أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماء محمد مصطفى - ياحكومة .. يامثقفين .. عراقي يبيع نفسه في مزاد عبر الفيس بوك !!














المزيد.....

ياحكومة .. يامثقفين .. عراقي يبيع نفسه في مزاد عبر الفيس بوك !!


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 3614 - 2012 / 1 / 21 - 14:37
المحور: حقوق الانسان
    


قبل أكثر من ثلاث سنوات وصلتني رسالة من المواطن ستار عبد الله سلمان طلب فيها أن أنشر طلبه في الجريدة التي أعمل فيها ، قائلاً إن رسالته أمانة في عنقي . بدا طلبه غريباً لي في حينه ، ذلك أنه كان يريد من الحكومة أن تسقط عنه جنسيته العراقية ، بسبب ماتعرض له من خيبات في البلد قائلاً : لم أحصل على شيء من العراق وليس لي حق فيه ، ولم أجن ِ منه غير الظلم والعذاب ، فلماذا اتمسك بهذا البلد وجنسيته ؟
في ذلك الوقت لم أنشر رسالته ، ليس لعدم إهتمامي بمشكلة يعانيها مواطن ، وإنما لم أنشرها لاعتبارات أخلاقية تتعلق بقيمة الإنسان وبقيمة الوطن الذي يجب أن لانتخلى عن انتمائنا له مهما اشتدت بنا ظروف الاستبداد والظلم ، كما إن طلب إسقاط الجنسية غير واقعي ويعطي انطباعات سلبية ولايحل مشكلة ولايوقف مسلسل الإحباطات ، كما يجب أن يسبقه سؤال مهم : وماذا بعد إسقاط الجنسية ؟
استحضرت في ذهني ذلك الطلب ، حين لفت انتباهي خبر نشر مؤخراً عن المواطن نفسه وهو يعرض نفسه للبيع في مزاد علني عبر الفيس بوك .
اقرأوا معي الخبر :
عرض مواطن عراقي نفسه للبيع في مزاد علني سيفتتح عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، في ما اشترط أن لا يكون المشتري عربياً او مسلماً او مقيماً
في بلد عربي.
وقال ستار عبد الله سلمان "قررت عرض نفسي للبيع لمن يريد شراء إنسان من جمهورية العراق"، مؤكداً أنه جاد في هذا الأمر".
وأضاف سلمان الى قوله أن "المواصفات سيعرفها من يرغب في الشراء ويكون جاداً بها".
وأوضح سلمان ، الذي يبلغ من العمر 38 عاماً ، أن قراره "جاء بعد مضي أكثر من عامين على تقديمه طلبات عديدة لمجلس الوزراء بإسقاط جنسيته العراقية وإعلانه التنازل عن العراق وما فيه"، مضيفا أن "جميع الطلبات قوبلت بالتجاهل من قبل الحكومة العراقية".
وأشار سلمان الى أن "عدم الرد على أي طلب من طلباته خلال العامين الماضيين أثبت له أن الإنسان الذي يولد على ارض العراق ليست له أي قيمة".
الى هنا انتهى الخبر الذي أعدتُ نشره في صفحاتي في الفيس بوك لاستطلع آراء القراء ، وقد جاءت ردود أفعالهم بين متعاطف مع سلمان وبين مستاء من تصرفه . إذ إن المتعاطفين معه كانوا بين متسائل : أهناك عراقي لم يُبَع بعد ؟! ـ والمعنى في قلب الشاعر ـ وبين من قائل إن سلمان هو من باع العراق وباع الدين والعروبة بلا ثمن وهو غير مجبر على بيعه ، بالرغم من أن كثيراً من السياسيين باعوا البلد ، والفارق بين ستار وبينهم أنه ليس مجبراً ولم يقبض الثمن ولن يشتريه أحد وأعلن البيع في المزايدة ، على العكس منهم قبضوا الثمن ووجدوا من يشتري بكل سرية وهم أكثر من يتكلمون في الوطنيات .. كما إن هناك من علق بالقول : الذي ليس فيه خير لأهله.. هل يعطي الخير ؟ ناصحاً سلمان بالبحث عن الحب والعاطفة فى قلبه قبل أن يبحث عنها فى قلوب الآخرين .. وثمة من رأى أنها تقليعة للحصول على الشهرة ، وهناك من قال إن عرض الإنسان نفسه للبيع لايحدث في العراق فقط .
إن غايتي من الكتابة عن هذا الموضوع هو الوقوف على مدى ما أوصله اليأس ببعض الشباب ، فأخذوا يطالبون بأمور لم نكن نتوقع أن العراقي يمكن أن يطالب بها في يوم ما . ولاتتصوروا أن سلمان هو الوحيد الذي يريد الهرب من بلد الأوجاع والحكومات الاستبدادية ، لكنني إتخذت منه مثالاً لأنه أتبع أسلوباً غريباً على مفاهيمنا وأعرافنا ، بل هو أسلوب يدمي إنسانيتنا ، كما سبقه صحافي واع ٍ طلبَ اللجوء الى بلد فقير هو جنوب السودان ، فضلاً عما يتداوله الشباب في أحاديثهم عن عدم شعورهم بالانتماء الى العراق ومعنى كلمة عراقي وعراق ..
إنها شدة وطأة الظروف الضاغطة من اختلال أمن ونهب ثروة بلد من قبل قلة طارئة وفساد إداري وفقر وبطالة وأزمة سكن وفوضى شارع وغياب خدمات وضياع أحلام ، هي التي تدفع الكثيرين الى اليأس فضلاً عن إتباعهم أساليب لايرضاها الوطنيون والإنسانيون والواعوون بالرغم من احتراق أحلامهم فيه ، ويستغربها (بعضٌ من المستغربين والمستائين من بيع هوية وليس كلهم بالتأكيد ) لاسيما مَن لم يحترقوا بنار الأوجاع في العراق على مدى عقود حتى اليوم ، ولذلك تأتي تفسيراتهم وتحليلاتهم لسلوكيات الخائب اليائس المتعَب كمن ينظر الى الناس من برج عاجي ، فلايدري ماالذي يعانونه ؟
ولأن الحكومة ساكنة في أبراجها ، لاهية بمشاكلها وخلافاتها وكراسيها ، فهي لن تسمع أي نداء او تضعه على طاولة التشخيص ، لذا لابد أن تكون الكلمة موجهة الى مثقفينا مطالبين إياهم بأن يحاولوا أن يكونوا يداً واحدة بعيداً عن المصالح الحزبية والشخصية الضيقة ويتحركوا بإتجاه تبني مطالب المواطن الفقير الضعيف ، وأن يكونوا قوة ضاغطة على الحكومة ، علّها تلتفت قليلاً الى جراح المواطن . فالخلاص لن يأتي من الخارج ، ولانريد أن نكون موضوعة نكتة يسردها الأنترنت من قبل مَن لايفقه حقيقة أوجاعنا .



