ستنتصرون أيها السوريون برغم كل شيء ( الحلقة2)

حيدر نواف المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 3609 - 2012 / 1 / 16 - 23:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

( والملفت للنظر جدا في الموقف العراقي هو ان الحكومة العراقية ولوقت قريب كانت تعتبر نظام بشار هو المسؤول عن دعم وتمويل وتدريب وارسال المجاميع الارهابية من القاعدة وغيرها الى العراق لتنفيذ عملياتهم الارهاببة والاجرامية ضد العراقيين عموما والشيعة خصوصا وان المخابرات السورية كانت ضالعة في هذا الأمر ، وان نظام بشار كان يسهل عبور المتطوعين العرب الى العراق ، بل وانه يأوي البعثيين وكبار قياداتهم ويتستر عليهم ويقدم لهم الملاذ الأمن ويوفر الدعم و الحماية لهم في سوريا ويساعدهم في مخططاتهم للعودة الى الحكم البعثي في العراق كما كانت تدعي الحكومة العراقية ذلك ، حتى ان اغلب القوى الشيعية التي في الحكومة وخارجها التي تقف الان الى جانب نظام بشار كانت تعتبره من اشد أعداء الشيعة العراقيين ومتآمرا عليهم الى حد وصول الأزمة بين حكومة المالكي ونظام بشار الى قطع العلاقات والحدود وتهديد أمريكا بالتدخل الى حد توجيه ضربة عسكرية الى سوريا !!!!! ، وان كان هذا التغيير في الموقف العراقي يدل على شيء فانما يدل على خضوع القرار والإرادة السياسية والحكومية في العراق تماما الى الإرادة والسياسة والتوجهات الإيرانية بالمطلق) .
والنظام الإيراني يراهن بقوة على ضرورة إخماد الثورة السورية والقضاء عليها ومن هنا كانت الأنباء عن شحنات الأسلحة الإيرانية المتجهة الى سوريا ، لان إيران تخشى ان انتهاء الثورة السورية بإسقاط بشار ، سوف يشرع الأبواب واسعة أمام التوجه الأمريكي الإسرائيلي ونواياهما في توجيه ضربة لإيران .
إما الموقف الصيني، فقد اختلف بعض الشيء وتراجع كثيرا لاسيما بعد توقيعها لخمس اتفاقيات تجارية مع أمريكا في 12 نوفمبر 2011 وتتعلق هذه الاتفاقيات بحقوق الملكية الفكرية والتكنولوجيا والإحصاءات التجارية والطاقة والتعاون التجاري. وأقيم حفل توقيع الاتفاقيات بعد الجلسة ال22 للجنة التجارة الصينية الأمريكية المشتركة للتجارة والتبادل التجاري، في مدينة تشنغدو في جنوب غرب الصين وشارك نائب رئيس مجلس الدولة الصيني وانغ تشي شان في رئاسة الاجتماع مع وزير التجارة الامريكى جون بريسون والممثل التجاري رون كيرك.

وخلال الجلسة منح جون بريسون وساما للمجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية لجهوده في تعزيز التجارة الصينية الأمريكية.
وتمنح الجائزة الذي اقترحها توماس جفرسون في 1970، للمنظمات والأفراد الذين قدموا إسهامات في توسيع الصادرات الأمريكية واجتذاب استثمارات خارجية.
وهو ما كان متوقعا من الصين التي تقوم مواقفها أساسا على المصالح قبل القضايا والمواقف المبدئية ، وهو ما متوقع ان يكون عليه الموقف الروسي عاجلا أم آجلا لاسيما ان توصل الروس الى قناعة بان بقاء نظام بشار أمر صعب ، وبعد ان استطاعوا ان ينجزوا ماكانوا يهدفون اليه وهو تمرير عدد من صفقات أسلحتهم وبيعها اليه في ظل حصار اقتصادي وعسكري مشدد يمنح روسيا وإيران فرصة في بيع أسلحتهما الى بشار الشديد الحاجة إليها في هذه الظروف فقد ذكرت صحيفة ( حريت) التركية خبرا مفاده : ( إن سفينة "تشاريوت" الروسية التي احتجزتها السلطات القبرصية لأنها تحمل شحنة خطيرة إلى سوريا ثم أفرجت عنها، وصلت إلى ميناء طرطوس السوري ، وأضافت الصحيفة ، بأن سفينة "تشاريوت"، التي غادرت ميناء سان بطرسبورغ الروسي في التاسع من ديسمبر/كانون الأول، تحمل 60 طناً من الذخيرة، وكانت متوجهة إلى سوريا، ورست في قبرص الثلاثاء الماضي بسبب ارتفاع مستوى الأمواج، واحتجزتها السلطات القبرصية لفحصها، ثم أفرجت عنها بعد تقديم تطمينات بأنها ستغير وجهتها.
وقالت الصحيفة أيضا :وتعارض روسيا فرض عقوبات على سوريا، وبالأخص حظر تصدير الأسلحة إلى هذا البلد، وتستمر في تنفيذ عقود توريد الأسلحة والتقنيات الحربية إلى دمشق. وعلى سبيل المثال، حصلت سوريا في نهاية العام الماضي على منظومات "باستيون" الصاروخية لخفر السواحل بالإضافة إلى صواريخ "ياخونت").

