أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - حكايات من زمن البسبس ميو...9














المزيد.....

حكايات من زمن البسبس ميو...9


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3611 - 2012 / 1 / 18 - 19:10
المحور: كتابات ساخرة
    


أبو حوراء اثبت ان الفلسفة لم تعد حكراً على أهلها ،فبإمكاني وسواي ممن لا يدعون هذا الشرف العلمي سابقاً ان يدعوه الآن وبكل سهوله..أما كيف ؟ فما علينا إلا ان نترسم خطى هذا الرجل الذي جاء (بما لم تستطعه الأوائل)...
أبو حوراء يؤمن بالحرية (بلا حدود), والإنسان حسب رأيه طائر يحلق متى شاء ويتجه إلى حيث يريد, وبدون حرية سيصبح مثل طائر في قفص... صاغ كل هذا بلغته البسيطة المحببة... لكن إياكم ان تذهبوا بتفاؤلكم بعيدا ً مع هذا الرجل,ولو سئلت من هو هذا الشخص ؟ ومتى أدلى برأيه ؟ وما هي المناسبة ؟ فأقول لكم لا تعجلوا الأمر لأني سأسرد لكم كل شيء.
كنت وصديقي نجلس في إحدى المقاهي التي يديرها شاب من السودان تقع في منطقة مقابل الفندق الذي نسكنه, وكان صديقي قد آثار موضوع الحرية وما تحقق منها في عراقنا الجديد, دار بيننا الحديث سجالا ً, اختلفنا في تحديد مستوى المنجز في هذا الملف (وما أكثر الملفات في العراق) , وكعادة السادة النواب في إدمانهم حالة الاختلاف المزمنة بسبب وبدون سبب تعددت بيننا
التقاطعات (والناس على دين ملوكهم).
وبينما كنا مستمرين في جدلنا أقدم رجل طويل القامة يعلو رأسه الأشعث شيء من نشارة الخشب, حيانا بتحية الإسلام ثم ألقى بجسده المتعب على الطرف الآخر من المقعد الخشبي المتهالك الذي كنا نجلس عليه, وبعد ان طلب لنفسه شايا ً لفت انتباهه صديقي وهو يطوح يده في الهواء ويردد (يمعود يا حرية), هنا تلقف الرجل المفردة وبدون سابق إنذار بعد ان قدم نفسه لنا (إني أخوكم أبو حوراء اعمل نجارا ً ويعجبني الحديث عن الحرية), أدلى بمقدمته التي استفتحت بها هذا الموضوع, وعلى طريقة (سينما البطحاء) التي كنا نرتادها صغارا ً فأن هناك مقدمات - هي ما قلته لكم – وهناك (فلم) هو ما يأتي:-
الحرية ليست استهتار.. قالها بلهجة خطيب منذر وسط اندهاشنا من دخوله المفاجئ واستمر بنظريته (مفسرا ً الماء بعد الجهد بالماء) داخلا بقوة هذه المرة في موضوع (السفور والحجاب), قائلا ً(يا أخي هذه الناس كيف تقبل لبناتها بالسفور, فالمسألة برأيه هي ليست فقط حرام وحلال وإنما قضية ثانية, انتم تشاهدون القصاب الجيد يضع (اللشش) في دكان مزجج ويبيع بأسعار مرتفعة ومع هذا فهناك من يشتري منه, بينما نجد قصابا ً آخر يبيع لحومه في مكان مكشوف وبسعر ارخص ولا أحد يشتري منه, السافرة كاللحم المعروض في محل مكشوف والمحجبة كاللحم المحفوظ في الدكان المزجج) !!!
لم ينبس أحدنا ببنت شفه, ولم تكن لأي منا الرغبة في مقاطعته أو تأييده بما ذهب أليه, كذلك كان هو ـ جزاه الله خيرا ًـ لم ينتظر منا رد أو تعليق, فقد أنهى خطبته العصماء وختمها ب ( في آمان الله ) , وغادرنا لا يلوي علي شيء بعد ان دلنا مشكورا ً على ( مربط الفرس ) , ووضعني فيما لا احسد عليه من ضرب الأخماس بالأسداس .
