أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الحكيم البابلي - نقد النقد ، حول مقال السيد سيمون جرجي الناقد لمقال الحكيم البابلي















المزيد.....



نقد النقد ، حول مقال السيد سيمون جرجي الناقد لمقال الحكيم البابلي


الحكيم البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 3611 - 2012 / 1 / 18 - 14:00
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


نقد النقد

تفضل السيد سيمون جرجي مشكوراً ، بكتابة مقال ناقد في العدد 3600 - موقع الحوار المتمدن ، وبتأريخ جَنيوري - 7 - 2012، بعنوان : [ قراءة في مقال الحكيم البابلي "الكلمات النابية الدخيلة في اللهجة العراقية الدارجة" ] ، والذي كان نقداً لمقالي السابق الذكر ، وأدناه رابط المقالين

مقال الحكيم البابلي
show.art.asp?aid=290340

مقال سيمون جرجي
//www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=290622
==============

شخصياً أُقدر أية محاولة نقد بناء على صفحات موقعنا "الحوار المتمدن" ، كون الموقع خالي - تقريباً - من النقد ولأسباب كثيرة أولها عزوف النقاد عن هذا اللون لتخوفهم من ردود فعل المنقودين من الذين لا يُميز بعضهم بين النقد البناء والهدام ، ويقومون بتسمية كل محاولة نقد على أنها شخصنة وشتيمة ومُعايرة للطعن والنيل من أسلوب وقابليات وشخصية الكاتب الذي وُجِهَ له النقد .
شخصياً لم أقم لحد الأن بتقديم أي نقد من على هذا المنبر الحر ، إلا محاولة نقد واحدة لسياسة موقع الحوار المتمدن ، لكني قدمتُ بعض الملاحظات النقدية من خلال تعليقاتي هنا وهناك ، ويؤسفني القول بأن النتائج كانت كارثية صاحَبَتْها ردود فعل عنيفة عبر تعليقات إنتقامية وإرهاصات غير طبيعية جعلتني أبتعد حتى عن التفكير في محاولة تقديم أي نقد .
بعض تلك الإرهاصات إتهمتني بالشخصنة والعدائية والحسد !!!، ولم أفهم لحد اللحظة .. الحسد مِن ماذا وعلى ماذا !!؟ ، هذا علماً بأنه كان لي محاولات نقدية عديدة وناجحة جداً في ولاية مشيكان حيث يسكن أكثر من ربع مليون عراقي ، والتي إشتملت على نقد بعض الكتب والمقالات المنشورة ، وعلى العديد من المسرحيات التي قُدِمَت على مسارح الجالية العراقية .

لكل ذلك أُقدر المحاولة الناقدة للزميل سيمون جرجي على واحد من مقالاتي ، وأعتبرها بحق علامة إيجابية مضيئة في سماء موقعنا الجميل هذا ، حيثُ قام السيد جرجي بتقديم ( 12 ) مُلاحظة ناقدة مُختلفة على مقالي الأخير السالف الذِكِر
ورغم أني لا أتفق في صواب معظمها مع السيد جرجي ، وحتماً لي مُلاحظاتي الخاصة حولها ، لكنها تبقى محاولة جميلة وبناءة وإيجابية جداً ومُفرحة بالنسبة لي ، كونها ستُثير حوارات مُفيدة ومعرفية لنا وللقراء
وتمشياً وتناغماً مع طريقة السيد سيمون جرجي في تسجيل ملاحظاته بطريقة التسلسل العددي ، فسأقوم بتقديم مُلاحظاتي على نفس المنوال ، لتسهيل المراجعة والنقاش على كل فقرة

ملاحظة # ( 1 ) :
لا أعتقد إنني أخطأتُ لغوياً أو تعبيرياً في جزء من عنوان مقالي وكما يعتقد السيد جرجي حين قلتُ : (( اللهجة العراقية الدارجة )) ، مما إستدعى السيد جرجي أن يقترح عليَ تسجيلها بصيغة الجمع : ( اللهجات العراقية الدارجة ) ، ودعماً لرأيي أقول بأن في كل دولة لهجات كثيرة ، لكنهم دائماً يتعاملون لغوياً من خلال اللهجة الأكثر رواجاً في الدولة ، ولن نتطرق هنا لأسباب رواجها أكثر من غيرها ، ولكن عادةً ما تكون تلك اللهجة "الأكثر رواجاً" هي لهجة العاصمة ، بالضبط كما هي الحال في اللهجة البغدادية في العراق
ونرى ذلك واضحاً حين يلتقي البصراوي والمصلاوي مثلاً ، فنرى الشخصيتين تتحدثان البغدادية الدارجة بصورة تلقائية وبديهية وبدون إتفاق مُسبق ، وهي نفس اللهجة التي يلجأ لها أي عراقي حين يلتقي بعراقي آخر من موقع جغرافي مُختلف ويتكلم بلهجة مُغايرة ، وهذا يضمن التواصل اللغوي المحلي بين الجميع ، علماً بأن هذه "الكلمات النابية الدخيلة" يعرفها ويستخدمها يومياً كل عراقي تقريباً ، إن كان مصلاوي أو بصراوي أو بغدادي أو عمارتلي أو كركوكلي أو مسيباوي ، عربي أو كردي أو كلداني أو آشوري … الخ
لكل هذا فعندما نقول (( اللهجة العراقية الدارجة )) فهنا يكون المقصود بها : تلك اللهجة التي يتحدثها عموم العراقيون مع بعضهم أينما توجهوا عبر جغرافية العراق ، وهي لهجة العاصمة بغداد
ثم ألا ترى معي أخي جرجي بأن كل الكتب والدراسات والبحوث التي تم نشرها لحد اليوم حول مواضيع كهذه لم تلجأ لصيغة الجمع ( اللهجات العراقية الدارجة ) ، بل إستخدمت صيغة المفرد والتي إستخدَمتُها أنا أيضاً في قولي : (( اللهجة العراقية الدارجة )) ، وكمثال : نأخذ كتاب السيد ( رفعت رؤوف البزركان ) بعنوان : ( معجم الألفاظ الدخيلة في اللهجة العراقية الدارجة ) ، كذلك فعل الشيخ ( محمد رضا الشبيبي ) في عنوان كتابه المعروف : ( أصول الفاظ اللهجة العراقية ) .
ولمزيد من التوثيق ، دعنا نقرأ هذا المقطع للدكتور العلامة طه باقر : (( العراق تفرد من بين الأقطار العربية بضخامة تُراثه اللغوي القديم من اللغات القديمة التي إزدهرت في حضارته القديمة بمختلف أدوارها المتعاقبة ، وخلفت رواسب لغوية كثيرة ومتراكمة لا تزال آثارها باقية في اللهجة العراقية العربية الدارجة … الخ )) إنتهى
وهنا نرى أن طه باقر لم يقل : ( في اللهجات العراقية العربية الدارجة ) ، بل إستعمل صيغة المفرد .. وهو الإستعمال الأصح
لكل ذلك لا أتفق معك أخي سيمون جرجي حول ملاحظتك # 1