إما إرسال إيران الأسلحة الى نظام بشار فقد أكدته مصادر وزار الخارجية التركية : فقد أكد أحمد داود أوغلو، وزير الخارجية التركي أن السلطات المعنية في بلاده اعترضت شحنة أسلحة قادمة من إيران الى سورية.
ونقلت وكالة الأناضول التركية الرسمية للأنباء عن داود أوغلو قوله يوم 5 أغسطس/آب إن السلطات التركية اعترضت شاحنة تحتوي على أسلحة مؤكدا "ان التحقيقات اللازمة بهذا الشأن جارية.. سأدلي بمعلومات مفصلة عندما تقتضي الضرورة".
وجاء في تقرير نشرته صحيفة سودويتشه تسايتونغ يوم 4 اغسطس/آب نقلا عن "مصادر دبلوماسية غربية" قولها ان تركيا أوقفت تسليم الشحنة.

كما وصرح مسئول بوزارة الخارجية التركية الأربعاء، بأن مسئولى الجمارك في بلاده صادروا أربع شاحنات مسجلة في إيران للاشتباه بأنها تحمل "مواد عسكرية" إلى سوريا.
وأكد المسئول أنه جرى تفريغ الشاحنات وإرسال المواد المذكورة إلى العاصمة أنقرة لفحصها، غير أنه لم يكشف عن هذه المواد، وما إذا كان تم تصنيفها على أنها للاستخدامات العسكرية. وجرى توقيف الشاحنات في معبر كيليس الحدودي بين إيران وتركيا ، وذكرت صحيفة "ميليت" التركية أن ذلك تم عقب تلقى بلاغ بأنها تحمل موادا عسكرية).
وفي عام 2009 صادرت قبرص ذخيرة من سفينة متجهة من إيران إلى سوريا لانتهاكها عقوبات الأمم المتحدة.
وفي العام الماضي تدهورت حالة الشحنة التي خزنت في درجة حرارة مرتفعة بالقرب من أكبر محطة للكهرباء في قبرص مما أدى إلى انفجارها في يوليو تموز العام الماضي لتسقط 13 قتيلاً وتدمر المحطة
فيما أكدت وكالة دوجان للأنباء التركية: إن مسؤولي الجمارك الأتراك اعترضوا أربع شاحنات يوم الثلاثاء للاشتباه في أنها تحمل معدات عسكرية من إيران إلى سوريا.
ونقلت الوكالة عن حاكم إقليم كيليس قوله: إن الشاحنات صودرت عند معبر اونكوبينار الحدودي المؤدي إلى سوريا بعد أن تلقت الشرطة معلومات بشأن الشحنة.
وقال:اكم الإقليم يوسف اوداباس: "الجمارك صادرت الشاحنات الأربع بزعم أنها تحمل معدات عسكرية". وقال:إن خبراء أرسلوا من أنقرة لفحص الشحنة.

اخيرا فان انتصار الثورات العربية في كل من تونس ومصر ولبيا واليمن اثبت وبما لايقبل الشك ، ان تعويل هذه الانظمة على القوى الخارجية في دعمها ونصرتها وابقائها في الحكم قد فشلت تماما امام ارادة ونهضة الشعوب في التغيير ، ورؤساء بعض هذه الانظمة قد كان حليفا قويا واستراتيجيا لبعض القوى العالمية العظمى ،مثل زين العابدين بن علي وحليفته فرنسا التي اوصلته ودعمته وابقته في الحكم طيلة هذه العقود ،و كالرئيس المخلوع حسني مبارك الذي كان حليفا قويا وستراتيجيا لاسرائيل وامريكا ،واللتان اعتبرتا سقوطه خسارة كبيرة لهما ولامن اسرائيل ، لكنهما لم تستطيعا فعل شيء له امام ثورة الجماهير ، وكذلك معمر القذافي الذي حاول الاستعانة باسرائيل ومغازلتها لدعمه عبراثارة اصول جدته اليهودية ، وعلي عبد الله صالح الذي حاول جر بعض القوى الى نصرته بدعوى انه يواجه مؤامرة من القاعدة ، كلهم لم يفلحوا ولم يفلح حلفائهم من ابقائهم وحمايتهم من السقوط امام ارادة الجماهير الثائرة ، اما محاولات هذه الانظمة بايهام العالم والشعوب الاخرى والقوى الكبرى ان هناك مؤامرات خارجية عليها وان هناك مدا متطرفا يحاول اسقاطها ، وان سقوطها تهديد لمصالح القوى الكبرى ، والامن والسلام العالمي ، وان بقائهم في السلطة جاثمين على صدور شعوبهم ، هو الضمانة لتامين وحماية مصالح هذه القوى خصوصا والمصالح الدولية عموما ولضمان السلام العالمي ، فهي ادعاءات بان بطلانها وزيفها وكذبها ، لاسيما ان الجيل الجديد من الانظمة والقيادات العربية الذي جاء بعد الثورات عبر الاليات الديمقراطية ، قد اثبت التزامه بكل التعهدات والمواثبق الدولية وقيام علاقات سليمة وسلمية مع الجميع وعلى اساس المصالح المتكافئة والمتبادلة ، واكيد ان بشار لن يستطيع التعويل كثيرا على ما عول عليه الحكام الساقطين قبله من قوى خارجية داعمة , وخصوصا بعد ان بات واضحا للجميع اجرامه ودمويته ، وبعد ان اصبح الجميع مقتنعين ان سوريا جديدة من غير بشار ستكون اكثر امنا واستقرارا وازدهارا وكذلك عموم المنطقة .

#حيدر_نواف_المسعودي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات