أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فائز الكنعان - ملاحظات في الشخصية العربية















المزيد.....



ملاحظات في الشخصية العربية


فائز الكنعان

الحوار المتمدن-العدد: 3607 - 2012 / 1 / 14 - 10:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ملاحظات في الشخصية العربية 


فلم الرسالة النسخة العربية واثره في الثقافة والشخصية العربية

 
سئل قاتل فرج فودة اثناء محاكمته :
 لماذا اغتلت فرج فودة ؟
القاتل : لأنه كافر.
ومن أي من كتبه عرفت أنه كافر ؟
القاتل : أنا لم أقرأ كتبه.



الحكاية 




حديث في الصميم عن الدين الاسلامي 
ان الدين الاسلامي دين معقد ويشمل الكثير من التفاصيل والأحكام والإرشادات المتشعبة والمتناقضة في اغلب الاحيان والتي تتدخل في كل شاردة وواردة من حياة الانسان اليومية، تتدخل في ماكله ومشربه وعلاقاته العامة والخاصة .
يدخل الى غرفة النوم بادق التفاصيل ، من حيض ونفاس واوضاع الجماع والى اتفه الامور الحياتية من كيفية غسل وشطف قبل الصلاة.
ان كثرة التفاصيل لا تُبقي للمسلم اي حرية او مساحة شخصية لاتخاذ اي قرار بعيدا عن الاسلام وسيرة نبي الاسلام وسنته واحاديثة وتشريعاته،  فيرتبط كل قرار في حياته بالاسلام وشرائعه.
فالكتب التي كتبت وحررت ولخصت وأنجزت عن شرائع الاسلام وأحكامه وتفسيرها لا تحصى لكثرتها.

معقدة هي تفاصيل الشرائع الاسلامية الى حد انه لا يستطيع شخص واحد ان يلم بها ، فكل مجموعة صغيرة تحتاج الى مرشد ، وكل مجموعة مرشدين يحتاجون الى فقيه ، والفقهاء يحتاجون الى عالم و الى اخر السلم .
 ولكل عالم دين مدرسته ومريديه واعدائه واحيانا جيشه الخاص ، كما هو الخميني ومقتدر الصدر والحكيم ونصر الله وغيرهم. ومما زاد الطين بله ان الكثير من الأحكام والآيات والأحاديث تتناقض بشكل مثير وفاضح ، فانت تستطيع ان تثبت اي شئ وتنقضه بسهولة من القران وألسُنة.. 

وهذا ما جعل الافتاء من المهن الرائجة في هذا العصر وكل العصور   ، حيث انتشرت القنوات الاسلامية التي تبث ليل نهار فتاوي تشمل كل نواحي الحياة من احكام السفر وفوائد الصوم في تموز وزواج القاصر والمتعة واحكام الغسل قبل وبعد الجماع ،اوضاع الجماع المحبذة يوم الدخلة، صدر حديثاً كتاب عن عالم أزهري عن أحكام والاوضاع المحبذة في ليلة الدخلة.

هنا نحن امام مشكلة الا وهي كثرة التفاصيل وتناقضها وبالنهاية  لا يستطيع شخص واحد ان يلم بها وحتى لو اَلَمّ بالبعض منها فانه لايتفق مع اقرانه بالكثير منها حين تصل الى تفاصيل الحياة اليومية الدقيقة  .

 فعند الشيعة الكثير من الآيات وحجج وشيوخ الاسلام  والى اخر العنقود من التسميات ، وكلُ لديه مدرسته الخاصة والتي تفسر كما يحلو لها احكام الاسلام وبالتالي يتبعه المقلدين ، اما في الاسلام السني فلكل مقام وحدث وشاردة وواردة فتوى واجتهادات وشطحات كرضاعة الكبير وما صاحبها من منكر ونكير.

