أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزيه كوثراني - حرفة عاشق














المزيد.....

حرفة عاشق


نزيه كوثراني

الحوار المتمدن-العدد: 3606 - 2012 / 1 / 13 - 14:32
المحور: الادب والفن
    


حرفة عاشق
أستغرب هذا القتل المجاني والبشع للفرح حين تكون قوالبنا وتصوراتنا هي الحياة . فنختزلها- الحياة - في بعض التفاهات والأخطاء إلى أن تأخذ حجما يعمي البصيرة فتتعطل رؤيتنا وحواسنا بوقاحة الإنصات لأنفسنا فقط في نوع من المنولوج الذاتي المريض البعيد عن تقديم حصيلة اليوم والأسبوع أو مسار الحياة بأسلوب النقد والنقد الذاتي كقفزة متقدمة تقرأ السيرة الذاتية بمنطق عقلاني نقدي .عندما ننصت فقط لأقوالنا وآرائنا ونعلي من شأن وجهة نظرنا وأحكامنا نكون بذلك قد أجهزنا على أجمل صفة في الإنسان . يمكن تعلمها وتطويرها بشكل مستمر وهي تعلم فن الإنصات وأيضا فن تعلم الإنصات . لان ذلك يدخلنا في الباب الواسع للصيرورة والتغيير والتطور الذاتي والجماعي والمجتمعي . ويحصن أفقنا من خطورة الانغلاق والاطلاقية والشمولية المولدة للحقد والعدوانية والإحباط والفشل...
فنخسر أنفسنا والآخرين والحياة . كم من الأسر دمرها هذا العماء الذهني والعقلي الثقافي وجعل القيم النبيلة مثاليات خرافية لا يمكن نيلها أو عيشها إلا بقضاء وقدر . وربما قد تصير مجرد وعد من السماء لحياة الذين استسلموا وتنازلوا للآخرين في تقرير مصيرهم وصنع حياتهم بالقسمة والنصيب والعادة والتقليد والمقدر والمكتوب ...
فيهرول بعضنا من حب لا يأتي إلا كالربيع تحت جنح ظلام رياح الخريف العاتية بجنونها المخيف . حيث هزيم الرعد ولسعات البرق على أديم السماء التي لا تكف عن الصراخ إلى أن تفجر مآقيها بهطول الدمع الغزير المتفاوت الحدة والشدة في الرحمة أو غضب الدمار ثم يخضر الجبل والسهل على امتداد البصر معلنا ولادة أنشودة حب صادق . يهرول المتعجلون من هكذا حب أصيل إلى تصيد وجبات الحب الجاهزة والمتع الهاربة أو المحدد بنماذج ذهنية توارثوها بالتنشئة الاجتماعية الثقافية . فيجري بشكل لاهث كل واحد منهم وراء صورة أمه ..أخته ..أبيها .. صبية في الذاكرة أو صديق خلفته عاصفة الطفولة في جبة الماضي الساحر أو ولدته قصص وروايات ومسلسلات ...
يجري وتجري ..ثم تجري ويجري إلى أن يدركهم التعب وينال منهم الإرهاق والكدر . وبعد أن تغتصب أنانيتهم بصورة سريعة ومفجعة عمرهم ويباغتون وهم يتساءلون بصمت استنكاري كيف تجعدت ملامح الوجه واشتعل الرأس شيبا وتكلم الزمن في عضلاتهم المترهلة فصارت لا تقوى على الصمود . عندها تقف بشاعة الحقيقة بسخرية ماكرة . وهي تهزأ منهم وتكشر عن أسنانها دون رحمة لتنتقم من غبائهم وعنادهم وجحودهم . وهي تهددهم بسحبهم من الحياة التي رسموا صورتها الجميلة بتضخم الأنا إلى درجة قذفوا الحياة في أول مزبلة على الطريق . فسجنوا أنفسهم في محراب سراب الصورة الهاربة كحالة طوارئ قصوى لا تنتهي ...



#نزيه_كوثراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوامش على ..ذاكرة الجسد لاحلام مستغانمي
- طفولة في.. ذاكرة الجسد لاحلام مستغانمي
- تونس لم تعد في تونس...
- ابن رشد ومشكلة النسبية
- الموت يحتضر...الجزء الاول
- عندما يضحك الوطن...
- تونس تمهل..ولاتهمل
- الاحذية
- الحفاة والكنغر
- يوميات عاشق =1) الامل الشاق
- لعبة الاواني
- اسئلة التمدن في السؤال الفلسطيني 2
- اغتيال
- اسئلة التمدن في السؤال الفلسطيني
- الكينونة والعدم
- مثقف المعارضة العربية


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزيه كوثراني - حرفة عاشق