أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - فن الفلامنكو وتفاعله مع الجمهور المصرى وعازفى بيت العود















المزيد.....

فن الفلامنكو وتفاعله مع الجمهور المصرى وعازفى بيت العود


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 3607 - 2012 / 1 / 14 - 10:18
المحور: الادب والفن
    


قدم على مسرح ساقية الصاوى عرض لفريق اسبانى يقدم فن الفلامنكو الشعبى Tablao Flamenco، والذى اثر بحماس قوى وانطلاقة تفاعلية بين الجمهور والفريق، وقدم فى الحفل عدد من اغانى الفلامنكو مصحوبة بالرقص لعرض أنواع متنوعة من هذا الفن، لتعكس حالات إنسانية مختلفة، وقد صاحب الفريق فى فقرته الأخيرة ثلاثة من عازفى بيت العود الذى يرأسه الفنان نصير شمّة، وكانت تلك الفقرة هى تتويج لحماس الجماهير فى آخر الحفل، وعبرت عن مدى تواصل الجمهور المصرى مع الفن الاندلسى، ذلك الحماس الذى يعبر بشفافية عن التواصل الموجود بالفعل بين الفن الاندلسى والفن الشرقى.

تاريخ فن الفلامنكو وتأثره بالموسيقى الشرقية

يمتزج فى فن الفلامنكو مشاعر وتعابير مختلفة، كما تنصهر فى أصوله ثقافات وتأثيرات فنية مختلفة، فهو تراث فنى وثقافى اسبانى، تعود أصوله إلى هضاب منطقة الأندلس، ومعظم مؤرّخي الموسيقى يرجعون أصوله التاريخية الى القرن الرابع عشر تقريبا، ونجد أن فن الفلامنكو نشأ كتعبير للمضطهدين والمسحوقين، والذى بدأ كفن للفقراء والمهمومين والمتمردين داخل الأقليات المضطهدة في إسبانيا، المتمثلة فى الموريسكيين (بقايا العرب المسلمين في إسبانيا بعد سقوط الأندلس)، والغجر واليهود، على يد محاكم التفتيش التي أقامها الملك فرديناند لإجبارهم على اعتناق المسيحية الكاثوليكية، مما دفع هذه الأقلّيات إما إلى مغادرة الوطن أو التخفى في الجبال والمناطق الوعر حيث نبت بها هذا الفن تعبيرا عن مآسيها وتمرد على ظالميها، حتى تم تناقله من جيل إلى جيل عبر المأثور الشفوى.

وهناك صلة حقيقية وتأثير قوى للموسيقى الشرقية على فن الفلامنكو، الذى قد تأثر كثيرا بالإيقاع الشرقى البيزنطى والأغنية الأندلسية البدائية والأغنية الموروثة، ويظهر ذلك خاصة فى عدة قرى قريبة من غرناطة والتي يسكنها المورسكيون، وهذا النوع من الأغاني يدل على مدى تأثر الفلامنكو بالأغنية العربية والهندية القديمة ومدى التشابه الكبير بين الأغنية الأندلسية والفلامنكو.

كذلك يؤكد المختصون فى فن الموسيقى الأندلسية أن هذه الموسيقى واحدة من الإمدادات والروافد التي تفرعت عن الموسيقى العربية بمفهومها العام، وهي خلاصة امتزاج وتفاعل المعطيات الفنية النابعة من موسيقى العناصر البشرية المتساكنة بالأندلس، وهي العرب والبربر والقوط والصقالبة، وقد أنشأ "زرياب" فى قرطبة معهدا موسيقيا طبقت فيه طرق علمية، ومناهج تعليمية مبنية على أسس تربوية.