ان كثرة  التفاصيل وتناقضها وتشعبها  وفجاجتها و لغموض الكثير من الايات والنصوص الالهية والأحاديث التي في النهاية تثير اللغط والجدل العقيم .
من المعتاد ان لا تحل المشاكل الفقهية ذات الخلفيات العشائرية الا بالنزاعات والحروب  ، فكانت البداية في مسجد الشقاق و يوم السقيفة ومن بعدها  معارك الردة والجمل والخوارج والى يومنا هذا مع المقتدى و الحكيم والسستاني وعصائب الحق من جهة وعلماء المسلمين وجيش محمد والقاعدة فرع ديالى وفرع الفلوجة.

ولان الإلمام بأمور الدين المعقدة أشبه بالمستحيل وغير ضروري لمتطلبات الحياة الصعبة ويجلب العداوة ، فبمرور الوقت تحول الاهتمام بالقشور هو السائد   وتركت الامور الفقهية المعقدة ومشاكلها لرجال الدين والوعاظ  ، وبالتالي وزيّن الدين للعامة على انه دين الرحمة والشفقة  ومحرر العبيد و عضيد الفقراء وألمراة ومن الجهة الثانية سفه وشوه العصر السابق للإسلام  و نعته بالجهل بالله والتوحيد وصوّر مكة على انها مركز للدعارة والظلم والقهر ،  واظهر رجالات قريش كقطاع طرق بكروش كبيرة ووجوه مشوهة ومرتزقة لا يعرفون الا النصب والاحتيال وحب المال والنساء والغزو وعبادة الأوثان، وسفه وجلب الأحقاد مع الأديان الكتابية الاخرى  وغير الكتابية .

والحقيقة ان الأوثان هي شفيعة للإنسان عند الاله ،  كما هي شفاعات القبور والأئمة وإسباط الرسول وأعمامه وأخواله وأبناء عمومته ونسائهم ، فبدلنا اللات والعزى وهبل بالمئات من القبور والقباب والتكيات والحجارة النبوية. فلاحظ ان الاسلام زاد على عبادة الأوثان عبادة الاشخاص الذين ليس لهم اي رصيد الا قرابتهم لنبي الرحمة وأبقى على قدسية الكعبة.

والحقيقة الغائبة الاخرى ان قريش لكي تنجح بتجارتها والريادة الدينية تحتاج الأمن   ، ولهذا عقدت قريش الأحلاف والمعاهدات مع القبائل  لتأمن مسار تجارتها في الشمال والجنوب لمنع السلب والنهب التي من عادات البدو، فكانت قريش على الطريق  لبناء حضارة مدنية بعيدة عن البداوة، وجاء محمد ورسخ مبادئ البداوة ، رسخ الغزو وقتل الاسرى من الرجال البالغين وسبي النساء وشجع بيع النساء والعبيد كتجارة، فكانت بدر اول الغزوات وغزوة برجي التجارة في نيويورك لن تكون آلاخيرة.

عبر العصور اللاحقة ومع التعتيم والجهل بالدين وحقيقة التاريخ الاسلامي ورجاله ، دخلت القشور وتعشعشت في الموروث الفكري والثقافي المتداول والمنقول عبر الأجيال وصاحبه إكراه  من الخلفاء و وعاظ السلاطين وعلماء الدين  ، وتحول الدين بمرور الزمن الى جهل بالتفاصيل وحقيقة الدين من جهة و تعصب اعمى للدين والرسول من جهة اخرى، فالجهل يولد التعصب والإرهاب ، فأضاف العربي المشبع باخلاق البداوة عصبية الدين الى باقي العصبيات للعشيرة وأبناء العم وأبقى الغزو كحرفة واسماها الجهاد والذي هو اقصى حالات الجهاد . 

لقد ولع الرسول اثناء حياته بالنساء ومن مختلف الأعمار والأجناس  ، وكان له الخمس من أموال الغزو وله حصة من السبايا والأسرى والعبيد،   وله ضيع وأطيان وأحفاد وعشيرة ومنزلة خاصة لال البيت ومن ثم لقريش والمؤتلفة قلوبهم والطلقاء ونوه بوراثة النبوة ولم يؤكدها و تركها معلقة الى ابد الآبدين لتتصارع عليها الأجيال القادمة حتى في بلاد الهند والسند.
ولدت وفاة الرسول ، الذي كانت له الرياسة السياسية والدينية، فراغ سياسي ودستوري، حيث لم يحدد الية انتقال السلطة من بعده، والادهى انه ترك دستور معقد ومشتت  وغير مكتوب بل منقول الا وهو القران  ، منقول على لسان الصحابة، وفي عصر لم تكن اللغة العربية منقطة ( النقاط جاءت في عهد الحجاج) ، فكانت ارضا خصبة  للصراعات ، فاختلط الحابل بالنابل والى يومنا هذا.

