أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نسيم عبيد عوض - أين الإرادة المصرية؟














المزيد.....

أين الإرادة المصرية؟


نسيم عبيد عوض

الحوار المتمدن-العدد: 3606 - 2012 / 1 / 13 - 03:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ونحن نسعى لتفعيل سلطة الشعب المصرى بكل طبقاتة وفئاته بمسلميه وأقباطه ‘ونحو إرادة مصرية مستقلة ‘وطريق واحد للمواطنة ‘نستعيد اليوم صفحة من تاريخ مصر الوطنى والعريق ‘‘ففى عام 1805 عام الأرادة المصرية ‘ وبداية نهضة مصر الحديثة‘عندما شبت الثورة بقيادة السيد عمر مكرم ‘ قام نواب الشعب وزعماؤه بخلع الوالى التركى خورشيد باشا عن ولاية مصر‘ وقرروا تولية محمد على واليا على مصر‘ ‘فقام مندوب خورشيد باشا بلقاء عمر مكرم ‘ وابلغه برفض قراراتهم ‘ وقال له " كيف تعزلون من ولاه السلطان عليكم وقد قال الله تعالى " أطيعوا الله .والرسول . وأولى الأمر منكم " فأجابه عمر مكرم " أن أولى الأمر هم العلماء وحملة الشريعة والسلطان العادل ‘ وهذا الرجل رجل ظالم ‘ وقد جرت العادة من قديم الزمان أن أهل البلد يعزلون الولاة الظالمين.
وإزاء هذا الرفض قرر الشعب الثورة . فأجتمع قادة الشعب ‘ عمر مكرم ‘ جرجس الجوهرى كبير المباشرين الأقباط والشيخ الشرقاوى والشيخ الأمير والقاضى ‘ وقرروا حمل السلاح لكل قادر . وخرجت جموع الشعب بجميع طبقاته واختلاف أعمارهم ومراكزهم وطوائفهم ‘ حتى قال المؤرخون أن فقراء الشعب من العامة كانوا يبيعون ملابسهم أو يستدينون ليشتروا الأسلحة ‘ ونشب القتال بين الوالى والشعب ‘ حول القلعة ‘ حتى إستسلم خورشيد باشا ‘وترك القلعة وغادر البلاد . وهنا إنصاع السلطان العثمانى لقرار شعب مصر ‘ وأصدر الفرمان بتثبيت محمد على واليا على مصر ‘ إستجابة لثورة وطلب شعب مصر .وهكذا توجت الثورة بفوز إرادة الأمة المصرية ‘ وإستقر الحكم لما أراده الشعب ‘ وهكذا بدأت نهضة مصر الحديثة عام 1805.
هذه صفحة واحدة من تاريخ مصر الناصع ‘ نرى فيه تحكم الإرادة المصرية فى مصير شعبها وأمتها ‘ ومستقبل أيامها ‘ حيث قرر الشعب وزعماؤه ‘ ولم يستسلموا الآ بتحقيق مطالبهم. هذا كان منذ أكثر من مائتي سنة . والناظر إلى حال مصر فى السنين الأخيرة ‘يرى أن الإرادة المصرية تائهة ‘تبحث عن شعب يتمسك بها فلا تجد . فالإرادة المصرية غائبة حائرة لاتجد من يلتف حولها ‘والكل فى وادي النسيان . تقطعت الإرادة الى مئات الأجزا ء ‘ وكل قطاع من الشعب يتعلق بجانب منها وبمصالحة ‘ تشتت الأمة بين ثوار فى ميدان التحرير ‘ وآخرين فى ميدان مصطفى محمود ‘ ووآخرين فى ميدان العباسية ‘ ومجموعات ذات توجهات مختلفة بعضها فى محمد محمود ‘ وبعضها فى مجلس الوزراء ‘ وجماعة محظورة تتحول الى حزب سياسى يحصد الأغلبية العددية لمجلس الشعب ‘ وخارجون من سجون أمن الدولة يستولون على شوارع مصر ‘ وجماعات أنصار السنة المحمدية (السلفيون حاليا ) يحتلون باقى كراسى المجالس ‘ ثم جماعة مجلس الوزراء ‘ وفوق الكل مجلس عال يسمى المجلس العسكرى ‘ وجماعات ومثقفين من بيوتهم ‘ وآخرون من أموال البتروليات ‘ وفضائيات تعمل بأموال قطر والسعودية ‘ وموجهو تربية وتعليم يطلبون فى إمتحانات المدارس ‘ أن يشكر الطلبة المجلس العسكرى ‘ وتهنئة حزب الحرية والعدالة بالفوز فى الإنتخابات ‘ وأن يحطوا بقدر ثوار 25 يناير ‘ ومفتى الديار المصرية يكفر أتباع المسيح عيسى بن مريم ‘ ويكون فى نفس الوقت فى مقدمة وأول المهنئين بعيد ميلاد عيسى المسيح ‘ و مهندس كبير ‘وعضو مؤسس فى حزب أطلقوا عليه النور ‘ وليس فيه تباشير النور ‘ ينشر علنا أنه لا يفتخر بحضارة الفراعنة من دون العالم المبهور كله بهذه الحضارة ‘ويطالب بتغطية تماثيلهم بالشمع حتى يغطى عورتهم ‘ ويقرر بأن كتابات الحائز على جائزة نوبل ‘ أدب دعارة وفسق .