ملاحظة # 2 :
إعترض السيد سيمون جرجي على فقرة من مقالي في ملاحظتهِ # 2 قائلاً :
(( يقول الكاتب في مقدّمة المقال : "ليس من الغريب أن نجد أن اللغة العربية إحتكت تأريخياً - بعمق - وعلى جميع الأصعدة ، مع شعوب وأقوام كُثَّر قد يصعب تعدادهم وحصر تسمياتهم ، ومنهم على سبيل المثال : السومريون ، الأكديون... إلخ"! ولستُ أدري إلى أيّة دلائل تاريخيّة أو أثريّة استندَ الحكيمُ البابليّ ليقول إنّ اللغة العربيّة احتكّت بشعبٍ كالشّعب السومريّ أو الأكّاديّ أو أيّ شعب آخر أقدم من أقدم آثار اللغة العربيّة!! ألعلّه ظنَّ أنّ بقايا لغات تلك الشّعوب في لهجات شعوب اللغة العربيّة اليوم هو احتكاكٌ تاريخيّ عميق؟! أم أنّه يريد القول إنّ العربيّة تأثّرت كأيّة لغةٍ غيرها بما تبقّى من رواسب تلك اللغات المنقرضة وهو ما يظهر في بعض اللهجات المتداولة هنا وهناك، وهذا أسلم )) إنتهى
وجوابي : اؤيد رأيك أخي سيمون حول خطأ الصيغة التي قَدَمتُ بها معلومتي : (( أن اللغة العربية إحتكت بلغات عديدة منها كذا … وكذا … والسومرية والآكدية )) ، وكان المفروض بيَ أن أشرح للقارئ أكثر حول تأثر العربية "برواسب" الكلمات السومرية التي لا تزال الكثير من مفرداتها مستعملة في اللهجة الدارجة اليومية في جنوب ووسط العراق رغم إنقراض السومرية في أزمنة لم يكن العالَم قد سمع فيها بالعرب بعد .
أما الأكدية ، فلا أوافقك في الإعتراض عليها كونها لم تنقرض في وقتٍ مُبكر كالسومرية ، بل عاشت بعدها بقرون من خلال تفرعها إلى : البابلية والآشورية ، وكلتاهما إحتكتا مع العربية في زمن وجودهما تأريخياً ، ولا تنسى أن أول ذِكْرٍ للعرب تأريخياً ووثائقياً جاء في مصادر حوليات ملوك الإمبراطورية الآشورية خلال القرن التاسع ق . م ، والذي أطلقوهُ على بعض ممالك شمال الجزيرة العربية ، بينما كانت ممالك الجنوب تُعرف بأسمائها مثال : حميرية ومعينية وسبئية ، ولم يُستَخْدَم إسم العرب للدلالة على ( كل ) ممالك الجزيرة إلا منذ العصر الروماني .
وكان البابليون والآشوريون قد أرسلوا حملات كثيرة لتأديب العرب البدو الذين كانوا دائماً يُغيرون على المناطق القريبة منهم والواقعة تحت حكم ممالك البابليين أو الآشوريين ، وكان البابليون والكلدان يستعينون بالعرب لتزويد جيوشهم الغازية لفلسطين ومصر وعيلام وغيرها من الممالك والدول البعيدة بالماء والمواد الضرورية الأخرى ، وهنا ليس بإمكاننا أن نقول أنه لم يكن هناك أي إحتكاك بين اللغة العربية واللغة ألآكادية وتفرعاتها .
مع ذلك أتفق معك على الأقل في الجزء الذي يخص السومريين في مُلاحظتك # 2

ملاحظة # 3 :
قُلتُ في مقالي السالف الذكر : (( لكل ذلك دخلت الكثير من الألفاظ والكلمات والمصطلحات الغريبة والأجنبية - بصورة أو بأخرى - على اللغة العراقية الدارجة والتي هي اللغة الناتجة عن اللغة العربية الفصحى التي أصبحت لغة منطقة وادي الرافدين الرسمية منذ دخول العرب والإسلام إلى العراق وبقية أقطار المشرق )) إنتهى
لكن الزميل سيمون جرجي يعترضُ على كلامي هذا ، ويرى أنه كان لزاماً عليَ تبيان أن (( العربية الفصحى لم تصبح لغة تلك البلاد "الرسمية" مباشرةً ( منذ غزو المسلمين ) ، بل إحتاجت إلى زمن توطدت فيه مملكة المسلمين العرب في دمشق فبغداد ….. الخ من الكلام )) !!.
وجوابي : أنا كنتُ بصدد كتابة موضوع عن الكلمات النابية الدخيلة … ، ولم أكن بصدد كتابة موضوع عن ( متى وكيف ولماذا وأين أصبحت اللغة العربية لُغة رسمية في البلاد المغزوة أو المفتوحة !!،
وإقتراحك هذا كان سيثقل كاهل مقالي ويخرج بيَ عن موضوعي إلى موضوع آخر قد لا يكون من إختصاصي ، ويؤسفني أن أقول بأنك ومن خلال هذه الملاحظة والبعض الآخر من ملاحظاتك تبدو إنتقائياً جداً ومتحججاً وكأنك تُريدنا أن نتبع مزاجك وآرائكَ وطريقتك في الكتابة !!، وهذا تعجيزي ، لأننا لسنا أنتَ !!، كذلك تُحاول إيجاد ثغرات أكثر من الموجود حقيقة في متن المقال أو جِدارهِ ، وهذا مُتعِب بعض الشيئ .
لا أتفق معك حول الملاحظة # ( 3 ) عزيزي سيمون جرجي .

ملاحظة # ( 4 ) :
قلتُ في مقالي : (( والجدير بالذكر أن الكثير من اللغات المحلية القديمة هن أخوات للغة العربية ، مثل : ألأكدية والآرامية والعبرية والحبشية … الخ )) إنتهى .
ويعترض السيد جرجي على هذه الفقرة بقولهِ : (( أنت يا عزيزي تتحدث عن العراق ولغات العراق ولهجاتهِ ، وليس صحيحاً إذاً إعتبار "الحبشية والعبرية" لُغتين محليتين ! إلا إن كنت تتحدث عن اللغات السامية عامة ، ولهذا تلزم الإشارة إلى ذلك )) إنتهى .
ومرة أخرى أواجه ( تجاهل ) السيد جرجي لما أقصد ، ومحاولتهِ الظهور بمظهر من لم يفهم بعض بديهيات مقالي !!.
ألا ترى يا صاحبي بأن كلامي كان بديهياً جداً !؟ وإن إستخدامي لكلمة ( محلياً ) لا تعني ( المحلية العراقية أو الرافدية ) بل تعني ( محلية منطقة عائلة اللغات المسماة بالسامية ) !؟ ، وإلا هل يعقل شخص شاطر مثلك أن الحكيم البابلي لا يعرف لحد اليوم أن موقع الحبشة الجغرافي ليس قرب العراق أو بلاد النهرين !!؟
وتضطرني هنا للقول بأن كتابة نقد ( بناء ) لا يعتمد على عدد الملاحظات في متنهِ ، بل على صحة ونزاهة تلك الملاحظات ، والنقد قد يُكدرُ المنقود في حالة خروجهِ من مصداقيتهِ وتحوله لمصيدة قد تكون صدأة
ورأيي أنه لم يكن لنا جميعاً حاجة بملاحظتك # ( 4 ) .

