أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - هل اقتربت ساعة الحسم بين المقامرين بمصير العراق وشعبه؟















المزيد.....

هل اقتربت ساعة الحسم بين المقامرين بمصير العراق وشعبه؟


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3611 - 2012 / 1 / 18 - 15:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لقد قلنا فيما سبق أن المقدمات الخاطئة تعطِي نتائج خاطئة بكل تأكيد، هكذا يقول العلم والعلماء، وهكذا تعلمنا خلال سنوات الدراسة، وهذا القانون لا ينطبق على موضوع معين فحسب، بل ينطبق على كل مجالات العلوم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وسائر العلوم الأخرى.

وما يهمنا اليوم في موضوعنا هذا تناول الأحداث التي ترتبت على الاحتلال الأمريكي للعراق، ونتائجها الكارثية على الأوضاع السياسية والاجتماعية للمجتمع العراقي منذ الغزو الأمريكي للعراق في العشرين من آذار 2003 وحتى اليوم، والتأثيرات السلبية الخطيرة على مستقبل العراق وشعبه.

ولكن لا بأس أن نعود قليلاً إلى الوراء لنستعرض السياسة الرعناء لنظام البعث، والتي قادت العراق إلى المصير المجهول، فقد تعرض العراق على عهد هذا النظام الشمولي الذي دام 35 عاماً، وبوجه خاص على عهد الدكتاتور صدام حسين الذي فرض نفسه قائداً أوحداً يمسك بين يديه كل مفاصل الدولة، وكل القرارات المتعلقة بمصير الشعب والوطن، لكوارث رهيبة كان أبشعها حروبه الكارثية المتتالية بدءً من حرب الخليج الأولى ضد إيران التي دامت 8 سنوات بالنيابة عن الولايات المتحدة، فاحتلال الكويت، فحرب الخليج الثانية التي خطط لها الرئيس بوش الأب، ناصباً الفخ للدكتاتور الأرعن صدام، وبمشاركة جيوش 32 دولة أخرى بدعوى تحرير الكويت.

لكن الهدف الأساسي لتلك الحرب كان تدمير القدرات العسكرية العراقية بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، وفرض الحصار الأمريكي الجائر الذي يعتبر بحق أقسى وأشنع أنواع الحروب ضد الشعب العراقي، والذي دام 13 عاماً عجافا كانت له اشد التأثيرات الكارثية على البنية الاجتماعية والاقتصادية العراقية.

ثم تلا ذلك حربه الداخلية لقمع انتفاضة الشعب عام 1991، فاستمراره بلعبة القط والفأر مع الولايات المتحدة حول التخلص من أسلحة الدمار الشامل، ومواصلة الإدارة الأمريكية القصف الجوي المستمر على العراق في عهد الرئيس كلنتون، وأخيراً حرب الخليج الثالثة التي قادها الرئيس بوش الأبن باسم تحرير الشعب العراقي من نظام صدام!!، وانتهت بسقوط النظام، واحتلال الجيش الأمريكي للعراق، وتكشّف زيف الادعاءات الأمريكية، حيث انتقل الشعب العراقي من طغيان نظام صدام إلى طغيان نظام الاحتلال الأمريكي وأدواته التي نصبها على قمة السلطة.

لم تكن هناك أية مبررات لتلك الحروب الكارثية، وما كان لها أن تحدث لولا استئثار نظام البعث بالسلطة المطلقة، والتصرف الطائش والأهوج، وجنون العظمة لصدام، وتطلعاته للهيمنة على منطقة الخليج فهي التي قادته، وقادت الشعب العراقي إلى هذه النهاية المفجعة، وأوصلت العراق إلى الاحتلال والخراب والدمار.

جاء الاحتلال الأمريكي للعراق على الرغم من معارضة الأمم المتحدة، ومعارضة معظم دول العالم، وفي مقدمتها فرنسا وروسيا والصين، الأعضاء الدائميين في مجلس الأمن لتلك الحرب التي سببت للعراق من الكوارث التي كانت الأشد من سابقاتها بسبب الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها الحاكم الأمريكي بريمر خلال عام كامل.

