حياة أدريانُو سُوفرِيّ

السموأل راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3611 - 2012 / 1 / 18 - 17:05
المحور: سيرة ذاتية
    

ادريانو سُوفري (Adriano Sofri) المُحرَّرِ في 16يناير/كانون الأوّل 2012 وُلِد في مدِينة تريست (Trieste) الإيطالِيّة في الأوّل من أغسطس/آب 1942، زاوَل دِراسته الثّانوِيّة بمعهَد فيرجل (Virgile) وأنهَاهَا بتفوُّقٍ مِمّا سمح لهُ بالإلتِحاق بدار المُعلِّمِين العُليا في بيزَا (Scuola normale superiore di Pisa) سنة 1960 كطالِبٍ في تاريخ الفلسَفَة ، ومُبَكّرًا باشَر نقدَهُ للتوجُّهات الأكاديمِيّة التي إعتبرها توفِيقِيّةً مع السُّلطة ومُجمِّلَةً للحُكّام ؛ عَاصَر في تِلك المدرسَة عددًا من أبرز مُؤرِّخِي إيطالِيا مِثل كارلُو غينسبورغ (Carlo Ginzburg) وأدريانُو بروسبيري (Adriano Prosperi) وأمبيرتُو كاربِي (Umberto Carpi) وتَتَلْمَذ على يَدِ نُخبةٍ من أهمّ مُفكِّرِي البِلاد مِثل ديليُو كانتِيمُورِي ( Cantimori Delio) . سُرعان ما يتمّ طرد أدريانُو في سنة 1963 ومعه الطّالِب فابيُو مُوسِّي (Fabio Mussi) وماسِّيمُو دالِيما (Massimo D Alema) بعد توجِيه تُهمة "الإخلال بالإنضباط داخِل المُؤسَّسَة" .

نشِط أدريانُو مُنذ مطلع الستِّينات في صُفُوف الحِراك الماركسِيّ الإيطالِيّ فعمِل مُتعاوِنًا مع نشرِيّة "الطبقة العامِلة" (Classe operaia) وأصبَحَ أحد مُؤسِّسِي "سُلطة العُمّال في بيزَا" (Il potere operaio pisano) مع جيان ماريو غازانيغا (Gian Mario Cazzaniga) التي عكَسَت الإنتِفاضَة الشّبابِيّة في كامِل أوروبّا سنة 1968 ، وتحوَّل التّنظِيم الفَتِيّ إلى مُعادٍ صريحٍ لكافّة مُؤسَّسَات السُّلطة وداعِيَة للمُقاطعة الإنتِخابِيّة ومُشهِّرٍ بالبرلمانِيّة الصُّورِيّة في إيطالِيَا في تنظِيمٍ جديدٍ هُو "النِّضال الشّيُوعِيّ المُستمِرّ" وعُرِف بإسم الجرِيدة اليومِيّة (Lotta Continua) المُنحَلّ سنة 1976 .

