أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد المسحال - ربيع الجهل العربي















المزيد.....

ربيع الجهل العربي


سعيد المسحال

الحوار المتمدن-العدد: 3613 - 2012 / 1 / 20 - 20:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربيع الجهل العربي
قديماً قال الشاعر العربي:
ألا لا يَجْهَلَنْ أَحَدٌ علينا فنجهل فَوْقَ جَهْل الجاهلينا
"الجهْل" في مقدمة البيت يعني " العدوان " وكذلك في عجز البيت. أما الآن فإن العَجُز أصبح عجزاً وغفلة وأمية وعبطاً!!
ولو أردنا أن نختصر العربي الآن لقلنا بالعامية "العبيط أهه... العبيط أهه...أهه"!!!
أعود فأكرر المرة تلو المرة أنه منذ سايكس/بيكو فرض الاستعمار الانجليزي والفرنسي والأمريكي والصهيوني الواحد تلو الأخر سبعة قواعد واستراتيجيات استعمارية على المنطقة العربية أسميتها "أعمدة الشر السبعة" وهي:
1. استمرار التقسيم والتفتت في داخل كل دولة عربية من خلال استخدام النعرات العرقية والدينية والقبلية والتصدي لأي محاولة من محاولات الوحدة مع غيرها وإفشالها.
2. إضعاف القوة العسكرية لكل بلد وجعلها غير قادرة للدفاع عن نفسها وإشعارها الدائم بالحاجة لقوة خارجية (استعمارية) لتحمي لها حدودها!!
3. منع الأمة العربية بكاملها من التقدم التكنولوجي من خلال إضعافها علمياً وصحياُ واقتصادياً.
4. إبقاءها ضعيفة ومتفرقة ومتعادية اقتصاديا من خلال منع استثمار الأموال في الداخل بل سحبها للخارج, ومن خلال إثارة الشكوك والتخوف حتى يستمر فصل العمال الفقراء في الدول كثيفة العمالة عن فرص العمل في الدول كثيفة المال، أي باختصار الفصل بين المال وبين العمال!
5. منعها من الوصول إلى تنمية عصرية حضارية ديمقراطية والإبقاء على الديكتاتورية والفساد المالي والسياسي وحكم العملاء.
6. الاستمرار في التدمير الفكري والأخلاقي وتبعثر القيم وتناثر الأخلاق وانعدام الولاء للأمة أو للوطن.
7. زرع الركائز الموالية للاستعمار داخل أنظمة الحكم، وفي التجمعات الشعبية من أي نوع سواءً أكانت أحزاباً أو تجمعات مدنية أو أفراداً ذوي مصالح مرتبطة بالقوي الاستعمارية الخارجية.
هذه الأعمدة الشريرة السبع لم يتخلى عنها الاستعمار إستراتيجياً ولكنه يتنقل بها وبعناوينها حسب الظروف وحسب المكان والزمان، ومن ثم فإن وسائل وطرق ومظاهر تطبيقها على كل بلد عربي تختلف ولكنها لا تنتهي ولا ترتدع... تتلون مع الظروف وتنتهز كل الأحداث وتنقل بندقيتها من كتف إلى كتف وتغير عملاءها ولكنها لا تغير أهدافها.
يخطئ خطأ فادحاً من قد يظن أن أمريكا تسعى لنشر أو تشجيع الديمقراطية في أي مكان على الساحات العربية بل عكس ذلك تماماً هو الصحيح, ومن ثم فإنه من الخطأ الفادح أن نتوهم أن ما حدث في ليبيا أو المغرب أو تونس أو في مصر أو في العراق هو ديمقراطية وخروجاً على أعمدة الشر السبعة التي نتحدث عنها.
ويخطئ بشكل مطلق من يظن أننا عندما نفتح صناديق الاقتراع في أوساط الجهالة والأمية والتمايز العنصري والديني فإننا سنصنع ديمقراطية، ويخطئ كل من يتوهم أن وصول شخص ما أو جماعة ما أو حزب ما إلى مناطق الحكم في أي بلد عربي بهذه الوسائل الجوفاء هو مخلص وديمقراطي وحريص على مصالح الوطن والشعب ومتحرر من أعمدة الشر السبعة، بل أغلب الظن, "إن لم يكن من إنتاج ثورة حقيقية ذات مبادئ معلنة مسبقاً ومقنعة وواعدة", يخطئ من يظن أنه ليس من عملاء تلك الأعمدة أو وسائلها!!
الثورة الحقيقية هي التي تكون لها أهداف ومبادئ لإخراج الأمة العربية من سطوة أعمدة الشر السبعة فتعلن أنها عربية وحدوية تنموية تحررية ديمقراطية (بالمعني الحقيقي للديمقراطية) ورافضة للاستعمار ومنتجاته وعلى رأسها إسرائيل، وفيما عدا ذلك هي بالقطع ليست ثورة ومن ثم فإنه بالقطع أن كل ما حدث هو مجرد تغيير لدوريات الحراسة للمشروع الاستعماري الدائم على أراضينا وفوق رؤوسنا.