ملاحظة # ( 5 ) :
تحوي الملاحظة الخامسة عدة فقرات مُختلفة سأجيب عنها تباعاً
يقول السيد جرجي : (( يدعو - الحكيم البابلي - لتسمية ( السامية ) التي إستخدمتها التوراة للإشارة إلى اللغة الأم ( مجموعة اللغات الناشئة عنها ) "إعتباطية كيدية" !، هلا فسر لنا الكاتب هذا الوصف ؟
وجوابي : أن التوراة وفي زمن تجميع مفاصلها المتفرقة من هنا وهناك ( لملوم ) والتي كتبها وألفها كُتاب كُثَر خلال الف سنة بين أول وآخر كاتب لها !!، قامت بتسمية مجموعة عائلتنا اللغوية الشرقية بِ (( اللغات السامية )) ! ، وهي تسمية إعتباطية ، والإعتباط مشتق من ( عبط ) ، ومعنى ( كلام إعتباطي ) : هو كلام جاهل لا نضج فيه ولا يعتمد على حقيقة ويخلو من الحجج الدامغة المُوثقة المُقنعة ، وهذا بالضبط ما فعله كُتاب ومؤلفي التوراة حين قاموا بتسمية اللغات الشرقية بِ ( سامية وحامية ووو ) ونسبوا التسميات هذه لأسماء أولاد نوح ( سام وحام ويافث وبقية الشلة ) !! وكلها شخصيات توراتية مُختَلَقَة ووهمية وغير حقيقية ولم يُثبت أي علم حديث لحد اللحظة صحة وواقعية أي منها !، أما الأقوام التي شملتها تسمة ( السامية ) فكانوا : ( الأكديون ، الكنعانيون ، الأموريون ، الآراميون ، العبرانيون ، الفينيقيون … الخ ) ، وبما أن جذورهم الضاربة في القِدَم تعود لهجرات متفرقة ومتباعدة من الجزيرة العربية ، لهذا فتسميتهم بالساميين أو تسمية لُغتهم بالسامية هو عمل مغلوط مشت عليه وتقبلته أجيال من الناس إلى أن إكتشف العلماء والبحاثة أن ليس هناك شيئ في كل التأريخ البشري إسمه ( سام ) ، وهو مجرد وهم دَوَنَهُ أحبار اليهود لمصلحة وإعلاء شأن الدين اليهودي ، وكمثال : كان الأصح تسمية هذه العائلة اللغوية بِ ( أقوام ولغات الجزيرة ) أو ( الجزيريين - الجزريين ) ، وهذا هو رأي الدكتور العلامة طه باقر
لهذا قلتُ في مقالي بأن تسمية لُغاتنا الشرقية بِ ( اللغة السامية ) هو : "كلام إعتباطي" ، كونه كلام لصوص وكَذَبَة ومُلفقين توراتيين قاموا بأكبر عملية قرصنة تُراثية عبر تأريخ البشرية وليل الزمن ، والمضحك أن اللصوص التوراتيون هؤلاء ، لم يفكروا أنه سيأتي زمن في المستقبل يكشف فيه الناس - من خلال علومهم وأبحاثهم - أن ( نوح وأسماء أولاده ونسله ) هي مجرد تسميات وهمية بائسة تُمثل القليل جداً من مجموع سرقات وأكاذيب التوراة ، والتي عجز كل العلماء اليهود وبلايينهم أن يجدوا ولو دليلاً واحداً لدعم صحتها !!.
يقول الكاتب وعالِم السومريات ( جان بوتيرو ) في كتابه ( بلاد الرافدين ) : (( في يوم 3 كانون الأول سنة 1872 أعلن العالِم والآثاري ( جورج سْمث ) في لندن (( أنه إكتشف على لوح مسماري رافديني ( رواية للطوفان ) قريبة جداً من رواية ( سِفر التكوين ) في توراة العهد القديم !!، بحيث لا يُمكن لنا أن ننفي ( تبعية ) سِفر التكوين حول الطوفان تجاه تلك الرواية السومرية في موضوعها وإسلوبها الأدبي )) .
أما الكاتب والعالِم الآثاري الشهير( صموئيل نوح كريمر ) وهو المختص أيضاً في علم السومريات وبلاد الرافدين ، فيقول في كتابهِ ( الأساطير السومرية ) : (( إن قصة الطوفان التي دونها كتبة التوراة لم تكن أصيلة ، وإنما هي من المبتكرات السومرية التي إقتبسها البابليون من سومر ، ووضعوها في صيغة الطوفان البابلي ، ومنهم إنتشرت لكل حضارات العالم )) .
كذلك تقول كل الكتب العلمية المُوثقة بنتائج الحفريات الآثارية في العراق ، بأن هناك قصة طوفان سومرية بطلها ( زيوسودرا ) ، تبعتها قصة طوفان بابلية بطلها ( أوتونابشتم ) وهي التي جاءتنا عن طريق ملحمة كلكامش ، ومن خلال كل تلك القصص التي كانت تُحيط بالوجود العبري - الخالي من أي تراث أو حضارة - يطلع علينا كتبة ومُدوني التوراة بسرقة أكثر منها إقتباساً لقصة الطوفان التي ينتقون لها - على الحاضر وبدون تعب وبلا خجل - شخصية وهمية بإسم ( نوح ) ! ، ويتبعوها بخلق عائلة - سام وحام ويافث - لهذا المجهول المزعوم والمُفترض تأريخياً !!، ويروحون في ربط عشرات الأسماء لأنبياء وأشخاص تابعين لنسل نوح هذا !!، وكأنهم كانوا يملكون حاسوباً سماوياً لتسجيل شجرة عائلة لم تعرفها الأرض لا بالولادة ولا بالموت !!.

أما كلمة ( كيدية ) والتي يطلب لها تفسيراً - زميلنا جرجي - هي الأخرى ، فقد قصدتُ بها أن اليهود وتوراتهم وتلمودهم وكل كتبهم الخرافية العنصرية في زمن الجهل والتصورات الكيفية ، إنما مَجدَت وخَلَدَت حوادث لم تكن لهم ولأقوامهم العبرية !!، وأبطالاً أغلبهم لم يبرزوا من صميم شعبهم العبراني ، بل تم سرقة قصصهم وشخصياتهم وبطولاتهم - خرافية كانت أم حقيقية - من الحضارات العملاقة التي كانت تُحيط بوجودهم نصف البدوي عديم الحضارة ، لِذا سَمَيتُ كل أكاذيبهم وإدعاءاتهم "كيدية" ، لأنها ضلَلَت وكادَت للتأريخ وللحقيقة والواقع ، وللجنس البشري ، وخلقت أول دين كاذب عنصري خرافي لأحداث باطلة نُسِبَ وحيها لإله سماوي مُفترض ومزعوم سرقوا إسمه وفكرته وبُدعة توحيدهِ من نفس تلك الحضارات التي لم يستطيعوا أن يُحاكوها ويُجاروها … فسرقوها !!.
يقول الكاتب والمؤرخ د. أحمد سوسة :
[ الظاهر أن تقبل الناس لإدعاءات اليهود في تأريخهم القديم عبر فترة تمتد إلى ما يقرب من 2500 سنة ناشئ عن كون اليهود إحتكروا قبل الإكتشافات الآثارية في القرنين التاسع عشر والعشرين المدونات التأريخية لأنفسهم ، بإعتبارها أقدم مرجع في الوجود ، فضلاً عن الطابع القدسي الإلهي الذي أضفوهُ عليها ، إذ لم يظهر أي دليل أو مصدر يُستَنَد إليه في نقضها أو مناقشتها حتى تم إكتشاف كتابات الأقوام التي سبقت عصر اليهود بعدة قرون !، وقد وصلتنا وهي مُعاصرة لزمن كتابتها بنصها الأصلي ، فتم للعلماء حل رموز كل منها ، مثل كتابات السومريين والآكديين والعموريين والكنعانيين والفينيقيين والآراميين والآشوريين والبابليين والمصريين والحثيين وغيرهم ، فكشفت هذه الكتابات عن زيف أكثر الإدعاءات المذكورة ، وأصبح لدى العلماء مصادر كثيرة جداً يستندون إليها في مناقشتها والتشكيك بصحتها ، مُقتحمين الحواجز القدسية التي كانت ولا تزال تفرضها الكتابات اليهودية ] . إنتهى