مُنذُ الثّمانِينَات ، وعبر نشاطٍ صحفِيٍّ مُكثَّفٍ وحِراكٍ سياسِيٍّ لا ينقطِع،قدّم أدريانُو مِئات المقالات والتّحالِيل وكرارِيس شهرِيّة في التّاريخ السِّياسِيّ وفي العُلُوم السِّيَاسِيّة وموضُوعات حول النِّضال الطّبَقِيّ وإضرابات العُمّال نَشَرهَا فِي كُبرى الصُّحُف الإيطالِيّة مثل "بانوراما" و"الجمهُورِيّة" و"الجرِيدة" (Il Foglio) .
قبل إغتِيَال المُفتِّش كالابرِيزِي (Luigi Calabresi) ، وجَّهَ أدريانُو سوفرِيّ إتِّهامًا صريحًا لهُ على أعمِدة جريدتِه "النّضال المُستمِرّ" بقتل المُناضِل الأناركِيّ جيوزِبِّي بينِيلّلِي (Giuseppe Pinelli) الذي لاقَى حتفهُ وِفق الرِّوايَة الرَّسمِيّة بعد سُقُوطِهِ من نافِذةٍ في الطّابِق الثّالِث من مَقَرِّ الشُّرطَة في مِيلانُو أثناء التّحقِيقِ معهُ في قضِيّة إغتِيَالاَت ساحة النّافُورة (Strage di piazza Fontana) التي جَرَت في 12 ديسمبر/كانون الأوّل 1969 مُخلِّفَةُ 16 قتِيل و88 جرِيح.
طُوِيَ ملفّ القضِيّة ليُعَاد فتحُهُ سنة 1989 ويتمّ إعتِقال أدريانُو بعد إعتِرَافَات ليوناردُو مارينُو (Leonardo Marino) أحد قُدماء مُناضِلِي "النِّضال المُستمِرّ" بضُلُوع التّنظِيم في عملِيَّةِ تصفِيَة المُفتِّش لويجِّي كالابرِيزِي في 17 مايُو/آيار 1972 ، أُعْتُقِل معهُ كُلٌّ مِن جيورجيو بيتروستيفانِّي (Giorgio Pietrostefani) وأُوفيدِيُو بومبريسِّي (Ovidio Bompressi) رغمَ إثبَات حلّ التّنظِيم وإخلاء مسؤُولِيّة أدريانُو التّنظِيمِيّة وإكتِفائِهِ بالكِتَابَة ومن ثمّةَ مُناصَرَتَهُ فيما بعد للحِزب الشّيُوعِيّ الإيطالِيّ وإختِلافِهِ الجِدِّيّ مع الألوِيَة الحمراء الإيطالِيّة (Brigate Rosse) وتندِيدِهِ العلنِيّ بعملِيّة إغتِيَال آلدُو مُورُو.

أقَرّ سُوفرِيّ سنة 1990 بمسؤُولِيَّتِهِ الأخلاقِيّة والمعنَوِيّة عن عملِيّة تصفِيَة المُفتِّش نتيجة هُجُومِهِ عليه مُشدِّدًا على براءتهُ من المُشارَكَة المُباشِرَة ونافِيًا عِلمَهُ بقرار التّصفِيَة ، وبعد مُحاكَمَات وفُصُولٍ قضائِيّة طوِيلَة إمتدَّت إلى سنة 1997 ، أُدِين أدريانُو سُوفرِيّ في شهر ينايِر ويتقاضَى حُكمًا ب22 سنة سِجن مع تشدِيد الحِرَاسَة خُفِّفَ إلى الإقامَة الجبرِيّة بعد إصابَتِهِ بمرَضٍ تسبَّبَ في قطعِ إصْبِعَيْنِ لهُ في نُوفمبر/تشرين الثّانِي 2005 ،وسُمِح لهُ بالمُشاركة في بعض النّدوات التّلفَزِيّة وعدد من المُلتَقَيَات إبتِداءًا من يناير/كانون الثّانِي 2006 ، وطِيلَة هذه الفترة لم يتقدَّم بطلَبِ العفو أو السَّرَاح التّام رغم الحملة الدُّولِيّة لمُساندَتِه وبُلُوغ عدد المُمضِين على عرائِض المُطالبَة بالإفراج أكثر من مليُون مُوَقِّع وعلى رأسِهِم البابا يوحنّا بولس الثّانِيّ .

في السّادِس عشر من يناير/كانون الثّانِيّ ، وفي مكتب المُراقبة العدلِيّة بفلورنسا ، وُقِّع قرار الإفراج. واحِدة من أبرز مُؤلَّفاتِهِ :"أجنِحة الرَّصَاص" (La notte che Pinelli) المنشُورة مُؤخَّرًا سنة 2009 والتي يعُودُ فيها إلى ليلة الخامِس عشر من ديسمبر/كانون الأوّل 1969 و"من التّفاؤُل،كتابات من سجن بيزا" (Ottimismo: Scritto dal carcere di Pisa) و"من هُو قرِيبِي" (Chi è il mio prossimo) و"العُقدة والظّفَر" (Il nodo e il chiodo).

#السموأل_راجي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات