوطني ب‏172‏ نائبا بنسبة‏38,9‏ ثم انضم إليهم ‏216‏ نائبا الذين تقدموا تحت صفة المستقل‏.‏
وجاء في المركز الثالث التيار الديني  بعدد‏17‏ نائبا خاضوا الانتخابات بصفة مستقل وتساوت معهم أحزاب المعارضة بنسبة‏3,84‏ وضم هؤلاء‏ 7‏ من حزب الوفد‏,‏ و‏6‏ من حزب التجمع‏,‏ و‏3‏ من الحزب الناصري‏,‏ ومقعدا واحدا لحزب الأحرار وقد استمر‏20‏ مستقلا لم ينضموا إلي أي حزب سياسي‏.‏‏
أما انتخابات‏2005‏ الحزب الوطني قد حافظ علي اغلبيته بعدد‏311‏ مقعدا من اجمالي‏432‏ وعدد‏166‏ مرشحا مستقلا من أعضاء الحزب الذين تمت إعادة تسميتهم قبل جولات الإعادة‏.‏
ويلي الحزب الوطني الإخوانيون والذين بلغ عددهم ‏88‏ نائبا بنسبة‏20%‏ من عدد المقاعد يليهم‏21‏ نائبا مستقلا ويأتي في النهاية أحزاب المعارضة وعددهم‏12‏ نائبا ‏(‏ الوفد‏6‏ والتجمع‏2,‏ والغد‏2,‏ الكرامة تحت التأسيس‏2).[29]‏
وأنكى من ذلك فإن الجميع الأحزاب السياسية في عهد المبارك هم مراقبون بشكل منتظم من قبل الأجهزة الأمنية، وأصبح الحزب كله يدار بمعرفة الأمن ( أمن الدولة والأمن القومى بتعاون و تناغم كامل)، وقد كان رئيس حزب شهير يتسم بالخفة والظرف يتحدث عن هذه الظاهرة فقال فى إحدى الجلسات على طريقة السخرية من بؤس الأحوال: إن كل الأحزاب فى مصر مخترقة من الأمن، وحزبى مخترق من رأسه حتى أخمص قدميه! أى أنه اتهم نفسه بالعمالة للأجهزة فى لحظة صدق، والحقيقة فإنه لم يكن عميلا بالمعنى الحرفى للكلمة، ولكنه لم يكن يرفض للأمن طلبا اذا اتصل به! ثم ازداد طمع أجهزة الأمن فحولت أحزابا صغيرة ومتوسطة الحجم إلى حالة كاملة من العمالة تصل إلى 100% ، ثم ازداد الطمع فقالوا لأنفسهم لماذا لانؤسس أحزابا جديدة على أعيننا بالكامل، وقد كان هذا القرار السبب الرئيسى وراء ارتفاع عدد الأحزاب السياسسية من 4 أو 5 أحزاب إلى 24 حزبا مرة واحدة! وتم تأسيس أحزاب الأنابيب من شخص واحد لكل حزب تتم زيادة عضويته إلى خمسة أو ستة أعضاء على الأكثر لكل حزب.[30]
ثانياً: الحريات السياسية وحرية الصحافة والإعلام: الحريات بجميع اشكالها و انواعها هي تحت تهديد الحكم السلطوي في منطقة الشرق الأوسط، وحتى في تركيا ولبنان الذان تمتازان بأحترام الحريات يتعرض البعض الى الإعتقال والسجون وحتى الإغتيال.
إن الوضع الحريات في جميع انحاء الشرق الأوسط هي في حالة سيئة، خاصة في البلدان العربية، فمثلاً قبل حدوث الثورة 17 فيبراير 2011 في ليبيا هناك الآف من المواطنين الليبيين كانوا قابعون في السجون بسبب آرائهم ومواقفهم المخالفة لنظام. والمجزرة سجن بوسليم في يوم 29 حزيران 1996 عندما داهمت قوات خاصة السجناء، تعتبر إحدى أكبر المجازر الجماعية التي ارتكبها نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا، الذي حيث راح ضحيتها نحو 1200 معتقل معظمهم من سجناء الرأي.
 منظمة العفو الدولية في تقرير لها في 27/4/2004 تحدث عن اوضاع حقوق الأنسان وحرية الإعلام و الرأي في ليبيا بشكل التالي:[31]
ومتابعة لتقاريرنا السابقة، والتي تضمنت العديد من المطالبات بشأن تحسين ملف حقوق الإنسان في ليبيا نلاحظ ما يلي:
1 ـ لا زال النظام الحاكم في ليبيا يتجاهل نداءاتنا بضرورة استصدار الدستور الدائم للدولة، لكفالة ضمان حماية الحريات وحقوق الإنسان بعدم تكرار الاعتداء عليها في غياب الشرعية الدستورية.
2 ـ عدم اتجاه النظام إلى إثبات حسن النوايا، وذلك من خلال العمل على إلغاء كافة القوانين والتشريعات المقيدة للحريات والمنتهكة للحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكذلك عدم الجديّة في إلغاء المحاكم الاستثنائية، وعلى رأسها محكمة الشعب، بالرغم من إن قائد النظام وفى إحدى لقاءاته مع رجال القانون والقضاء قد أشار إلى هذا الموضوع، إلا أنَّ الأمر لم يتجاوز ذلك اللقاء، ولم يتمَّ تنفيذ هذا الأمر على أرض الواقع حتى يومنا هذا.
3 ـ لم يتم اتخاذ إجراءات شجاعة وحاسمة في سبيل الإعلان عن الإفراج التام عن كافة السجناء السياسيين وسجناء الرأي، والأمر بوقف إجراءات أية محاكمات جارية الآن ضد جميع المتهمين بتهم سياسية أو فكرية غير متوافقة مع توجهات النظام وسياساته.
4 ـ بالرغم من التعتيم الإعلامي على ما عُرف بمجزرة سجن أبو سليم.. تم أخيراً كشفُ هذه الجريمة، وذلك بفضل جهود المنظمات الليبية في الخارج ومساعدة المنظمات الدولية ذات العلاقة بحقوق الإنسان.. واعترافُ النظام بهذه الجريمة، إلا أنه إلى ألان لم تتخذ الخطوات الإيجابية في سبيل فتح ملف التحقيق في وقائع هذه المجزرة، والعمل على تعويض أهالي ضحاياها، والكشف عن كافة أسماء الذين قتلوا فيها، ومن ثم الكشف عن مقابرهم وإصدار شهادات وفاتهم.
5 ـ وفي مجال الإعلام والصحافة وحرية الرأي والكلمة، لم يطرأ أي تحسن في هذا المجال، وذلك بإعطاء أكبر قدر من المساحات للحرية وإبداء الرأي والرأي الأخر، بأن تعطى الفرصة للإعلاميين ورجال الصحافة والفكر في الحصول على المعلومة الواثقة والبيانات الدقيقة عن كافة مجريات الأحداث في الداخل، وإعطاء أكبر قَدْرٍ من الحريات لانتشار الصحف والمجلات والدوريات دون قيود رقابية تكون حائلاً دون انتشار هذه المطبوعات، وعدم العمل على مصادرة أي منها لأي سبب من الأسباب، كما حدث بأن تم إيقاف صدور بعض المجلات الثقافية والتي كان أخرها منع تداول مجلة عراجين التي منعها قرار وزير الثقافة في ليبيا.
6 ـ حالات الاختفاء القسري.. لازالت هذه المشكلة قائمة بالرغم من مطالباتنا المتكررة بضرورة الإفصاح عنها بشكل صريح وواضح، ومن أشهر هذه الحالات ـ وذلك على سبيل المثال لا الحصر:اختطاف واختفاء كلا من: منصور الكيخيا، عزت المقريف، جاب الله مطر، الشيخ موسى الصدر ورفاقه.. هذا بالإضافة إلى العديد من أبناء الوطن الذين تمَّ خطفهم من الشوارع والمساجد ولم يعرف مصيرهم حتى الآن.
اما في تونس وحسب تقديرات منظمة العفو الدولية كان يقبع في السجون التونسية خلال حكم الرئيس بن علي، مابين 2000- 3000 سجين سياسي معظمهم من الإسلاميين، ويوجد ما لايقل عن 3000 مواطن محروم من جواز السفر، فضلاً عن 20000 لاجيء سياسي يعيشون في المنافي.
ومن جانب آخر عبرت اللجنة المناهضة للتعذيب التابعة للأمم المتحدة في نوفمبر 1998، في تقريرها عن تونس، انشغالها بشكل خاص جراء ممارسات التعذيب، والمعاملات الفضيعة والمهينة المرتكبة من قبل قوات الأمن والبوليس. وكان البرلمان الأوروبي اتخذ في جلسة في انعقاده بستراسبورغ في 22 أيار عام 1996 قراراً عبر فيه عن انشغاله للأنتهاكات المستمرة لحقوق الإنسانفي تونس، ويعتبر القرار الذي تم التصويت عليه عن انشغال النواب بالمحاكمات التي يتعرض لها المعارضون السياسيون وعائلاتهم.. كما أنهم يدينون ما يقوم به النظام من التقيد لحرية المواطنين التونسيين والغياب الكامل لحرية الصحافة.[32]
إن النظام زرع الرعب في نفوس المواطنين تحت عنوان "هيبة الدولة" ومن أساليب هذا النظام، تصفية العقل النقدي، وحرمان المناضلين والديمقراطيين من جوازات سفرهم، وقطع هواتفتهم ومعاقبة عائلاتهم. وهو اسلوب حديث لم يكن سائداً في عهد بورقيبة.[33]
وفي ظل الدولة البوليسية التونسية، فإن الوزارة الداخلية هي التي تشرف على الإعلام، وهي التي تتدخل عبر الهاتف عادة للحث على الكتابة في موضوع ما، او النصح بعدم الكتابة في مواضيع الآخرى، ومثل تلك التدخلات بحق القائمين على الإعلام جعلتهم يكثرون من الاجتهاد في معرفة المواضيع المسموح بها، مما يعمق الرقابة الذاتية... كما أن الرقابة تمنع الصحف الأجنبية والعربية وتمزق منها الصفحات التي تتضمن مقالات نقدية ضد النظام. ويشكل الأنترنت رعباً حقيقياً للدولة البوليسية، فتتكلم عنه ولايسمح بتعميمه فلا يستفيد منه المواطنون كلهم، فإذا استخدم فعلى نطاق ضيق ومحدود مع تشفير أغلب المواقع.[34]
 
 
 
2-2 الأسباب الخارجية  
الى جانب الأسباب الداخلية التي لها دور مباشر في انفجار الثورات الربيع العربي، هنالك عوامل مؤثرة اخرى خارج حدود تلك الدول، هذه العوامل يمكن ان نسميها الأسباب الخارجية. للأسباب الخارجية دور لايمكن اغفالها في الثورات والإنتفاضات التي كان حدثت في الشرق الأوسط، ولكن في حال الربيع العربي، لا تظهر تأثير الأسباب و العوامل الخارجية بشكل واضح وجلي.
حول التأثير عوامل خارجية في ثورات الربيع العربي هناك طرفان:
الأول: يرى بإن الثورات والأحتجاجات هي من صناعة الداخلية خالصة لم تكن فيها اي دور خارجي. ومن داخل هذا الطرف هناك آخرون يذهبون الى ابعد من ذلك ويعتقدون بإن الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية هم ليسوا فرحين بالثورات الربيع العربي، ويتعاملون مع نتائجها كأمر للواقع.
نقف على بعض من المواقف والتصريحات التي ترجح كفة هذا الطرف:
كانت الولايات المتحدة تنظر بقلق إلى ما يحدث في تونس وتعطي الشرعية التامة لنظام الحكم المعروف بولائه لها، لكن مع تطور الوضع انطلاقا من أواخر السنة 2010 وبداية السنة 2011 أعدت بعض السيناريوهات وتوقعت إمكانية سقوط نظام بن علي فغيرت نسبيا موقفها من الأحداث في تونس وجعلت نفسها في موقف وسط بين النظام والشعب. وأدلت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية بتصريح للجزيرة الفضائية وأكدت فيه أن الحكومة الأمريكية تراقب ما يحدث في تونس دون أن تقف إلى جانب النظام على حساب الشعب ولا العكس بالعكس.[35] وفي تصريح آخر قالت كلينتون: ان احتجاجات تونس خليط من الاقتصاد والسياسة وإن واشنطن ليست طرفا فيها.
ومن خلال الثورة 25 يناير في مصر دعت الولايات المتحدة كل الاطراف الى الهدوء والتحلي بضبط النفس لتجنب العنف. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية فيليب كراولي: إن الولايات المتحدة  تساند الحق الاساسي في التعبير عن الرأي والتجمع لكل الشعوب. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون: إن حكومة مبارك مستقرة وإنها تسعى الى سبل لتلبية احتياجات المصريين.[36]
 اعتبرت صحيفة "الإندبندنت"[37] البريطانية أن الثورات والانتفاضات الشعبية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أثبتت فشل استراتيجيات القوى الغربية الدبلوماسية تجاه العالم العربي.
 وذكرت الصحيفة أنه لم يكن أحد يتوقع أن يشهد هذا العام ثورات تجتاح أقطار العالم العربي، وتطيح بأنظمته في كبرى البلدان العربية... إنه من المؤكد أن نتائج تلك الثورات تركت تأثيرها الأكبر على العالم العربي، إلا أن فشل القوى الغربية في تقييم المواقف، ورؤيتها بأن أربعًا من حلفائها في المنطقة - على الأقل - سينجحون في الصمود في أحلك الظروف، يجعل من الضروري إلقاء نظرة أكثر عمقًا وتحليلاً على سياسات تلك القوى إزاء المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى خطاب وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة "كونداليزا رايس" عام 2005 في القاهرة، حين نعت من خلاله "ما قدمه الغرب على مدى عقود طويلة في سبيل إحداث تغيير وإصلاحات في العالم العربي، فيما رأته الضامن الأكبر لتحقيق الاستقرار في المنطقة، لكن تأتي ثورات العام الحالي لتثبت عكس ذلك، إذ لم يكن للقوى الغربية دور في اندلاع أي من تلك الثورات، وهو ما يفسر عجزها عن الاستيعاب السريع لحجم التغييرات الهائلة التي عصفت بالمنطقة.
الثاني: يرى الى دور العامل الخارجي كقوة مؤثرة في تحريك الشارع العربي واحداث تغيير فيها.
يعتقد هذا الطرف وإستناداً إلى وثائق سرية التي كشفتها موقع ويكيليكس أن الولايات المتحدة دفعت عشرات ملايين الدولارات إلى منظمات تدعو إلى الديمقراطية في مصر. وحسب الوثيقة السرية التي سربها الموقع والمصادرة عن السفارة الأمريكية في القاهرة في 6 ديسمبر 2007، فإن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "يوآس آيد" خصصت مبلغ 5،66 مليون دولار عام 2008، و75 مليون دولار في عام 2009 لبرامج مصرية لنشر الديمقراطية والحكم الجيد.[38]
 صحيفة الدايلي تليغراف البريطانية قالت أنها علمت أن الحكومة الأمريكية تدعم بصورة سرية شخصيات بارزة وراء الانتفاضة المصرية، وأن هذه الشخصيات كانت تخطط لتغيير النظام منذ ثلاث سنوات. فإن السفارة الأمريكية في القاهرة، ساعدت معارضا شاباً (وائل غنيم)* على حضور ندوة برعاية الولايات المتحدة في نيويورك للنشطاء الشباب، وعملت على إخفاء هويته عن أمن الدولة في مصر. و لدى عودته إلى مصر عام 2008، أبلغ دبلوماسيين أمريكيين أن تحالفا من الجماعات المعارضة وضع خطة للإطاحة بمبارك وتنصيب رئيس منتخب ديمقراطيا عام 2011.[39]
 وجاء في وثيقة أخرى من السفارة الأمريكية بتاريخ 9 أكتوبر 2007، أن الرئيس مبارك كان متشككا كثيرا بشأن دور الولايات المتحدة في نشر الديمقراطية. وذكرت الوثيقة التي نشرتها صحيفة "أفتنبوشن" النرويجية على موقعها أن الولايات المتحدة أسهمت بشكل مباشر في بناء القوى التي تعارض الرئيس مبارك. وفي تاريخ 20 أكتوبر، أصدرت السفارة وثيقة وضعت فيها نجل الرئيس مبارك جمال مبارك الذي كان مرشحا لخلافته بأنه يشعر بالانزعاج من التمويل الأمريكي المباشر للمنظمات والجمعيات المصرية بهدف دعم الديمقراطية.[40]
وبعض من انصار هذا الطرف يرى ان وثائق ويكلكس والموقع نفسه له دور فاعل بما حدث في العالم العربي، لإن الوثائق كشفت أمور سرية عديدة حول الحكام وحاشيتهم، وعن ثرواتهم وحجم الفساد الموجود في تلك البلدان.
قال محمد حسنين هيكل: إن الوثائق تكلمت عن أمور فظيعة للغاية في تونس، ولكنها لم تتسبب في الثورة وإنما أعطت صورة عن الفساد فى أسرة بن علي، وأضاف أن السفير الأمريكي في تونس أرسل مئات ان لم يكن ألاف البرقيات حول سيطرة أسرة بن على التي تملك كل شيء فى السياحة والإعلام وعن القمع الشديد والتجاوزات.[41]
دون تأيد رؤية طرف على طرف آخر، في حجم تأثير ودور العوامل الخارجية في الأحداث الجارية في العالم العربي، نعتقد إن عوامل خارجية مباشرة المتمثلة بالتحضير المسبق من ناحية تجهيز المعارضين بالمال والمعدات اللازمة وتحضير ارضية ملائمة للثورة وتأيد للأحداث تغيير سياسي لم تكن موجودة بتاتاً على الأقل في تونس ومصر.
اما في حالة ليبيا فقد تغييرت الظروف وفي 17 أذار 2011 صدرت قرار الرقم 1973 من مجلس الأمن الدولي، الذي يَقتضي بفرض عدة عقوبات على حكومة الليبية تتضمن حظر الطيران فوق ليبيا وتنظيم هجمات مُسلحة ضد قوات القذافي الجوية لمنعها من التحليق في الأجواء الليبية وإعاقة حركتها، وبموجب هذا القرار تدخلت حلف الشمال الأطلسي (النيتو) وإن لهذا التدخل دور كبير في إسقاط النظام العقيد معمر القذافي. 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
3-  سيناريوهات مستقبل الشرق الأوسط:
 
نجح ثورات الربيع العربي في سقوط الأنظمة الحكم في كل من تونس ومصر و ليبيا، وهذا الوضع الجديد سيؤدي الى خلق علاقات جديدة في المنطقة الذي ستلقي بظلالها على العلاقات الدولية لتلك البلدان مع دول أخرى لا سيما في المنطقة أو مع الدول الغربية.
فإن الأنظمة البائدة في تونس و مصر وحتى في ليبيا، كانوا لديهم علاقات ممتازة مع الدول الغربية، و خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وكلا من مصر و تونس لهما علاقات جيدة مع إسرائيل. فمصر وبموجب أتفاقية كامب ديفيد الموقعة بينها وبين إسرائيل في عام 17 سبتمبر 1978 و معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة بين الجانبان في 26 مارس 1979 كانت لها العلاقات الدبلوماسية الودية مع تل أبيب.
 وتونس ايضاً قام بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وأقامة العلاقات الدبلوماسية على مستوى فتح مكاتب الأتصال بين تونس و تل أبيب برعاية السفارة البلجيكية في كلا من البلدين في عام 1994.[42]
فإن الثورات والأحداث التي تجري على الساحة العربية قد تخلت بالتوازن في العلاقات الدولية لتلك الدول مع الدول الغربية التي كانت الموجودة منذ الحرب الباردة. ولذلك في المدى القريب، وفق التغييرات السياسية الحاصلة على المستوى الداخلي سنشهد تغيير محتوى ومضمون علاقاتهم الدولية، والتغييرات السياسية الجديدة ستؤدي الى ظهور أحزاب وقوى سياسية على الساحة الداخلية. وإن تلك القوى الجديدة سيدشنون السياسات الخارجية الجديدة وقد يقومون بمراجعة وأعادة النظر بالعلاقات الخارجية لدولهم وفق ماتراهم المناسبة للمصالحهم الوطنية. وإن السياسات الخارجية الجديدة لتلك الدول سيتغيير وفق رؤيا والفلسفة السياسية لقوى التي ستسيطر على النظام الحكم ووفق فهمهم للمصلحة الوطنية. وبسبب عدم وضوح ملامح مستقبل النظام السياسي في دول الربيع العربي وعدم تشكلها بشكل النهائي، لا يمكن التحدث حول مستقبل السياسي للمنطقة وكيفية شكل العلاقات التي ستربط دول المنطقة بمحيطها الخارجي ولذا      نحاول ان نستعرض بعض السيناريوهات المحتملة الحدوث حسب القوى التي من الممكن ان تسيطر على النظام الحكم في الدول التي شملت الربيع العربي.
 
3-1 سيطرة الإسلاميين
تشهد الشرق الأوسط بعد انهيار الكتلة الشرقية وإنتهاء الحرب الباردة صحوة الإسلامية عارمة بشقيها المعتدل والمتطرف. وإن لكلا الشقين انصارهما على المستوى المحلي والدولي. وإن لهذه الصحوة تأثير كبير على العلاقات الدولية لدول الشرق الأوسط فيما بينهم ومع الدول الأخرى ولاسيما الدول الغربية. وكثير من العلاقات التي جرت ولاتزال تجري بينهم مع الدول الغربية يتضمن جانب كبير فيها الخطر التطرف الإسلامي، لأن في كثير من الدول الشرق الأوسطية هناك تيارات دينية اسلامية متطرفة ومعتدلة، على رغم عدم تأثير هذه التيارات في رسم سياسات حكوماتهم، لكن مع ذلك كانت لديهم دور في توجيه علاقات الخارجية لدولهم خاصة التيارات المتطرفة، وذلك عن طريق العمليات الإرهابية التي كانت تستهدف المصالح الدول الغربية وهذه العمليات قد أدت في بعض الأحيان الى توتر العلاقات بين هذه الدول و الدول الغربية. فمثلاً حادثة مدمرة كول الذي وقع في أكتوبر من العام 2000  في ميناء عدن اليمني القت بظلالها على العلاقات اليمنية الأمريكية. كتبت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها:[43] "على الرغم من جهود بذلت من قبل وزارة الخارجية الأمريكية لكي تبدو مفعمة بالثقة، فإن هناك توترا ملحوظا في العلاقات اليمنية الأمريكية حول تعامل مكتب التحقيقات الفيدرالي مع التحقيقات... ويرفض مسؤولون يمنيون السماح للأمريكيين بالوصول إلى يمنيين بارزين يعتقد أن لهم علاقة بالهجوم... وتعتزم السلطات اليمنية أن تقدم للمحاكمة ستة رجال ألقي القبض عليهم عقب التفجي، ويعتقد مكتب التحقيقات الفيدرالي إنهم غير ذوي أهمية وقد وجدت الحكومة اليمنية نفسها بين شقي رحى، فمن جهة ترغب في تحسين علاقاتها مع واشنطن، ومن جهة أخرى تعي أن المنطقة تشهد شيوع مشاعر العداء لأمريكا وقد رحب كثير من اليمنيين، مثل كثير من العرب، بالهجوم على المدمرة كول".
وكذلك توترت العلاقات الأمريكية مع المملكة العربية السعودية اثر الهجمات 11 سبتمبر، وحسب تقرير الذي تم نشره من قبل أجهزة الأمن الأمريكية في 2003، إن مسؤولين سعوديين كباراً قدموا مئات الملايين من الدولارات لجمعيات خيرية ومنظمات أخرى ربما تكون قد ساعدت في تمويل الهجمات، مما زرع الشكوك والتساؤلات، وفتح مجالاً واسعاً للتأويلات والتخمينات في إيجاد روابط ممكنة بين بعض الشخصيات في الحكومية السعودية وبين بعض المشتركين في الهجمات على برجي التجارة العالميين بنيويورك. هذا الإعلان أثار حفيظة الحكومة السعودية التي وجدت نفسها متهمة بدون أي دليل، وغير قادرة عن الدفاع نفسها لعدم وجود أدلة من الأساس. وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن المملكة العربية السعودية اتهمت زورا وبسوء نية بالاشتراك في هجمات سبتمبر بناء على تكهنات مغلوطة مصدرها نوايا خبيثة أسيء إخفاؤها.[44]
هنالك سؤال: كيف ستصبح مستقبل الشرق الأوسط والعلاقات الخارجية لدول الذي اطيحت بنظامهم في إطار الأحداث الثورات الربيع العربي في ظل سيطرة القوى الإسلامية؟ هنالك سيناريويان في هذا الصدد:
3-1-1 في ظل سيطرة القوى الإسلامية المعتدلة: إن جميع القوى الإسلامية في الشرق الأوسط والعالم العربي ليسوا من القوى المتطرفة وإنما هناك القوى المعتدلة أمثال جماعة الإخوان المسلمين المتمثلة في حزب الحرية والعدالة في مصر، والمتمثلة في حزب النهضة الإسلامية في تونس وحزب العدالة والتنمية في المغرب و البعض الأحزاب والحركات الأخرى في العالم العربي. فالكثير من هذه القوى المعتدلة لايقوم سياساتهم على اساس الكراهية للغرب -على أقل اعلامياً- أو تقسيم العالم الى عالم الكفر و الإيمان، بل يقوم سياسات تلك الأحزاب المعتدلة على الأساس البراغماتي.
الأمثلة على البراغماتية السياسية للقوى المعتدلة هي تصريح للمتحدث باسم الاخوان المسلمين في مصر محمد سعد الكتاتني والذي يتولى ايضا منصب الامين العام لحزب الحرية والعدالة الذي قال[45]:"اننا نرحب بأي نوع من العلاقات من الجميع وان تكون هذه العلاقات لتوضيح الرؤى ولكن لا تكون ولا تقوم على التدخل في الامور الداخلية للبلاد".
وكذلك حزب النهضة التونسي هي تقوم سياساتها على اساس البراغماتي ليس على المستوى الدولى بل على المستوى الداخلي،" الواقع هو أن ما يدعم رصيد حزب النهضة في الشارع التونسي هو تبنيه أفكار زعيمه ومؤسسه راشد الغنوشي، الذي لا يجد حرجاً في الجمع والتوفيق ما بين القيم والأحكام الإسلامية وبين قيم ومبادئ الدولة المدنية، والتعددية السياسية، وتداول السلطة، واحترام حقوق الإنسان، وغيرها".[46] وعلى المستوى الدولي أكد عضو المكتب التنفيذي للنهضة نور الدين البحيري التزام حزبه باحترام تعهدات الدولة التونسية،"نحن ملتزمون باحترام كل تعهدات الدولة التونسية والأمن والسلم العالميين والأمن في منطقة البحر الأبيض المتوسط".[47]
أما القيادي الآخر في النهضة عبد الحميد الجلاصي فقال:"يجب أن تطمئن رؤوس الأموال والأسواق والشركاء الأجانب على التعهدات التي أبرمتها الدولة التونسية والتزاماتها...أن مناخات الاستثمار ستكون أفضل في المستقبل في تونس".[48]
وفي ليبيا قال مراقب عام جماعة الإخوان المسلمين الليبية بشير الكبتي:" إن ليبيا للجميع وتسع الجميع، ولا مجال فيها للإقصاء، والكل يشارك في العملية السياسية والبناء والتنمية دون تفضيل طرف على طرف آخر ... أن لهذه المرحلة التي يعيشها الليبيون، متطلباتها، وأن الإخوان جزء لا يتجزأ من هذه المرحلة... أنه لا بد أن يكون هناك توافق بين الجميع".[49]
بعد فوز الحزب النهضة الإسلامي في تونس بأغلبية 89 مقعداً من المقاعد البالغة 217 بمجلس وطني تأسيسي الذي اجريت في 23 تشرين الأول 2011 وفي مصر حصل حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين على أكبر نسبة من الأصوات في الإنتخابات البرلمانية.
في هذين البلدين الحال مشابه للآخر تماماً حيث من المتوقع أن يؤول أمر السلطة فيهما لجماعة الإخوان المسلمين، وإن كان الاحتمال في تونس بشكل أقل ولكن دون شك سيكون لحركة النهضة هناك وضعية مميزة، وقد يتمكن الغرب من التعايش مع حالة التغيير القادمة في هذين البلدين إذا أظهر نظامي الحكم فيهما شكلاً من المرونة والانفتاح تجاه الغرب والتنظيمات السياسية الأخرى في بلدانها أي ( الالتزام بالديمقراطية )، و نقطة الصدام الوحيدة ببن مصر تحديداً والغرب إذا حدثت فقد تأتي من خلال العلاقة مع تنظيم حماس في فلسطين وأثر هذه العلاقة في الصراع مع الإسرائيل.[50]
لكن الحصول على الأغلبية في الأنتخابات لايعني حصول الأحزاب الإخوانية على الأغلبية المطلقة، فمثلاً بسبب عدم حصولها على الأغلبية المطلقة، اضطرت حزب النهضة التونسي الإئتلاف مع حزب المؤتمر من أجل الجمهورية حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات لأجل تقسيم المناصب السيادية.
ومن هنا يمكن استنتاج المعادلات التالية:
1-    حزب إسلامي معتدل (الأغلبية المطلقة) = الحكومة الأغلبية = رضى الغرب 
2-    حزب إسلامي معتدل (الأغلبية) + حزب (أحزاب) لبرالي وعلماني (الأقلية) = رضى الغرب
3-    حزب إسلامي معتدل (الأغلبية) + حزب (أحزاب) إسلامي متطرف (الأقلية) = عدم رضى الغرب
ستحضى المعادلتين الأولى و الثانية اي الحكومات الإسلامية المعتدلة ذات الأغلبية المطلقة والحكومات الإئتلافية الإسلامية العلمانية بمباركة الغرب بهدف الحصول على علاقات الجيدة ومزايا من العلاقات الإقتصادية والتجارية.
فتصريحات لوزيرة الخارجية الأمريكيّة هيلاري كلينتون في إطار ردّها على سؤال عن موقف الولايات المتّحدة إذا فاز الإخوان المسلمون بالسّلطة عبْر انتخابات ديمقراطية. قالت كلينتون حينها إنّ "أيّ حزب يلتزم بنبذ العنف ويلتزم بالديمقراطية ويلتزم بحقوق كلّ المصريين أياً ما كان يجب أن تكون لديه الفرصة للمنافسة على أصوات المصريين".[51]
إذاً مصر  باعتبارها دولة ديمقراطية, حتى ولو كان الإخوان المسلمون فاعلين أساسيين فيها بالسلطتين التشريعية أو التنفيذية, فإن هذا لا يعني معارضة مصالح الولايات المتحدة. إنّ مصر الديمقراطية إذا كانت دولة متماسكة داخلياً و لها مجلس نيابي قويّ  لن تتلقّى أوامر أمريكية ولكنها سوف  تراعي المصالح الأمريكية في ضمان أمن خليج عدن والنظامين العربي والإقليمي وأفريقيا, لكنها بالتأكيد لن تكون في صالح إسرائيل. .. لاعتبارات داخلية وخارجية تأخذ الولايات المتحدة بالحسبان المصالح الإسرائيلية في الشرق الأوسط وتضعها فوق غيرها من الاعتبارات, بل وأحياناً يحدث أن تتفوّق المصالح الإسرائيلية على المصالح الأمريكية, كما في القضيّة الفلسطينية. لذلك سوف تشهد المرحلة المقبلة على المدى المتوسّط الكثير من التناقضات المصرية والأمريكية والإسرائيلية. و فيها، سيكون على الولايات المتحدة أن توازن بين مصالحها في الشرق الأوسط والمصالح الإسرائيلية.[52]