ويعود السيد جرجي - ولا زال الحديث ضمن الملاحظة الخامسة - ليقول : (( وإذا كانت هذه التسمية - يقصد مصطلح اللغة السامية - مرفوضة من قِبَل اللغوين والمؤرخين فهي حتى اليوم مستخدمة في جميع دراساتهم وأبحاثهم ومنشوراتهم ، فما معنى قولك إذاً إنها تسمية مرفوضة من قِبَل هؤلاء العلماء وهم في الوقت عينه لا يملكون سواها في الدرس والبحث ؟! )) إنتهى .
وجوابي : أنت تعرف حق المعرفة سيد جرجي - ومن خلال ثقافتك المفروضة - أن تسمية "اللغات السامية" لم تعد مقبولة في عرف وقناعات العلماء والبحاثة المخلصين لنتائج علومهم ، وليس الذين تشتريهم اليهودية والكيان الصهيوني من بائعي العلوم المُحَوَرَة وممن لا مانع لديهم حتى من بيع أثداء أمهاتهم !!.
والعلماء الصادقون هؤلاء ، الذين لا ينحازون لرأيٍ أو إدعاءٍ كاذب ومُزَوَر لأغراضٍ قومية أو دينية أو عرقية أو لضغوطٍ أخرى مُختلفة ، هم من أذاع على الملآ بأن التسمية التوراتية "اللغات السامية" ليست صحيحة أو عادلة ، لأن التوراة نفسها ليست كتاب تأريخي موثق ، وما إستعمال التوراة لهذه التسمية إلا ضرباً من العنصرية التي طمغت كل ما حولها - تقريباً - بالصبغة اليهودية ، كإدعائهم مثلاً بأن ( السامية ) هي اللغة الأم لمجموعة اللغات الشرقية ، الجزيرية ، الأسيوية الغربية ، بينما العلم والعلماء يقولون بأن لا أحد يدري لحد الأن أية لُغة بالضبط كانت هي اللغة الأم في تلك الأزمان العتيقة !!!. وحول هذه النقطة بالذات يقول مؤلف كتاب ( تأريخ نصارى العراق ) السيد رفائيل بابو أسحق : (( أما اللغة السامية الأولى ، فقد إضمحلت بتطور لهجات الشعوب الناطقة بها ، حتى أضحت هذه اللغات كلها مُغايرة لأصلها ، بيد أن في هذه اللهجات مفردات ورثتها عن اللغة الأولى ( يقصد الأصلية )، وإشتركت أغلب الأمم السامية في إستعمالها بفروق قليلة لا تتجاوز الظواهر ، فالساميون عند تفرقهم كانوا يتكلمون لغة واحدة ، ثم تغيرت تلك اللغة وتفرعت منها عدة فروع إنطبع كلٌ منها بطابع المكان والبيئة على مُقتضى ناموس الإرتقاء )) . إنتهى
وهنا نجد أن الكاتب ( رفائيل بابو أسحق ) لا يملك إلا أن يستعمل مصطلح ( اللغة السامية ) وكان قد قام بنَشَر كتابه هذا سنة 1948، وكما قلتُ في مقالي فالعلماء لم يتفقوا بعد على تسمية جديدة كبديل لتسمية ( اللغة السامية ) ، لكن ما يهمني من كلام ( رفائيل بابو أسحق ) هنا هو قوله وتأكيده على أن اللغة الأصلية الأم غير معروفة المنشأ أو الإسم أو البقعة الجغرافية لحد اليوم .. رغم تضارب الآراء ، والتي يُرَجِحُ فيها أغلب المختصين بأنها من الجزيرة العربية ، ولهذا أقول بأن تسميتها باللغة السامية هو إحتكار وتصرف فردي إناني قامت به اليهودية لسلب حقوق كل الشعوب والأقوام الأخرى المنتمية لنفس العائلة اللغوية .
ولا أخالك أخي سيمون جرجي تجهل أن إسرائيل تُعيق مُحاولة إيجاد تسمية بديلة ليست في صالحها وصالح اليهودية ، ولو تحقق هذا الأمر ، فسيكون أكبر صفعة تأريخية للصهيونية العالمية واليهودية على حد سواء !.

يعود السيد سيمون جرجي في نهاية ملاحظته الخامسة ، ليقول : (( فأما الإستطراد الذي قاد الكاتب البابلي إلى الحديث عن التوراة وعلاقتها بثقافات الشرق القديم ، فلا معنى له ، لأنه إستطراد أخلَ بمنهج المقال الذي يبحث في اللغة واللهجة ، لا بالديانات وأصولها الثقافية ! )) . إنتهى
وجوابي : أنتَ على خطأ مرة أخرة سيد جرجي ، لأن كلامي عن اللغات واللهجات والألفاظ والمصطلحات قادني بصورة مباشرة جداً وكضرورة معرفية للقارئ .. للكلام عن التسمية التوراتية العنصرية المُحتَكَرَة لليهود فقط ( اللغات السامية ) ، وهنا تَحَتَمَ عليَ الخوض في بعض التفاصيل الدقيقة عن مدى مصداقية هذه التسمية ، وكل هذا سيؤدي بصورة منطقية للكلام عن الدين اليهودي لشرح المُلابسات والظروف ، لِذا طرحتُ فكري ورأيي دون خشية من أن يخل إستطرادي هذا بسياق الحديث .
فلماذا تدعي يا سيد سيمون بأن كلامي كان "إستطراداً لا معنى له" ، وأنه "أخل بمنهج المقال" !!؟ صدقني أخي أنا أفهم أن إيمانك كمسيحي سرياني يقودك دائماً للدفاع عن اليهودية والتوراة وأباطيلهما ، كونكَ تعرف يقيناً بأن أي سقوط أو حتى تخلخل لليهودية كدين سيكون سقوطاً أو تخلخلاً للمسيحية والمحمدية كَ "أديان "سماوية" بُنَيَت على أباطيل وأكاذيب وسرقات اليهودية ، ولكن … الذي أتعجب له دائماً : لماذا يُدافع أي مثقف متنور عن إكذوبة قداسة وإلوهية الأديان ؟ أوليست نفس الثقافة هي التي قادت العلمانيين من أحرار الفكر ليروا ما لم تروه أنتم رغم عمق ثقافة بعضكم !؟ ، أم هو خوفكم من عوائلكم ومجتمعاتكم التي - ربما - ستنبذكم لو إستعملتم سبابتكم في إدانة هذه الأديان الترهيبية والإعتراف بأنها آيدلوجيات أرضية خالية من أي قداسة ؟ ، أو ربما هو خوفكم من العقاب السماوي في الجحيم المُفترض الذي خوفتكم وأرهبتكم به كل الأديان الترهيبية التي إعتمدت الترغيب والترهيب لتثبيت مزاجها الغيبي !؟ . ولا مؤاخذة هنا سيدي ، فقد طرقتَ بابي ، وسمعتَ جوابي .
عزيزي سيمون جرجي ، لا أتفق معك في ملاحظتك الخامسة .

