أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لؤي الخليفة - اية ثمار تلك التي جناها العرب من ربيعهم ؟














المزيد.....

اية ثمار تلك التي جناها العرب من ربيعهم ؟


لؤي الخليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3611 - 2012 / 1 / 18 - 22:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدأت ثورات الربيع العربي بشعارات مطلبية غابت عن الساحة السياسية والحياتية فترات طويلة , فهب شبان عضهم الجوع واكرهوا على الذل والخنوع وحرموا من ابسط الحقوق ومقومات العيش الكريم , فيما سدت عليهم اي منفذ من منافذ الحرية ولم يعرفوا من الديمقراطية سوى اسمها ... لينفجروا ثورة عارمة امتدت من بلد الى اخر وليقولوا كلمتهم ويعلنوا رفضهم المزيد من المعاناة والاكراه ولوقف التعسف الذي ما انفكوا يتعرضون اليه يوميا من قبل رجالات السلطة ومتنفذيها ... فكانت حقا ثورة شعبية قادها الشباب ضد الظلم والطغيان والفساد , ومن اجل نظم توفر لهم ولاجيالهم من بعدهم حياة رغيدة كريمة تعتمد المساواة والعدل والديمقراطية وتلبي طموح هذه الجماهير .
ولما كان ثمن الحرية باهضا , راح الملايين من هؤلاء يملؤون الساحات والشوارع وليصدحوا بأسم الوطن والسيادة والحرية , ويدفعوا الاف الضحايا ثمنا لحراكهم ولحريتهم , وقد نجح اؤلئك في دك انظمة مستبدة في حين هناك شباب اخرين ما زالوا يواصلون نضالهم ضد الظلم والديكتاتورية , ضد انظمة تكابر وتقاوم وتقتل وتبطش بالالاف ... فكانت تونس ومصر الحلقتين الاسهل في هذا الحراك , في حين تطلب ذلك عشرات الالاف من القتلى في ليبيا التي ما كان للتغيير ان يتم فيها لولا التدخل الاجنبي , ولم يزل الشعب اليمني يواصل سعيه والسوري نضاله ضد القهر والاستبداد ... وستبقى الحرية والكرامة والديمقراطية تراود الشعوب التي تعاني من انظمة تسلطية فاسدة , وما توقف النضال ضد الظلم على مد العصور , فما كل او تعب انسان او مجتمع او شعب من المطالبة بحقوقه , فكانت الثورات والانتفاضات والانقلابات الوطنية ... .
غير ان ما يجدر الاشارة اليه هو ان اسقاط النظام السياسي او سلطة الدولة لا يعني بالضرورة الانتقال الى نظام او سلطة تؤمن بالديمقراطية منهجا وبحرية الرأي سبيلا للوصول الى الهدف النبيل من الثورة , فهذا الامر مرتبط وثيقا بالثقافة السياسية وما تعتمده قوى التغيير في عملها ونشاطها وسلوكها الذي يستدعي برنامجا متعدد الجوانب مستوف لشروط المرحلة التي يمر بها البلد ومؤسسات متكاملة , ذلك ان ضعف اي من هذه المؤسسات او اية منظمة او طرف من الساعين للتغيير , سيؤثر دون شك سلبا على عمل مثيلاتها , وبالمقابل فأن الخلافات التي تنشأ , ولا بد ان تنشأ , بين هذه القوة او تلك ستكون ظواهر صحية اذا ما تم استغلالها بصورة صحيحة وتفعيلها لخدمة الثورة وهدفها المطلوب ... عليه فان عملية التحول والتغيير تتطلب ساسة لهم القدرة والمعرفة على كيفية معالجة تداعيات الماضي واستيعاب افرازات المرحلة الجديدة وقراءة مستقبلها وبناء توافق سياسي يعتمد قاعدة وطنية وجماهيرية متينة تكون نواة لدولة ديمقراطية منبثقة من الارادة الشعبية .
ولما كانت الثورات العربية شعبية بامتياز انبثقت من العمق الجماهيري وبقيادة شبان غير منتظمين الى هذه الفئة او الحزب او ذاك ودون ان يكون لهم تصورا او برنامجا سياسيا يؤسس لما بعد تلك المرحلة , نرى بوضوح تراجع دور اؤلئك الشباب واختفائهم خلف المسرح الذي شغله اناس او احزاب وكتل لم يكن دورها بارزا وفاعلا في تفجير الثورة وحراكها وانجاحها , فالشباب هم من كان واقفا بوجه الانظمة الديكتاتورية الفاسدة , في حين من جنى ثمارها كانوا بشكل او اخر ممن يغازلون النظام ... لذا فالمشهد الذي نحن امامه الان يؤشر الى ان الاسلاميين هم من استلم مقاليد الامور كما حدث في تونس ومصر وقريبا في ليبيا ولا اعتقد ان الامر سيختلف كثيرا اذا ما نجح التغيير في اليمن وسوريا وغيرهما كالجزائر والمغرب او الاردن ... فكان من الثمار ايضا وعلى سبيل المثال غياب شبه تام للمرأة في الانتخابات المصرية وهذا مؤشر سلبي للغاية فلا ديمقراطية دون مشاركة وحضور فاعل للمرأة .
ان الوصول الى حكومة ديمقراطية ملبية لطموح الجماهير هي من اكثر الفصول صعوبة في العملية السياسية , ذلك انها ستحتاج اضافة الى الوقت والجهد , اصلاحا حقيقيا شاملا ومشاركة فعلية لجميع الاطراف والمكونات ودون اقصاء او تهميش والوقوف بحزم ضد النزعات القومية الشوفينية او الدينية والطائفية مع احترام حقوق الانسان وصون كرامته وتعزيز مفهوم المواطنة , دون ان نغفل الاصلاحات الشاملة لكل مرافق الدولة وهياكلها ومؤسساتها ... ونحن بانتظار ما سيكون عليه نوع الحكم وما سوف يتم تحقيقه بعد استلام الاسلاميين مقاليد السلطة في اثنين من اهم البلدان التي شهدت الربيع .



