أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال القواسمي - ملِك - قصة قصيرة















المزيد.....

ملِك - قصة قصيرة


جمال القواسمي

الحوار المتمدن-العدد: 3607 - 2012 / 1 / 14 - 10:16
المحور: الادب والفن
    


محضر سرِّيّ 

المكان: سهرة عريس
الزمان: قبل بدايتها بساعتين

انضم الشباب الثانويون وبعض الذين تركوا المدارس وصاروا عمالاً في اسرائيل إلى اجتماع العائلة قبل سهرة الرجال وقدوم العويدة(1). قال عمران ملك الشباب وله كلمة عليهم لا تصير كلمتين: شوفوا الختيرية، نايمين وبلعبوا شدة، ورأيتُه يحادث جمعة ملك الأسبوع وملك البناشر الذي كان يتذوق القهوة السادة؛الشيخ داري ملك المعارضة ابتسم وسبَّح في مسبحته.
قال الاستاذ السوسة ابو مصطفى ملك القعدة وهو الذي لا تفارقه الجريدة: بقينا البلد الوحيد في العالم العربي اللي فات قطار ربيع الثورات عنه بلا اسقاط لنظام منظمة التحرير الفلسطينية او نظام أوسلو أو نظام حماس؛
قال العريس رامي ملك السهرة: ما فيش عنا سكة حديد للقطار.
ورد عليه عمران وجمعة: وما فيش عنا قطار أصلاً!!
وضحكوا، لكن ملك القعدة استاذهم السوسة ابو مصطفى نهرهم وقال لهم: يا أولاد، بكفي مسخرة، خليكوا جد!! واقترب من العريس وسأله: قول لي، انت جاهز!؟
ضحك العريس وقال له: تمام التمام!! 
فسأله استاذه ابو مصطفى: فردك(2) جاهز!؟ 
فقال العريس: جاهز، جاهز، هههه هههه!!
فسأله استاذه: فشكاتك(3) جاهزين!؟ ماسورتك جاهزة!؟ 
فقال العريس: أحلى أستاذ والله، ملك القعدة، والله!!
شعرت بأهمية الحوار فأرخيتُ أذني وتظاهرت بأنني أعدِّل أمكنة الكراسي، فلمحني
مأمون عوض ابن صفي صديق الطفولة ملك التفاهة وقال: اللي فيه عادة عمره ما بغيرها، فسأله العريس عما يقصد: فقال انه يقصد العادة الشهرية، ضحكوا جميعاً، وضحك الأستاذ السوسة معلمنا جميعاً وبهدل مأمون عوض وقال له: استحِ ع دمك يا ولد وركِّز في دراستك، شكلك راح تصير معلم كبير!!
فقلتُ لهم: راح يدرس بالجامعة اربع سنوات، ابوه راح يصرف عليه، وراح يستنى يلاقي شغل كمان اربع سنوات، وراح يصير استاذ ويشيب من الطلاب ويشحذ معاشه من الوزارة 1500 شيكل..
ضحك الجميع على مأمون، وحتى أبو مصطفى الأستاذ سألني: وله، شكلك بتحكي عني يا عرص!؟ ثم اقترب من شلة العريس ومعهم مأمون وسأل العريس: أكلت لحمة منيح!؟ الليلة في سهر وفي جهد!! 
ضحك العريس ملك السهرة وقال بالحرف الواحد: كل جهد هو جهاد!! والسيد مأمون رفع أصبعيه السبابة والوسطى كأنهما مسدس وطخني، طخني رصاصتين وهو يضحك، فضحكنا جميعاً.
أما محمد يوسف ملك الفلافل، صاحب البسطة(4) غير المرخَّصة عند شارع البلدية فقال: كله من الاحتلال اليهودي، وقال انو المقاومة تمهيد لاسقاط نظام السلطة.
أيَّده جمعة ملك الأسبوع وملك البناشر وقال بالحرف الواحد: رجالات السلطة ناس نازلين عن الشارع(5)، اللي متنغنع(6) بسيارة ومعاش وخليوي بدك اياه يقاوم!؟ واحنا ما بنشوف أعلى من الزفتة!؟ تفوووو!!!!
الشيخ داري ملك المعارضة ضحك وما قال ولا كلمة، لكني رأيت عينه دائماً على الاستاذ مصطفى وجمعة؛ معتز منصور ملك الطرنيب وشاهر مراد ملك التريكس تلاسنا حول لعبة شدة وتحجَّج معتز وشاهر بسوء الإضاءة، وانتهت الملاسنة بلعبة جديدة قبل السهرة؛ الشيخ داري ملك المعارضة نصحهم بعدم اللعب فقالا له: معلش يا شيخ، أمور السياسة لا تتدخَّل فيها، وضحكا وهو أيضاً ضحك، ولم أفهم ما هي أمور السياسة التي تدخل فيها.
عاطف دعنا ملك الكنافة حصد تصفيقات وضحكات وتصفيرات ومصافحات، وعاطف منذ مدة ربى لحيته وحلق شواربه على طريقة اصحاب الدعوة، وفوراً بلَّش(7) يعمل كنافة والشبان وزَّعوا صحون الكنافة على الضيوف، والعريس قال: والله لقمة من هالكنافة أزكى من ألف طلقة في الهوا!! والجميع صفق لنافذ ملك النور، الذي شبك كهرباء الساحة وأضاءها، وقال الصحفي رجائي الويكي ملك الفذلكة: الكهرباء وصلت لقفاي قبل ما توصل لضيعتنا، ضحك الجميع، ولم أفهم قصده؛ اما الشيخ داري ملك المعارضة فبقي صامتاً وبقي يضحك ويتخصون(8) مثل النساء.  
حينما وصل العويدة، حاولت أن أصورهم بجوالي، انتبه الجميع الى جوالي ونظروا نحوي، منهم من ابتسم، منهم من بارك لي بوظيفتي الجديدة، ومأمون عوض ابن صفي صديق الطفولة ملك التفاهة اللي راح يجيب اعلى علامة في التوجيهي، قال عني اني ملك الغفلة، الله لا يسامحه، جعلني مسخرة. شعرت بأن البعض ظنَّ انني أنا صرت موظفاً في الأمن الوقائي، لكنني أنكرت، وقلت لهم اني توظفت في المخابرات. الحمد لله، ضحكوا، بعضهم رقعني(9) صفعات على رقبتي وخدي وكتفي.. يبدو انني محبوب لديهم ولي شعبية عندهم.. قطعهم الله، ما أغباهم!! أبو العريس ملك الحريم، وعنده أربعة، شكر الجميع وشكرني وشكر الناس فرداً فرداً، وتمنى أن يزورهم في افراحهم وافراح أولادهم وقال: عقبال الشباب!! فعقَّب الشيخ داري ملك المعارضة: ليش الشباب وبس!؟ قول الشباب والعايزين!؟ في حواليكم عروس إلي، مش لإبني!! ملك القعدة وهو الاستاذ السوسة ابو مصطفى والصحفي رجائي الويكي ملك الفذلكة قالا ان نسبه يشرفهما، ورطن(10) الثلاثة بأشياء لم أستطع أن ألتقطها بأذني، كأنهم يتآمرون.. وبعد ذلك ضحكوا، ضحكوا، رقصوا، العريس طلب من العويدة يغنوا الليلة اغاني هيصة، أغاني وطنية، أغاني هيفا وهبي وأغاني صباح فخري.. وزفوا العريس..
شنغليلة، شنغليلة،
من هالليلة 
صار له عيلة!! 
شنغليلة، شنغليلة، 
الله يعينه ع هالليلة!! 
وخلال الرقص، سمعت طلقة رصاصة، الحقيقة لم أر من الذي أطلق النار، وحاولت أن أبصبص هنا وهناك وأشوف الناس، وأزَّت في الجو رصاصة ثانية، توقع البعض مداهمة جيش اليهود لحفلة العرس، ابو العريس ملك الحريم ترجى الناس لكي لا ينقلب عرس ابنه لمأساة، وقال الصحفي رجائي الويكي: بلاش نصير بكرة خبر عاجل في الجريدة، يا جماعة!! والشيخ داري ملك المعارضة قال: حرام يضيع هالرصاص ببلاش!! قبل منتصف الليل كانت دوريات جيش اليهود قد حوَّطت المنطقة، وطالب ضابط المشمار غڤول أبا العريس ملك الحريم بالمسدس وتسليم مَنْ اطلق النار في الهواء، ولما طلب ابو العريس أن يعرف اسم الضابط، صرخ الأخير وقال انه عزريين ملك الموت وهو يعمل عند ربه ميليخ هعولام(11)، ولم يترك الجيش المنطقة الا لما اعتقلوا العريس.. لحتى الآن لا أعرف مَن الذي طخَّ الطلقتين في العرس؛ شخصياً، لا استبعد ان يكون مأمون عوض..
ساعات دوامي كانت 7 ساعات متواصلة.. 