ملاحظة # 6 :
قُلتُ في مقطع من مقالي السابق : (( نقول في اللغة العربية : ( سلام ) ، وفي العبرية : ( شالوم ) ، وفي اللغة الآكدية والآرامية وكذلك في اللغة الكلدانية التي هي لُغة قومي المحكية إلى حد اليوم : ( شْلاما ) .. )) .
ويُعلق السيد جرجي على هذه الجملة بقولهِ : (( أن اللهجة الأكادية التي تكلم بها الكلدان القدماء إنقرضت منذ أمدٍ بعيد جداً ، فأما اللهجة التي يتكلم بها كلدان اليوم فهي إحدى لهجات اللغة الآرامية ، وتسمى لهجة ال ( سورث ) ، وهي لفظ مُحرف من كلمة ( سوريايث ) ، وليس في الدراسات والأبحاث من يعتقد أنها "لغة كلدانية" ، ما يُعيب هذه النسبة أو التسمية هو الخلط المتعمد بين "اللغة" و "القومية" أو ( المذهب ) ، فإذا كان الكلدان يتحدثون بالآرامية فهل تصح تسميتها "بالكلدانية" ؟ . لا بد من الإشارة هنا إلى أن اللهجة الآرامية التي نعتها الكاتب خطأ بالكلدانية يستخدمها أيضاً الآشوريون وسريان العراق في شتى مناطق إنتشارهم )) . إنتهى .

جوابي للأخ سيمون جرجي : أولاً : أعترضُ على إستعمالك لفظة "متعمد" !! ولا أفهم الأسباب التي دعتك لإستعمالِها ضدي !!، فأنا لا ( أتعمد ) أي شيئ لأني لستُ إنضمامياً أو دينياً أو مؤدلجاً ، بل أنا إنسان لا منتمي إلا لبشريته التي لم يجد ما يعلو عليها ، ثانياً : أنا لم أخلط بين "اللغة والقومية أو المذهب" ، وأعرف بأن كل اللهجات المحلية لمسيحيي العراق ( كلدانية وسريانية وآشورية ) هي في الأصل متحدرة من أصل واحد وهو اللغة الآرامية ، لكن ما أضحكني حقاً هو إنك تشبه ذلك الإمام الذي يحث الناس على الصلاة ليل نهار وهو لا يُصلي أساساً ، أو "كالطبيب الذي يُداوي الناس وهو عليلُ" ، وتسألني : كيف ؟ .
الجواب : متى وأين وكيف قمتم أنتم ( سريان سوريا والعراق ) بتسمية لغتكم - كتابة أو كلاماً أو حتى تفكيراً - بالآرامية ؟ ، وكل من حولكم يعرف بأن الآراميين لما تنصروا أهملوا أسمهم التأريخي ( أرمويو oromoyo ) لصالح تسمية ( سوريويو suryoyo ) وهي تسمية دينية تبنيتموها منذ آمنتم بالدين المسيحي ، ولحد اليوم أنتم تستعملون - وبكل فخر - مصطلح "اللغة السريانية " وهو توصيف ديني وليس قومي !!، وكمثال : هل كان منطقياً لو قام المسلمون بتسمية اللغة العربية باللغة الإسلامية حين دخلوا الإسلام !؟ ولمجرد أن العربية كانت لسان الجاهلية والإسلام أصبح لسان المسلمين ؟ ، لا تستغرب مقارنتي أخي جرجي ، فهذا ما فعلتم أنتم بالضبط

كذلك تستعملون لفظة "الشعب السرياني" !!، متناسين أن هناك الكثير من نفس الشعب يحملون الجذر القومي الآرامي لكنهم غير مسيحيين ، وهنا تكونون قد سلختموهم من الإنتماء لكم في تبنيكم التسمية السريانية التي تعني : ( مسيحي ) ، وبنفس الوقت لا تشمل كل الآراميين الذين بعضهم من سكنة القرى السورية والمتكلمين بالآرامية ( السورث ) لحد اليوم ، مثل صيدنايا ومعلولا وجب عابدين ونجعة ، حيث في بعضها - لا أعرف أي واحدة بالضبط - آراميين مسلمين لا يزالون يتكلمون الآرامية كلغة يومية متداولة ، تلك التي تستنكفون من التسمي بها في قولكم أنها تسمية للوثنيين !!.
كذلك فعل وتصرف الأخوة الآشوريون دائماً ، وأعتقد بصورة أشد منكم بكثير ، فالآشوري مستعد للتخلي عن دينه ومسيحهِ قبل التخلي عن تسمية لُغتهِ أو قوميتهِ بالآشورية !!، ولو قُلتَ للآشوري بأن لُغته آرامية الأصل .. فربما سيذبحك قبل أن تُكمل كلامك !!، الحق .. لم أسمع مرة واحدة في حياتي آشورياً قال بأن لغته المحكية آرامية الأصل !!.
فلماذا يُحلل جنابكم تسمياتكم للغاتكم المحكية اليوم بالسريانية والآشورية في الوقت الذي تُعيبون وتُحرمون علينا تسميتنا للغتنا المحكية بالكلدانية !!؟ يعني ينطبق عليكم جميعاً القول المأثور : من جانبكم "غفورٌ رحيم" ، ومن جانبنا "شديد العقاب" ، وهذه ليست عدالة يا سيد جرجي .، ويوم ستُطبِقون وعظكم سنتبعكم .
وعلى فرض إننا جميعاً إتفقنا على تسمية لغاتنا المحكية اليوم بالآرامية ، فكيف سيعرف من حولنا من البشر أيٌ مِنا كلداني أو سرياني أو آشوري !؟ . ، والمشكلة كلنا يعتز بتسميتهِ !.
أتصور أن الخطأ الذي إرتَكَبتَهُ كان في قولي : "اللغة الكلدانية" ، وكان الأصح لو قُلتُ : "اللهجة الكلدانية" ، ولكن … لستُ أو لسنا الوحيدين الذين يرتكبون هذا الخطأ ، فكلكم متهمون بهِ !.
هذه ملاحظة أخرى لك لا أحتسبها لعدم عدالة مطلبها أخي جرجي

ملاحظة # 7 :
قلتُ في مقالي : (( الكلمة العربية ( مَلِكْ ) يُماثلها ويُقاربها في اللغات المسماة "سامية " ، كلمة ( مَلكا ، مَلخا ، مَلاخا )) . ويعترض السيد جرجي على اللفظة الأخيرة ( مَلاخا ) ويقول إنها تعني في لُغاتنا كلمة ( ملاك ) العربية . وأعترف بأن السيد جرجي قد أمسكني متلبساً بالجريمة هنا ، وقد قمتُ بتسجيل هذه الكلمة خطأ رغم علمي بمعناها الحقيقي ، وهي مسألة سهو ليس إلا ، رغم أني قرأتُ مقالي قبل نشره عدة مرات للتحقق من عدم وجود أخطاء ، أو لتقليل عددها .
أتفق معك أخي سيمون جرجي حول ملاحظتك # ( 7 ) .

ملاحظة # 8 :
كنتُ قد قلتُ في مقالي : (( ولأسباب التداخل اللغوي - من كل نوع - نجد في اللغة العربية الدارجة في العراق كماً من كلمات الشعوب المُجاورة ، كالفارسية والتركية ، وكذلك لِلغات التي لا زالت محكية في العراق من قِبَلِ أقوامها في الوطن العراقي ، مثل الكردية والكلدانية والآرامية - السريانية والتركمانية والآيزيدية والمندائية والشبك )) إنتهى

ويعترض السيد سيمون جرجي على كلامي قائلاً : (( يعود الكاتب - البابلي - إلى الخلط بين "القومية" و "اللغة" وما ينتج عنهما من لهجات ، فاللغات المعنية هنا هي الآرامية والكردية والتركية ، وما ينتج عنها من لهجات بحكم التداول بين الشعوب ، فأما الكلدانية والمندائية والآيزيدية فهي مذاهب دينية عقائدية تتكلم لهجات معينة تعود إلى اللغات المذكورة آنفاً ، الكلدانيون يتحدثون بلهجة ( السورث ) الآرامية ، والمندائيون بلهجة المندائية الآرامية )) إنتهى

برأيي أن السيد جرجي يحاول أن يُصلح لي ما قد يكون خطأ ، لكنه يقع في أخطاء هو الآخر ، ومنها : أن تسمية الكلدان هي تسمية جاءت من قبيلة ( كلدة ) الآرامية التي إستوطنت عمق بلاد بابل في الألف الأول ق. م ، والكثير من القبائل الآرامية إستقرت في العراق ، ولكن في النهاية قامت قبيلة ( كلدة ) بتزعم القبائل الآرامية الأخرى ومعهم بقايا البابليين كي تُنهي وجود الدولة الاشورية إلى الأبد ( سنة 609 ق . م ) بعد تحالف الملك ( نبوبلاصر ) الكلداني مع ملك الميديين ( كياخسار ) .
لِذا فتسمية ( الكلدان ) هي أساساً تسمية قومية قديمة قبل أن تكون تسمية دينية أو كما سماها حضرتك "مذاهب دينية عقائدية" !!. أما تسميتهم بِ "الكلدان الكاثوليك" فقد كانت يوم أصدر البابا أُوجين الرابع براءته المشهورة التي يأمرُ بها أن يُسمى جميع المسيحيين النساطرة الذين كانوا تابعين للكنيسة الشرقية ، ومن ثم تركوها ليتبعوا الكنيسة الكاثوليكية : " كلداناً " ، وأعتقد أن ذلك كان سنة 1445 ميلادية
أما بالنسبة للآخرين فقل لي سيدي : متى قال أو سمى الصابئة المندائيون لغتهم اليومية بالآرامية ؟ حتى الصحف والمجلات تقول : اللغة المندائية أو الصابئية ، فقط في البحوث المتخصصة نقرأ أن اللغة التي يتكلم بها المندائيون - الصابئة هي اللغة الآرامية
كذلك متى ذكر أي عراقي بأن اللغة التي يستعملها الآيزيديين هي فرع من اللغة الكردية ؟، ولو سألتَ أي تركماني عراقي ما هي لغته ، فماذا تتوقع ستكون إجابته ؟ اللغة التركية أم اللغة التركمانية ؟
نحنُ نكتب ما يفهمهُ الناس ونُسمي الأشياء بمسمياتها التي يتعامل بها مجتمعنا يومياً ، ولا نُحبذ أن نشارك في ( لخبطة ) وتعقيد تلك المسميات ، بل إستعمالها كما يستعملها الشارع العراقي لتوصيل الفكرة للقارئ .
ملاحظتك # 8 لا تضع نقطة فوق الحرف للأسف ، وكما قلتُ لك : أنت نفسك لا تتبعها ! فكيف بعامة الشعب ؟


ملاحظة # 9 :
كنتُ قد قلتُ في مقالي : (( كلمة "عبيط" فصيحة ، وإعتماداً على قاموس ( مختار الصحاح ) تعني : الدم الخالص الطري . وفي ( المُعجم الوسيط ) تعني : اللحم الطري غير الناضج أو غير المطبوخ . وقلتُ : ومنهُ بالضبط جاء إستعمال العرب لهذه الكلمة في وصف بعض الناس بالعبط ، أي أن فكرهم ومداركهم لم تستوِ أو تنضج بعد ، وهو إستعمال مجازي ذكي )) إنتهى .
والظاهر إجتهادي ومعلوماتي لم تعجب السيد سيمون جرجي !!، حيث يقول معترضاً : (( معاني الألفاظ العامية مُستنبطة ، لا صلة لها بمعاني الألفاظ في لغاتها الأصلية ( الفصحى ) ، مثلاً كلمة سرسري … الخ )) .
وبرأيي هذا الكلام أو الرأي مغلوط جداً وفيه شطحة تكسر القدم ، فاللغة العامية لا تحوي فقط على كلمات غير فصيحة !!، وليست كل كلماتها "مُستنبطة" كما تقول أخي ، بل اللغة العامية هي تحوير للفصيح مع دخول الكثير من الصفات والأسماء والألفاظ المنحولة والغريبة والأجنبية فيها ، وبعضها مُحورة من الفصحى بتبديل وقلب الحروف أحياناً ، ومع هذا تبقى فيها كمية لا حصر لها من الفصيح الذي يُلفظ ويُكتب كما الفصيح الأصلي ، فمن أين أتيت لنا ببدعة "الألفاظ العامية مستنبطة لا صلة لها بمعاني الألفاظ في لغاتها الأصلية .. الفصحى" !!؟ .
ويستطرد السيد جرجي في كلامه محاولاً تسجيل هدف في شباك البابلي المسكين وبأي وسيلة : (( ولهذا أو ذاك فقط أستُنبط معنى لفظة "عبيط" العامي من واقع العبيط عينه !!، أي حاله الظاهر )) .
ولعلم السيد جرجي أن كلمة عبيط وكما قلتُ في السابق ليست عامية ، بل فصحى ، ولم تُذكر في القواميس بمعنى : أثول أو أبله أو مغفل ، بل جاءت بمعاني مختلفة ، ولكن تم إشتقاقها من إحدى تلك المعاني القاموسية ، وهي ( عَبَطْ ) بمعنى : اللحم الطازج الطري غير المطبوخ أو غير الناضج .
ويستمر كلام السيد جرجي حول نفس الفقرة : (( نقرأ في لِسان العرب لإبن منظور : "عبط الشيئ والثوب ، شقه صحيحاً ، فهو معبوط وعبيط - ثم يذكر السيد جرجي بيت شعر من نفس القاموس يتبعهُ بالشرح التالي - قال أبو ذويب : فتخالسا نفسيهما بنوافذ كنوافذالعُبُطِ التي لا تُرقع ، أي كشق الجيوب وأطراف الأكمام والذيول ، وغالباً ما يكون مجنون الأحياء أو القرى في أثواب مُشققة بالية ، فَصَحَت فيه تسمية "العبيط"، ثم حملت هذه الكلمة معاني أخرى كالأبله أو الغبي ، وباتت تُحصى بين الشتائم ، كما أن قاموس أبن منظور عينه نقلاً عن الأزهري يذكر معنى آخر فصيح وهو أن هذه الصفة تحملها الدابة فيقال عنها عبيطة و معبوطة ، إلا أني أُرجح المعنى السابق )) إنتهى .
وجوابي : وتالي معاك يا سي سيمون جرجي ؟ فأنت هنا تُعطيني كل الأسباب التي توجب نقدك وليس تقبل نقدك ، يعني "راح يصطاد صادوه" !!. ، قل لي يا صاحبي : كيف جرجرتَ "النوافذ العُبُطِ التي لا تُرقع" وقُمتَ بتلبيسها لمجنون الحي ومن ثم أطلقتَ عليهِ تسمية عبيط !!؟ ، يا سيد سيمون أنت رائع في التأليف والإخراج والتمثيل ، أنتَ بتوع كلو
يا سيدي الفاضل اللغة العربية أطلقوا عليها تسمية "البحر المحيط" ، وكأني بك لا تعلم بأن لكل كلمة عربية تقريباً عدة مرادفات متشابهة اللفظ والنطق ولكن مُختلفة المعنى !؟
وما يجري بيننا اليوم من نقاش يُذكرني بمقال كتبتهُ قبل أكثر من 20 سنة ، وإستعملتُ فيه كلمة ( دَوْسَرْ ) لوصف رجل كان يتقدم تظاهرات اليسار العراقي في زمن عبد الكريم قاسم ، وكلمة ( دَوْسَر ) تُعطي عدة معاني قاموسياً ، واحدة من معانيها هو ( الطِعان الشديد ) ، لهذا فقد كانت تأريخياً تسمية لواحدة من أبسل وأشرس كتائب جيش الملك العراقي النعمان بن المنذر ، وإسمها مأخود من شدة الطعن والدفع والفتك . يومها أجابني أحد القراء بتعليق في العدد التالي من المجلة التي نشرتُ فيها مقالي قائلاً بأن ( دوسر ) تعني : الزؤان في الحنطة !!.
أجبتُ الرجل بأن كلمة ( دَوْسَرْ ) تعني : الطِعان الشديد لِذا سمى الملك النعمان أشد كتائبه بإسمها تيمناً ، كذلك تعني : السفينة .. لأنها تدسر الماء بصدرها ، أي تدفعهُ بقوة ، كذلك تعني : سَمَرَ الشيئ - من المسمار - والدِسار في الشيئ تعني أدخلهُ فيه بقوة . كذلك الدَوسَر تعني : الزؤان في الحنطة .
كذلك تفعل أنتَ معي يا سيد جرجي ، وأراك تلجأ لقاموس ( لسان العرب لإبن منظور ) والذي يُعطي لكلمة ( عبط ) صفحة كاملة ( الجزء الثاني صفحة 2484 - 2485 ) وهناك معاني كثيرة لكلمة عبط ، ولكن يشاء السيد سيمون جرجي إلا أن يختار منها واحدة أو إثنتين ليس لهما علاقة بالعبط الذي يعني ( البلاهة والغباء ) التي تُستعمل في اللهجة العامية المصرية ، والتي أُصِرُ على أنها مأخوذة من ( اللحم غير الناضج أو غير المطبوخ ) .
وأعتقد بأن السيد جرجي ( تعمد ) إنتقاء ما إنتقاهُ لمجرد أن يثبت بأن رأيي غلط ، وكإستعراض صغير مُقتطع من قاموس إبن منظور الذي إعتمد عليه السيد جرجي ، فكلمة عبط تعني ما يلي :
قال إبن الأثير : العَبيطُ هو الطري غير النضيج ، ومنهُ حديث عمر : فَدعا بلحم عَبيط ، أي : طري غير نضيج
وقال الأزهري : ويُقالُ لحم عَبيطٌ ومَعْبوطٌ .. إذا كان طرياً لم يُنَيَّبْ فيهِ سبع ، ولم تُصيبه عِلة .
عُبُطٌ : وتعني : شَقَهُ صحيحاً ، فهو معبوطٌ وعبيطٌ
والذي تعجبتُ وتأسفتُ له أكثر أن كلمة ( عبط ) التي تكلم عنها السيد جرجي وقال أن معناها في قاموس ابن منظور : (عبط الشيئ والثوب ، شقه صحيحاً فهو معبوط وعبيط ) ، لم تكن هي نفسها كلمة ( عَبَطْ ) التي نتحاور حول مصدرها ، بل كانت مكتوبة في قاموس إبن منظور ( العَبْطُ ) وجمعها ( عُبُطٌ ) وتعني : شَقَهُ صحيحاً ، فهو معبوطٌ وعبيطٌ !!.
كذلك تقول القواميس في معنى ( عَبَطْ ) :
عَبَطَ الذبيحة .. يَعبطها عَبطاً : نحرها من غير علةٍ وهي سمينة فتية .
وعَبَط فلانٌ فلاناً : إغتابه .
العُبطة : الطراوي - الطري .
كلام إعتباطي : كلام من دون سبب .
لا أتفق معك أخي سيمون جرجي حول ملاحطتك # ( 9 ) ، كوني لستُ عبيطاً


ملاحظة # ( 10 ) :
ذكرتُ في مقالي بأن كلمة ( جَرْبَزَة ) فارسية ، ولكن يوجد لها مُشابه في العربية الفصحى : ( جربز ) وتعني : الخبيث المخادع . وقد إعترض السيد سيمون جرجي على ملاحظتي وقال بأن الكلمة فارسية فقط ، وليس لها في فصيح العربية أي معنى . وبعد التدقيق وجدتُ أن ملاحظة السيد جرجي في محلها وصحيحة ، وأشكرهُ على تنبيهي عليها ، وعليهِ تكون الملاحظة العاشرة صحيحة .


ملاحظة # ( 11 ) :
جاء في مقالي حول كلمة ( أدب سِزْ ) : (( تُستعملُ في العراق - حصراً - لكل من لا أدب لهُ )) .
ولكن السيد سيمون خوري يقول في نقدهِ : (( ذكر البابلي أنها تُستعمل في العراق "حصراً" ! ، أتسائل : العله خبر جميع لهجات الشعوب المجاورة ليجرؤ على قصر هذا اللفظ على أهل العراق !؟ أم نسي أن الكثير من الفاظ العامية مشتركة بين أهل الموصل وأهل الجزيرة السورية !؟ ، نعلمهُ أن هذا الإستخدام دارج حتى اليوم في أنحاء الجزيرة السورية مثلها مثل "إيمان سِزْ" و "دين سِزْ" ….. الخ )) .
جوابي للسيد جرجي : رغم نغمة السخرية والتعالم التي في لغة ملاحظتك هذه !، ولكن يبقى جوابي هو : لو تمعنتَ في جملتي التي تنتقدها (( تستعمل في العراق - حصراً - لكل من لا أدب له )) ، فستجد أن ما قصدتهُ من كلمة ( حصراً ) بين الشارحتين هو ( لكل من لا أدب لهُ ) ، وليست ( للعراق ) !. وأعلمُ أن وضع كلمة ( حصراً ) بين جهتي الجملة ممكن أن يؤدي لتنسيبها لأي من الطرفين ، ولكن … لا أدري لماذا فهمتها أنت بأنها تعني ( العراق حصراً ) ولم تفهمها بمعنى ( حصراً لكل من لا أدب له ) !!، إلا إذا كنتَ ناوياً على التفنن في إيجاد أخطاء لي ؟، وهنا نعود لميزان حسن أو سوء النية !! .
وللمرة الثانية أسألك : هل تعتقد حقاً بأنني لا أعرف بأن هذه الألفاظ والإستعمالات التركية العثمانية مستعملة في سوريا والشام أيضاً ؟، وأنا الذي كنتُ قد ذكرتُ في مقالي ما يلي : (( كذلك فعلت المصطلحات التركية التي دخلت اللغة العراقية الدارجة ، بسبب هيمنة الإستعمار العثماني لعدة مئات من السنين على الكثير من الدول العربية ، وخاصةً العراق وسوريا وذلك لمجاورتهما الجغرافية لتركيا ، ولا تُنكَرُ كل المحاولات التي بذلها الترك في سبيل تتريك العراق وسوريا لغةً ومجتمعاً وجذراً ))
أخي سيمون جرجي ، ملاحطتك # ( 11 ) خالفت شروط النقد وذلك لعدم تبنيها مبدأ حسن النية .

ملاحظة # ( 12 ) :
كنتُ قد قلتُ في مقالي لتوضيح طريقة كتابة ولفظ كلمة "كورمَمِش" : بالكاف المصرية أو الفارسية ، وقد صلح لي غلطتي السيد سيمون جوجي ، وهي ان حرف الكاف في كلمة 0 كورممش هو كما قلتُ في شرحي : كاف فارسية ، ولا أعرف لماذا أضفتُ لها زيادة بقولي ( كاف مصرية ) !!؟
السيد سيمون جرجي أصاب في إقتراحه بحذف قولي ( مصرية ) ، شكراً للملاحظة .

===============

بعد غربلة ملاحظاتك أخي سيمون جرجي ، نرى أن أربعة منها فقط أصابت الهدف كنقد ، وهي الملاحظات # 2 ، 7 ، 10 ، 12 ، وبرأيي هذه نسبة جيدة تُشكر عليها .
أما عن ملاحظاتك السريعة في نهاية مقالك ، فأنا لا زلتُ عند إعتقادي من أن كلمة "بُرتِكيشي" كانت في زمنها من الكلمات النابية ، ولم أقل في مقالي بأنها ( لم تكن من الكلمات النابية ) كما تخيلتَ وكتبتَ أنتَ ، بل قلتُ بأنها كانت تُستعمل في العراق والكويت والخليج كشتيمة وكناية عن الكافر ، ثم عقبتُ : هذه الكلمة لا زالت مستعملة في العراق لحد اليوم ، ولكن .. ليس كشتيمة .

وعن إقتراحك الشخصي بإضافة كلمة ( كلاوجي ) بالجيم الفارسية لمجموعة الكلمات النابية الدخيلة ، فهو إقتراح جيد ، لكني كنتُ قد ذكرتُ في مقالي بأنه من المستحيل جمع كل الكلمات النابية إلا عن طريق تأليف كتاب ، وهذه ليست غايتنا .
كلمة : ( كلاو ) فارسية تُلفظ عندهم : ( كلاه ) وتعني قبعة للرأس مخروطية الشكل ، والعراقيون يجمعونها على ( كلاوات ) ، ويكنون بها الرجل الشاطر المحتال المُمَخرَق : ( كلاوجي ) ، والكلاو في العهد العثماني كانت لباساً للرأس للضباط من العسكر التركي الذين كانوا يتمتعون بالجاه والسلطة والمال والمحسوبية والحيلة طبعاً ، لِذا أصبح ال ( كلاو ) رمزاً لكل تلك الصفات التي ترتبط بالإحتيال بصورة أو بإخرى .

أما عن ملاحظة السيد أمير الجميلي حول مقالك ، على ( الفيسبوك ) والذي يقول بأنني لم أتطرق في مقالي لكلمة ( زعطوط ) !! ، وقمتَ أنت بتأييدهِ !!، فلا أفهم كيف فاتتكم رؤية وقراءة هذه الكلمة في مقالي ، والرجاء مراجعة القراءة للتأكد .

أما ملاحظاتي الشخصية للسيد سيمون جرجي ، فأقول بأنه كان من المستحسن جداً لو قدم للقراء رابط مقالي الذي قام بنقدهِ ، ليتسنى للقارئ الحصول على فكرة كاملة عنه ، ومن ثم فهم المقال الناقد للسيد سيمون بصورة أجود وأوضح

ملاحظتي الثانية هي أنني أعتقد جداً بأن سيمون جرجي هو نفسه زميلنا الكاتب ( نعيم إيليا ) ، ورغم حكمة "ولعل بعض الظن إثمٌ " ، لكني بنيت شكوكي وإعتقادي للأسباب التالية :
أولاً : أنت ونعيم إيليا من المسيحيين السريان السوريين .
ثانياً : لك يا سيد سيمون - ولحد الأن - مقالين فقط في الحوار المتمدن ، وكلاهما ( نقد ) . وللسيد نعيم إيليا أعتقد سبعة أو ثمانية مقالات ، واحدة منها فقط ليست في نقد مقالات كاتبات وكتاب الحوار المتمدن ، وهذا جيد حتماً ، لكنه ليس وليد الصدفة ، بل دليل قوي على إنكم شخص واحد ، وطبعاً هذا ليس من شأني ولا يهمني ، ولكني أحببتُ أن أُبين شكوكي هذه ، وعسى أن لا يزعل بسببها أحد

ثالثاً : كلاكما عندهُ عادة التشبث في نقاشه بإمور صغيرة يضعها تحت المجهر ويسلط عليها أضواءً كاشفة لا تستحق كل الجهد المبذول ، طبعاً ليس دائماً ، بل في أغلب الأحيان .

رابعاً : أنت والسيد نعيم إيليا تشتركون في عادة أخرى ، وهي محاولة إستنباط معاني وتفسيرات لِما لَم يَكتُب أو يَقصُد الكاتب ، وهي عادَة قد تكون مُستهجنة أحياناً عندما تخرج عن حدودها المألوفة ، فكلنا لا يحب أن يُقَوِلُهُ الأخرون ما لم يَقُل

خامساً : كلاكما تعتقدان ان كسب أي نقاش عابر هو من الأهمية بمكان ، بحيث يُلجئكم ذلك لمحاولات قد تُعاب عليكم ، والحق النقاش لم يُخلق لغاية الكسب والتفاخر ، بل للمعرفة ومحاولة الوصول لأقرب نقطة للحقيقة ، وهنا لا أنكر أن أي إنسان يسره أن يربح النقاش ، ولكن بطريقة عادلة ونزيهة

في النهاية أقول صادقاً ، شكراً للسيد سيمون جرجي على النقد الذي أعتبرتهُ بناءً رغم رفضي لأغلب ما جاء فيه ، وأعتقد بأننا جميعاًُ حصلنا على فائدة من نقاشاتنا الفكرية والمعلوماتية هذه ، والرجاء عدم كتابة مقال للرد ، وليقتصر الرد على التعليقات قدر الإمكان ، لأن أكثر من مقال واحد على نفس الموضوع هو إستنزاف للوقت والفكر والجهد في ملاحظات أعتقد أعطيناها حقها من الدراسة والتمحيص وتبادل وجهات النظر
المجد للإنسان
الحكيم البابلي
january 18 - 2012

تمنياتي بالخير لزميلتنا وأختنا الكاتبة العزيزة مكارم ابراهيم في مِحنتها الحالية ، هي في قلوبنا وضمائرنا



#الحكيم_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكلمات النابية الدخيلة في اللهجة العراقية الدارجة
- رحلة إلى تركيا والأراضي المقدسة - القدس
- جذور إقتباسات الأديان التوحيدية -- الجزء الأول
- شجرة عيد الميلاد ، بين دمعةٍ وإبتسامة
- نقد لسلبيات موقع الحوار المتمدن
- هل الأرض مُختَرَقة فضائياً ؟
- يَرمازية وجراد .. ووطن
- كان يا ما كان في بغداد
- هوسات وأهازيج شعبية عراقية .......... 1956 - 1963
- عالم النكتة في العراق
- ظواهر إجتماعية البول للحمير !!!
- بابا نويل لا يزور مدن الفقراء !!.
- من داخل القمقم # 3 ( نذور ونهر )
- من داخل القمقم # 2 ( عرائس النار )
- من داخل القمقم ( 1 )
- الوطن المسكون


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - الحكيم البابلي - نقد النقد ، حول مقال السيد سيمون جرجي الناقد لمقال الحكيم البابلي