لست معترضا ً على ما تضمنته مداخلته غير المنتظرة من تطفل على حديث بين أثنين لا تربطه بهما سابق معرفه, فقد تحسب له لا عليه, أنها تذكرنا بطيبة أهل بغداد وخلوهم من العقد ورغبتهم بالمجاملة, وأما سذاجته وما كشفته آراءه القاصرة من جهل فقد عبر عن متراكم مجتمعي للتخلف والأمية قصدت تكريسه سلطات متعاقبة طاردت المثقف وكبتته ولربما أعدمته أو سجنته أو غربته, فتبلور في ذهن أبو حوراء وسواه ان ثمن المعرفة سيكون باهضا ً ( والوقوف على التل اسلم ).
بل ان هناك جانب مفرح في كل ذلك, فلم يثنه عن الاشتراك بحديثنا ما ظهرنا عليه ونحن ( بكامل كشختنا) وكل منا يمسك بواحدة من صحف اليوم ونتجاذب إطراف الحديث بما لا يخلوا من الرزانة على طريقة العديد من ( رجال هذا الزمان ) من الذين تمسكوا بالمظاهر للدلالة على الأهمية, حتى ان بعضهم تحمل حر الصيف اللاهب وارتدى بدلته الرسمية وربطة عنقه, لا لشيء ألا ليبدو (من كبار المسؤولين ) .
أوجعني الرجل أنه تحدث عما كان في بغداد شبه مسلمه عامة, تجسدت بعد صراع طويل بين أنصار الحجاب والسفور دخلها الشعراء فقال أحدهم :
أسفري فالحجاب يا ابنت فهر ٍ
فهو داء في الاجتماع وخيم
ورد عليه الآخر :
إنا لا أقول دعوا النساء سوافرا ً
بين الرجال يجلن في الأسواق
كان هذا في القرن الماضي, اشتدت المساجلات والمجادلات مما أنتج حالة من مظاهر الحرية وليس
الحرية الحقيقة وترك للمرأة وعائلتها مسألة المفاضلة بين الحالتين . والأشد إيلاما ً كان التشبيه بين النساء في حالتي السفور والحجاب مع لحوم القصابين المعروضة للبيع, وهنا لم يكن أبو حوراء وحيدا ً فيما ذهب إليه, أنها رؤية تتشكل في العراق ممن لم تصل مسامعهم مفردات تذكر بأهمية وقدسية وشراكة المرأة... فأين المنظمات النسوية ومنظمات المجتمع المدني ؟ أين البرلمانيات اللائي يشكلن 25% من مجموع النواب ؟ أين وزارة المرأة أين كل هؤلاء من التصدي لمثل هذه الثقافات الهابطة ؟ ما هي البرامج التي أعدت لمواجهة ذلك ؟ .. أبو حوراء في عقده الخامس, وهو قطعا ً قد تآلف مع وجود مظاهر لحرية المرأة في اختيار ما ترتديه لكونه من سكان بغداد ويعمل في منطقة تسكنها العديد من العوائل المسيحية التي لا يوجد في معتقدها الديني ما يُلزم المرأة بالحجاب, ولكن يبدو ان خراب بغداد لم يكن فقط ما تجلى من نقص الخدمات وانهيار في البنى, بل هو غلبة دعاة الترييف على دعاة التحضر ... فهل ستتحول عاصمتنا على أيدي المتخلفين إلى (...) ثانية ؟ .



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات من زمن البسبس ميو......6
- في ليله عيد الميلاد
- الليبرالية و الربيع العربي
- محنة هوية ..... أم أزمة ثقة
- حكايات من زمن البسبس ميو ........ 8
- لست بحاجة لشهادتك
- حكايات من زمن البسس ميو.....7
- حكايات من زمن البسبس ميو-5-
- حكايات من زمن البسبس ميو (4)
- حكايات من زمن البسبس ميو 3
- حكايات من زمن البسبس ميو -2-
- حكايات من زمن البسبس ميو (1)
- انهيار الاصنام
- مارشال اسلامي
- ارحمونا يرحمكم الله
- دور المثقف في مواجهة الاخطاء
- ولكم في تساقط الدكتاتوريات عبر
- ما الذي قاله الهلالي في حديث الكف
- امال على ابواب الاستحقاق الانتخابي
- اقتلوهم انهم يحلمون


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - حكايات من زمن البسبس ميو...9