أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -25 يناير-.. ثورة بدأت ولم تنتهِ!














المزيد.....

-25 يناير-.. ثورة بدأت ولم تنتهِ!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3614 - 2012 / 1 / 21 - 14:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إلى نظام حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك يعود الفضل في إعداد وتهيئة "برميل البارود (الشعبي)"؛ ولم يكن ما "نَعِمَت به" مصر زمناً طويلاً من "هدوء" و"أمن" و"استقرار"، في عهده، إلاَّ ما يشبه الانتظار (الطويل المُمِض) لشرارةٍ تُشْعِله وتُفجِّره؛ وأخيراً، وفي الخامس والعشرين من يناير الماضي، ومع بدء "الربيع العربي" من تونس، أتته الشرارة.

في الخامس والعشرين من يناير 2011، بدأت الثورة المصرية؛ إلاَّ أنَّ أحداً من المتضلِّعين من عِلْم الثورة لا يستطيع أنْ يَزْعُم أنَّ هذه الثورة العظيمة المُلْهِمة قد انتهت؛ وكيف لها أنْ تنتهي وهي لم تَسْتَنْفِد، أو تَسْتَهْلِكَ، إلاَّ نزراً من وقودها الثوري؟!

إنَّ الحاجات الشعبية الكامنة في الدافِع إلى الثورة، مع ما يتفرَّع منها من مهمَّات وأهداف، لم تُلبَّ بَعْد، أو لم تُلبَّ بما يكفي لِجَعْل الثورة في حُكْم المنتهية من وجهة نظر واقعها الموضوعي؛ ولسوف تظل هذه الحاجات (غير المُلبَّاة) تَضْغَط إلى أنْ تَسْتَحْدِث لها من القادة والأحزاب والمنظمات السياسية ما يفي بالغرض (التاريخي) ألا وهو تلبية حاجات الثورة.

ولا شكَّ في أنَّ التأسيس لحياة ديمقراطية جيِّدة وسليمة، في مصر، بعد وبفضل إطاحة ما أُطيح حتى الآن من نظام الحكم الذي كان يرأسه الدكتاتور المخلوع السجين حسني مبارك، هو الطريق التي منها يمكن ويجب أنْ يستمر الضغط (والحراك) الشعبي الثوري حتى يتأكَّد الشعب المصري أنَّ السُّلْطة (بمعناها الواسع) قد أصبحت، فعلاً، منه، وله، يُؤتيها مَنْ يشاء، ويَنْزَعها مِمَّن يشاء.

من تجربة الثورة المصرية (والتي تشبه من حيث الجوهر والأساس تجربة الثورة التونسية) اتَّضَح لنا، وتأكَّد، أنَّ الحلقات الثلاث التي تؤلِّف معاً "سلسلة الثورة" قد انفصلت، ولم تتَّصِل؛ فَرَأيْنا ما رَأيْنا (حتى الآن) من أوجه "الأزمة" في الثورة المصرية.

وهذا "الانفصال"، أو "عدم الاتِّصال"، هو الاستنتاج الذي تتوصَّلون إليه، حتماً، إذا ما سعيتم في إجابة الأسئلة الثلاثة الآتية: "مَنْ فجَّرَ الثورة؟"، و"مَنْ حَسَم الصراع (بين ثورة لا رأس لها وبين الرأس من نظام الحكم الدكتاتوري)؟"، و"مَنْ تولَّى الحُكْم؟".

الشباب مِمَّن ينتسبون إلى ما يسمَّى "الواقع الافتراضي"، والذين فيه تعارفوا وتحاوروا وتوافقوا وتخالفوا وتفاعلوا، مُنْتَظِمين في "حزب إلكتروني"، كان موقع "فيسبوك" مسقط رأسه، هم الذين أشعلوا "برميل البارود" ذاك بما يشبه عود ثقاب؛ فكانوا هُمْ المتفاجئ الأوَّل والأكبر بنتائج عملهم والتي لم يكن من وجه شبه يُذْكَر بينها وبين ما أرادوه ورغبوا فيه وتوقَّعوه.

وهؤلاء لم يكن من مُوحِّدٍ وجامِع لهم إلا حسني مبارك نفسه؛ فالرغبة في الخلاص منه، ومن نظام حكمه، كانت هي التي وحدَّتهم وجَمَعَتْهم، وأنْزِلتهم من "الواقع الافتراضي" إلى "ميدان التحرير"، فأتت "الشرارة"، أخيراً، إلى "برميل البارود"، وشَرَعت كرة الثلج المتدحرجة تَكْبُر.

كلهم، تقريباً، عَرَفوا ما هي الأمور التي حان لها أنْ تنتهي في بلادهم؛ وكان هذا هو مدار اتِّفاقهم واتِّحادهم؛ لكنَّهم لم يكونوا متجانسين سياسياً وفكرياً بما يسمح لهم بالتواضُع على ما يمكن ويجب بناؤه بَعْد "الهدم"، الذي وإنْ تمنُّوه ورغبوا فيه لم يجرأوا على توقُّعه، أو على جعله جزءاً من توقُّعهم الواقعي.

"الحلقة الأولى" كانت لهم، ولهم فحسب؛ أمَّا "الحلقة الثانية" فكانت للقيادة العليا للجيش؛ فهذه القيادة هي التي تولَّت مهمَّة الحَسْم، فخلعت الرئيس حسني مبارك، شخصاً وزُمْرّةً، ومنعت الحريق الثوري من الامتداد، والإتيان، من ثمَّ، على "الأُسُس" من نظام الحكم نفسه؛ فتمخَّض هذا الحسم (الذي يَنْتَصِر للثورة بما يَحُول بينها وبين انتصارها النهائي) عن قيام "حُكْم بونابرتي"، يؤسِّس، ومن طريق "صندوق الاقتراع" الذي يشبه "التابوت الديمقراطي" للثورة المصرية، لنظام حُكْم ديمقراطي، تحتفظ فيه (وبفضله) المؤسَّسة العسكرية بامتيازاتها ونفوذها الواسع والقوي، حارِسَةً، في الوقت نفسه، كل ما يتعارَض مع الثورة المصرية، نصَّاً وروحاً.

وأخيراً، أمسكَ "الإسلام السياسي" بـ "الحلقة الثالثة"؛ فجماعة "الإخوان المسلمين"، و"حزب النور (السلفي)"، استأثرا بحصَّة الأسد من أصوات الناخبين للبرلمان الجديد، وكأنَّ مَنْ يَزْرَع لا يَحْصُد، ومَنْ يَحْصُد لا يَزْرَع!

إنَّ "الدولة المدنية" هي الآن، أو من الآن وصاعداً، مدار الصراع الجديد في مصر؛ فكيف لهذه الدولة أنْ تقوم لها قائمة إذا ما تضافَر على خلقها العسكر والأحزاب الدينية، وإذا ما حظي الطرفان بتأييد الغالبية الشعبية (والانتخابية) التي لم تُشْبِه بَعْد (في دوافعها السياسية والفكرية) أولئكَ الشباب الصُّناع لثورة الخامس والعشرين من يناير؟!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -المستقيم- في فضاءٍ مُنْحَنٍ
- -سَدُّ الذرائع- إذ أصبح سياسة فلسطينية!
- شيءٌ من -فلسفة التاريخ-
- شَرُّ البليَّة ما يُضْحِك!
- -الزمن- إذا -تمدَّد-!
- أسئلة تثيرها -الأزمة السورية-!
- مِنْ أوجه -الأزمة- في -الربيع العربي-!
- مِنَ -الكوزمولوجيا الدينية- إلى -الديانة الكوزمولوجية-!
- -إيران الشمشونية- قَيْد الصُّنْع!
- تسمية خادعة ل -استئناف المفاوضات-!
- -القصور الذاتي- في -فضاءٍ مُنْحَنٍ-
- الديمقراطية الطوباوية!
- الفضاء -الآخر- Hyperspace*
- معنى -النجاح- في مهمَّة -المراقبين العرب-!
- كيف نفهم -الكون-
- -معارِضون- يجب نبذهم!
- -الإصلاح- في الأردن.. طريق أخرى!
- -فلسطين- في -الربيع العربي-!
- اقرأوا هذا الكِتاب!
- -الموت- و-الحياة-!


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -25 يناير-.. ثورة بدأت ولم تنتهِ!