مانعانيه الآن هو تشتت الإرادة المصريةوتفتيت إرادة الشعب ‘وهو نجاح عظيم لإجهاض أية ثورة ,فلو بحثت الآن كيف يسعى الوطن الى الإستقرار ونهضة مصر تجد الفكر موزعا بين ‘هل يوضع الدستورثم الأنتخابات البرلمانية ثم انتخاب الرئيس ‘ أو الإنتخابات ثم الدستور ويليه الرئيس ‘ وآخرون يرون إنتخاب الرئيس قبل الدستور ‘ ثم هل يبقى مجلس الشورى او يلغى ‘ وهل يستمر تزييف الحقيقة من أفندى الى فلاح او عامل ‘ او بقاء نسبتهم فى المجلس أو تلغى ‘ثم من سيختار اللجنة التأسيسية التى ستقنن الدستور ‘والفقه الدستورى المعروف للعالم كله ‘ غيروه الى فقه اخوان وسلفيين ‘ بمعرفة طارق البشرى وصبحى صالح ‘ اللذين باعا للمجلس العسكرى دستورا يحرم إنشاء أحزاب بمرجعية دينية ‘ ثم تتحول الجمعية الدينية الى حزب سياسى , وفى النهاية مجلس برلمانى يكاد يخلو من الأقباط الذين يمثلون 19 مليون نسمة ‘ ومن المرأة وهى نصف المجتمع ‘ وكذلك من الشباب الذى يمثل 30% من شعب مصر ‘ ولكن أغلبيتة ذوو لحى قصيرة وطويلة ‘ وتركت بضعة كراسى لباقى الشعب . فهل هذه هى الديمقراطية ‘ وهل تختلف عن ديمقراطية الحزب الوطنى .
لقد نجحت عوامل كثيرة فى قتل الإرادة المصرية وفى عز النهار ‘ القتله يسفكون الدماء ويهرسون الأقباط تحت المدرعات ‘ ثم يأتون الى الكنائس يهنؤون الكنائس ويوزعون القبلات يمينا ويسارا ‘ يخنقون الشعب بالقنابل الكيماوية ‘ ثم يخرج علينا البعض يطالبون بضرورة بتكريم مجلس القتلة والسفاحين . يصوبون الرصاص الى أجساد وعيون المصريين ‘ ويخرجون علينا بالملابس الميرى المهيبة ‘ يحتفلون بثورة مصر ‘ والشعب افقدوه ارادته والجموا لسانه ‘ لكى لا يسأل أي ثورة ستحتفلون بها ‘ الثورة التى أسقطت النظام ‘ أم ثورة إعادة نظام الحكم القديم .
ليس هذا شعبى الذى أراه فى صفحات تاريخ بلدى ‘ حيث كانت الإرادة المصرية واحدة متماسكة بمواطنة كاملة ‘ أستطاعت ان تحقق إستقلال مصر عن المستعمرين الطغاة ‘ وتجمع الشعب بكل فئاته وطوائفه على كلمة سواء ‘ وقفوا صفا واحدا أمام أعتى دول العالم ‘حتى أصبح لمصر مكانتها المرموقة فى كل المجالات علميا وفنيا وحضاريا ‘ تتغنى بها الأمم وتقتدى بها ‘ ولكن النظام السابق منذ عقود عديدة نجحوا فى تفتيت الإرادة المصرية ‘حتى أصبحت وحدة الإرادة حلما من الأحلام‘وأصبح مستقبل مصر فى مفترق الطرق . ولك الله يامصر بدون إرادة شعبك .



#نسيم_عبيد_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المادة الثانية إلغاء للهوية المصرية
- نحن لا نخاف
- كتاب وصف مصر 2011
- وأما الآن فالقاتلون يبيتون فيها!!
- من يحارب شعب مصر ؟
- دستور ياأسيادنا
- الكلب واللصوص
- مقال - أميركا تريدها رجعية
- بداية الشوط الثانى


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نسيم عبيد عوض - أين الإرادة المصرية؟