أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد حمودي عباس - ألغرز في اللحم الميت














المزيد.....

ألغرز في اللحم الميت


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3610 - 2012 / 1 / 17 - 13:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بوجه يقطر شماتة وتشفي قال لي ، ماذا تقول الان في أمر وصولنا الى السلطة في بلدان ما اسميتموه بالربيع العربي ؟ .. أين ياترى يساركم وعلمانيتكم وما كتبتموه من ( معلقات ) نثرية وشعرية أصاب الناس من جرائها الدوار ؟ .. هذه تونس وبعدها مصر وتلك ليبيا وقبلها العراق .. ماذا تنتظرون حتى ترعوي مخيلاتكم فتعلنوا صواب مسيرتنا وخواء عقولكم ؟ .. ألم تنتهي مراهنتكم على دعم الجماهير ، والجماهير هي من اختارنا عبر صناديق الاقتراع ؟ .. وان كان الامر كذلك ، فعلى من تسندون ظهوركم اذن ، وعن من تدافعون ؟ ..
كانت ملامح الشعور بالفخر والانتصار تطغى على كل زوايا وجهه وهو يتحدث حاملا ثقة الدنيا بأسرها ، ولم يكن بد من شعوري بالانكسار حين صادف لقائي بالرجل ، مرور كوكبة من حاملي رايات التظاهر دعما لقرار رسمي بالغاء عمل النوادي الليلية ودور السينما ، وغلق اكبر نادي للادباء بحجة احتوائه على بار لتعاطي الخمور ، فأشرت عليه ان يلتفت لذلك الركب مشفعا طلبي بقولي : على اكتاف هؤلاء سرتم وعلى معاناتهم بنيتم عروش سلطتكم الجديده ..
- ثم ماذا ؟ .. وليكن باننا اعتلينا اكتاف هؤلاء .. أليست هي الجماهير ونحن جميعا رهنا لرغباتها ؟ .. ألم تدعون في جل أدبياتكم الفكرية الى اتباع سبل الديمقراطية ؟ .. هانحن امام اروع سبل الديمقراطية حين اختارتنا الجماهير بمحض ارادتها ولا اكراه في ذلك .
- ألا تسمي استغلال عوز الناس في دفعهم للاختيار عسفا وظلما واكراه ؟ .. ألا تسمي استخدام عنصر الدين في استدراجهم وضمان اصواتهم احتيالا على ارادتهم ؟ .
- هذه واحدة من اسالبيكم حين تبقون في داخل ذات الدائرة .. يا أخي الشعب هو صاحب الاختيار وقد حزم أمره عند اول فرصة شعر من خلالها بأنه حر .. المواطن المصري الان وعبر وسائل الاعلام يصرح بأنه ولاول مرة يختار ممثليه بكل حرية ودون تدخل من السلطه ، وكذلك التونسي والعراقي ، ماذا تريدون اذن ؟ .. هل علينا ان نجلب لنا جماهيرا من زمبابوي مثلا ؟ .. الجماهير التي اختارتنا هي مصرية وتونسية وعراقية وسيأتي دور السورية واليمنيه ، ونحن واثقون من النتائج .
- أكرر حجتي بانكم استخدمتم اقوى اسلحة التأثير على فقراء الناس وهم الاغلبية ، وهي حجة الدين .. لقد نجحتم بوضعنا في خانة هي ليست من صلب حقيقتنا .. وهذه مرحلة دخلت بالنسبة لكم في طور التجربة لا غير ، وسوف تسقط تلك التجربة حتما ، ستفقدون بريقكم حال انتهاء تجاربكم في ادارة الدولة بالفشل ، وستفشلون لا محاله .. العالم اليوم دخل في الادوار المتطورة جدا من الحضارة المرتكزة على الاكتشافات العلمية المبهرة ، وانتم لا زلتم تنازعون مع تاريخ ميت بفصوله واحداثه وحتى مكوناته ، العالم لا ولن يبقيكم في مواجهته طويلا حتى تضمر خزائنكم الفكرية الضحلة .. بلداننا تموت تدريجيا بفعل ارتداد سياساتكم الاقتصادية في البلدان العربية التي استوليتم عليها .. واصبحتم الان موضع سخرية امام الجميع حتى البلدان الاجنبية التي تحكمها احزاب اسلامية .. فعلى ما يبدو فان المسلمين من غير العرب ، هم اكثر بسالة في مواجهة واقع بلدانهم ، حين نمت تلك البلدان وبشكل حثيث .. في حين بقيتم انتم لعبة تحيطها سخرية الحياة ، لقد هدمتم اركان تلك الحياة بفعل ترهات احتلتم بها على شعوبكم لبناء امجاد الاثراء والتسلط ..
- هب أننا كذلك ، وبذلك نجحنا في التسلط على رقاب الناس كما تقول .. اذن أين انتم وماذا فعلتم ؟ .. أين انتم من عمليات التوعية التي كنتم ولا زلتم تتبجحون بامتلاك ناصيتها دون غيركم ؟ .. لماذا تركتم جماهيركم ضحية لترهاتنا وانسحبتم الى داخل بروجكم العاجية متفرغين للتغريد خارج السرب ؟ .. انتم ياسيدي مثقفين لانفسكم فقط ، لقد تركتم شعوبكم تسير كيف تشاء لها اقدارها وحسبتم بان زمنا قريبا سيوحي لتلك الجماهير بما تحتويه خزائن ثقافتكم التي يصعب تفسيرها الا من قبلكم انتم .. انكم نسيتم او تناسيتم بأن السياسة تقتضي الاحتكاك بالواقع وليس الاكتفاء بالشعور بالفخر والتعالي ، ليس بالدوران في ذات المكان والخضوع لظروف ذات الزمان .
- أنت تتحدث وكأنك تعترف ضمنا بانكم ركبتم موجة فقر وجهل الجماهير، مستغلين ذلك في ايجاد ثغرات سطوتم من خلالها على السلطة وليس عن طريق صناديق الاقتراع كما تدعون ، وتأكد بأن الزمن القادم سيسجل على صفحات تاريخه فصول اندحاركم لا محاله .. انكم لستم أهلا لادارة دولة مدنية ، وأركان ما تدعون بانها دولة تحت لوائكم ، ماهي الا تجمع يستند على دعم لا يرتكز على أسس متينه .. ان نظاما يعزز كياناته استنادا الى نصوص لا تقبل التعديل ، من شأنه بالضرورة ان لا يتقبل العمل وفق دساتير حديثه .. باختصار ياسيدي ، فان نواميس الحياة المتجددة لا يمكنها ان تتجانس ولزمن طويل مع ما ترمون اليه من اهداف .. العلمانية الهادفة لبناء دولة تتجاوب مع حيثيات التقدم العلمي والانساني ، هي المحرك الوحيد لخلق عالم تسود فيه العدالة والحرية ، وكلاهما لا وجود له في حيثيات نصوصكم القديمه
- وباختصار ياسيدي ، الواقع يشير بوضوح الى سيادة ما تعتبره نصوص قديمه على ما لديكم من ثقافات لم تأتي اكلها لحد الان رغم بسالتكم في الدفاع عنها .. الجماهير لا تريد ان تصدقكم وصدقتنا .. وكفاكم الغرز في اللحم الميت .
الى هذا الحد بلغ حوارنا ، حيث اختار صاحبي ان يغادرني تملؤه النشوة والفخار .. وبقيت انا في مجلسي امضغ أفكاري بهدوء بغية الوصول الى نتائج تعيدني الى توازني ، منشغلا بمراقبة حركة الاجساد من حولي .. الاجساد التي بدت لي وكأنها بلا رؤوس ، متوثبة للقفز فوق ملامح حرمانها ، لتهتف وفي اية لحظة ، بموت مناصري قضاياها ، وحياة مستغليها .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورات الربيع العربي ، ودور القوى اليسارية التقدميه .
- مرافعة لا حضور للمحامين فيها
- نعم .. نحن فعلا نتعرض لمؤامرة غربيه .
- من وحي الحبة الزرقاء
- حنطاوي
- أسماك الزينة وصوت كوكب الشرق .. حينما يأتلفان .
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. النهايه
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...
- ألعراق لم يكن إرثا من آبائكم .. فكيف تتبرعون بأراضيه ؟!
- ألحزن الكبير ...
- كان لدينا قطار للموت .. فهل سمع أحدكم بذلك ؟!!
- الفودكا .. واختراق الحصار ..
- دعوة نصوح .. كي يموت فينا الضد السيء .
- أمريكا تحتفل بافضل راقصيها..


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد حمودي عباس - ألغرز في اللحم الميت