تغيير الورديات جاء سلمياً في المغرب, وجاء عفوياً في تونس, وجاء دموياً في ليبيا, وجاء ملوناً بكل الألوان في مصر دموياً...أسوداً... تآمرياً... جاهلياً... عبيطاً... تركياً... سعودياً... قطرياً... بريطانياً... أُمَيّاً... تجسسياً، وفوق كل ذلك كاشفاً لكل جرائم النظام السابق من فساد مالي وسياسي، ولكن أكثر من ذلك أن ذلك النظام الفاسد ترك وراءه طبقة وسطى وعلياً في قمة الجهل في السياسة والاقتصاد وعلم الاجتماع، ومن ثم فإنه من المستحيل أن يصل إلى الحكم أو البرلمان أو القيادات الإعلامية من هو واعٍ بما فيه الكفاية للظروف المصرية أو المحيطة بمصر أو بدور مصر العربي والحضاري والنهضوي. وخير دليل على فساد وجهل هذه الطبقة يكمن في شخص وتصرفات عمرو موسى أو البرادعي أو نبيل العربي أو كل مرشحي الرئاسة عداك عن معظم الذين نجحوا في "الانتخابات" التي قد تكون أقرب إلى "الخيابات" منها إلى الانتخابات, وكذلك معظم المعلقين في الإعلام وضيوفهم.
ولو كان كل هؤلاء قادمون من مدارس وطنية مخلصة للشعب وللأمة العربية وللوطن لما كانوا من مؤيدي الهجمة الاستعمارية الشرسة على سوريا, ولما كانوا راضخين لحمد بن جاسم القطري إسماً الأمريكي ولاءً.
الإستراتيجية الصهيوأمريكية في منطقتنا تستخدم الآن المذهب "الوهابي" وليس السني ضد المذهب الشيعي الإيراني (الأثنى عشري) كما تستخدم الترهيب بالقنبلة الذرية الإيرانية الوهمية وتضع الكمامات على أفواه حكام المنطقة الموالين لها والذين يطلق عليهم لقب "المعتدلين" وكذلك على عقولهم حتى لا يروا ولا يسمعوا ولا يقاوموا التمدد الصهيوني وقنبلته الذرية بل سلاحه الذري المتكامل وكذلك الجرثومي وكذلك الأسلحة التي يُستخدم فيها الفسفور والنفايات الذرية, وهم لا يريدون أن يعرفوا أن إسرائيل عام 1973م هددت أمريكا باستخدام القنبلة الذرية لضرب كل العواصم العربية إذا لم تعجل بإرسال جسراً جوياً من دبابات ومعدات عسكرية مباشرة إلى أرض المعركة في سيناء... تلك القوات التي استخدمتها إسرائيل في اقتحام قناة السويس غرباً وتطويق الجيش الثالث المصري في السويس وجنوب سيناء.
هناك ألف دليل ودليل أن المروجين للربيع العربي ليسوا عرباً وليسوا ديمقراطيين وليسوا مع النهضة وليسوا ضد الفساد من حيث المبدأ ولكن من حيث الجيوب!!
فالسرقات والفساد المالي في جيوب خصومهم فساداً ونفس النوع من الفساد والسرقات هي فضائل عندما تصب في جيوبهم.
قبل أن يصل المنادين بالربيع العربي إلى الحكم ملأوا جيوبهم من المال الأمريكي والخليجي فكيف الحال بعد وصولهم.
وأخوتنا في حماس وصلوا إلى الحكم بالانقلاب على فساد الفتحاويين ومن لف لفهم, ثم قاموا بسلوك نفس الأساليب بل استحدثوا أساليب أخرى درت على جيوبهم أضعاف ما سكن في جيوب الفتحاويين.
وقبل أن يصل برهان غليون زعيم ما يسمى بالمعارضة السورية والمجلس الوطني السوري, الذي يذكرنا بعنف بالمجلس الوطني العراقي بزعامة الجاسوس واللص أحمد جلبي, قبل أن يصل ذلك الغليون إلى أي شئ راح يدفع ثمن المال الذي يصب في جيبه وجيب أصحابه من أمريكا والخليج ويستخدم ولاءه لأمريكا ووعوده لإسرائيل وللخليج بالتخلي عن المقاومة وعن التحالف مع إيران!! و بتغيير كامل لشخصية الدولة السورية.
في خلال أثنى عشر شهراً تخلف الربيع العربي في مصر اثنى عشر قرناً... وأمريكا التي تتمنى على استحياء ومواربة نهضة حضارية في السعودية والخليج أصبحت تؤيد بلا استحياء ولا مواربة الانحطاط والرجعية في مصر وغير مصر, فافرحوا أيها الجهلاء فقد وصلكم الربيع وصلكم هرماً كسيحاً لا بصر عنده ولا بصيرة.
الشباب العربي من المحيط إلى الخليج يريدون الكرامة والإصلاح يريدون التخلص من أعمدة الشر السبعة، يريدون أن تغيب امريكا وبريطانيا وفرنسا واسرائيل عن حكمهم وحكامهم... يريدون وحدة عربية، يريدون للمال العربي أن ينفق على رفع مستوى الأمة العربية... يريدون العمل بكفاءة وشرف، يريدون أن لا ينظر العالم اليهم وكأنهم مجموعة من النكرات التي لاحول لها ولا قوة ولا مستقبل!
يريدون الحرية السياسية والفكرية، ويريدون العلم الحديث والمستوى الصحي الذي يكون قادراً على جعلهم جنوداً أصحاء وعقولاً صحيحة ومجتمعاً راقياً وقادراً وعزيزاً ومتحرراً كاملاً.
فهل بهذا نادى أطفال وشيوخ الربيع ؟! أم هل بهذا نادت الحملات الانتخابية الخيبانة ؟!
هل الزعماء كلهم في هذا الوارد يفكرون، وهل الجامعة "العربية اسماً على غير مسمى" في هذا الوارد، وهل الاعلام المرئي و المسموع والمقروء في هذا الوارد، وهل نحن بصدد النداء ( أمة عربية واحدة ذات رسالة حضارية تقدمية واعدة )، أم نحن أمة بائدة يسكنها ويشلها ويشدها هذا الربيع إلى الماضي السحيق والتاريخ المزيف ؟! وهنا يكمن التحدي الأعظم.



#سعيد_المسحال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد المسحال - ربيع الجهل العربي