أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - رحلة حياة امرأة عراقية عبر اخطر مراحل تطور شعبها والبشرية















المزيد.....

رحلة حياة امرأة عراقية عبر اخطر مراحل تطور شعبها والبشرية


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3610 - 2012 / 1 / 17 - 13:04
المحور: سيرة ذاتية
    


رحلة حياة امرأة عراقية عبراخطر مراحل تطور شعبها والبشرية
ثلاث وثمانين عاما شهد العراق والعالم عبرها انقلابات وتحولات وتطورات جبارة وارتدادات, حروب وثورات, انظمة فاشية واخرى ديموقراطية. عشتها, تمتعت بانجازاتها وعانيت من حروبها وارتداداتها. وساهمت في انتفاضاتها وقاسيت من انظمتها التابعة والدكتاتورية. وكان لجدي شاؤول شينا الفضل في ربط مصيري بمصير شعبي والانسانية واهدافي بتحريرهما بوعي منذ الطفولة . واذ اتخذت من الكتابة وسيلة لكفاحي على مدى نصف قرن لم احزن لفقدي القدرة على الاستمرار على مزاولتهااعترافا مني باحكام الحياة وقوانينها, بل ويفرحني جدا بروز كاتبات وكتاب يعبرون عما يدور في خاطري وعن طموحاتي وامالي ويتوصلون لمعالجة ومواجهة متطلبات العصر الجديدة التي اعجز عن حلها, حتى وان كان بعضهم اكبر مني سنا. ولم تمر علي لحظة حالكة الظلام ولا لحظة ندم او غبن فانا سعيدة حقا احب الدنيا وكل ما فيها ولاسيما الطبيعة والبشر بكل جوانبها المشرقة وما تحويه من جمال وحب وتطور وبكل احكامها وقوانينهابحقي وبحق شعبي والانسانية. واتمنى ان تنفذ احكامها بحقي بلطف وبسرعة . فانا لا اتشبث بالحياة فقد عشت الكثير واجتزت الكثير واعيش بهدوء ورضى لا يشوبه سوى اخرمعاناة لشعبي والانسانية, شاكرة للشعب السويدي على ما حققه لي ولكل امثالي واتاح لي التمتع بكل ما منحته الحياة لي من قابليات ومنجزات واهمها ابنتي الحبيبة وداد وابني يحيى تغمرني الثقة بقدرة الشعب العراقي والبشرية على تحقيق طموحاتهم واهدافهم وهي اهدافي وطموحاتي , التحرر من جميع اشكال الاستغلال والاستعباد وبناء العالم الحر السعيد
وفي سطور اناهز الثالثة والثمانين قضيت 44 عاما منها في الوطن , عشرة منها في سجن النساء المركزي في بغداد من 19/شباط/1949 الى 27/اب/1958ومنها ثلاثة اشهر في سجن البصرة, بعد ان حكمت بالسجن المؤبدلاسباب سياسية ولم ابلغ العشرين من عمري . واعتقلت للمرة الثانية بعد عشرين عاما على يد جلاوزة صدام حسين لمدة 42 يوما من 15/ايار/1979 الى 26/حزيران/1979 كانت اقسى من اعوام السجن العشرة السابقة . وقضيت سبع سنوات من سنوات الوطن في الاختفاء . وها انا امضي البقية من عمري في الغربة احنها ثماني سنوات في سوريا الحبيبة واربع سنوات في موسكو للدراسة الجامعية حيث حصلت على شهادة الماجستير وبعد سنة حصلت على شهادة الدكتورا في الاشتراكية العلمية وقضيت سبع سنوات في ثلاث فترات في براغ ومنذ 31/تشرين اول/1992 وحتى اليوم في ستوكهولم ومنذ سقوط صدام حتى اليوم زرت بغداد سبع مرات.
ساهمت باول مظاهرة في حياتي في تشرين الثاني 1947, احتجاجا على مشروع تقسيم فلسطين وتذكرتها في 19/نيسان 2002 عندما كنت معتصمة مع الشبيبة السويدية احتجاجا على تبعات تلك الجريمة , التي بقيت تتصاعد خلال خمسة وسبعين عاما وتتفاقم حتى اليوم, كواحدة من افضع جرائم العصر . وساهمت في وثبة كانون 1948 الامر الذي رشحني للانتماء للحزب الشيوعي العراقي في18/2/1948وفي هدى هويته الماركسية ونهجها المادي الديالكتيكي تطورت فكريا وسياسيا وتعززت ثقتي بشعبي وبالبشرية وهي مصدر شعوري الدائم بروح الشباب . ولكنني حرمت من المساهمة مع الجماهير في اروع اعياد الشعب العراقي في ثورة 14/تموز/1958 لانني كنت في السجن كما حرمت من مناسبات مهمة كثيرة شخصية وعامة . و تمتعت بها اينما وكيفما كنت لانها هي اعياد الجماهير واعياد من احب. عملت سنة واحدة في مصرف الرافدين بعد ان حررتني ثورة 14/تموز من السجن حيث صدر امر القاء القبض علي فكرست كل حياتي للعمل الحزبي فعملت في صحافته وفي مدرسته المركزية وفي القضايا التنظيمية والتثقيف وفي براغ عملت عام 1980 في مجاة قضايا السلم والاشتراكية
هربت الى خارج الوطن مرتين وعدت الى بغداد سرا مرة وزرت كردستان سرا مرتين. مرت حياتي بعدة مراحل وتغيرات ليس من حيث محل الاقامة فقط بل ومن حيث الاحداث المرتبطة بتاريخ الشعب العراقي وعبر جميع تلك المراحل خرجت اكثر التصاقا بمبادئي وحبي لشعبي ووطني والبشرية واكثر استعدادا للتضحية
اتفقنا على الزواج زكي خيري وانا في تموز 1961 ولم نحققه الافي تشرين ثاني 1964 في موسكو وانجبت طفلين يحيى في براغ في 9/11/1965 ووداد في بغداد في 27/8/1968 وشكلنا معهما منذ طفولتهما فرقة عمل رائعة وعائلة سعيدة ومنسجمة كان لزكي خيري الدور الكبير في تطوري الفكري والسياسي فقد جمعت الكثير من جواهر افكاره التي كان ينثرها في كتاباته الغزيرة وسكبتها في مؤلفات مكرسة لخدمة الشعب العراقي والبشرية .
كماتمتعت باطول حياة تلمذة حتى قال زكي خيري ليحيى ووداد مازحا امكم تلميذة خالدة فبعد احد عشر عاما من الدراسة الابتدائية والثانوية قضيت سنة في كلية الطب وفصلت ثم سنة في دار المعلمين فرع رياضيات وفصلت لما تبقى من السنة وفي السنة التالية اعتقلت وبعد عشر سنوات السجن دخلت كلية التجارة والاقتصاد وقبل ان اتم السنة اختفيت وفي عام 1961 دخلت جامعة الصداقة في موسكو في فرع الاقتصاد والتخطيط وفي الكورس الثالث مرضت وسافرت مع زكي خيري الى براغ وبعد سنتين اكملت دراستي وحصلت على الماجستير عام 1967. ومن خلال كتاباتي عن تاريخ الحركة الثورية المعاصرة في العراق ودراسة ستة اشهر في موسكو عام 1976 واطفالي في المدارس حصلت على شهادة الدكتورا وحاولت الاستمرار في الدراسة دون جدوى وفي عام 1994 دخلت دورة الاساس لتعلم اللغة السويدية ولازلت اشعر بروح التلمذة واحب حياتها فمهما بلغت خبرة الانسان ومعارفه يبقى تلميذا ويحتاج الى المعرفة لكي يستطيع مواجهة متطلبات الحياة المتكورة دائما ليكون متاثرا ومؤثرا فيها. كان لتنظيمي لحياتنا وحياة اطفالنا دور مهم في تطوير قابلياتنا فكانت فترة طفولتهما من اسعد فترات حياتنا واكثرها انتاجية وحتى اليوم لم يشكلا اي مشكلة او عائق في حياتي بل هما مبعث ثقتي واملي بقدرتهما على استكمال طريقنا في الكفاح من اجل تحرير شعبنا والانسانية ولازلت استعين بهما لانضاج افكاري ولادراك وفهم مستجدات العصر والتطور فكريا فضلا عن اسعادي باروع حفيدين ليحيى زكي وانيسه
انتجت خمسة مؤلفات في الوطن وثلاث مؤلفات في السويد واعددت اربع مؤلفات لزكي خيري وكتبت مئات المقالات والبحوث في صحافة الحزب الشيوعي العراقي وعلى الانترنيت ولي على الحوار المتمدن 558 مقال اختمها برحلة حياتي واخلص امنياتي في ان تكتحل عيني برؤية وطني وقد تحرر من الهيمنة الامريكية وشعبي وقد تحرر من جميع اشكال الاستغلال والاستعباد.