أمّا روسيا, فلها أيضاً هواجسها الدينية بحكم تجربتها الطويلة والدموية في إقليميْ الشيشان وداغستان, حيث لم تستطع روسيا إلى حدّ الآن ضبط الأمن في تلك المناطق, ولم تنجحْ في خلق هوية روسية موحّدة لشعوب  تلك الأقاليم المحلية. ولا تبتعد الصّين عن هذه المعادلة, فهي الأخرى, تستشعر الخطر من الحركات الإسلامية في إقليم شينغيانغ. وصل الموقف الروسي من الثورات العربية إلى التعبير صراحة وعلانية عن قلقه منها والتحذير من خطورة وصول الإسلاميين إلى السلطة بعد الإطاحة بتلك الأنظمة الديكتاتورية, وذلك على لسان وزير الخارجية "سيرغي لافروف" في لندن أثناء لقائه نظيره البريطاني بتاريخ 15 - 2 - 2011.[53]
وكتب طارق الحميد رئيس التحرير صحيفة الشرق الأوسط في مقال نشرت في يوم 4 ديسمبر 2011: الحقائق تقول لنا إن الإخوان المسلمون أنفسهم باتوا في ورطة جراء هذا الانتصار الانتخابي، فأمامهم ثلاثة ملفات تمثل مأزقا حقيقيا، لا نعلم كيف سيتعاملون معها، وهي: معاهدة كامب ديفيد، والاقتصاد، والسلفيون. سياسيا، سيجد «الإخوان» أنفسهم وجها لوجه مع معاهدة كامب ديفيد التي بنوا عليها شرعيتهم بمعاداة كل من نظامي الراحل أنور السادات، وبعده مبارك، واليوم على «الإخوان» أن يقولوا، بالأفعال وليس بالأقوال، إن كانوا يريدون إلغاء تلك المعاهدة، وهذا يعني إعلان حرب ضد إسرائيل، ومعروف أن الاقتصاد المصري لا يتحمل مزيدا من المظاهرات، ناهيك عي ن الحروب، فهل يقبل «الإخوان» بالمعاهدة وهم في السلطة؟ وإذا قبلوا بها فما الفرق إذن بينهم وبين مبارك؟ وكثرة التصريحات الأميركية عن الاتصالات المستمرة بينهم وبين «الإخوان» توحي بأن «إخوان مصر» لن يجرؤوا على المس بمعاهدة كامب ديفيد، مما يعني أن «الإخوان» مثلهم مثل مبارك، سياسيا، ومن أول رشفة لكأس الحكم!... فتطبيق «الإخوان» لأفكارهم التي طالما روجوا لها يعني أنهم سيقودون مصر إلى الحروب والإفلاس، بينما عصرنة مواقفهم وتبنيهم للخط العقلاني، وهما من المتطلبات الضرورية لمن يريد أن يحكم، يعنيان ضربا لمصداقية «الإخوان»، كما يعنيان أنهم مقبلون على معركة شرسة مع السلفيين.[54]
أما في حال المعادلة الثالثة أي في حال حكومة إسلامية خالصة تظم كلا من المعتدلين والمتطرفين فإنه ليس من المتوقع ان ترضى الغرب بمثل هذه الحكومات.
نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في تقرير لها: بعد أن عززت نتائج المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية التي شهدتها مصر مؤخرًا من فوز جماعة الإخوان المسلمين بأغلبية في البرلمان القادم، يليها حزب النور السلفي، لتضع الغرب أمام تحدٍ صعبٍ حول كيفية التعاطي مع ديمقراطية أعطت التيار الإسلامي الأغلبية الساحقة.
وذهبت الإندبندنت إلى القول بأن المتغيرات في منطقة الشرق الأوسط طرحت تساؤلاً قويًا بشأن إمكانية تعاون محتمل بين الغرب والإسلاميين في العالم العربي، لا سيما في ظل احتمال وصول الجمهوريين إلى البيت الأبيض خلال الانتخابات الأمريكية الرئاسية المقبلة، حيث استشعر الدبلوماسيون الأوروبيون خوفًا من أن المرشح الجمهوري "ميت رومني" - أكثر مرشحي الحزب اعتدالاً - لا يجد غضاضة في وصف "التيار الإسلامي" علانيةً بأنه خطر يتهدد السلام العالمي، في تناغمٍ إلى حدٍ ما مع خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكنسيت الإسرائيلي، والذي رأى أن "العالم العربي يتجه إلى الوراء وليس إلى الأمام".[55]
أعرب نائب وزيرة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز عن اعتقاده القوي بأن "الغد" سيكون صعبا للغاية، حيث ستكافح شعوب الشرق الأوسط وهي تواجه التحولات والمرحلة الانتقالية التي بدأتها والتحديات التي ستواجهها، ولكنه أعطى بصيصاً من الأمل عندما أشار إلى أنه إذا تمكنا من التعامل مع التحديات التاريخية الماثلة اليوم، من السلام "العربي/الإسرائيلي" إلى الأمن الإقليمي إلى تعزيز الفرص الاقتصادية، لدعم عمليات التحول إلى الديمقراطية على نحو مدروس ومتكامل.. وإذا تمكنا من تعبئة الشعور بقضية مشتركة وبروح المبادرة بين الشركاء في المنطقة وفي أنحاء العالم.. فإن "يوم بعد غد" والسنوات القادمة، يمكن أن توفر قدرا كبيرا من الوعد، كما أن قدرا كبيرا من الآمال سيكون ممكنا.[56]
في ضل تحقيق أي من السينايوهات الثلاثة سيتغير علاقات الخارجية مع محيطها الخارجي بشقيها الإقليمي والدولي، ولكن درجة التغيير ستكون متفاوتة حسب التشكيلة الحكومية ومدى سيطرة وقوة الإسلاميين على النظام السياسي.
3-1-2 في ظل سيطرة القوى الإسلامية المتطرفة: في الشرق الأوسط والعالم العربي عدد كبير من أحزاب إسلامية متطرفة، و الكثير من هذه الحركات والأحزاب مرتبطة بشكل أو بآخر بتنظيم القاعدة الإرهابية. والكثير منهم تحمل نفس الإسم مثل تنظيم القاعدة في بلاد النهرين، تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتنظيم القاعدة بجزيرة العرب وتنظيم القاعدة في اليمن... الخ. وهناك بعض أحزاب اخرى متطرفة واصولية تعمل بشكل القانوني ولكن في إطار العملية السياسية مثل حزب النور السلفي في مصر، والجماعة الإسلامية في كردستان العراق، والتجمع السلفي في كويت، وحركة حماس في فلسطين. هذه الأحزاب والحركات سواء كانت تعمل بالعلانية أو تعمل في الخفاء تسعون الى إقامة دولة إسلامية اصولية.
في قلب الأحداث والثورات التي تعصف في العالم العربي، برزت الأحزاب الإسلامية المتطرفة بشكل قوي، واظهرت بعض الأحزاب الجديدة مثل حزب النور في مصر. وأحدى السيناريوهات حول مستقبل المنطقة هي سيطرة القوى الإسلامية المتطرفة على السلطة، ويتخوف المجتمع الدولي خاصة الدول الغربية من حدوث وتحقيق هذا السيناريو.
وحتى الأن لم تكن هناك مؤشرات قوية لحدوث هذا السيناريو على رغم تحقيق حزب النور مكاسب جيدة في الإنتخابات واحتل المركز الثاني في الكثير من المحافظات بعد الإخوان المسلمين. وهذه المكاسب يمكن على رغم محدوديتها هي مصدر قلق لمصر ولعلاقاتها مع الدول الغربية وكذلك علاقاتها مع إسرائيل.
قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية[57]:" إن صعود حزب النور الإسلامي الذي يوصف بأنه حزب سلفي متشدد، يعتبر تحولا مفاجئا في الانتخابات المصرية وقد يكون له تأثير مستقبلي على الحياة السياسية والثقافية المصرية.
وترى أن السلفيين سوف يستغلون وجودهم في الحياة السياسية للضغط لمنع الخمور واتخاذ إجراءات قد تؤثر على السياحة والليبرالية في مصر".
ويحاول حزب النور تقليل من المخاوف و طمأنة الدول الغربية وإسرائيل على عدم المساس بثوابت العلاقات الخارجية المصرية، وفي إطار ذلك صرح الدكتور يسرى حماد المتحدث الإعلامى باسم الحزب لإذاعة الجيش الإسرائيلى حرص الحزب على الحفاظ على الاتفاقيات الدولية مع إسرائيل وكذلك ترحيبه للسياح الإسرائيليين بالمجىء إلى مصر.[58]
أما بالنسبة الحال في كل من ليبيا واليمن، من المتوقع أن تتمكن التنظيمات ذات الصبغة الجهادية المرتبطة بالقاعدة في المغرب العربي وجزيرة العرب من إيجاد فرصتها في التغلغل والتمكن من الدولة بما يعني تكرار التجربة الأفغانية، من حيث نشوب الاقتتال الداخلي فيما بين هذه التيارات لأجل السيطرة، ثم استئناف الصراع الأيديولوجي المعهود مع الغرب، وهنا يكمن تفسير سبب التردد الغربي في المضي قدماً في دعم ما يجري في هذين البلدين بشكل أعمق، وبخاصة الولايات المتحدة التي انسحبت مبكراً عن المشاركة المباشرة في العمليات العسكرية في ليبيا وإرسالها لفرق استخبارية استكشافية على الأرض لتحديد هوية الثوار.[59]
لايمكن تصور قبول الدول الغربية على السيطرة القوى المتطرفة على النظام السياسي أو على الحكومات في دول الربيع العربي سواء بشكل الكلي أو بشكل الجزئي في إطار الإئتلافات الحكومية، لذلك تحقيق هذا السيناريو في الأرض الواقع ستكون لها عواقب وخيمة على العلاقات الخارجية لتلك الدول وكذلك على المنطقة برمتها. 
    
