أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ألا تشكل الجامعة العربية إحدى أهم الكوارث العربية؟














المزيد.....

ألا تشكل الجامعة العربية إحدى أهم الكوارث العربية؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3609 - 2012 / 1 / 16 - 23:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تجسد الجامعة العربية منذ نشأتها حتى يومنا هذا إرادة شعوب الدول العربية ومصالحها الحقيقية, كما لم تعبر عن طموحاتها في حياة حرة وكريمة ومستقبل أفضل خالٍ من الاستبداد والعنف الحكومي ومن الظلم والاستغلال والتمييز بين المواطنين على أساس القومية والدين والمذهب واللغة والجنس. لقد كانت الجامعة العربية مجسدة للنظم السياسية القائمة في الدول العربية ومعبرة عن إرادتها ومصالح الفئات الاجتماعية التي بيدها السلطة والمال والنفوذ. لقد كانت أداة بيد كل الحكام العرب, سواء أكانوا ملوكاً وأمراء أم رؤساء جمهوريات. لقد كان الأمناء العامون في الجامعة العربية على امتداد تاريخ الجامعة العربية إمعات لما يريده الحكام العرب, وخاصة أولئك الحكام الذين يملكون المال والنفوذ.
هكذا كان حال الجامعة العربية حين تأسست في العام 1946, وهكذا كانت في عقود القرن العشرين, وهكذا هي اليوم. وليس هناك من أمل حقيقي لتغيير هذه الجامعة العربية التي لم تكن ولن تكون قادرة على التعبير عن حركة وأهداف الثوار في العديد من الدول العربية, بل إنها ساهمت وتساهم بوضوح كبير في التآمر على الثوار في الدول العربية. وليس هناك أكثر وضوحاً من الموقف البائس للجامعة العربية من الأحداث في سوريا.
لقد هددت الجامعة العربية وتوعدت ثم فشت كبالون أجوف وكأن لم يكن هناك ما يستحق الدفاع عنه في سوريا الجريحة والمستباحة من النظام السوري وقوات الجيش والشرطة والأمن السياسي. وتحت ضغط العالم أجبرت على إرسال مراقبين إلى سوريا في نهاية شهر ديسمبر 2011, ولكنها لم تحدد المهمة بوضوح تام, كما لم تضع سقفاً زمنياً لعملها, وبالتالي تركت المهمة مفتوحة لتكون المساومة كبيرة ولصالح النظام.
لقد استثمر النظام السوري هذه الحقيقة المرة, حقيقة استعداد الجامعة العربية على المساومة إن وجه المزيد من العدوانية ضد المتظاهرين العزل. فإذا كان النظام السوري قد قتل خلال تسعة شهور 4500 إنسان مناضل ضد النظام, أي بمعدل يومي وصل إلى 16 شهيداً, فإن النظام وبوجود المراقبين العرب قد قتل خلال أقل من ثلاثة أسابيع أكثر من 600 إنسان, أي بمعدل يومي وصل إلى 29 شهيداً.
لا يريد الأمين العام للجامعة العربية أن يدرك بأن وجود هؤلاء المراقبين في سوريا يساهم اليوم وبجدية في التغطية على جرائم النظام السوري التي يرتكبها يومياً بحق الناس الأبرياء في سوريا ويشدد من الصراع الطائفي الذي بدأ يتغلغل في الواقع السوري الراهن والذي ستكون له عواقبه المريرة والجهنمية على المجتمع السوري وعلى العلاقات بين الناس حالياً ولاحقاً.
إن على الجامعة العربية أن تدرك بأنها ترتكب مخالفة صريحة لإرادة الشعوب العربية باستمرار وجود مراقبيها في سوريا وعليها أن تسحبهم فوراً, تماماً كما فعل المراقب من الجزائر الذي وجد من الخطأ بمكان الاستمرار في عمل يعتبر مشاركة غير مباشرة في الجرائم التي يرتكبها النظام السوري.
إن الشعب السوري بحاجة إلى دعم الشعوب في الدول العربية وتضامنها, بحاجة إلى التظاهر العام وفي كل الدول العربية من أجل رفع صوت الاحتجاج على الجرائم التي ترتكب في سوريا والتضامن مع الثوار المسالمين في مدن دمشق كلها, والاحتجاج على المواقف التساومية من جانب الجامعة العربية مع النظام السوري. على قوى المعارضة أن تدرس مدى إمكانية تعبئة الشعوب في الدول العربية للتضامن مع نضال الشعب السوري.
كما لا بد من إدانة أي نظام سياسي يدعم النظام السوري بأمل إبقاء السلطة بأيدي من فتك بالناس السوريين خلال الأشهر المنصرمة واستمرار الاستبداد والقهر والظلم على الشعب السوري خلال العقود الأربعة المنصرمة. وإذا كان نموذج العراق في دعمه لسوريا مكشوفاً ومداناً, فإن هناك البعض الآخر من الدول والقوى الذي يتخذ نفس الموقف ولكن بأساليب أخرى.
إن تحالفاً معادياً للشعب السوري يمتد اليوم من إيران وعبر قوى معينة على رأس السلطة في العراق مروراً بسوريا وحزب الله في لبنان يريد إذلال الشعب السوري ويريد إسقاط ثورته الوطنية السلمية, وهو الأمر الذي ينبغي إفشاله ومساعدة الشعب السوري على الخلاص من حكم عائلة الأسد والطغمة البعثية الجائرة, ومن أجل إقامة دولة وطنية ديمقراطية تمارس الحياة الدستورية التي تعتمد الحرية الفردية والحياة النيابية الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية والتداول الديمقراطي السلمي للسلطة ورفض العنف والعنف المضاد ومن أجل العدالة الاجتماعية في مجتمع مدني ديمقراطي حديث.
لا يجوز لهذا النظام الدموي في سوريا أن يستمر ولا بد له أن يذهب إلى غير رجعة, مع ضرورة تجنب زيادة الدمار الذي تعرضت له سوريا من خلال الضربات العدوانية المجنونة لقوى النظام بأسلحته الثقيلة. لا نريد أن تدمر سوريا كما دمرت ليبيا, ولكن لا نريد أيضاً أن يبقى هذا الدكتاتور الأرعن ولا حاشيته البغيضة على رأس السلطة في دمشق.
أنا على ثقة تامة بأن الشعب السوري سينتصر في هذه المعركة غير المتكافئة على قوى الاستبداد والإرهاب الحكومي والقهر الاجتماعي وسيبني حياته الجديدة بدون حزب البعث والاتجاهات القومية الشوفينية والقوى الإسلامية السياسية المتطرفة.
16/1/2012 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من سبيل لوقف سفك الدماء في العراق؟
- كارثة تلو أخرى... فإلى متى يا حكام العراق ؟
- الاستبداد والتآمر والقسوة وتغييب المصلحة العامة هي جزء من مح ...
- خاطرة: من يكرس حكم المستبدين في الأرض؟
- مجزرة جديدة للحكومة التركية ضد الشعب الكُردي
- بغداد تئن من وجع الجميع !!
- تفاقم الصراعات المحلية والإقليمية والدولية المستقطبة في العر ...
- الصراعات السياسية ونجاح قوى الإرهاب في قتل المزيد من الأبريا ...
- العراق وموقعه ضمن اللائحة الدولية لحقوق الإنسان والشفافية ال ...
- -صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ-, بل ولا يفقهون! ...
- العلاقة الجدلية بين الأمن والحريات العامة وحقوق المواطن
- حيدر الشيخ علي إنسان ومناضل كردي-عراقي ثابت
- العبثية القاتلة في سلوك المالكي وحزب الدعوة الإسلامية في الع ...
- أول الغيث قطر ثم ينهمر المطر: سياسة علي الأديب إزاء المرأة ن ...
- رسالة مفتوحة إلى سماحة السيد عمار الحكيم
- الشعب السوري يخوض معركته ضد الدولة البوليسية
- المهمات التي تواجه قوى اليسار في الدول العربية في المرحلة ال ...
- صواب رأي خالد القشطيني 100%
- هل اكتشاف مؤامرة بعثية ينهي التآمر في العراق؟
- هل نموذج أردوغان للدولة الإسلامية يمشي على قدم واحدة؟


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ألا تشكل الجامعة العربية إحدى أهم الكوارث العربية؟