ثم جاءت الفتوحات كما يحلوا لهم تسميتها للشعوب والدول المتاخمة والبعيدة والتي أدخلت للإسلام خليط عجيب من العادات والتقاليد والثقافات المتنوعة  والتي فقدت الكثير من خصوصياتها وثقافتها و لغاتها وعاداتها ، ولكنها وبالمقابل أضافت  وأعطت الكثير من موروثها الثقافي ومشاكلها لطوائف الاسلام المتعددة والمتفرقة.

 هذه الفوضى جلبت الكثير من الطقوس والمشاكل والعقد الى الاسلام التي زادت من عدم تماسكه وتناقضه وكثرة العداوات بين فرقه المتعدده ، وهذا الخلاف هو احد اسباب الانتحار الذاتي في الاسلام ,حيث لاتستطيع اي فرقة اسلامية او حزب اسلامي في الوقت الحاضر ان تشكل دولة مستقرة لكثرة اعدائها من الداخل.

 كمثال بسيط مايجري حاليا في العراق، لنأخذ الاحزاب الشيعية، هنالك على الاقل اربعة أحزاب شيعية رئيسية هذا اذا تركنا العشرات من الاحزاب الفرعية، ولكل حزب من هذه  الاحزاب مرجعية دينية مختلفة، وصداقات وعداوات مختلقة، وكمثال لحزب الدعوة عشرات الفروع والتنظيمات والتسميات.


السنة وأحاديث الرسول: 

اصبحت أحاديث الرسول  تجارة مربحة ولكثرتها وتعددها نذكر التالي :
حفظ البخاري 600,000 ثم اختار منها حوالي 7000 اي حوالي 1.5 % .
وبالتالي وكمثال قسمت أحاديث صحيح البخاري الى
حديث صحيح ،حديث حسن وحديث ضعيف 
 مجموع كتب الحديث لأهل السنة تجاوز الثمانية من صحيح ومسند وشمل ما مجموعه اكثر من ستون الف حديث. 
وهذا لا يشمل اكثر من خمسة عشر صحيح ومسند لا يتفق عليها. 
والشيعة لهم كتب الحديث الخاصة وتقارب العشرة ومنها الكافي الكليني  الذي يحوي مايقارب ال 16099 منها التالي  (صحيح 5072) (حسن 144) (موثق 178) (قوي 302) (ضعيف 9485) وسوف لانذكر باقي الكتب .
الجدير بالذكر أن الأحاديث في كتب الشيعة لا ينتهي سندها دائما إلى النبي وإنما كذلك إلى الأئمة الأثنا عشر, لذلك  فللأئمة مكانة خاصة كرواة للأحاديث بل يعتبرهم الشيعة أفضل من بعض الصحابة.

ولا يخفى للقارئ خطورة كثرة  هذه الأحاديث ومصادرها والمشكوك بصحتها اساسا .


إذن مالذي يجمع المسلمين؟
بقي ان نعرف ان  فرق الاسلام بكل أنواعها ومللها ومدارسها العديدة لا تتفق الا على شئ واحد ، الا هو عدم المساس بقدسية محمد واقرانه واحفاده و الذهاب الى حد القتل لكل من يتعدى على شخص الرسول واتباعه ، و هذا تقريبا الشئ الوحيد الذي يوحدهم الا وهو العصبية الدينية.
وما عليك الا مراجعة كتاب ابن تيمية الموسوم " الصارم المسلول في شاتم الرسول" ، عنوان الكتاب يدل على محتوى الكتاب.

والمثير للاستغراب ان كل فرقة من فرق الاسلام لديها من تسب وتلعن وتشتم من رجالات وأحفاد ونسوة واصحاب الرسول واللذين اساسا قتل وشرد بعضهم بعضا، وهذا لايهمهم بقدر ما اذا جاءت من غير المسلم فإنها جريمة تستدعي القتل.