 
       
3-2 سيطرة الجيش
بجانب السيناريوهات التي تتحدث عن سيطرة الإسلاميون على السلطة، هناك سيناريو آخر يقوم على أساس سيطرة الجيش على السلطة. هذا السيناريو لايمكن حدوثها الا في ظل توفير مناخ مناسب، وهذا المناخ يمكن ان تتوفر في تلك الحالتين:
اولاً: عدم اتفاق القوى السياسية على شكل النظام السياسي وكيفية تسير شؤون البلاد، وافشاء الفوضى و حدوث الحرب الأهلية بين الفرقاء السياسيين.
ثانياً: سيطرة الإسلاميين المتطرفين على السلطة وتحويل دولة الى دولة إسلامية معادية للغرب وحليفة مع القوى الإرهابية.
لايمكن تحرك الجيش للسيطرة على الحكم الا في ظل هذين الحالتين، وفي كلا الحالتين سيكسب الجيش الرضى والقبول الغرب، لأن حدوث اية حالة من كلا الحالتين سيعرض المنطقة الى الكوارث و تهدد الأمن والسلم الدوليين وبتالي سيلحق الضرر الى المصالح الدول الغربية.
وفي حال سيطرة الجيش على الحكم لايمكن تصور تغيير جذري في سياسات الدول المنطقة و إنما تجري سياساتهم على خطى الأنظمة السابقة.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
الخاتمة:
من خلال بحثنا حول الأحداث التي حدثت على الساحة السياسية في الشرق الأوسط عموماً ودول العربية خصوصاً وصلنا الى بعض من إستنتاجات يمكننا ان نلخصها في النقاط التالية:
1-    الأحداث السياسية والعسكرية والذي بات مايعرف بالربيع العربي لم تأتي في الفراغ وإنما هي حصيلة كومة من الأسباب السياسية والإجتماعية والإقتصادية الداخلية ووكذلك للأسباب الخارجية دور في تفجير الثورات ولكن على نحو محدود.
2-    الثورات الربيع العربي التي ادت الى سقوط ثلاث انظمة إستبدادية في كل من تونس وليبيا ومصر.
3-    على رغم عدم تشكل الرؤية السياسية لدول التي حدثت فيها الثورة، بسبب عدم إستقرار الأمني والسياسي، ولكن سوف تغيير سياسات الخارجية لتلك الدول تجاه الدول المنطقة ودول الغربية.
4-    غيرت الثورات الربيع العربي رؤية السياسية لدول الغربية حول منطقة الشرق الأوسط ومستقبلها السياسي.
5-    الثورات الربيع العربي والتغيرات التي تعصف في المنطقة هي ليست في صالح إسرائيل وبات دولة إسرائيل في خطر حقيقي.
6-    الثورات الربيع العربي سوف يفرز نوع جديد من العلاقات الدولية بين دول المنطقة والدول الغربية، وسوف يغير التحالفات السياسية على مستوى المنطقة بشكل خاص وعلى المستوى الدولي بشكل عام.                 
7-    هذه الأحداث والثورات لها دور كبير في تنشيط التيارات الإسلامية بشقيها المتطرف والمعتدل و التواجد بالقوة على الساحة السياسية.
8-    وفق نتائج الأنتخابات وكذلك التوجه الجماهيري العام في المنطقة عامة ودول الربيع العربي خاصة سوف يهيمن القوى الإسلامية على السلطة السياسية.
9-    القوى الإسلامية تدرك وبوضوح ليس بمقدورها تطبيق جميع مبادئها وعلى رأسها تكوين الأمارة الإسلامية لذلك سوف تظطر الى التنازل عن بعض مبادئها. وللحفاظ على مصالح الوطنية عليه التعاون واللإئتلاف مع القوى اللبرالية والديمقراطية في تشكيل الحكومات.
10-                     اثناء الثورة كانت هناك أجماع حول الثورة وشعارها الرئيس الا وهي سقوط النظام، ولكن بعد الثورة هنالك انقسام واضح الذي تهدد مستقبل الثورة و المنطقة برمتها، ولم تبدد مخاوف الحرب الأهلية حتى الآن خاصة في ليبيا ومصر.
11-                      الجيش قد ظمنت الثورة وحافظت على ارواح المواطنين، وبعد الثورة عليها الحفاظ على مكتسبات الثورة لكي لاتستحوذ عليها جماعة سياسية على حساب جماعات الأخرى أي عدم افساح المجال امام سياسة ألإقصاء.
12-                      في حال حدوث الحرب و الأقتتال الداخلي سوف يستحوذ الجيش على السلطة، وهذا سوف يأخر العملية السياسية في تلك البلدان ويبرز مخاوف بروز الأنظمة الدكتاتوية الجديدة بذريعة الحفاظ على الأمن والسلم على المستويين الداخلي والدولي.
 