06-01-2012

(1) العويدة: الفرقة الموسيقية
(2) فرد: مسدس
(3) فشكة: رصاصة
(4) بسطة: كشك صغير
(5) نازل عن الشارع: تُقال للسيارات غير المرخص لها لعدم صلاحيتها 
(6) متنغنغ: مُنعَّم في الخيرات
(7) بلش: بدأ
(8) يتخصون: يقرقر ضاحكاً
(9) رقعني: ضربني
(10) رطن: تمتم
(11) ميليخ هعولام: ملك العالم (بالعبرية)



#جمال_القواسمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمَّام- أقصوصة
- بيتي- قصة قصيرة جداً
- مباراة- أقصوصة
- أخر الأخر- أقصوصة
- اللحظات الأخيرة- قصة قصيرة
- خبر اسرائيلي- أقصوصة
- أجمل رواية- قصة قصيرة جداً
- رسالة - أقصوصة
- عن قتل أحد الوالدين، الثورة والجنس
- فيلم - أقصوصة
- الرئيس في البيرنابو- نص
- قصة كتاب الأنساب - للكبار +18
- خزانة العطارين - قصة قصيرة
- ع اليوم - ثلاثة نصوص
- إفادة- قصة قصيرة جداً
- تائه - قصة قصيرة جداً
- جماع - قصة قصيرة جداً
- ثلاثية الشكل- قصص ق جداً
- أوبرا دولة فلسطينية - قصة قصيرة
- بيت الراحة WC- قصة قصيرة


المزيد.....




- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال القواسمي - ملِك - قصة قصيرة