ولذلك اثارت قضية رسوم محمد غضب الشارع المسلم بكل طوائفه ، حيث يتحول  هذا المنتمي لعشيرة الاسلام والجاهل بدينه وشرائعه  الى طاقة متفجرة من الغضب والعنف والإرهاب ، و يصبح المدافع الاول عن الاخلاق والحرية والليبرالية،  هذا الذي لم يعرف ولم يمارس الحرية كل حياته، يأسف  على الحرية والديمقراطية الضائعة في البلدان التي اكتشفت ومارست الحرية ، ويصبح مستعد للقتل للانتقام لشخص رسوله والدفاع عن الحرية التي أساءها الغرب. 

ونفس هذا السياق من النفاق يذكرني  بموضوع غزوة نيويورك ، فالمسلم الذي يدعي الاعتدال والذي يسكن ديار الغرب ، والذي يستنكر الجريمة اما لفضاعتها او كتقية، فانه من جهة ثانية يرقص طربا لنظرية المؤامرة ويمطرك بوابل من الايميلات الغريبة والعجيبة المليئة  بفرضيات وافلام متنوعة من قصص الخيال العلمي ، واذكر منها التالي؛
  ان كل اليهود العاملين في برج التجارة بلّغوا بيوم التنفيذ ولم يذهبوا للعمل تجنبا للحادث.
  او ان الرئيس الامريكي كان على دراية بالواقعة قبل حدوثها ولكنه لم يفعل شئ للسيطرة على آبار النفط والقضاء على الاسلام،
 او ان الطائرة التي ضربت بناية البتاغون كانت طائرة امريكية ويعزز لك ذلك بالصور والافلام .
 العربي قاسي بطبعه ، القتل والغدر مسالة عادية ، حيث الانسان سلعة رخيصة ، ولذلك من السهولة عليه ان يصدق هذه القصص والروايات ويتلذذ بها ، عالم ملئ بالكذب والجدل والنهب والضحك على الذقون وكسر الأعراف ،   وهو يرى الناس صورة مما هو يؤمن به ،  وانت ترى ان كل سيناريو يخالف الاخر ويناقضه ، ولكنها تدين الغرب الذي تربى على كرهه فتريح اعصابه والازدواجية المترسخة في عقله وتفكيره.

 
المحتال والمخادع لا يثق باي بشر و يعتقد ان كل البشر محتالين على شاكلته، والمجرم يعتقد ان كل البشر مجرمين  ولذلك يصدقون وبدون ادنى شك ان بوش او اي رئيس امريكي او حتى الفرد الامريكي العادي لديهم نفس عقليتهم وتفكيرهم،  وان  فقدان ثلاثة آلاف امريكي مسالة لا تقلق الرئيس الامريكي كما هي لاتقلقهم قتل او ذبح الالاف من الشعب العراقي او السوري او الليبي .


نظرية المؤامرة والعقل العربي
 نظرية المؤامرة مرض مزمن ومتجذر في العقل العربي بحكم التربية والدين، و العقل العربي مرهق بالنفاق الديني و السياسي و الاجتماعي إلى درجة أنه أصبح لم يعد يفرق بين الوهم و الحقيقة . 
فسروا كل فشل عبر التاريخ  بنظرية المؤامرة وعبر التاريخ الاسلامي منذ قصة كعب الأحبار والى يومنا هذا.
والحقيقة ان التامر والحيلة والغدر هي من صفات العربي ولذلك يعتقد ان كل البشر كما هو او صورة منه وبالتالي ان عملية  اللجوء الى التبرير يريح العقل الظاهر ولكن يبقى الباطن في ازدواجيه وحيرته وفشله .