 
 
 
المصادر:
الكتب
1- توفيق المديني، سقوط الدولة البوليسية في تونس، بيروت، الدار العربية للعلوم الناشرون، 2011
2- د. فهد العرابي الحارثي، المعرفة قوة .. والحرية أيضاً، بيروت، الدار العربية للعلوم الناشرون، 2010
3- مجموعة باحثين، النفط و الاستبداد، الاقتصاد السياسي للدولة الريعية، بغداد-أربيل- بيروت، معهد الدراسات الاستراتيجية، 2007  
 
 
 
المصادر الالكترونية
[1]- باسم حسين الزيدي، إسلاميو مصر والتحول البراغماتي، انظر الى هذا الرابط: http://annabaa.org/nbanews/2011/07/085.htm
2- حسن عثمان، دخل الفرد فى الدول العربية و الشرق الاوسط، انظر الى هذا الرابط: http://form7000.maktoobblog.com/1636879
3-خالد المهير، حزب سياسي ومراقب عام لإخوان ليبيا، انظر الى هذا الرابط: http://www.aljazeera.net/NR/exeres/F0AFF38A-E5EF-
4- روجر هاردي، خلاف أمريكي يمني حول تحقيقات المدمرة كول، انظر الى هذا الرابط: http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsid_1504000/1504744.stm
5-  سلوى شرفي، تغيير النظام الاجتماعي بواسطة القانون، انظر الى هذا الرابط: http://zawaya.magharebia.com/ar/zawaya/opinion/281
6-سامح لاشين، ‏6‏ انتخابات في عهد الرئيس مبارك، انظر الى هذا الرابط: http://masress.com/ahram/50576
7-شريف آل ذهب، مستقبل الشرق الأوسط علي ضوء الاضطرابات الراهنة في المنطقة واحتمالات نشوب حرب مع إسرائيل؟،  انظر الى هذا الرابط: http://www.sudantodayonline.com/articles.php?action=show&id=199
8-طارق الحميد، مصر.. ورطة "الإخوان"!، انظر الى هذا الرابط: http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&issueno=12059&article=652691
9-علي سعيد، مفهوم "الربيع العربي" حقيقة أم وهم؟ انظر الى هذا الرابط: http://algerep.com/spip.php?article22
10-عادل الصفتي، الربيع العربي... ماذا يعني؟ ، انظر الى هذا الرابط: http://www.alarabiya.net/views/2011/08/05/160884.html
11- عمر كوش، الانتخابات التونسية وقطيعة الاستبداد، انظر الى هذا الرابط: http://www.aljazeera.net/NR/exeres/78B648DD-
12- عادل العبيدي، تونس ـ ما دور الولايات المتحدة في الربيع العربي؟ انظر الى هذا الرابط: http://www.almasdar.tn/management/article-7483
13-محمد إسماعيل ومحمد حجاج،القوى السياسية تفتح النار على حزب النور وتتهمه بالتطبيع مع اسرائيل، انظر الى هذا الرابط: http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=560943
14- محمود صلاح الدين، مفهوم الشرق الأوسط، انظر الى هذا الرابط: http://pulpit.alwatanvoice.com/articles
15-   محمد مسعت ياقوت، أزمة البحث العلمي في العالم العربي .. ما الحل ؟ ، انظر الى هذا الرابط: http://www.kl28.com/mag/article
16- محمد مسعت ياقوت، البحوث العلمية في العالم العربي غير مجدية ( مآسي الإنفاق العربي على البحث العلمي)! ، انظر الى هذا الرابط: http://www.arabprof.com/vb/t14473.html
17- ماجد إبراهيم، السيد ياسين يهاجم النظام الاجتماعي في مصر، انظر الى هذا الرابط: http://sa7fe-moshageb.maktoobblog.com/799775
18- مصطفى العبد الله الكفري، أهم عوائق التنمية الاقتصادية في الدول العربية ، انظر الى هذا الرابط: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=23847 
19-معمر فوزي الخليل، العلاقات السعودية الأمريكية، انظر الى هذا الرابط: http://almoslim.net/node/85250
20-مجدى أحمد حسين، جهاز المخابرات هو الذى أفسد الحياة السياسية فى عهد مبارك، انظر الى هذا الرابط:  http://arabnyheter.com/ar/archives/550
21- نيروز غانم ساتيك، هل نشهد تغير الموقف الأمريكي من الإسلاميين في المرحلة القادمة؟ ، انظر الى هذا الرابط: http://dohainstitute.org/Home/Details?entityID
22- هادي حماد، مفهوم الشرق الأوسط، انظر الى هذا الرابط:  http://politcl.maktoobblog.com
23- مصطلح الشرق الأوسط، انظر الى هذا الرابط: http://ar.wikipedia.org/wiki
24- تقرير الامم المتحدة: العالم العربي الاول في التخلف، انظر الى هذا الرابط: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=2451
25- انظر الى هذا الرابط: http://an-nour.com/index.php?option=com_content&task=view&id=14803&Itemid=77
26-ديون مصر الخارجية ترتفع لـ34.9مليار دولار، انظر الى هذا الرابط: http://www.alwafd.org
27-اقتصاد ليبيا، انظر الى هذا الرابط: http://ar.wikipedia.org/wiki
28-تقرير الامم المتحدة: العالم العربي الاول في التخلف، انظر الى هذا الرابط: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=2451
29-  2009 نهاية عقد : ترحيل مشكلات الأمية والفقر والبطالة في العالم العربي إلى 2010، جريدة الشرق الأوسط، انظر الى هذا الرابط: http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=11353&article=550395&feature=
 30- الدستور المصري، انظر الى هذا الرابط: http://ar.wikisource.org/wiki _2007
31- انظر الى هذا الرابط:   http://www.arabtimes.com/frontpage4/doc71.html
32-انظر الى هذا الرابط: http://media.iraqicp.com/2010-12-17-07-29-32/59--113-27-2011-.html
33-الإندبندنت:ثورات الربيع العربي أثبتت فشل الاستراتيجيات الغربية تجاه الشرق الأوسط، انظر الى هذا الرابط: http://al-mashhad.com/Print/Articles
34- انظر الى هذا الرابط: http://muntada.islamtoday.net/t88543.html
35- انظر الى هذا الرابط: http://www.bokra.net/Articles/1121099/%D9%87%D9%8A%D9%83%D9%84
36- انظر الى هذا الرابط: http://www.pal-stu.com/vb/showthread.php?t=35955
37- انظر الى هذا الرابط: http://al-mashhad.com/Print/Articles/44759.aspx
38- نائب وزيرة الخارجية الأمريكية: مستقبل الشرق الأوسط صعب للغاية، انظر الى هذا الرابط: http://al-mashhad.com/News
39-تخوف ليبرالي من إسلاميي مصر، انظر الى هذا الرابط: http://www.aljazeera.net/NR/exeres/E2630DDF-50BF-426A-A83F-2A2B0AF0E881.htm


