أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - خطاب الخديعة














المزيد.....

خطاب الخديعة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3609 - 2012 / 1 / 16 - 01:53
المحور: الادب والفن
    


خطاب الخديعة


إبراهيم اليوسف
بات من بدهيات الحياة أن يجد المرء، من حوله، الأمر ونقيضه، الأصل والشبيه، الحقيقي والزائف، الصحيح والمزور، في آن واحد، كخطين متلازمين، متوازيين، لا يلتقيان البتة، وهو ما يكاد يشمل كل شيء، من دون استثناء. .

وإذا كان الأمر على هذا النحو، حيث “الضد إلى جانب الضد”، فإن المرء لقادرٌ على أن يميز كل ما حوله من المتناقضات، في ما إذا احتكم إلى العقل، ليكون معياره حاضراً، دقيقاً، أنى طلب إليه، ليتعرف إلى كنه هذه الأشياء بلا تردد، فيسمي كل شيء باسمه، عيّاراً ، يتجسد حذقه في درجة تقويم ما يريد، لنستطيع معرفة مدى صوابية قراءته، هذه، من خلال إدراك درجة ملامسته للواقع .

بيد أن الأمر يغدو أكثر صعوبة، عندما نكون إزاء خطاب شفاهي، رسمي، أو مدوّن، حيث تصبح مهمة المتلقي أو القارئ، أكثر صعوبة، ووعورة، فيما إذا أراد التوغل في جوهر هذا الخطاب، فيصنفه في إحدى خانتي الصدق أو الكذب، وهو في صدد إبداء القول الفصل بين أمرين متناقضين .

وقد تصبح المهمة أكثر التباساً، عندما يصبح المرء، أمام صنف مراوغ من الخطاب، يقدم صاحبه ذرائعه الواحدة منها تلو الأخرى، في ثوب الطهر، والنبل، والصدق، والإنسانية، مسفهاً نقيضه الصادق، متهماً إياه بالضلال والبهتان، حيث يتطلب من المتلقي أو القارئ -في هذا المقام- بذل جهد إضافي، حتى يستطيع الاهتداء إلى ضالته، لاسيما أن إطلاق حكم القيمة، من قبله يجعله أمام مسؤولية تاريخية كبرى، بل سيكون في مواجهة خسارة جد جسيمة، يدفع ضريبتها على حساب اسمه، وحضوره، فيما لو أطلق أحكامه جزافاً، نتيجة انزلاق من قبله في لجة الأهواء، أو الغواية، من جهة، أو لجهل بين في شخصه، فيكون شريكاً لصاحب الخطاب، في ما أقدم عليه، والمسؤولية ستكبر عندما يتعلق الأمر بكرامة أو حياة فرد، أو أسرة، أو مؤسسة، أو مجتمع، بل حتى لو تعلق الأمر بما هو معنوي رؤيوي، إذ ما أصعب تسفيه أو تثمين أمر، على خلاف ما يستحق .

هذه النقاط المشار إليها، أعلاه، وسواها، تفرض نفسها، وبقوة، على ضمير الإنسان، أياً كان، عندما يكون وجهاً لوجه، أمام حالات ملتبسة إشكالية، إذ عليه أن يلجأ إلى الخيار الصادق، ولو كان اتخاذه محفوفاً بالمصاعب، أو المخاطر، أو يفرض عليه دفع ضريبة ما، تصغر أو تكبر، وهذه الحالة تصبح أكثر حساسية، بالنسبة إلى المبدع، أياً كان المجال الذي يشتغل فيه، لأن خطأه من نوع الأخطاء الأشد خطورة على الإطلاق .

من هنا، فإن المبدع مطالب، في قراءته للواقع، أن يتحلى بعمق الرؤى، والحكمة، والموضوعية، من دون أن يتأثر ب”قشور” المرئيات، أو بريقها الخلاب، لأن أي خلل في معالجة المعادلة، سوف يعرضه إلى المجازفة بعامل الصدق في خطابه، وهذا ما يفقد هذا الخطاب جدواه، بعد أن يغدو شريكاً في آلة التزوير، وهو أعظم ما يخسره، لأنه يخسر نفسه، وخطابه في الوقت نفسه .



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خالد أبو صلاح: أُمّةُ في رجل...!
- مستقبل القراءة
- ممحية الحدود بين الشرق والغرب:الصّورة الإلكترونية تحفر بعيدا ...
- شارع الحرية
- في حديث المراقبين
- كراسة الكاتب:مقدمة في التفاعل بين المبدع والزمان
- براهيم اليوسف لولاتي.نت : الأعضاء الكرد في المجلس الوطني الس ...
- معجم 2011: عام جديد يحفرإبداعه عالياً
- أكبر من الكلام
- على هامش مؤتمر المجلس الوطني السوري في تونس
- محمد شيخ الزور وداعاً
- خارج النص
- الثورة والشباب: من يصنع الآخر؟
- حمص: إعدام مدينة
- إشهدوا أنها-كفر نبل-..!
- نقد الهزيمة وهزيمة النقد..!
- الجامعة العربية والنظام السوري: تفسير الدم بالماء..!
- ثنائية التفاؤل والتشاؤم
- الاستعصاء على-فكِّ الأسر-1
- الاستعصاء على-فكِّ الأسر-


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - خطاب الخديعة