من الاشياء المثيرة والتي تدعوا الاستغراب ان هذه الأفكار لا تشمل العرب المسلمين فقط فانا اذكر بعد فترة طويلة من غزوة نيويورك انتقلت للعمل في مستشفى جديد وكان معي طبيب من مسلمي بنغلادش وكالعادة  ومن الاسم توقع أني مسلم ،وبعد ايام قليلة من مباشرتي العمل طلب مني ان أتطلع على فلم يوضح كيف ان عملية قصف البنتاجون هي مدبرة من قبل الأمريكان وليس الطائرة المخطوفة وطبعا كانت المفاجأة والاندهاش والخجل بعد ان فندت ادعاءه وبعد ان عرف اني غير مسلم واتضح بعد ذلك ان الرجل غير متدين وليس له أية صلة بالدين واحكام الدين الا القشور والعصبية المقيتة ولم يفتح معي اي موضوع منذ ذلك اليوم.

تصور الرئيس الامريكي يضع خطة مع وزير دفاعه وبحضور مستشاريه اللذين يتجاوز عددهم العشرات ويوافق الكل على الخطة وبدون اعتراض و يتم قصف البنتاجون في نفس اليوم الذي يأتي به الحفاة من السعودية لتنفيذ الغزوة ،الذي يعرف امريكا وصعوبة إخفاء اي قرار او حدث يفهم استحالة هكذا سيناريو ، فبل كلنتون لم يستطع إخفاء مافعله مع المتدربة لوينسكي  لمدة خمس دقائق رغم علمنا انه لم يفعلها اما مستشاريه او احد معارفه.


كيف يتعامل المسلم مع هذا الكم الهائل من الانتقادات والمعلومات الغريبة على منظومته الفكرية الجامدة؟
أن العصر الذي نعيشه هو " عصر الإنترنيت " ،  الذي أزاح اللثام عن قرون من التعتيم الاعلامي على قصص وروايات وأحاديث السيرة النبوية ، ومع حرية النشر والتعبير عبر الانترنيت ، والقنوات الفضائية المتعددة،  والبرامج التلفزيونية التي شرحت احداث التاريخ المفزع الساكن في بطون الكتب الاسلامية نفسها وانتشار وسهولة الحصول على الكتب الممنوعة والتي ازاح الغطاء وكشفت احاديث القتل وجدع الانوف وقطع الرقاب وسبي النساء والاغتيال السياسي .


  ان اكثر الكتب المدرسية التاريخية المقررة في الدول العربية  مليئة بتفاصيل اقل مايقال عنها انها غير دقيقة ومسيسة لغايات وطائفة معينة ولا تمت للحقيقة والسيرة النبوية بصلة وتحاول إخفاء الكثير من سلبيات ذلك العصر فاعطت للطفل المتلقي انطباع عام اقل ما يقال عنه مخادع وكاذب.
ولا ننسى الأفلام المصرية الدينية والتاريخية  والتي أعطت للإسلام ونبي الاسلام صورة مزيفة وبعيدة كل البعد عن الحقيقة ومشكوك في دقة مصادرها وعادة يمنع ظهور صورة الرسول أو صورة أحد الخلفاء الراشدين وأهل البيت والعشرة المبشرين بالجنة وسماع أصواتهم .
فالكتب المدرسية والافلام التاريخية وافتقاد الدقة فى المعلومات ، اثرت على منظومته الفكرية بشكل عام وترسخت في العقل العربي والشرقي عموما صورة مشرقة وزائفة عن الاسلام وتاريخه والتي أفرزت تنويم اجتماعي وجهل معلوماتي وتعصب صعب اختراقه.

المسلم الذي عاش آمنا في البلاد الاسلامية، متفوق العدد، مسيطر على الاعلام ويوجهه ، لا يسمح باي جدل ، فجأة فقد السيطرة على المعلومات والكتب وانكشف المستور.


إذن كيف يتصرف الان؟ 
كملاحظة عامة انهم واطفالهم يتجنبون التعرض او مشاهدة او قراءة هذه الكتب والاستهزاء بها قبل التاكد من مصادرها ، واذا حدث وقراءها فانه وبمساعدة نظرية المؤامرة وقلة الوعي والانعزال و العقلية البدوية يرفض كل شئ وبدون مراجعة وتمحيص والعنف هو اخر الدواء ، والعنف لايتاح للجميع ولايناسب تفكيرهم بشكل عام او المجتمع الذي يعيشون فيه وخاصة اللذين يعيشون في الغرب، فيلجا للتقية، فيصفق للعنف في عقله الباطن والذي يريحه كما نحن شهدنا الكثير ممن هلهل ورقص لغزوات بن لأدن في الخفاء والجلسات الخاصة ومن رسائلهم الالكترونية ، اما سكنة الدول العربية فكان فرحهم بالغزوات على العلن كما هي المظاهرات في فلسطين احتفالا بالغزوة.
 
فكما نعلم ان  الكثير من الاحكام والشريعة والسنة لا تلائم العصر الحالي ، العالم الحالي الذي تسوده حقوق الانسان والمراة وحتى الحيوان ، والمسلم الجاهل بالكثير من هذه افاصيل وأحكام الدين الموجودة في بطون الكتب ،  يتفاجئ حين سماعه بها لاول مرة وتعكر مزاجه، ويصبح في حيره مابين رفضها وانكارها.

ولكن اذا تعرض لبعض الاصرار والأحراج لإبداء الرائ ،  يبدا كالعادة بالهجوم الشخصي ومحاولة ايجاد معركة جانبية وعملية خلط عجيب بالمعلومات والأحداث  ، والغاية من هذه المهاترات الخارجة عن الموضوع الاصلي هو الابتعاد عن الموضوع الاساسي ، واذا وجد احدهم الشجاعة  وقرر التعليق وإبداء الرائ فانه يعطيك رأيا عجيبا ومشتتا يخلط فيه الحابل بالنابل ويتهجم ويتوعد او  قد ينهي الموضوع بعبارة وكيف لي ان اعلم انها حكمة الله .

فانا اذكر خلال احدى المناقشات عن غزوات الرسول وقتل الاسرى ، تفتق ذهن احدهم ان قال لي ، ولكن قد فعلها تشرشل مع العراقيين ،  فما دخل تشرشل  بالحدث؟ وهل تشرشل هو نبي الرحمة الجديد؟ وما علاقتي أنا بتشرشل؟ هل لأننا كفار وعلى نفس الدرجة من الكفر؟ وهل اذا فعلها تشرشل يجعلها مسالة طبيعية؟ 

والطريقة الاخرى في التخلص من الاحراج هو ان يرمي الكرة في ملعب الخالق ويدعي الغباء حيث عبارة " الله اعلم " تكون جاهزة لانهاء النقاش، ويتناسى نفس الشخص ويصفق ويرقص  حين يقرا عن تفسير للنظرية النسبية  او نظرية دارون او علاج لسرطان الرحم في القران فيتحول من عبارة الله اعلم الى عالم بالفيزياء والطب.
إذن نحن امام ظاهرة متميزة، فالمسلم عادة متعصب لدين لا يعرف عنه الكثير، ولكن حين تقرا له مما لا يعرفه ، يسيب الحمار ويمسك البردعة.
 فيترك النص الذي يشمئز منه ويهاجم ناقل الحديث، وهو لا يدري ان ناقل الكفر ليس بكافر.
                       

قضية  الرسوم المحمدية
وهنا أنا لست ضد او مع الرسوم لانها لا تهمني ولا تعني اي سئ ، فهي حرية تعبير وقد يسئ البعض هذه الحرية وفي النهاية لا يصح الا الصحيح، ولولا الضجة التي افتعلها المسلمين لاندثرت الرسوم في اليوم التالي. 
 
كتاب سلمان رشدي هو كتاب صعب القراءة وأسلوبه معقد  وغير مسلي ولولا فتوة الخميني الشهيرة بقتله لوجدت السيد رشدي يبيع شاورما وفول مدمس في احد احياء لندن بدل الشهرة التي جلبتها له فتوى القتل.  
لو فرضنا انك منعت هذه الرسوم و باي طريقة ومن ضمنها الإرهاب والقتل،  هل انت ستمنع الناس من رسمه او سبه او نقده في جلساتهم الخاصة او على الاقل في عقولهم؟ 
أليس الافضل ان تتطلع على  النقد وتدرسه وتصححه بدل بقاء الامور كما هي وندور كالثور في الساقية لكل هذه السنين. 


        
المسلم والحضارة الغربية :
المسلم يضع الاسلام واحكامه وشرائعه قبل احكام وشرائع الدولة و كشرط اساسي للمواطنة ، وهذا لا ينفع في الدولة المدنية الحديثة ، حيث ان الدين ليس له اي دور او علاقة بالمواطنة والانتماء للوطن والمجتمع ، ولهذا سقط المسلم في امتحان الذوبان والتأقلم مع الشعوب الجديدة.  

على العموم يريد غالبية المسلمين ان تطبق الشريعة الاسلامية  في الغرب ووصل بهم ان طالبوا البرلمان البريطاني على جعلها احد الوثائق المعتمدة في التشريع.
لا يفقه معظمهم انهم هم اول من نفر من هذه الشرائع المطبقة في بلدانهم والتي تركوها وهاجروا لحياة افضل، ومعظمهم لايعلم ما تحوي الشريعة ، ومعظمهم اذا عرف ما تحوي سوف يمقتها ولكن هذا لا يمنع إصرارهم على تطبيقها.
                                                    
من الملاحظ ان المسلم يتوقع انه ما ينقص  الحضارة الغربية العظيمة شئ واحد ، الا وهو الاسلام والشريعة الاسلامية. 
الكثير من اللذين يعيشون في الغرب يعشقون كل ما في الغرب ، الا شئ واحد هو ، الا وهو حرية الدين وكون الاسلام دين الأقلية، وهذا لا يريح المسلم ، فقد اعتاد ان يكون من حزب الأكثرية وإذلال الأقلية وعزلها وفرض الاتاوات واسكاتها بالذل ( وهم صاغرون) او بالارهاب اذا كان لابد منه ، فلديه شعور  بانه مضطهد لانه أقلية، وكونه اقلية لايستطيع اسكات الاكثرية وانتقاداتها .
وهم لايدرون ان هذه الحرية الدينية وفصل الدين عن الدولة هي اهم اسرار نجاح الغرب حيث اصبحت المواطنة كل شئ بعيدا عن العنصر او الدين.

 يشكل الدين والعروبة اهم عناصر الانتماء والمواطنة ( لاحظ ان هذه هي رسالة البعث) في بلاد العرب ، ويعتقدون جازمين انه بإضافة الاسلام الى الغرب سنحصل على جمهورية أفلاطونية لامثيل لها ، فيأخذ الغرب واخلاقه وحضارته ويخلطه بالإسلام ليحصل على افضل طنجرة محشي .وهو لا يدري او لا يريد ان يدري ان اهم اسباب تأخره هو الاسلام بأحكامه وتناقضاته ، ولا ندري ماذا سيضيف الاسلام للغرب؟ وهل هم طلبوا المساعدة ؟ ومن قال انهم غير مرتاحين لما هم فيه؟
الذي لا يعرفه المسلم انه اذا أضاف الاسلام او اي دين اخر كشرط ذهبت كل أسس عظمة هذه الحضارة.

سؤال للمناقشة؟
اذا انت فشلت في انتاج حضارة مدنية وبلد اسلامي ناجح في مجتمع اسلامي ! لماذا وكيف تتوقع ان ينجح في مجتمع غير إسلامي؟
 فحتى ما يعتقده المسلم حاليا  انجح نموذج لبلد اسلامي ، الا وهي ماليزيا ، فانها شيدت على أكتاف المبدع البريطاني وقوانينه . ان عنصرية المسلمون في ماليزيا تزكم الأنوف .
 كيف تتوقع ان تفشل افكارك وشرائعك في مجتمعك وتتوقع ان تنجح في مجتمع غريب وبثقافة مختلفة و رافض بل قد يمقت  كل أفكار وشرائع الاسلام الى حد ان يعتبرها البعض إهانة للإنسان والبشر والمرأة و حرية الفكر .
الحضارة الغربية ، هي عصارة  نجاحات واخفاقات شعوبها عبر التاريخ  والاستفادة منها وتطويرها وتهذيبها عبر الزمن ، وخرجت بهذا النموذج الحضاري ، فهل من الانصاف للدخيل ان يجبرهم ان يغيروا نمط وشكل حياتهم وماكلهم وملبسهم واختياراتهم ؟

 
شروط نجاح الدولة العصرية:
من مشاكل دولة الاسلام انها لم تقم على مبدا الانتاج والعمل ، اذا كان زراعي او تجاري او حرفي، فالإسلام لكي يجذب الانسان البدوي خاطب نزواته وشهواته ، فشجع الغزو والقتل وسبي النساء والعيال والمال.
ولذلك عندما قامت الدولة الاسلامية ، قامت على انقاض سلب ونهب وهدم حضارات عظيمة  من فارسية الى رومانية الى قبطية، فكان الاسلام كالجراد ، يقتل وينتهك الأعراض ويهدم ويجبر على اعتناق الدين الجديد او العزلة والجزية والعيش كمواطنين درجة ثانية وإجبارهم على تعلم العربية ليتسنى لهم قراءة القران .

هل تتصور النهب والسلب والانبهار والفوضى عند دخول الجيش الاسلامي ايوان كسرى العظيم والفرهود الذي حصل وكيف خلع ونهب القصر من أثاثه ومحتوياته والتي تبعثرت خارج القصر ، هل تتصور كيف سبيت ونكحت النساء في حدائق القصر التي تحولت الى تراب منذ ذلك اليوم الاسود. انها صورة تذكرني بليلة فتح بغداد من الجيش الامريكي والفرهود الذي تبعه.

أبغض انواع الاستعمار هو الثقافي وخاصة اذا لم يكن للمستعمر الا كتاب واحد غير قابل للترجمة.
محى وغيّر ثقافات وعادات ولغات وملبس الشعوب ، هذه التي طورتها عبر أجيال طويلة وتناقلتها من جيل الى جيل فضاعت مع دخول الاسلام .
شكل الاسلام بدل الحضارات العظيمة التي سحقها وسحق ابنائها وثقافتها  مشيخات وطوائف قائمة على اساس من العصبية القبلية والدينية ، تتصارع فيما بينها ، معظم الخلفاء من الراشدين وغير الراشدين ماتوا بالقتل او السم،.
عتمدت المشيخات الاسلامية في السابق على النهب والسلب وإرهاب الشعوب وعلى البترول حاليا،  كما هو الحال حاليا في السعودية. 
للإسلام قابلية فريدة على الانتحار الذاتي ولكن أموال النفط في العقود الماضية أجلت هذا الانتحار.
حيث لاتستطيع اي فرقة اسلامية او حزب اسلامي في الوقت الحاضر ان يشكل دولة مستقرة لكثرة اعدائها من الداخل.
ان الدولة بمعناها الحضاري لا تقوم الا في المناطق التي يظهر فيها انتاج اقتصادي منظم من زراعة او صناعة وهذا لا ينطبق على الدولة الاسلامية المجاهدة الى الأبد. 
والسؤال الذي يطرح نفسه، اذا نجح الاسلام في تدجين كل سكان العالم واصبح الكل مسلمين ؟ ماذا بعد ذلك؟ 


النهاية أليمة وسوف تدفع الشعوب الحرة ثمن هذا الاستعمار الجديد لحين ايجاد بديل للنفط كوقود او ان تبدأ امريكا التنقيب واستخراج النفط .


ملاحظات:
(اعني بالمسلم هنا  هو كل انسان ولد وتربى في عائلة مسلمة حتى لو لم يكن يمارس الدين كما ينبغي ،  فهو لإيصلي ولايصوم ولا يقدم الزكاة والتي هي من  أركان الدين الاساسية ولكنه يبقى مسلم ومتعصب للدين) 

 



#فائز_الكنعان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكرًا صدام حسين
- التكعيبية في الشخصية العراقية 
- اناالإعجازات و الإعجاز اللغوي في القران
- البدن و البدينة , المجموعات المؤلفة للكيان العراقي
- ابو لهب والربيع العربي في مكة
- الى توفيق محسن ضيدان الذي علمني القراءة


المزيد.....




- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فائز الكنعان - ملاحظات في الشخصية العربية