أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - سليماني.. قصة تصريح














المزيد.....

سليماني.. قصة تصريح


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3615 - 2012 / 1 / 22 - 04:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم تأتي تصريحات سليماني عن العراق بمعزل عن كونها انعكاس لحالة الضعف والارتباك التي تمر بها إيران, التي باتت في مواجهة أخطار ليس أقلها أن يؤدي الحصار المفروض عليها إلى انهيار اقتصادي من المتوقع أن يؤدي بدوره إلى ارتباكات داخلية قد لا تكون أقل تأثيرا على النظام الإيراني مما حدث لكثير من الأنظمة العربية.
لقد جاءت هذه التصريحات في وقت كانت فيه الحكومة العراقية ملتذة في لعبة عرض العضلات الوطنية في وجه الحكومة التركية. وبمقدار ما تعنيه تلك التصريحات على صعيد تخطيها لاستقلال العراق وتجاوزها على حقوقه وبمقدار ما تسببه أيضا من إحراج لحلفاء إيران العراقيين ومن دخول غير موفق على عروض اللذة الوطنية التي كانوا يمارسونها في مواجهة تركيا فإنها تأتي أيضا كتعبير عن حالة الخوف والارتباك الذي تعيشه إيران في مواجهة الظروف الصعبة والمرشحة إلى مزيد من التدهور بسبب توقع انهيار حليفها السوري.

ليس متوقعا أن يكون لسان سليماني قد سبق عقله, كما وليس متوقعا أيضا أن يكون ذلك الكلام قد حصل في أثناء حالة غياب عن الوعي أو التركيز, فلقد عرف عن الرجل توازنه وقربه جدا من الولي نائب الفقيه كما عرف عنه خبرته بالشأن العراقي ومسؤوليته عن ذلك الشأن, لذلك لا يمكن أن يحسب كلامه, وقد أتى على هذه الدرجة من الغلظة والإحراج للحلفاء, إلا كونه قد صدر بعد أن فرغت جعبة إيران من أوراق القوة والمناورة وبالمستوى الذي جعلها مضطرة لتخطي الكثيرمن قوانين وأحكام اللعبة السياسية, وأول تلك القوانين هو ضرورة توفر القدر المعقول من الحكمة لإدارة اللعبة العراقية. أما و قد جاءت التصريحات بهذه العلنية والصراحة والقباحة والغلظة فلا بد وأن تكون لها أسبابا تكفي لشرحها هي غير تلك التي تتعلق بالتباهي أو الجهل أو زلات اللسان.

قبل هذه التصريحات كان تهديد إيران بغلق مضيق هرمز وإرسالها معظم قطع أسطولها البحري للتنزه بالقرب من المضيق تأكيدا على أنها بدأت تتحرك بالقرب من حافة الهاوية, ففي فترة أيام قليلة بعد الحصار الاقتصادي, الذي لم يشمل النفط بعد, انخفضت الليرة الإيرانية بواقع الأربعين بالمائة من قيمتها, كما ويأتي التحذير الإيراني لدول الخليج لردعها عن زيادة إنتاجها النفطي, للتعويض عن نقص النفط الإيراني حال فرض الحصار, ليكشف من جانبه عن مقدار الصعوبات التي ستواجهها إيران والتي تضغط عليها بإتجاه إلقاء كل أوراق قوتها على منضدة اللعبة في منطقة باتت قاب قوين أو أدنى من الانفجار الكبير, وحيث لا شيء يمنع كشف تلك الأوراق.

وبحديثه عن ثورات الربيع العربي وتأكيده على أنها كانت انطلقت بوحي من الثورة الإيرانية وكامتداد لها فإن سليماني لا يعبر هنا أيضا عن واقع الارتباك في الخطاب السياسي الإيراني فحسب وإنما أيضا لشد أزر المناصرين للنظام الإيراني ومنع انهيار الداخل بما يتناغم وسياق الانهيارات في المنطقة وخاصة بعد وصول الوضع السوري إلى نقطة اللاعودة.

إن تصريحات سليماني رغم حملة التنديد العراقية التي وقفت في مواجهتها إنما تكشف حقا عن طبيعة امتدادات إيران في الداخل العراقي وعن الهاوية التي يسير إليها العراق نتيجة دورانه في الفلك السوري الإيراني, وحيث يمكن تلمس هذا الالتحاق المصيري من خلال محاولة تصفية الداخل العراقي بالاتجاه الذي يضع العراق كاملا في دائرة هذا المحور المتهالك.

إن المطلوب من الحكومة العراقية, ليس فقط إدانة هذه التصريحات التي تنال من سيادته وكرامته واستقلاله, سواء صدرت تلك التصريحات من إيران أو من تركيا أو من بروناي, وإنما التوجه السريع لبناء جبهة داخلية موحدة ولتأسيس إرادة وطنية قادرة على التعبير عن إرادة أهله من الشمال إلى الجنوب, وإلى إعلان استقلال العراق عن كل منظومة صراع إقليمية أو دولية لوضعه بمنأى عن مزيد من الانقسامات الداخلية. وبغياب ذلك فإن التصريحات العراقية المضادة لن تكون سوى أحاديث للاستهلاك المحلي وسوى استعراض شاحب لعروض الاستقلال الذي لا يملك رصيدا له على الأرض بغياب الوحدة الشعبية التي تسنده.

والحال أن علينا أن لا ننظر إلى تصريحات سليماني بمقدار ما فيها من تجاوز على سيادة العراق وكرامته, فذلك في حقيقته أبسط ما في الصورة, وإنما يجب أن ينظر إلى تلك التصريحات من خلال ما تبشر به من أخطار مهلكة سوف يتعرض لها العراق إذا أصبح جزءا من إرادة إقليمية تسير بقدميها إلى الإنهيار.

أن الإيرانيين والأتراك لن يصدقوا بحكاية الاستقلال العراقي هذه وقصة السيادة والشرف لمجرد أننا نتحدث عنها.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق.. صناعة النفاق الديمقراطي
- قضية الرموز والرجال التاريخين في النظام الديمقراطي
- المؤتمر الوطني.. الفشل الأكيد
- إغلاق مضيق هرمز.. وهل يتعلم الحمقى
- موقف العراق من سوريا.. ميجاهيلية سياسية
- فليحاكم الهاشمي سريعا.. أصل الحكاية 3
- تصنيم القضاء أم توظيفه.. أصل الحكاية.. 2
- بين المطلك وأوباما والمالكي.. أصل الحكاية / القسم الأول
- مثال الآلوسي.. وقانون التسي تسي
- قضية الهاشمي والقضاء العراقي المستقل
- من يتآمر على سوريا.... نظامها, أم قطر والسعودية.. ؟!
- الانتخابات المصرية.. بين المطلبي والسياسي
- اغتيال المالكي.. قصة الكيس وفئرانه الخمسين
- العلمانية.. إنقاذ الدين من ساسته ومن كهنته
- إلى اخوتنا في صلاح الدين.. (3)
- إلى إخوتنا في صلاح الدين... 2
- لا يا إخوتنا في صلاح الدين.. حوار لا بد منه.. (1)
- رسالة إلى المحترمين خبراء النفط العراقي*
- التحفظ العراقي.. كم كان صعبا عليك يا هوشيار تفسيره
- علاقة البعثيين بفدرالية صلاح الدين*


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - سليماني.. قصة تصريح