وسواء أكانت قرارات بريمر الكارثية قد جرى أعداها سلفا في دهاليس البيت الأبيض والبنتاجون، وهو ما أرجحه شخصياً، أم أنها قرارات خاطئة اتخذها بريمر بنفسه فالنتيجة كانت واحدة هي قيام نظام طائفي وعنصري شوفيني أجج الصراعات الدينية والأثنية بين مكونات المجتمع العراقي، والتي قادته إلى الصراع المسلح والحرب الأهلية الطائفية، ولا أريد الإطالة بالحديث عن تفاصيل الكوارث التي حلت في العراق على يد المحتلين، ومن جاؤوا بهم من قادة أحزاب الإسلام السياسي الشيعية، وأحزاب القومية الكردية، وبوأوهم أعلى مناصب الدولة ليقودوا العراق إلى الهاوية فالشعب العراقي كله ما زال يعيش هذه كارثة، وما زال يكتوي بنيرانها، ويدفع كل يوم ثمناً باهظاً من دماء الآلاف من أبنائه البررة، وتشريد أكثر من أربعة ملايين مواطن عراقي يقاسون شظف العيش في ظل ظروف قاسية جداً بعد أن جرى إخراجهم من بيوتهم وتهجيرهم تحت تهديد السلاح والقتل والحرق.

لقد حلت الإدارة الأمريكية الجيش وقوات الشرطة ولم تقم بواجبها في حماية مرافق الدولة وحماية المواطنين حسبما تقتضي معاهدة جنيف، فكانت النتيجة سيادة شريعة الغاب تحت سمع وبصر القوات الأمريكية التي كانت تقف مكتوفة الأيدي أمام عمليات السرقة والنهب التي امتدت إلى كل مرافق الدولة دون استثناء، فهل كانت القوات الأمريكية التي أسقطت نظام صدام بما يمتلك من جيش جرار، وأجهزة أمنية، وجيش القدس، وفدائيي صدام في 20 يوماً عاجزة عن حماية مرافق الدولة وحماية المواطنين العراقيين؟

ثم هل عجزت الإدارة الأمريكية عن إيجاد 50 عنصرا وطنياً مستقلاً من التنكوقراط بعيداً، عن الطائفية والعرقية، لتشكيل حكومة مؤقتة تتولى الحكم لفترة زمنية محددة، وتتولى إعادة الأمن والنظام في البلاد، وتأمين الخدمات الضرورية للمواطنين، وتهيئة المستلزمات لإقامة المؤسسات لنظام حكم ديمقراطي حقيقي يضمن الحقوق والحريات العامة لسائر مكونات الشعب بصرف النظر عن القومية والدين والطائفة، أم أن الإدارة الأمريكية كانت قد قررت سلفاً حكم العراق بصورة مباشرة فنصبت بريمر حاكماً على البلاد في بادئ الأمر، ثم اضطرت أمام ضغط واحتجاج العالم اجمع إلى إقامة ما أسمته بالعملية السياسية، البائسة، وإقامة هذا النظام الطائفي والعرقي المقيت تحت جناحيها لتمزق البنية الاجتماعية للشعب، وتزجه في هذا الصراع العنيف.

وجاءت الإدارة الأمريكية بدستور بريمر الذي كرس الطائفية والعرقية في البلاد وفتح الباب واسعاً أمام القوى التقسيمية لتفتيتها، و اتُخذ فيما بعد أساساً للدستور الدائم الذي تم وضعه من قبل قادة أحزاب الإسلام السياسي الشيعية وقادة الأحزاب الكردية تحت إشراف السفير الأمريكي، حيث باتت البلاد على كف عفريت.

إن كل ما اتُخذ من إجراءات خاطئة في العراق منذ 9 نيسان 2003 وحتى اليوم تتحمل مسؤوليتها الإدارة الأمريكية، وإن العملية السياسية التي قامت على أسس خاطئة قد جاءت بهذه النتائج الخاطئة، والتي جلبت وما تزال الكوارث للشعب العراقي.

