أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم أمين الهيتي - المسؤول الحقيقي والموظف فقط؟














المزيد.....

المسؤول الحقيقي والموظف فقط؟


قاسم أمين الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3615 - 2012 / 1 / 22 - 01:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك فرق بين القيادة وبين رئاسة الوزراء. رئاسة الوزراء تعتمد على السلطة التي يستمدها رئيس الوزراء من البرلمان سواءً بموجب القوانين المعمول بها في تلك الدولة او بغير ذلك. وبهذا المفهوم يكون الرئيس مختصاً بالإشراف على تنفيذ الوزراء في حدود اختصاصاتهم ويتدخل لحل المشكلات التي تظهر في حدود اختصاصه. وعلاقته بالوزراء تقوم على أساس الاختصاص والمسؤولية والسلطة الرسمية التي يمارسها، وله حقوق إصدار الأوامر وعلى الوزراء تنفيذها.
أما القيادة فهي القدرة على قيادة الشعب (أو الأكثرية) وتوجيههم لتحقيق أهدافهم، باستخدام قدراته ومواهبه من التفويض الذي منحه له الشعب، بالشكل الأمثل من خلال التعايش والتعامل الدائم معهم حتى يسلك المسلك الناجح لضمان ولاء الشعب والوزراء المتعاونين معه وتقبلهم لتحمل المسؤولية وتنفيذهم القرارات التي يصدرها دون اعتراض أو تذمر أو تلكؤ.
من هذا نستنتج أن القيادة تنبع من صميم الشعب وتنتمي إليه، إذ يشعر الأغلبية بالحاجة إلى هذه القيادة التي تؤمن بأهدافهم وتشعر بشعورها وتستمد سلطتها منهم مباشرة لا عبر حتى البرلمان "المنتخب". وهذه القيادة تعتمد على عواملها الذاتية قبل اعتمادها على السلطة القانونية. إذن مفهوم القيادة لا ينطبق على مفهوم الرئاسة لأن أساس القيادة هو القدرة على التأثير في نفوس الأغلبية. وهذه الحالة لا يمنحها منصب رئيس الوزراء لأنه يعتمد على القرارات والأوامر. قد تلتقي رئاسة الوزراء بالقيادة إذا نجح رئيس الوزراء في استخدام سلطته بطريقة قيادية لكن ليس كل رئيس وزراء قائداً ولا كل قائد يصلح لرئاسة الوزراء. مع الانتباه بصورة جيدة إلى الفرق الكبير بين القائد السياسي الاستبدادي والقائد السياسي الديمقراطي. إذ أن النمط السلطوي في القيادة غالباً ما يكون نتيجة "العمل السري السياسي" الذي يفرضه الواقع أن يكون القائد سلطوياً.
قد يقع القائد السياسي"السلطوي" في شباك مصيدة رئاسة الوزارة مستمراً بأسلوب القيادة الاستبدادية السلطوية الآمرة. وهذه القيادة تقوم على قاعدة لا مجال لإقحام العلاقات مع الشعب في رئاسة الوزارة وان يغلب على الفرد الاعتماد على الغير مما يستدعي الحزم والرقابة القوية على الفئات الأخرى. فالقادة المستبدون يستندون على سلطاتهم من القوانين واللوائح وينحون منحى التفرد بالسلطة والتخطيط وفقاً لأهوائهم وإطماعهم واتخاذ القرارات دون تفويض. والى إحداث الفرقة بين أفراد الشعب بغية السيطرة عليهم، ومقربين لمن يروقون لهم من الذين يبدون الموافقة على كل ما يعرض عليهم ويهزون رؤوسهم بالموافقة على ما تسمع آذانهم دون مناقشة ولا حتى إسداء نصح أو اعتراض. كما إنهم يلجأون إلى الأساليب البوليسية من قمع وإرهاب في التعامل مع حلفائهم من الفئات الأخرى، متلفلفين بقناع ما منحهم الدستور ووافق عليه البرلمان. إن انعدام الثقة هو أساس سياساتهم، وهذا ما يفسح المجال للرشوة والمفسدين من اجل التخلص من الشرفاء المخلصين واعتمادهم على ذوي النفوس الضعيفة لخلو الساحة من المخلصين. وغالباً ما تكون نهاية هؤلاء القادة نهاية شائنة مآلها الخزي والعار والخسران لأنها تنتهك كرامة الآخرين وتطيح بكل ما يقف في طريقها.
في الجانب الآخر ينح آخرون أسلوب القيادة الديمقراطية، التي تعتمد في أداء مهماتها بطريقة مسؤولة وبنضج وثقافة بمعونة وزراء تكنوقراط أكفاء قادرون على أداء العمل بذكاء وعلمية وبردود أفعال ايجابية عند النقد. ويعتمد القادة الديمقراطيون على استخدام السلطة الرسمية لصالح الشعب والوصول إلى قلوبهم وكسب ثقتهم وحبهم باتخاذ قرارات صائبة ومدروسة سداها ولحمتها الصالح العام. ولأن القادة الديمقراطيين يختارون وزرائهم بعناية فائقة تًمكّن القائد من مشورتهم قبل اتخاذ القرارات الحاسمة كما يمكنه منح جزءٍ من سلطته لوزرائه وتخفيف الأعباء عن كاهله وكاهل الشعب بثقة تامة. القائد الديمقراطي يشرك الفئات الأخرى بالتخطيط والتنفيذ بلا خوف أو وجلّ ويكون لهم شريكاً عن حق وحقيقة موضحاً لهم الأسس التي يستند عليه أي قرار مهم يتخذه. ويكون ماهراً في تنمية روح الشراكة وتقبل الرأي الآخر وتنمية شعورهم بالمسؤولية من اجل إنجاح الوزارة.
مما تقدم نستنتج أن رئيس الوزراء الناجح هو القائد الذي يتصرف بديمقراطية دون استبداد ويراعي أفكار وأهداف الشعب برمته سواء كانت أكثرية أو أقلية. ويكون مخلصاً لوطنه وعمله قولاُ وعملاً وينظر الأمور بمنظار لا يحوي المنافع الفردية او الفؤية او الطائفية او العنصرية. و ينبغي أن يتوفر فيه عنصر الذكاء والفطنة وثقابة الفكر لمصلحة الوطن. كما ينبغي أن يعمل بهدوء مبتعداً عن الانفعالات أو المهاترات الرخيصة، وان يستمع إلى حالات التظلم ويبت بها بعدالة وإشراك المختصين لإصدار قرارات رفع المظالم بسرعة متمشياً مع الرأي القائل: "العدالة التي تمشي بخطى السلحفاة هي الظلم بعينه".

وأخيراً فالترشيح لقيادة رئاسة الوزارة ينبغي أن تتم عبر دراسة للصفات القيادية التي تشمل: العقلية، العلمية، النفسية، التاريخية، الوراثية، الإنسانية، والاجتماعية ويمكن إجمالها بالآتي: السمعة الطيبة، الهدوء، الرزانة، المرونة، ضبط النفس، الايجابية، احترام الرأي الآخر، الابتكار، حسن التصرف في المواقف الحرجة، الديمقراطية في القيادة، التعاون، الإلمام بالقوانين وارث الشعب، والتارخ الشخصي المهني. واخيراً نحن بحاجة الى جدولة اجابة من المفكرين الاجتماعيين على سؤال: خلال القرن الماضي من كان رئيساً و زعيماً وقائداً ومن منهم لم يعدو سوى موظفاً، على صعيد العالم، الشر ، البلاد العربية، او العراق؟.



#قاسم_أمين_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة أم سلحفاة؟
- نعم للصراع الطبقي لا للعنف الطائفي - لمناسبة تشكيل الحكومة ا ...
- آفاق في تعقيدات الوضع العام في العراق
- ضوء على عتمة نفق الانتخابات
- حقوق الإنسان
- الصناعات النووية: هلع أم قلق مشروع؟
- الديمقراطية والانتخابات البرلمانية
- مسيرة حقوق المرأة ..الجزء الثاني
- مسيرة حقوق المرأة
- سجن الحوت .. معسكر التاجي
- التأثير البايولوجي والوقاية من الأشعة السينية.
- البيئة الإشعاعية
- حين يرحل الكبار
- هل حسمت القنبلة النيوترونية معارك الجيش العراقي؟
- استنساخ لبنة بناء الأحياء
- تساؤلات حول لبنة بناء الكون
- النفط مستعبد الشعوب في سيرته الذاتية


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم أمين الهيتي - المسؤول الحقيقي والموظف فقط؟