[1]- هادي حماد، مفهوم الشرق الأوسط، انظر الى هذا الرابط:  http://politcl.maktoobblog.com
[2]- محمود صلاح الدين، مفهوم الشرق الأوسط، انظر الى هذا الرابط: http://pulpit.alwatanvoice.com/articles
[3]- المصدر السابق.
[4]- مصطلح الشرق الأوسط، انظر الى هذا الرابط: http://ar.wikipedia.org/wiki
[5]- انظر الى هذا الرابط: http://an-nour.com/index.php?option=com_content&task=view&id=14803&Itemid=77
[6]- المصدر السابق.
[7]- عادل الصفتي، الربيع العربي... ماذا يعني؟ ، انظر الى هذا الرابط: http://www.alarabiya.net/views/2011/08/05/160884.html
[8]- علي سعيد، مفهوم "الربيع العربي" حقيقة أم وهم؟ انظر الى هذا الرابط: http://algerep.com/spip.php?article22
 
[9]- مدونة الكاتب الصحفي ماجد إبراهيم، السيد ياسين يهاجم النظام الاجتماعي في مصر، انظر الى هذا الرابط: http://sa7fe-moshageb.maktoobblog.com/799775
[10]- سلوى شرفي، تغيير النظام الاجتماعي بواسطة القانون، انظر الى هذا الرابط: http://zawaya.magharebia.com/ar/zawaya/opinion/281
[11]- تقرير الامم المتحدة: العالم العربي الاول في التخلف، انظر الى هذا الرابط: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=2451
 -[12] مصطفى العبد الله الكفري، أهم عوائق التنمية الاقتصادية في الدول العربية ، انظر الى هذا الرابط: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=23847  
[13]- مايكل روس، هل يعيق النفط الديمقراطية؟ ، في كتاب: النفط و الاستبداد، الاقتصاد السياسي للدولة الريعية، ص 152
[14]- اقتصاد ليبيا، انظر الى هذا الرابط: http://ar.wikipedia.org/wiki
[15]- د. فهد العرابي الحارثي، المعرفة قوة .. والحرية أيضاً، ص 16
[16]- ديون مصر الخارجية ترتفع لـ34.9مليار دولار، انظر الى هذا الرابط: http://www.alwafd.org
[17]- حسن عثمان، دخل الفرد فى الدول العربية و الشرق الاوسط، انظر الى هذا الرابط: http://form7000.maktoobblog.com/1636879
[18]- تقرير الامم المتحدة: العالم العربي الاول في التخلف، انظر الى هذا الرابط: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=2451
[19]- 2009 نهاية عقد : ترحيل مشكلات الأمية والفقر والبطالة في العالم العربي إلى 2010، جريدة الشرق الأوسط، انظر الى هذا الرابط: http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=11353&article=550395&feature=
[20]- مصدر السابق
[21]- د. فهد العرابي الحارثي، المصدر سبق ذكره، ص 38
[22]- د. فهد العرابي الحارثي، المصدر سبق ذكره، ص 40
[23]- محمد مسعت ياقوت، أزمة البحث العلمي في العالم العربي .. ما الحل ؟ ، انظر الى هذا الرابط: http://www.kl28.com/mag/article
[24]- محمد مسعت ياقوت، البحوث العلمية في العالم العربي غير مجدية ( مآسي الإنفاق العربي على البحث العلمي)! ، انظر الى هذا الرابط: http://www.arabprof.com/vb/t14473.html
[25]- د. فهد العرابي الحارثي، المصدر سبق ذكره، ص 259-260
[26]- توفيق المديني، سقوط الدولة البوليسية في تونس، ص 110-111
[27]- المصدر السابق، ص 115
[28]- الدستور المصري، انظر الى هذا الرابط: http://ar.wikisource.org/wiki _2007
[29]- سامح لاشين، ‏6‏ انتخابات في عهد الرئيس مبارك، انظر الى هذا الرابط: http://masress.com/ahram/50576
[30]- مجدى أحمد حسين، جهاز المخابرات هو الذى أفسد الحياة السياسية فى عهد مبارك، انظر الى هذا الرابط:  http://arabnyheter.com/ar/archives/550
[31]- انظر الى هذا الرابط:   http://www.arabtimes.com/frontpage4/doc71.html
[32]- توفيق المديني، المصدر سبق ذكره، ص 140-141
[33]- المصدر السابق، ص 144
[34]- المصدر السابق، ص 185- 186
[35]- عادل العبيدي، تونس ـ ما دور الولايات المتحدة في الربيع العربي؟ انظر الى هذا الرابط: http://www.almasdar.tn/management/article-7483
[36]- انظر الى هذا الرابط: http://media.iraqicp.com/2010-12-17-07-29-32/59--113-27-2011-.html
[37]- الإندبندنت:ثورات الربيع العربي أثبتت فشل الاستراتيجيات الغربية تجاه الشرق الأوسط، انظر الى هذا الرابط: http://al-mashhad.com/Print/Articles
[38]- انظر الى هذا الرابط: http://muntada.islamtoday.net/t88543.html
[39] - المصدر السابق
* الباحث
[40]- المصدر السابق
[41]- انظر الى هذا الرابط: http://www.bokra.net/Articles/1121099/%D9%87%D9%8A%D9%83%D9%84
 
[42]- توفيق المديني، المصدر سبق ذكره، ص 118
[43]-  روجر هاردي، خلاف أمريكي يمني حول تحقيقات المدمرة كول، انظر الى هذا الرابط: http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsid_1504000/1504744.stm
[44]- معمر فوزي الخليل، العلاقات السعودية الأمريكية، انظر الى هذا الرابط: http://almoslim.net/node/85250
[45]- باسم حسين الزيدي، إسلاميو مصر والتحول البراغماتي، انظر الى هذا الرابط: http://annabaa.org/nbanews/2011/07/085.htm
 
[46]- عمر كوش، الانتخابات التونسية وقطيعة الاستبداد، انظر الى هذا الرابط: http://www.aljazeera.net/NR/exeres/78B648DD-
[47]- انظر الى هذا الرابط: http://www.pal-stu.com/vb/showthread.php?t=35955
[48]- المصدر السابق
[49]- خالد المهير، حزب سياسي ومراقب عام لإخوان ليبيا، انظر الى هذا الرابط: http://www.aljazeera.net/NR/exeres/F0AFF38A-E5EF-
[50]- شريف آل ذهب، مستقبل الشرق الأوسط علي ضوء الاضطرابات الراهنة في المنطقة واحتمالات نشوب حرب مع إسرائيل؟،  انظر الى هذا الرابط: http://www.sudantodayonline.com/articles.php?action=show&id=199
[51]- نيروز غانم ساتيك، هل نشهد تغير الموقف الأمريكي من الإسلاميين في المرحلة القادمة؟ ، انظر الى هذا الرابط: http://dohainstitute.org/Home/Details?entityID
[52]- المصدر السابق
[53]- المصدر السابق
[54]- طارق الحميد، مصر.. ورطة "الإخوان"!، انظر الى هذا الرابط: http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&issueno=12059&article=652691
 
-[55] انظر الى هذا الرابط: http://al-mashhad.com/Print/Articles/44759.aspx
-[56] نائب وزيرة الخارجية الأمريكية: مستقبل الشرق الأوسط صعب للغاية، انظر الى هذا الرابط: http://al-mashhad.com/News
 
 
[57]- تخوف ليبرالي من إسلاميي مصر، انظر الى هذا الرابط: http://www.aljazeera.net/NR/exeres/E2630DDF-50BF-426A-A83F-2A2B0AF0E881.htm
[58]- محمد إسماعيل ومحمد حجاج،القوى السياسية تفتح النار على حزب النور وتتهمه بالتطبيع مع اسرائيل، انظر الى هذا الرابط: http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=560943
[59]- شريف آل ذهب، مصدر سبق ذكره



#مهدي_ابوبكر_حمةعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق الأوسط والربيع العربي: آفاق و مستقبل


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي ابوبكر حمةعلي - الشرق الأوسط والربيع العربي: آفاق و مستقبل