ورجوعا لفن الفلامنكو فنجده فى بدايته كان يعتبر فن محتقر وغير راقى، لأن معظم الذين كانوا يقومون به هم الغجر الفقراء في الشوارع مقابل القليل من المال يرميها لهم المارة، ومع الوقت أصبح الفلامنكو يعرض في المقاهى الصغيرة لتسلية الموجودين ثم انتقل للمسارح، ومع الوقت تطورت أنماط من الفلامنكو ذات الطابع السعيد والأغانى السعيدة بالإضافة للأغانى الحزينة، وكذالك تطور نوع من الفلامنكو إسمه "Nuevo Flamenco" وهو يعنى الفلامنكو الجديد بحيث يتم خلط موسيقى الفلامنكو مع فنون أخرى مثل الجاز والرقص الحديث والباليه وغيره، ومن الناحية التقنية فإن الفلامنكو فن ثلاثى الأركان يتضمن: الغناء، الرقص، والجيتار بالإضافة إلى أن التصفيق بالفلامنكو هو فن بحد ذاته، وقد اثبت هذا الفن بجدارة مع مرور الزمن انه فن عريق وراقى، واستطاع بتنوعة أن ينتشر فى العالم كله.

أغنية أندلسية تقدم اندماج العود مع الجيتار

قد تم التنسيق بين بيت العود والفريق الاسبانى مع المسئولين عن مركز النملة بالقاهرة (مركز ثقافى وفنى)، والذى يديره كل من "إلبيرا خيرالديث" و"روت خورادو" من اسبانيا، حيث تم الاتفاق مع الأستاذ نصير شمّة باستغلال تواجد الفريق فى مصر وعمل ندوة عن الفلامنكو لطلاب بيت العود، وتضمنت فعاليات الندوة مشاركة الطلاب مع الفريق فى عمل يندمج فيه العود مع الجيتار والمغنى، وقد نالت إعجاب الفريق تلك المشاركة وتجربة العود مع الجيتار، ومن هنا جاءت فكرة تقديم الأغنية بالمشاركة مع مجموعة من طلاب بيت العود لتكون الأغنية الأندلسية هى ختام الحفل.

وفى زيارة الفريق الاسبانى للمرة الأولى لمصر، قاموا بتقديم عروض وعمل ندوات فى العديد من الأماكن، وقد أكد كل منهم على سعادته البالغة بالعرض فى مصر، وأشادوا بالترحيب القوى الذى لاقوه عند الجماهير، وعن ترحيبهم لأقرب فرصة تمكنهم من التواجد فى مصر مرة أخرى وتقديم المزيد من العروض، وحول فن الفلامنكو تكلم كل منهم عن دوره.

ذكرت راقصة الفلامنكو Tamara Lucia عن أهم ما يرتكز عليه الرقص فى فن الفلامنكو، وهو لابد وأن يكون انعكاس لكلمات ومشاعر الأغنية، وألا يكون عبارة عن تمثيل إنما تقمص واندماج تام مع الحالة المعبر عنها، وأضافت انه هناك أنواع متعددة من رقص الفلامنكو التى تعكس حالات مختلفة مثل الـ Siguirilla التى تعكس الحزن، والـ guajira التى تعكس الحيرة، والـ Alegria التى تعكس الفرحة.

وقال Juan Farina المغنى بالفريق، أن الاغانى التى قدمت بالساقية كانت متنوعة ما بين الحب والفراق واثنان منهم يعبران عن الفرح، والأخيرة التى تسمى Zambra التى شارك فيها عازفين من بيت العود، فهى تتكلم عن الألم فى الحب والتى تعبر عن حب الحبيب وأشواقه لحبيبته حتى انه يحترق من اشتياقه إليها، وهى أغنية من التراث الاندلسى. ويشير إلى وجود تأثيرات شرقية على تنوع نبرات الصوت وطريقة الغناء فى الفلامنكو بشكل عام.

كما ذكر عازف الجيتار Alvaro Antona بخصوص اندماج الجيتار مع العود فى الأغنية الأندلسية، أن أصل آلة الجيتار هو آلة الكيتارا، والتى تشبه العود ولكن مع وجود اختلاف بينهما، لذلك فمن الممكن العزف بالجيتار لإيقاع شرقى، لأن السلم الموسيقى للإيقاع الشرقى له علاقة بالموسيقى الأندلسية.