#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من زحام الطريق الى زحام الكراسي والصراعات !
- الإرادة تصنع الحظ
- الانتظار .. أشرعة بإتجاه المرافئ
- أحلم .. اتمنى .. أريد
- محظورات الفيس بوك .. مثقفون بمستوى جهلة !!
- أسمائيات : من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى
- الغيمة وسادة حلم !
- الهجوم على أغاني التفخيخ خير وسيلة للدفاع !!
- أسمائيات : بشرى سارة للسمان في العراق !!
- أسمائيات : خلجات امرأة منسية في منطقة البرزخ !!
- أعماق الإنسان نوافذ للضوء والأمل والجمال
- أفكار متمردة على دكتاتورية المجتمع والرجال !!
- اللجوء الى جنوب السودان !!
- متى ننتفض على العنف ضد المرأة ؟!
- مجلس الوزراء ووزير التعليم العالي العراقي .. نريد قراراً حاس ...
- مباشر الى وزير التعليم العالي العراقي .. قبل أن تبتلع الخيبة ...
- كيف تتحسن حال العراق ، وأنتم تتناحرون ؟!
- فقدان ذاكرة .. مُتعَمَد
- لكي لاتضيع حقوقكم!
- نريد حكومات تحترم إنسانية المواطن


المزيد.....




- داخلية السعودية تعلن إعدام الصيعري قصاصا وتكشف كيف قتل الشهر ...
- مصر -تدقق- الأعداد.. اللاجئون في ميزان الربح والخسارة
- يونيسف: إصابة نحو 12 ألف طفل منذ بداية الحرب على غزة
- الأمم المتحدة تحذر من كارثة بيئية خطيرة في غزة.. ما هي؟
- اعتقال طلاب مؤيدين لفلسطين في جامعة كولومبيا بنيويورك
- اللجنة الشعبية الأهلية توزع الطحين على السكان النازحين في غز ...
- الصين: الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة خطوة لتصحيح ظل ...
- أبو مازن عن الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة: ...
- رئيس فلسطين: حرب الإبادة ضد شعبنا والحملة ضد الأونروا ستدفع ...
- اعتقال 30 فلسطينيا يرفع عدد المتعقلين منذ 7 أكتوبر لنحو 8340 ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماء محمد مصطفى - ياحكومة .. يامثقفين .. عراقي يبيع نفسه في مزاد عبر الفيس بوك !!