أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - لطيف الحبيب - اطفال بغداد يحكون قصص مدينتهم















المزيد.....

اطفال بغداد يحكون قصص مدينتهم


لطيف الحبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3609 - 2012 / 1 / 16 - 22:20
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


مقطع من الجزء الاول من الفصل الثالث من كتاب [جرئم حرب الامريكان وحلفائهم ضد العراق وستة الاف سنة من تاريخ الانسانية]
تأليف ـ بيتا متمان ـــ بيتر برسكل . مطبعة اهرمان ـ المانياـ 1992

زرنا في 25 اذار 1992 حي الاعظمية الذي يبعدعن مركز المدينة بغداد نصف ساعة منطقة سكنية وليس هناك الا بعض من المنشاءات العسكرية وليس منطقة عسكرية مهمة كما اعتبرها الامريكان , لاوجود لمواقع عسكرية او معسكرات او مطارات ; هناك محطة ارسال وجسر ( اسس في الخمسينات ) شاهدنا المنطقة المدمرة التي تمتدعلى مساحة 500 مترا طولا 200مترا عرضا , حطمت جميع البيوت والجزء الاكبر منها انطبقت سقوفهاعلى قواعدها الارضية الاسمنتية , وتراكمت عدة طوابق فوق بعضها بارتفاع قامة رجل ,وما بينها تحول الى حطام مسحوق , شواهد متفحمة ,بعض اجزاء من الجدران وهياكل من بقايا البيوت ,التهمت النيران محتويتها ,.بين الخرائب وحطام البيوت عثرنا على بعض اثار باقية من حياة خلت , ادوات مطبخ , مغسلة , مصفاة طبخ , باب خشب مازالت معلقة عليه صورة لصدام حسين .في الطابق الاول في سقف احد غرف الدار مروحة معلقة مسودة من شدة حرارة الاحتراق واذرعها الدوارة تتدلى الى الاسفل ذائبة ,ارتقينا جبل الحطام ,تمتد امام نظرنا حديقة حزينة , بقايا نخلة محترقة , احتزت من وسطها , كتب مدرسية , دفتر تعلم القراءة مبتلة بعض اوراقه متفحمة زواياه , اثناء معاينتنا هذه البيوت الحطام ,التف حوالنا اطفال المنطقة وصبيانها , اعمارهم تتراوح من سبع الي ثمان سنوات, تحدثوا لنا بلغة انكليزية متعثرة متقطعة ركيكة بسيطة , كيف عاشوا ليلة القصف ؟ ,انهم شهود قنابل الموت . ادناه احاديثهم بعد ان رجوناهم ان يتحدثو باللغة العربية , مسجل على اشرطة وباختصار .
الصبي الاول ـ :في ذالك اليوم كنا في البيت وطبيعي جدا ان تاتي الطائرات الامريكية تصور المكان وتحلق عاليا مختفية دون ان تطلق النار و بعد فترة تاتي الاخريات من طائرات الفانتوم
شاهدها جيراننا الذي كان يقضي المساء عندنا ,كيف اطلقت الصواريخ واصابت البيوت , في البداية اعتقدنا انهم قصفوا الجسر , بعد ثواني رأينا الصوارخ , كنت الاول الذي شاهدتها تنفجر , وامي الثانية التى رات الانفجار , احس حتى الان بقوة الانفجار والاهتزاز
انطلق صاروخان واحد خلف الاخر ,, تحطم زجاج النوافذ الى شظايا اصابت وجوهنا سحبت بسرعة غطاء النوم واختبأت تحته , وكذلك فعل الكل ,رغم ذلك جرحتنا هذه الشظايا لاحظنا ا لنار, و أندلاع حريق هائل ,اندفع اغلب سكان الحي نحو الحرائق ,وبالضبط مقابل بيتنا , ركضنا في الظلام حفاة , ماذا حدث ؟؟؟ السماء مغطاة بغيمة كبيرة من الدخان , تعالى صراخ الناس وعويل النساء والاطفال.
الصبي الثاني ــ: كان عدد الاطفال الموتى لايحصى .
الصبي الاول ـ : جثث بدون روؤس , بدون اطراف و جثث ممزقة .
الصبي الثاني ــ : لقد دفن رجال الحماية المدنية راس احد البنات المنزوعة الشعر ثم بعد ذالك وجدو جثتها ودفنت ايضا .
الصبي الاول ـ : كان بعض الاطفال في الطابق العلوي , عزلتهم وحاصرتهم النار ,, حاول شباب الحي انقاذهم , حملوا اغطية مبللة لتغطية الاطفال وجلبهم الى الاسفل , تسلقوا السلم فجأءة شبت النار باحد الاغطية واشتعلت ملابس احد الشاب , ركض هنا وهناك , تعثر بشيئ ما , سقط على الارض غطته النار ومات محترقا,, كان هذا الشاب طويلا قويا مثل رجال الحماية ,و ينحدر من عائلة فقيرة وصلت بنفس اليوم من الموصل .
الصبي الثاني ـــ : البنت الصغيرة استيقظت فجاءة بسبب العطش , وطلبت من امها شربة ماء , حاولت الام تبديل لفافة حضائنها قبل ذلك , إلا ان صاروخا سقط وقتلهما , وجدنا الام تلف بنتها بجسدها تحاول ان تحميها من الصاروخ .ولكن للاسف لم تكن هذه الحماية مجدية حيث لم يعدهنا غير الحرائق والموت .
الصبي الاول ــ:اما في هذا البيت ( مشيرا الى بيت محترق ) الطفلة تسمى هبة وامها ام هبة كانتا في المطبخ حين سقط الصاروخ ,سقط الجدار , انقذفت الام وطفلتها الى الخارج , فجأءة وجدتا نفسيهما في وسط الشارع , الوحيدات اللاتي نجين من القصف , لكن الام قطعت احدى اذنيها وهي الان بدون اذن , لقد كانت عائلة بسيطة فقيرة وليس علاقة بالمؤسسة العسكرية .
الصبي الثاني ــ: كانوا من لبنان
الصبي الاول ــ: ومن فلسطين
الصبي الثاني ــ: الفلسطنيون لم يستطيع احد انقاذهم ,الاب اصيب بجروح بليغة في الفك السفلى توفي على اثرها في المستشفى , اما الابن اجريت له ثلاث عمليات في العين .
الصبي الاول ــ: لقد اجريت للفتى الفلسطيني عمليات جراجية من قبل اطباء في الخارج ورغم ذالك لم يسترجع نظره كما كان عليه سابقا , في هذا اليوم حضر المكان كثير من المصورين , وقيل ان المكان سوف يقصف من جديد ,فهرب اغلب الناس من الحي , سكان الحي في هذا البيت والبيوت الاخرى قالوا ( نموت ولا نغادر ارضنا ) , في البيت هذا , اشار الى احد البيوت المهدمة , لم يعش اي ضابط برتبة عالية كلهم كانوا جنود من المنطقة الشمالية , من الموصل ,لقد حوصرت هذه العائلة على السطح في الشرفة المطلة على الشارع لان سلم البيت حطمته الانفجارات , لقد حاولو القفز من الشرفة فسقط احدهم ميتا الى الشارع .
الصبي الثاني ــ: اما البقية لبثوا ينتظرون على السطح , في اليوم الثاني وجدت جثثهم متفحمة
الصبي الاول ــ: لقد كانت الفتاة صبية جميلة .
الصبي الثاني ــ: كان شعرها وملابسها هنا , اشار الى الاعلى , على هذه الشجرة , وخصلات من شعرها على اسلاك الكهرباء , لقد كانت كارثة محزنة في ذالك اليوم لايمكن تصورها .. كانت السماء حمراء , اما مقاومة الطائرات العراقية لم تكن تذكر . الصواريخ والطلقات كانت كثيفة والانفجارات شديدة , وتستمر طويلا يهتز لها الوادي , كانت موجات من الطائرات , وحين وصلنا المكان المقصوف مازال الرعد والدوي مستمرا وكأن نفاثات الطائرات مازالت تدور , وكما قلت لكم لقد صورت الطائرات وهربت ثم صورت وهربت وكانها تراقب هذه البيوت قبل مهاجمتها , لقد اسف الجميع لهذه العائلة , دمر بيتهم وقتل نصف العائلة , حتى الرضيع لم يبق منهم غير هذه المراءة , قتل اغلبهم وهم في نومهم العميق .
لقد سقط جزء من جدار بيتنا فوق ابي واصيب بجراح طفيفة , اما اختي الصغيرة كانت نائمة وحينما حدث القصف ارتمت امي فوقها لحمايتها من شظايا الزجاج . لقد كانت ليلة حزينة ,, كارثة ,, غادر النوم عيوننا رعبا وخوفا من موت قادم ,, هذه هي قصة حينا




لطيف الحبيب/ برلين
المصدر كتاب
der Amrikaner und ihre Kriegverbrechen
Vasallen gegen den Irak und 6000 Jahre Menschheitsgeschichte
المؤلفان BeateMitmann.PeterPriskil
مطبعة AAHRIMAN 1992,



#لطيف_الحبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام جديد لاطفال المحار
- المعاقون في الاديان السماوية
- اطفال الظلال خلف اسوار- تورغاو-
- باصابع محترقة اكتب عن طبيعة النار رحيل كرستا فولف سيدة الروا ...
- السكن والعيش الجماعي للتوحدي اليافع
- العشاء الاخير
- حفنة من تراب فصول من الكوميديا السوداء -حرائق نادي الرافدين ...
- المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي و- مكنسة غريغور غيزي-
- خمسون عاما على جدار برلين
- حتى لا ننسى .... كاظم الخالدي 29 عاما على تغيبه
- في ذكرى رحيله الثانية حوار مع أنور الغساني
- بغداد المغول على الابواب
- أحايث مع مظفر النواب
- فرص العمل وطاقات التوحدي اليافع
- فاشية احزاب الاسلام السياسي نموذجا حزب الدعوة الاسلامي
- نصب الحرية فوق كل الرؤوس
- صعود وسقوط حزب الدعوة الاسلامي
- التيار الديمقراطي في المانيا وغصة الديمقراطية
- قرأءة التيه والاغتراب في قصص فرات المحسن
- علاج الطفل المعوق والفنون التشكيلية


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - لطيف الحبيب - اطفال بغداد يحكون قصص مدينتهم