وعرّف Javier Prieto عازف الإيقاع بالفريق، الكاخون بأنها آلة إيقاعيه اسبانية، وهى عبارة صندوق من الخشب الرقيق يتم العزف عليها بالطرق باليد، وعن العزف المنفرد الذى قام به على آلة الـ HANG DRUM، فعرفها بأنها آلة موسيقية فى فصل الايديافون ابتكرت بواسطة PANART فى سويسرا، وهى صنعت من لوحين من المعدن الصقوا ببعض ليخلقا الشكل الذى يشبه الصحن، ولا يوجد شىء بداخلها سوى الهواء ويتم القرع عليها بالاتجاه الرأسى و الجانبى، ويمكن أن يعزف عليها إيقاعات شرقية.

آراء المشاركين بالعزف من بيت العود

يؤكد مينا جمال مدرس فى بيت العود ومشترك بالعزف فى العرض، على أن التجربة كانت رائعة ولها مكتسبات عديدة فقد تعاملوا مع ثقافة مختلفة نالوا فيها خبرة، كما أن العزف الممتزج بين حضارتين مختلفتين يطور فنيا، حيث أنها تزيد معرفته عن أسلوب العزف، ويرى أن هذا النوع من الفن يحتاج إلى انتشار أكثر كنوع من الثقافة المرتبطة بثقافتنا بشكل كبير.

ويقول يوسف عباس مدرس فى بيت العود ومشترك بالعزف فى العرض، انه بالرغم من أن التدريب مع الفريق الاسبانى كان عبارة عن بروفة واحدة فقط، إلا أنها كانت كافية للعمل بانسجام فنى سريع مع الفريق، وأشاد برقى معاملتهم وبشغفهم لتقديم عمل مشترك مع بيت العود، وعبر عن مدى سعادته بهذه المشاركة الفنية التى أتيحت له.

ويرى عمار سيد بخصوص مشاركته وهو طالب فى بيت العود ومشترك بالعزف فى العرض، كما ان الإنسان إذا أراد أن يتطور لابد وأن ينفتح على ثقافات أخرى، ويقرأ مختلف الآداب فيختلط بأفكار جديدة، كذلك يلزم الامر للتطور فى المجال الموسيقى، ويشير إلى أن الفضل الأول لربنا ثم لأستاذ نصير انه أتاح لهم هذه الفرصة الجدية جدا حتى يتعرفوا اكثر على فن الفلامنكو الاسبانى، هذا الفن الذى له تاريخ قديم جدا عندهم و ترتبط جذوره بتواجد العرب في الأندلس.

وعن التوزيع الموسيقى للأغنية أوضح عمار انه لإعطاء تميز و ثراء لها، واستغلال وجود ثلاثة أعواد مع عزف نفس اللحن الاساسى، فكروا بأن يقدم كل عود عزف بأداء مختلف فى نفس الوقت، وذلك بان يعزف عود اللحن من القرار والثانى جواب والثالث يعزف توزيع على اللحن الاساسى، حيث كان ترتيب العزف كالتالى أن الأستاذ مينا قام بالعزف أولا ثم الأستاذ يوسف وقدم كلا منهما تقاسيم منفردة، أما عمار فعزف فى وسط الأغنية اللزم الموسيقية.



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليتنى استطيع اليأس
- الرقص الانفعالى لغة للجسد وتفريغ للنفس (نموذج من الرقص الصوف ...
- متخصصون من مجالات مختلفة يشاركون بآرائهم فى حملات التوعية با ...
- أيها الكذاب الخاسر والمنافق .. أخرج من أرضنا
- المؤتمر السنوى لجمعية المحافظة على التراث المصرى دعوة للنهضة ...
- برشلونة تفتخر بمبناها الأكثر جاذبية فى العمارة والفن -بازيلي ...
- مسرحية -سكوت هنصوت- صرخة بالفن للتوعية ضد سياسة الجهل
- رواية كسر الايقاع تعبر عن الانسان نفسيا وفلسفيا
- تحقق أغنية -أنت أخى- للفنان طونى قلدس تجاوب عالمى
- تاريخ مصر الحضارى يرقصه فنانى بالية اوبرا القاهرة
- الإنشاد الدينى المشترك يستعيد الوحدة الوطنية من دائرة الزيف


المزيد.....




- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - فن الفلامنكو وتفاعله مع الجمهور المصرى وعازفى بيت العود