أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الهمادي - في البرامج السياسية...و التقهقر المعرفي للأحزاب المغربية














المزيد.....

في البرامج السياسية...و التقهقر المعرفي للأحزاب المغربية


رضا الهمادي

الحوار المتمدن-العدد: 3610 - 2012 / 1 / 17 - 18:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عند اقتراب موعد الانتخابات تخرج الأحزاب السياسية المغربية ببرامج تطلق عليها "البرنامج الانتخابي". جلها عبارة عن التزامات أمام المواطنين و برامج عمل و مقترحات حلول للمشاكل الاقتصادية و الاجتماعية التي تعيشها بلادنا. لكن هذه العملية تعرف عدة تناقضات و اختلالات بنيوية تفقد هاته البرامج روحها و تعطي للمواطن انطباعات عكسية عن العملية الانتخابية.

أولا :تسمية البرنامج الانتخابي التي تستعملها الأحزاب هي خطأ لغوي كبير يحيل على موسمية الأحزاب و على استعمالها البرامج كأداة للدعاية الانتخابية لا غير. فلا هي تعبر عن تصور مجتمعي و قناعات لما يجب أن تصبح علية الأمور في مختلف المجالات بعد تولي الحزب السلطة. ولا هي تعبر عن هوية و مرجعية الحزب. معظم هذه البرامج هي مجرد و عود و مزايدات انتخابوية تحرر بمقرات الأحزاب على عجل أسابيع قبل الانتخابات لذا يستحيل تسميتها ب "البرنامج الحزبي" أو "برنامج عمل الحزب" أو التصور الحزبي".

ثانيا : عند قراءة برامج جل الأحزاب ، نخرج بقناعة أنها برامج سطحية هاوية بعيدة عن السياق الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي. بل هناك من الأحزاب من اكتفى بتحرير برنامج عمل شامل في اقل من 40 صفحة. مما يحيل إلى اقتصار أحزابنا إلى أطر و نخب بإمكانها إبداع برامج حقيقية مدججة بالأرقام و الدراسات. فسقطت جل البرامج في الشعارات التي تمس نقط ضعف المواطنين ( التشغيل – الخدمات الاجتماعية – الرخاء الاقتصادي …). يطرح " الفقر المعرفي " لأحزابنا نقط استفهام كبيرة. فكيف لحزب يفتقد للكفاءات القادرة على إعداد تصور مجتمعي و اقتصادي للمرحلة القادمة أن يدعي قدرته على التموقع في المسؤولية؟ و كيف لأحزاب احترفت السطو على التقارير الاقتصادية و تبني مشاريع ملكية ( تقرير الخمسينية) أن تدعي توفرها على أطر و نخب و هي عاجزة عن الإنتاج الفكري الحقيقي؟ و كيف لأحزاب أن تضمن برامجها قرارات فلكلورية و خرافية من قبيل رفع الحد الأدنى الأجور من 2100 درهم إلى 4000 في الظرفية الاقتصادية القادمة التي ستعرف كسادا اقتصاديا حقيقيا أن تدعي قدرتها على إدارة البلاد و هي لم تنجح حتى في تحرير تقرير من 40 صفحة؟ و كيف لحزب يستورد برنامج عمل من مركز أبحاث فرنسي بعيد عن الواقع المغربي أن يواجه المواطنين و يقنعهم بجدوى تحمله المسؤولية؟

ثالثا : عند مقارنة " البرامج الانتخابية " لكل حزب مع برامجه السابقة، يتضح عدم استمرارية نفس الأفكار و عدم تناسق البرامج مع بعضها، فتارة يطلع الحزب ببرامج ذو طابع اجتماعي و بعد خمس سنوات يعود نفس الحزب لتحرير برنامج ليبرالي محض لا يأخذ بعين الاعتبار الظرفية الاقتصادية الحالية و المستقبلية و المنجزات الحكومية السابقة. مما يضع أحزابنا موضع مساءلة أمام الناخبين حول جدية هذه المقترحات.

رابعا : عند تفحص مضمون البرامج نجد غلبة المقترحات الاقتصادية و الاجتماعية على باقي المجالات. بعض الأحزاب لم تأت ببرامج في الرياضة و الثقافة و السياسة الخارجية . قد يبدو هذا مفهوما في ظل الدستور القديم لوجود وزارات السيادة التي لم تكن تأتمر بأوامر الوزير الأول . لكن دستور 2011 منح لرئيس الحكومة سيادة كاملة على جميع الوزارات. فلماذا استمرت أحزابنا في إلغاء وزارات السيادة من برامجها؟ و لماذا لا تأتي أحزابنا بجديد في الفكر والتعليم و غيرها من المجالات التي تتطلب مقاربات جديدة أكثر إبداعا؟ و يبقى السؤال الأكثر إلحاحا هو أية مسافة تصل الأحزاب عن مشروعها المجتمعي؟

إن الدارس للحقل السياسي ببلادنا يفاجأ بالتقهقر المعرفي الذي سجله الفاعل السياسي و الذي ينعكس سلبا على العملية السياسية برمتها. والمستوى الهزيل لبرامج الأحزاب ما هو إلا أحد تجليات هذا التقهقر..

- رضا الهمادي .
- باحث في الإعلام و التواصل .
- كاتب عام لمنتدى الأطر الشابة الديمقراطية.



#رضا_الهمادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في التزكيات الانتخابية...مهازل الترشيح السياسي بالمغرب
- في أشباه النخب…
- في القضية الشبابية...تأملات في الحراك السياسي الشبابي بالمغر ...


المزيد.....




- فرنسا تدعو روسيا وليس بوتين للمشاركة في احتفالات ذكرى إنزال ...
- الكرملين: كييف تسعى لوقف إطلاق النار خلال الألعاب الأولمبية ...
- الإيرانية والإسرائيلية أيضا.. وزير الخارجية الأردني يؤكد -سن ...
- المتنافسون على السلطة في ليبيا -يعارضون- خطة أممية لحل الأزم ...
- وزيرا الدفاع الأمريكي والصيني يعقدان أول محادثات منذ 18 شهرا ...
- باريس -تدعو- روسيا من دون بوتين للاحتفال بذكرى إنزال الحلفاء ...
- زيلينسكي يوقع قانون التعبئة الجديد لحشد 500 ألف جندي إضافي ب ...
- أوكرانيا أرادت تصفية الصحفي شاري واتهام روسيا باغتياله
- الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس: إسرائيل سترد على إيران في ا ...
- لافروف: الولايات المتحدة وحلفاؤها يشعرون بقلق متزايد بشأن عم ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الهمادي - في البرامج السياسية...و التقهقر المعرفي للأحزاب المغربية