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجتاز البشرية مرحلة المطالبة بالحرية الى مرحلة صنعها
- البشرية تغذ السير نحو تحررها رغم المصاعب والتصحيات
- يحق للفلسطينين التمتع باول منجوات عصر التحرر لانهم اغنوا تار ...
- الانتفاضات والاعتصامات المعاصرة ميادين اعداد الاجيال الصاعدة
- دماء الشهداء تؤجج الحراك الجماهيري وتطور اهدافه
- التحرك الجماهيري العراقي يوطد ديناميكيته بالتظافر مع تحرك عم ...
- البشرية تغذ السير نحو تحررها باسقاط الانظمة الموغلة بالتخلف ...
- ثورة 14/تموز رائدة الثورات التحررية المعاصرة ومحكمة الشعب من ...
- لماذا يموت الشعب الصومالي جوعا والسبيل الوحيد لانقاذه
- العامل الحاسم في اجتياز البشرية المرحلة الانتقالية لتحررها و ...
- من صعوبات مرحلة الانتقال التي تمر بها البشرية استماتتة قوى ا ...
- ثلاثة ايام للغضب والتحدي والامل في بغداد عاصمة الكون ومصدر ا ...
- تطور مقاومة الشعب العراقي للاحتلال افقد المحتلين وادواتهم اع ...
- وتبقى ساحات الاعتصام والتظاهرات الميدان الرئيس لتحقيق الاهدا ...
- اخر واصعب المراحل الانتقالية في تاريخ البشرية لانجاز تحررها ...
- انهاء الاحتلال وادواته الهدف الرئيس والموحدلجميع مكونات الشع ...
- متطلبات العصر تخترق اقدم حصون الراسمالية الجماهير الاسبانية ...
- رحلة عبر مراحل التاريخ بين ايار عام 1948- 2011
- عبثا يجهد القطب الاكبر للراسمال العالمي استثمار تحرك الشعوب ...
- تصاعد جرائم الاحتلال وادواته ضد الشعب العراقي والطبقة العامل ...


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - رحلة حياة امرأة عراقية عبر اخطر مراحل تطور شعبها والبشرية