إن العملية السياسية بوضعها الحالي لا يمكن أن تحقق الأمن والسلام والحياة الهادئة للشعب، بل على العكس قد أصبحت مدخلاً لصراعات خطيرة بين المالكي وعلاوي من جهة والمالكي والقيادة الكردية المتمثلة بالبارزاني والطالباني تنذر بعودة الحرب الأهلية من جديد نتيجة الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها وما زال يرتكبها، قادة أحزاب الطوائف، ونتيجة هذا الصراع المتصاعد الذي نشهده بين إطراف العملية السياسية البائسة، والذي ينذر بالانفجار في أية لحضة ليشعل نيران الحرب الأهلية من جديد.
إن المواطنين العراقيين ينتابهم القلق الشديد مما تخبئه لهم الأيام القادمة، حيث قاربت الأزمة المستعصية بين هذه الأطراف طريق اللا عودة منذرة بالشر المستطير، والنار تبدأ بعود ثقاب، لكنها إذا ما انتشرت فستحرق الأخضر اليابس وسيدفع الشعب العراقي ثمناً لا يمكن تحديده.

ينبغي أن تسود الحكمة بين سائر الأطراف من أجل نزع فتيل الحرب الأهلية التي قد تكون مدخلاً لتدخل القوى الإقليمية في هذا الصراع، وهو ما نشاهد بوادره في تدخلات السعودية وإيران وتركيا الظاهر للعيان.

لابد من إعادة النظر الجذرية للأزمة الراهنة بكل مفاصلها بدءً من الدستور والبرلمان والحكومة، بما يؤمن الحفاظ على تماسك البنية الاجتماعية والحفاظ على وحدة الشعب والوطن، وكبح جماح الساعين لتقسيم العراق باسم الفيدرالية التي باتت تستهدف تحويل العراق إلى دويلات الطوائف والأعراق، وإن إقامة نظام ديمقراطي حقيقي في البلاد هو الكفيل بتأمين حقوق وحريات كل القوميات، وكل أتباع الطوائف والأديان، وتأمين الحياة الكريمة للجميع، والعراق بما يمتلك من موارد نفطية وغيرها من الموارد الوفيرة قادر بكل تأكيد على ضمان حاجات المواطن العراقي المادية على أحسن وجه إذا ما توفرت له حكومة رشيدة تتصف بالنزاهة والأمانة، وتمتلك الكفاءة التي تؤهلها لبناء العراق الجديد، عراق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، والعيش الرغيد.



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ينبغي الحذر من دفع البلاد نحو الحرب الطائفية، وعدم اختزال ال ...
- الأمم المتحدة مدعوة لإنقاذ العراق من خطر الحرب الأهلية قبل ف ...
- مشاريع تمزيق العراق باسم الفيدرالية، ومسؤولية حكومة المالكي ...
- قوى الديمقراطية واليسار، والربيع العربي
- محنة الشعب السوري بين طغيان نظام البعث، ومخاطر التدخل الدولي
- العراق في خطر داهم، ولابد من تدارك الأمر قبل فوات الأوان!
- الشعب الكردي من حقه أن يكون له كيان مستقل إذا ما تهيأت له ال ...
- من ذاكرة التاريخ : الحرب العالمية الثانية وتأثيرها على العرا ...
- من ذاكرة التاريخ: الحرب العالمية الثانية وتأثيرها على العراق ...
- من ذاكرة التاريخ: الحرب العالمية الثانية وتأثيرها على العراق ...
- من ذاكرة التاريخ: الحرب العالمية الثانية وتأثيرها على العراق ...
- من ذاكرة التاريخ: الحرب العالمية الثانية، وتأثيرها على العرا ...
- من ذاكرة التاريخ: الحرب العالمية الثانية، وتأثيرها على العرا ...
- هكذا تم تشريع الدستور على مقاس الحلف الشيعي الكردي
- تحالف الاحزاب الطائفية الشيعية والقومية الكردية
- المالكي، والدستور ، ومشاريع القوى القومية والطائفية لتمزيق ا ...
- من ذاكرة التاريخ: مؤامرة نوري السعيد لاسقاط حكومة جميل المدف ...
- من ذاكرة التاريخ : وفاة الملك فيصل الأول في ظروف غامضة وتولي ...
- هذا هو الطريق لإنقاذ العراق وشعبه من الأزمة الراهنة
- من ذاكرة التاريخ: الملك فيصل يطلب من نوري السعيد تقديم استقا ...


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - هل اقتربت ساعة الحسم بين المقامرين بمصير العراق وشعبه؟