#لؤي_الخليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق .. خطوات الى الوراء واستبعاد العودة للشراكة الوطنية
- من يقف وراء التفجيرات وقتل العراقيين ؟
- بدعة الاقلمة ودورها في تأجيج الخلافات السياسية
- هل نجح النظام السوري في دفع الجامعة العربية الى المكان الخطأ ...
- الامتناع العراقي و (( مفاتيح الارهاب )) التي لم تزل بيد النظ ...
- هل ستوقد (( الفدراليات )) شرارة حكم شمولي جديد في العراق ؟
- لكي لا نجعل من الفدراليات بوابة لتقسيم العراق !!
- دعوة وسائل الاعلام لمقاطعة تصريحات المسؤولين والنواب
- تجنبا للفساد ... احذفوا الاصفار دون تبديل العملة
- أهي حرب بسوس جديدة تخوضها الكتل السياسية العراقية ؟؟
- الدستور العراقي ... أتعديل ام كتابته من جديد ؟
- ميناء بوبيان ... لا خيار امام العراقيين سوى الغاء وقبر المشر ...
- مستقبل اوربا بين فكي النازي الجديد والاسلامي المتطرف ...
- في ضوء استجواب مفوضية الانتخابات ... رشقوا البرلمان ايضا
- ((بوبيان )) تذكرنا بأزمة خليج الخنازير في كوبا
- العراق سيبقى عراقا وشعبه هو من سيقرر قضاياه المصيرية
- ثمة اعوام بين رسالة الزرقاوي وتصريح النجيفي !!
- سوريا ... النظام ينسى من يخالفه الرأي ويتناسى الحقائق
- اذا كان المسؤول او السياسي مجرما فلم لا يعلن ذلك على الملأ ؟
- احرقوه واحرقوا كتبا اخرى معه ...


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لؤي الخليفة - اية ثمار تلك التي جناها العرب من ربيعهم ؟